لا تسأل أنا مين وإنتِ مين - الموهبة الواعدة غنوة بطرس خوري- فسوطه
2013-11-27 19:18:18

 فقد استُدعيتُ من خلال موقع المدار كي أتابع برنامج " الآخر هو أنا" في نادي المسن بمشاركة مدرسة الحوار فسوطه. وكم كانت مُفاجأتي كبيرة حين استمعتُ إلى الموهبة الواعدة "غنوة خوري" ابنة الفنان المُبدع " بطرس خوري " من فسوطه. وكان لي الشرف الكبير أن ألتقي بهما وإليكم أحبائي القرّاء هذا اللقاء:
بطرس خوري بطاقة فنية متميّزة لامعة. عرِّفنا أكثر.
     الفنان بطرس:  فنان من قرية فسوطه. شاعر، مُلحِّن .عازف ومغنّي أسعى لتحقيق نجاح فني متميِّز ليس نمطيًّا إنما فيه الجديد والتّجديد يُضافوا إلى الطبيعة الأم، أعشق الفن وأتنفسُهُ، آمل أن أحقِّق ما أصبو إليه. وأن أوفّق في نشر أريج الفن الحقيقي الصادق محليًّا وعربيًا وأن أكون امتدادًا لماضٍ أفتخِرُ به وتاريخ وحضارة فنيّة مُشرِّفة وأن أكون عند حُسن ظن المستمعين الغوالي ، أبناء الوطن.
طبعًا لكلِّ شيء ولادة. متى كانت الولادة الفنيّة الأولى؟
الفنان بطرس: مُنذُ نعومة أظفاري، فأنا ترعرعتُ وكَبرتُ في جوٍّ موسيقيٍّ طبيعيٍّ جدًّا. فأمي -رحمة الله عليها- كانت تملك صوتًا جميلًا مُخمليًّا، رائعًا. وكانت تُغني في الأفراح والبيت وكانت تلقائيّة حساسة ، تُبدِعُ في غِنائها، وهذا أثَّر في نفسي وأعماقي وجعلني أستشعر الموسيقى في داخلي ووجداني من نفحتها الطيّبة. وكذلك ابن عمّي " إميل جبران خوري" كان رسامًا وفنّانًا وعازفًا وصانعًا للآلات الموسيقيّة وهو اليوم رسامًا معروفًا في الولايات المتّحدة وقد أثَّر بي كثيرًا وهو مَن هَداني إلى الآلة الموسيقيّة وتَحَسُّسِها فَلَهُ الفضل الكبير عليَّ.
 وبعدها سافرتُ إلى الخارج كي أتابع دراستي وتعليمي وهناك تعرفتُ على فنانين من العالم العربي وبدأ مشوار الاحتراف.
حدِّثنا عن هذه التجربة وبداية الاحتراف.
الفنان بطرس: تجربة جميلة جدًّا من خلالها كان لي الشرف الكبير بأن أتعرّف على أساتذة الموسيقى من مصر والمغرب وتونس. فأنا حتى هذه اللحظة لم أستفيق من هذا الحلم الجميل فالذكريات أجمل لقاء ودائمًا وأبدًا أتذكّر وأشعر بأني ما زلتُ أحيا تلك اللحظات الجميلة. التي كانت مفصليّة في تكوين شخصيّتي وهويّتي الفنّيّة . تتلمذْتُ على أيدي أكبر أساتذة الإيقاع في العالم العربي وعزفتُ مع فنانين كبار كثر من العالم العربي مثل: عبد الوهاب الدُّكالي، الشاب خالد، عبود عبد العال وغيرهم الكثير وعزفتُ على مسارح كثيرة في أوروبا آنذاك وأيضًا في الولايات المتّحدة. ومع أنّ الأمس حلمٌ لا يعود ولكن هذه اللحظات محفورة في ذاكرتي ومُخيّلتي.
أنا أعرف بأنّك شاعر وملحِّن مميّز وقد كانت لك إصدارات رائعة وعظيمة فمَن تعرّف وسمع أُبْهِرَ بما قدّمتَ فكيف جمعتَ بين هذه المواهب كلّها؟
الفنان بطرس: أنا أعي جيّدّا بأنّ الانسان الذي يملك قدرة على الكتابة والتلحين هو انسان يُضاف إلى الطبيعة وعليه أن يعشق عشقًا كبيرًا بالإضافة إلى الجمرة والسحر الذي يهبه ايّاه الله. فهذه المواهب تجمع بين المعرفة والموهبة والسحر والثقافة والذّوق والخيال الواسع والفكر ولكن في هذه الحالات غالبًا التفكير عقبة في سبيل الابداع. فأنا أعترف بأنّه غالبًا تولد الكلمة واللحن فِطرِيًّا وذلك حسب حالتي النفسيّة فإمّا من ألمٍ وحزن وإما من فرحٍ عظيم، فلا أستطيع أن أصف حالتي عندما أريد إبداع أغنية فأنا أعيش حالة تخيّل وتصوّر. والخيال أعظم بكثير من الفكر فهو الذي يهديني إلى الثمار الفنيّة والذّوق الذي يحكم في النهاية على مستوى العمل الفنّي.
فالشعر والموسيقى صنوّان لا يفترقان وحالة وُجدانية وعاطفيّة وروحانية بحتة، وفيما بعد يتدخّل الفكر ليُنقّح ما أُبدِعُ. وكُنتُ أتمنى أن يكون جواب هذا السؤال هو صمتي إذ أننا لا نسأل الشجرة المُثمرة ولا تستطيع أن تجيبنا فالله وحده هو القادر الوهّاب المُعطي. فجوابي كان للتوضيح ليس أكثر ولا أقل.
حدِّثنا عن ابداعاتك الفنيّة.
 حتى الآن صدرَ لي العديد من الأغاني شِعرًا ولحنًا بصوت غيري من أوبريت وقصائد وأغاني أذكر منها " كرمال الأطفال" ، " تحيّة إلى وديع الصافي" "فضائيّات" والعديد العديد من الأغاني وكذلك أغنية أحبها جدًّا "إذا بخطر على بالك" التي فازت بالمرتبة الأولى في راديو "مزاج" وأنا لي عدّة أغاني صدرت وستصدر قريبًا أيضًا بفترة عيد الميلاد المجيد. منها " يا عيد" "يخرب بيتك حبيتك" "بلدنا" "ضمة ورد" " خربانة" " بالقهوة في بروكسل"  وغيرها.
حدّثنا عن تجربتك مع العملاق وديع الصافي
الفنان بطرس: طبعًا رحمه الله وأسكنَهُ فسيح جناته ، أسطورة وقيمة فنية خالدة إلى الأبد، كان لي الشرف الكبير كَوْني عازفًا في فرقته سحابة 12 سنة ما يُقارب 40 حفلة في الأردن وطابا مصر.
فهو المعلّم الأوّل والنّبع الذي لا ينضب والنّهر الذي يجري ويتدفّق والبحر العميق والعظيم بأسراره وإبداعاته وخفاياه فمن هذه اللوحة العظيمة الجميلة المتنوّعة الألوان الزّاهية الطبيعيّة أستَلْهِم النور والقوّة والارادة للاستمرار في الابداع وأذكر أيضًا أنّ هذه الأعمال أنتجتها من حسابي الشخصي، وبربي لو أني أمتلك الكثير من المال لكنت سأنهال على أحبائي بالكثير الكثير من الأعمال الفنّية. 
خلال استدعائي لتصوير برنامج يُقدِّمه طلاب مدرسة الحوار فسوطه في نادي المسنين. قامت ابنتك غنوة خوري  بتقديم أغنية " لا تسأل" بصوتها. فقد أُبهِرْتُ بهذه الموهبة السِّحرية المُميّزة وراودني الصّمت لسماعي صوتها وإدائها. فما تعليقك.
الفنان بطرس: لا تعليق فأنا أيضًا فوجِئتُ بها ولم أكن أعلم بقوة إحساسها وإدائها وكان هذا عن طريق الصدفة فقد طُلِبَ مني من قِبَل المدرسة أن أقوم بتأليف أغنية حول موضوع " الآخر هو أنا"  وقد قمتُ بكتابة وتلحين أغنية " لا تسأل". وعندها شعرْتُ أنّها موهبة واعدة فيها السّحر والصّوت الجميل والإداء المميّز فأنا لم أبذل الكثير من المجهود كي أعلمها اللحن، فهي وبسرعةٍ فائقة حفظتْهُ وأضافت إليه أيضًا من نفحات روحها فأتمنى لها التوفيق وبهذه المناسبة أود أن أشكر وبشكلٍ خاص أستاذ الموسيقى الفنان عازف الأورغ ياغي عاصي الذي قام بتسجيل الأغنية وكذلك المربية آمال ليوس مركّزة التربية الاجتماعيّة على دعمها  للعمل.
وإليكُم كلمات الاغنية:
لا تسأل
لا تسأل أنا مين وإنتِ مين    أنا وإنتِ من ذاك الحنين
من رحم الأرض ونور الحياة    من روح الإله إحنا جايين

أمانينا شجر حامل زهر           منه بفوح محبة وعطر
بكرا اللي جايي راح يرسم صور  بلوني ولونك لتحلى البساتين
لا تسأل أنا مين وإنتِ مين
غناء: غنوة بطرس خوري
شعر ولحن: الفنان بطرس خوري- فسوطه

 
 
 
 
 
 
 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق