لم أتصور يوما ما، أن أشاهد فرقة ترقص بين ركام البناء إلى جانب "جبالة الباطون" وأكوام الرمال وأحجار البناء والعمال يقومون بعملهم يقصرون ويبنون ويصلحون.. هذا ما حصل بالفعل يوم الجمعة 2011/12/2 عندما قام أعضاء فرقة "سلمى" بتقديم رقصة ودبكة في المبنى الذي ما زال في طور البناء.
بحضور أعضاء جمعية "سلمى" برئاسة السيد سامر عزام وأعضاء الفرقة وبعض من الأهالي والمصمم المعماري إلياس خوري، ومدير الموقع شربل توما وعمال المقاول مروان مخول، والمشرف والمستشار المعماري المتطوع زيدان زيدان، أقامت مديرة الفرقة وصاحبة فكرة تأسيس معهد "سلمى" للفنون الاستعراضية المسرحية، الفنانة فريال خشيبون، جولة للضيوف للوقوف على آخر المستجدات في بناء المعهد وتجهيزه.
في الساعة الثانية من بعد الظهر استقبلت فريال الضيوف بتأثر كبير وقامت بتعريف أعضاء الجمعية على الزوار، ثم قام أعضاء الفرقة بتعريف أنفسهم وتاريخ انتسابهم للفرقة والتحدث عن شعورهم وهم يضعون قدمهم لأول مرة على أرض بيتهم المستقبلي، وكان الأمر مؤثرا جدًا.
بعدها قادت فريال الضيوف بجولة في المكان الرحب والذي وصل في بنائه للمرحلة الأولى وقد تكلف حتى الآن (500) ألف شيكل من مجمل المبلغ الكامل مليون و مائتي ألف شيكل، وقد حصلت من قسم الثقافة والتربية العربية، التابع لوزارة الثقافة والرياضة والتي تديره حاليا الآنسة لبنى زعبي، على مبلغ (300) ألف شيكل (على أمل الحصول على المزيد من الدعم). كما قدمت بلدية حيفا مبلغ (8,120) شيكل.. وتقول فريال: "نأمل أن نستطيع إتمام المشروع بدعم محبي الفن ..."
هذا وقد أبدى الضيوف إعجابهم الشديد كما ذُهِل العديد منهم من ضخامة المشروع، حيث لم يتوقعوا أن يكون بهذا الكبر وأن يجيب على كل متطلبات المعهد العصرية كما تخوّفوا من عدم التمكن من تتمة هذا المشروع، لكن إصرار فريال وثقتها وإيمانها بأهمية المشروع لأهل البلد أعطى شعورًا بالتفاؤل للجميع.
وفي حديث مع المنسق الإعلامي للجمعية الفنان أسامة مصري، قال: "أنا أستغرب عدم وجود الممولين العرب والداعمين لمثل هذا المشروع، كما أستغرب عدم وجود مؤسسات رسمية مثل "مفعال هبايس" التي من واجبها تقديم الدعم الكامل لمثل هذه المشاريع الثقافية، كما نعلم ذلك".
وتقول ياسمين سعيد دلال، وهي إحدى الأهالي التي لديها ولدين في فرقة "سلمى": "لماذا أشعر بأن الفنانة فريال خشيبون وفرقتها لم يأخذا حقهما الكافي والدعم في مجتمعنا العربي؟؟؟ لماذا هذه المرأة الفنانة التي ولدت من أجل الفن الرائع والعريق لا تستطيع إقامة المعهد والبيت للفنون، الذي يدعم ويطور الفن في مجتمعنا بالذات للأجيال الصاعدة؟؟؟ لماذا لا نتضامن ونفكر معا وبصوت عال كيف نستطيع إقامة هذا المعهد الذي سيكون بمثابة بيتٍ ثانٍ لنا ولأولادنا بكافة الأجيال …أتمنى ومن صميم قلبي تكريم هذه الفنانة فريال خشيبون وإعطاؤها الدعم الكامل لتحقيق حلمها وحلمنا جميعًا وهي التي منذ تأسيسها للفرقة (منذ 32 عامًا) تدرّب أجيالا بدون كلل وتصمم عروضًا فنية خلابة مع فرقتها الرائعة وتترك بصمات من الصعب نسيانها إلى الأبد".