كيف تجد نصفك الاخر؟!!
2008-08-06 15:00:18

مراحل الحب بسيطة للغاية، تبدأ بلحظة لقاء الشريك، وعندما نعثر على نصفنا الآخر ونتعاهد معه على الالتزام، نظن أن الأمر انتهى، في الحقيقة يكون بدأ لتوّه. نستطيع تفعيل ديناميكية تواصلنا مع الشريك عبر مراحل بسيطة وسهلة، تقدمها لنا د. شيري كارتر سكوت في كتابها، الأكثر مبيعاً ضمن سلسلة نيويورك تايمز، "إذا كان الحب لعبة فهذه هي قوانينها".يتم الاتصال عندما تتدفق الطاقة بين الشخصين من دون تحفّظ، ويبدأ عادةً بشرارة تنطلق بينهما، فيحدث تجاذب كيماوي عجيب يشبه في قوته المغناطيس. أحياناً يشعران بأنهما تقابلا حتماً في مكان ما وأنهما يعرفان بعضهما بعضاً، وأحياناً يشعر كل منهما بالراحة تجاه الآخر. على الرغم من ضآلة الشرارة في البداية، إلا أنها ستكون في ما بعد الشعلة التي ستضيء الطريق إلى مملكة الحب.

يتطرق كثيرون إلى فكرة الإنجذاب الحسي عندما يحاولون تعريف كلمة الإتصال، وهذا أمر ممكن نظراً إلى حدوثه نتيجة تفاعل كيماوي قوي بين الشخصين. على سبيل المثال، عندما نرى شخصاً نشعر بالانجذاب إليه، تخفق قلوبنا بشدة وترتعد أجسادنا، ويبدأ خيالنا في الجموح، ونشعر أننا مشدودون بقوة الى هذا الكائن الساحر الذي يقف أمامنا.

قد يحدث الاتصال على مستويات عدة تتداخل أحياناً. قد يكون ذهنياً عندما ينسجم عقلان، أو عاطفياً عندما يشعر شخصان بأنهما متوافقان، أو روحياً عندما يكونان على الموجة نفسها. لكن، قد لا يعني الإتصال القوي بين شخصين أنهما بالضرورة يحبان بعضهما بعضاً، أو أن القدر جمع بين مصيريهما قبل أن يلتقيا، فهو الخطوة الأولى التي تجمع بين أي شخصين يريدان الارتباط. من الممكن أن يتصلا بكثير من الأشخاص طوال حياتهما، لكنهما لن يستطيعا التعرف الى شريك حياتهما سوى باستكمال باقي الخطوات.

اكتشاف

مرحلة الاكتشاف هي مرحلة "التعارف" التي عادةً ما تكون مصحوبة بقضاء ساعات في الحديث عبر الهاتف ليلاً، أو التنزه في نزهات طويلة للحديث عن ذكريات الطفولة، أو تناول عشاء رومانسي للبوح بالأسرار والأحلام، ويُسرد خلاله تاريخ حياتهما. مع كل معلومة جديدة، يقع حاجز من الحواجز، ويبدأ الطرفان بالاقتراب أكثر فأكثر من أعماقهما.

مرحلة الاكتشاف بالغة الأهمية، لأننا نكتشف فيها المعلومات التي تلزمنا، لتقييم ما إذا كان هذا الشخص يناسبنا فعلاً، ففي حال تعجلنا في هذه المرحلة أو تجاهلناها، قد ينتهي بنا الحال مع أشخاص لا نعرفهم أو لا يناسبوننا.

لا تنخدع بنظّاراتك الورديّة

أولى لمسات الرومانسية تتحقق في هذه المرحلة، لكن، مع كل الأخبار التي تسمعها عن حياة الشريكة، ومع كل السعادة الغامرة التي ستشعر بها وأنت تبوح بأدق أفكارك لها، هل ستتذكر ضرورة أن تبقى متيقظاً وألا تنجرف وراء مشاعرك، مع أنك ستفضل وضع نظاراتك الوردية في مكانها من دون أن تنزعها كي لا تفسد على نفسك سعادتها، وبهجتها؟ لكن حري بك أن تنظر من تحتها من حين إلى آخر، كي لا تغيب الحقيقة عن عينيك.

حقائق

استخدم هذه المرحلة كفرصة لاكتشاف الشريكة من الداخل والخارج، وجّه إليها الأسئلة، وانصت باهتمام إلى إجاباتها عنها. من السهل أن تسمع ما تريد وتتجاهل ما يخبرك به أي شخص عن نفسه. إنتبه إلى ما تقوله عن نفسها، واسأل كذلك عن الأمور الأساسية: أين تقيم مثلاً؟ ماذا تعمل؟ كيف تستمتع بوقتها؟ هل لديها حيوانات أليفة؟

ستلقي الإجابة عن هذه التساؤلات الضوء على أسلوب حياة الشريك وعاداته. إسأليه عما يحبه، هل يحب الموسيقى؟ أي نوع منها؟ ما هو الطعام المفضل لديه؟ ما هي الأفلام التي يشاهدها؟ هل يحب السفر؟ إسأل عن ماضيها؟ أين تربت؟ ما هي المدرسة التي تعلمت فيها وكيف كانت طفولتها؟ لماذا اختارت مهنتها التي تعمل فيها الآن؟ هل لديها أشقاء أو شقيقات؟ ستساعد هذه الأسئلة الشريكين في رسم صورة كاملة عن شخصيتيهما؟

تقييم

مرحلة تحديد المصير، فبعد الانتهاء من مرحلة الاستكشاف تكون قد توفرت لديك المعلومات التي تحتاج إليها لتحدد ما إذا كان الطرف الآخر هو الشخص المناسب لك أم لا. في هذه المرحلة، ستقارن بين إيجابيات العلاقة وسلبياتها، وما إذا كان المضي فيها سيكون استثماراً طيباً.

قد يبدو ذلك مبالغة في التحليل والتعقيد، بل والقسوة أيضاَ، لكن إذا كنت ترغب في تكوين رباط قوي لا تنفصم عراه، لا بد من أن تسمع نداء العقل وسط مشاعرالرومانسية المتلاطمة. من السهل أن تحكم على شريك حياتك وأنت متيّم به، لأن أي شيء يفعله ستراه جميلاً ورائعاً. لكن حذار، لا بد من أن تنظر إلى المستقبل وترى كيف سيكون شكل العلاقة عندما يفتر حماسك وتنخرط في دوامة الحياة اليومية.

إلفة

إذا أدى تقييمك للعلاقة إلى موافقتك عليها وعزمك على المتابعة فيها، ستكون أنت وشريكك مستعدين للانتقال إلى المرحلة الرابعة وهي الإلفة. في هذه المرحلة، ستبدأ علاقتكما في الدخول إلى مستويات أعمق استعداداً لتكوين مفهوم "نحن".

لا تأتي الإلفة إلا بتوطيد الاتصال الذي تم في البداية بينكما، فهي تعني في جوهرها، إلى اي مدى يسمح أحد الطرفين للآخر بالاقتراب من ذاته، وإلى أي مدى يكون متاحاً له على المستويين الشخصي والعاطفي. تعني الإلفة أن تسمح لنفسك بأن تكون ضعيفاً، وفي الوقت نفسه أن تجعل محبوبك يشعر بالأمان وهو يفصح عما في داخله. تكمن أحلى أنواع الإرتباط وأجملها، في قدرة طرف على إكمال عبارات الطرف الآخر، استجلاء ما يدور في ذهنه من دون أن ينطق به، فهم سرائر نفسه فهماً عميقاً، التفكير معه على الموجة نفسها. الإلفة هي عملية قائمة بذاتها، ومع أن الاتصال والتفاعل العاطفي يمثلان أهمية كبرى فيها، إلا أنه يمكن لكلا الطرفين اللجوء إلى طرق وأساليب ومناهج مختلفة:

أولاً: أن تترك الباب مفتوحاً على مصراعيه أمام شريكك ليرى حقيقتك من الأبعاد كلها، وتجعله يتقبلك كما انت.

ثانياً: يبني اقتسام الآمال والطموحات والأحلام روابط الإلفة بين الأحباء ويمكّن شريكك من اقتحام عالمك الخاص.

ثالثاً: سيتكفل قضاء بعض الوقت سوياً بإيجاد قدر من الإلفة بين الشريكين.

إلتزام

هو التحول من مجرد القول: "أريد هذه العلاقة" إلى "أعرف أنني أريد هذه العلاقة"، إنه معنى اللحظة نفسه التي يتبدل فيها الشك باليقين، التردد بالتصرف، كلمة "ربما" بـ"نعم"، ولن يظهر الالتزام سوى عندما تكون قد مررت بالفعل بعملية التقييم بقدر كاف، فيجعلك تشعر باختيارك وتدعمه بالاقتناع الداخلي. إنه يعني أن جزءاً كبيراً منك يعتقد، بل يؤمن، أن ما تفعله صحيح مائة في المائة، بينما يؤمن الجزء الآخر بأنك قد لا تكون مصيباً في اختيارك، لكنه على استعداد لتحمّل المخاطرة، يعني الالتزام أن تمضي في طريقك من دون تردد أو خوف.

كيف يتعامل؟

راقبي كيف يتعامل مع الناس، خصوصاً النادل في المطعم، سائق الأجرة، قاطع التذاكر في السينما مثلاً. راقبيه كيف يتصرف مع أصدقائه، ستعطيك المراقبة مفاتيح هامة تقودك للتعرف الى أنماطه السلوكية وطبيعته الحقيقية.

راقب ردود أفعالها معك، هل هي معطاءة؟ هل تعرض عليك تذوّق طعامها؟ هل تقاطعك أثناء حديثك؟ هل تقول لك "شكراً" من قلبها؟

هل تتصل بك عندما تقول أنها ستفعل ذلك؟ ستجعلك ملاحظتك لهذه التفاصيل الدقيقة تتنبأ بردود أفعالها إزاء الأمور الكبرى التي تطرأ على حياتكما في المستقبل.

الهدف من مهمتك الاستكشافية في المقام الأول هو جمع المعلومات عن شريكة المستقبل، لتتكمن في ما بعد من أن تحدد هل هي تناسبك حقاً أم لا، والعكس.

 إنتهز الفرصة لجمع أكبر قدر من المعلومات، فقد لا تتاح لك فرصة أخرى لتتعرف الى شريكة حياتك بهذا القدر مستقبلا. عن الجريدة

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق