الحياة الزوجية بحاجة لالتفاهم ام الحب؟
2009-11-19 17:05:22

الحب تجربة إنسانية فريدة يمر بها الإنسان تمس صميم قلبه بل قد تغير شخصيته للأفضل، ليشعر كأنه ولد من جديد، ولكن هل الحب يتوافر في زمن طغت فيه الماديات على المشاعر ،هذا السؤال يبادر ذهن كل زوج وزوجة وكأن الطبيعي أن الزواج يقضي على الحب ويحول الحياة إلى روتين خانق.

وبالرغم من أن الحب لا يستطيع أن يستغنى عنه البشر، تطالعنا الصحف يومياً بدراسات تؤكد فنائه بعد الزواج، وكانت أكثر الدراسات تفاؤلا هي دراسة أمريكية قام بها باحث في علم الاجتماع يدعي ويليام رويبنسون مستنداً إلى مجموعة قصص حب شهيرة وواقعية أو حتى خيالية حيث توصل من خلالها إلى أن العمر الافتراضي للحب هو 3 سنوات ليس أكثر بعد الزواج.

المشهد الأول

يتعاهد الزوجان أن يعيشا في “عشة”، ويقسمان أنهما يكفيهما أن ينظرا في عيني بعضهما.. فلا يأكلان ولا يشربان ولا يعملان.. فليس هناك من شغل سوى الهمس إلى الحبيب، والتحليق في الفضاء، وعد نجوم السماء!!

المشهد الثاني

يطالبها بنصف الراتب وربما كله.. وتعاتبه على تجاهله الذهاب إلى طبيب الأطفال، ينظر إليها شذراً؛ لأنه ليس لديها صبر أيوب في قدرتها على تحمل غضبه وجبروته وعصبيته، فالمرأة حسب مفهومه خلقت لكي تستوعب وتمتص وتتحمل وتتحمل.. وتنظر إليه غضبا؛ لأنه لا يقول إلا “نفسي” ولا يعرف من مفردات الحياة سوى الأوامر والطلبات.

ها هما قد هبطا من السحاب إلى الواقع.. غادرا نجوم الليل إلى نجوم “عز الظهر” انقلاب يتوقف أمامه الطموح العاطفي، ويترجل “الحب” بعد أن كان فارسا.. زيادات تبدأ وتستمر يرافقها الفشل من البداية وحتى النهاية.. حالات كثيرة نصادفها في حياتنا اليومية وعلاقاتنا الأسرية يجمعها شيء واحد هو اتفاق الزوجين على “عدم التفاهم” الذي أمامه ينصهر بلا هوادة ما كانا يعتقدانه قبل الزواج حبا.

عدم تجانس الفكر، عدم ائتلاف الطباع يعنيان بالضرورة عدم التفاهم، وربما يجرنا ذلك للسؤال: ما المقصود بحسن الاختيار؟ لقد فهمه البعض على أنه جنس الخلق، ولكن كم من زيجات فشلت رغم أن كلا الطرفين عنده دين وخلق.. لا بد أن حسن الاختيار يعني في جزء كبير منه ما هو مناسب للتأقلم مع هذا الشخص بالذات، فعند الاختيار ينبغي النظر بوعي إلى عنصر الدين والتدقيق في التفاصيل..

في الطباع في الخلق في الحالة الأسرية، مرة قالت إحدى صديقاتي: البيئة مهمة جدًّا في الزواج، فأنا أعاني لأني من بيئة مختلفة تمامًا عن زوجي.. وكنت أعلم أنهما من البيئة المتدينة المثقفة نفسها، فقد نشأ كل منهما في عائلات متشابهة ظاهرا، ولكن طباعها وطريقة معيشتها مختلفة تماما..

هذا ما تبين بعد ذلك، وهذا ما يعني في جزء كبير منه معنى “التفاهم” فوجوده بين الزوجين يعني طباعا منسجمة لا متنافرة ولا متطابقة 100%.. التفاهم إذن عزيزي القارئ ينشأ بين الزوجين منذ البداية.. منذ الاختيار.. والذي يبدأ لا باختيار الأشخاص المناسبين فحسب، وإنما باختيار بيئة تربية متقاربة، وعندها سيتم التفاهم وسينشأ الحب الذي فقط سيعيش في كل الفصول، وسيضمن صمود الشراكة بالفعل لا بالهمس فقط!!

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق