"شو العلاقة" بين نظرية جاذبية نيوتون وبين نظرية الجاذبية الجديدة للمدرب اشرف قرطام
2012-10-24 22:48:01

كنت من بين الحضور في العرض الذي إقامة المحاضر والمدرب في مجال التنمية البشرية، اشرف قرطام،  تحت عنوان "شو العلاقة"، حيث أدهشني جداً كما ادهش جميع الحضور مما قام بعرضه والتحدث عنه خاصة تلك التفاصيل الصغيرة التي جعلت مئات الحضور اولا يضحكون وثانيا ينبهرون بينهم وبين انفسهم ويعاودون تذكر وربما اعادة "تمثيل" كل ما قاله وكل ما عرضة عن حياتهم اليومية.
بلا شك فان قرطام سيطر بشكل كامل على ادق التفاصيل الصغيرة في الحياة الزوجية وهذه التفاصيل هي تلك التفاصيل اليومية التي قد نراها عادية وروتينية والتي يعيشها كل زوجان والتي تتحول الى جزء من الحياة اليومية والحياة الزوجية والعلاقة المركبة ما بين كل رجل وامراة منذ ايام ادم وحواء، ومنذ مرحلة "الاعجاب" الى "الارتباط" الى "قانون التعود".
كان عرضا مميزا جداً وخاصا جداً ولا يقل عن أي عمل ثقافي فني يحمل رسالة هامة جداً، قرطام ابدع كثيرا وتميز اكثر بأدائه الخاص أمام الحضور خاصة ، بالرغم من أن التجهيزات التقنية في القاعة كانت تجهيزات متواضعة هندسة الصوت والإضاءة وربما لم تكون بمستوى يليق في محاضر مخضرم ومميز كاشرف قرطام ولا في الرسالة العلنية والسرية التي يحملهما العرض إلا أن النقص التقني لم يكن يذكر امام متعة العرض وأمام الترتيب والنظام الذي كان خلال العرض في الدخول وفي الخروج من القاعة. 
"شو العلاقة" وبشكل مباشر وغير مباشر يقول لكل الأزواج ما يقولونه هم بينهم وبين انفسهم كل يوم او ما يقوله الازواج كل على حدى مع انسان قريب (ليست الزوج او الزوجة بلا شك)
وايضا العرض وأداء قرطام يجعلنا ندمع من الضحك ومن سخرية انفسنا من انفسنا ويضع الحقائق التي نعيشها يوميا أمام أعيننا ونحن نبتسم ونضحك بصوت عال دون ان يكون هناك نقاش مباشر ودون ان يكون اساسا متينا "للانفجار" خلال النقاش.
العرض ليس علاجا للمشاكل الزوجية بلا شك وقرطام ليس خبيرا في العلاقات الزوجية وليس طبيبا نفسيا (اعتقد انه ايضا لا يطمح ولا يدعي ذلك) لكن العرض يعطي بُعدا آخر للعلاقة الزوجية من جانب الرجل ومن جانب المرأة ويكشف أمامهما أمور وخبايا لم ربما عايشوها لمل لم يعرفونها كما يجب من قبل أو ربما لم ينتبها لها هذا تجلى خاصة عندا عاد قرطام خلال العرض الى بداية العلاقة بين المراة والرجل الذي كان وفق قرطام (وهو أمر صحيح وصائب) كان صيادا همة ان يخرج ليصطاد الغنائم ليوفر لزوجته (وأولاده) الغذاء هو ما جعل الرجل يرسم هدف واحد يسير نحوه و "يستصعب" أو يرى أمرا آخر. وهذا ربما يعود إلى ان التركيز في الصيد يتطلب تركيزا خاصا وعدم الاهتمام بأمور أخرى وربما الامر انتقل بالجينات الذكورية...!. أما الزوجة فكانت مهامها أخرى فكانت تسير خلف الرجل وفي الوقت الذي كان الأخير متركزا جسديا وذهنيا في الصيد كان لديها الوقت في ان "تتفحص" اشياءً وأمورا أخرى ومن هنا يأتي حب الاستطلاع وحب تفحص الاشياء والمشتريات لدى المرأة. وحين يعودا الى كهفهما بعد الصيد كانت المراة تنشغل في تجهيز الغنائم والصيد وايضا تتفرغ لترتيب كل ما التقطته في الغابة واتت به الى الكهف في حين ان الرجل يجلس في كهفه ليرتاح....! هذا الوصف ربما غير مناسب لحياتنا اليوم لكن يفسر بلا شك رغبة الرجل ان يرتاح بعد ان يعود لمنزله من عمله ورغبته ان يجلس في "كهفه" (وكل رجل له زاويته وهوايته في البيت) ويفسر أيضاً اهتمام المرأة بامور البيت بشكل طبيعي وربما لا ارادي ويفسر دورة الحياة كيف بدأت. هذه الفكرة بحد ذاتها هي فكرة إبداعية ومميزة. إذ المقارنة تمنحنا أولا التفسير والتفكير في الدور "الطببعي" لكل واحد من الزوجان.
إبداع اشرف قرطام لم يتوقف هنا في هذا المقطع فقط بل كان تقريبا في كل جملة ومقارنة ومقوله له في العرض. فهو ابدع جداً وتميز في وصف الرجل وأفعاله اليومية التي يراها طبيعية جدا ابتدءً من الساعة التي يصحو فيها والى ان يعود لبيته  وان لم يكون الأمر دقيقا جداً لكافة الرجال فهو بلا شك صحيحا للغالبية العظمى منهم (من منطلق ان دائماً هناك شواذ عن القاعدة) بالمقابل فعرف أن يصف ويشرح ما بداخل المرأة / الزوجة والتي أيضاً هي تراه أمرا طبيعيا ابتدأ من الانتقادات اليومية والطلبات والغيرة  إلى السؤال الدائم حتى بعد عشرين عاما زواج "بتحبني؟!"
العرض يمنح كل من يحضره (او تحضره) رؤيا اخرى ويكشف خبايا لم يكن يعرفها الرجل عن المراة او بالعكس ويسهل علينا اخذ الامور بمنظار اخر وربما ان نتروى ونحاول تفسير او فهم ما يقف وراء كل تصرف لدى الرجل او المرأة (طبعا ان كان تصرف طبيعي وليس جنوني).

 
 
 
 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق