1- ليه مشتقالك
الأغنية الأولى في الألبوم، من كلمات أمير طعيمة، والحان محمد النادي، وتوزيع توما. والنجم في هذه الأغنية كان موزعها الذي صاغ مقدمة موسيقية جذابة، تشد المستمع وتجعله يتعطش للمزيد، ولا يقل الصولو جمالاً عنها.لحن النادي أتى سلسًا سهل الحفظ ،يعلق بالإذن بسرعة غريبة، مما يضمن للأغنية النجاح السريع، فيتعلق بها المستمع من أول مرة. من جهة أخرى كلمات أمير طعيمة كانت عادية، فالأغنية تتحدث عن الإشتياق ولم يأت بجديد على هذا الصعيد، لا في أسلوب تناوله للموضوع ولا في مفرداته... وهي مشكلة موجودة في أغلب الأغاني (الستايل) التي تعتمد إجمالاً على الإبهار الموسيقي ،أكثر من الكلمة التي تأتي مجرد حشو ليخدم اللحن والتوزيع اللذين يستأثران بالإهتمام الأكبر.
2- قلبي إسألو
الأغنية الثانية وهي أولى مفاجآت الألبوم وليست آخرها، فهي جديدة شكلاً ومضمونًا، إكتملت أركانها الأربعة من كلمات، ولحن، وتوزيع، وإداء.قدم الشاعرمنير بو عساف جملة عاطفية جديدة في مفرداتها وموضوعها، تحمل الكثير من الجرأة والإندفاع في الحب دون حدود... أغنية نوستالجية فيها خلطة سحرية غريبة ... أغنية ستايل مكتملة الأركان نجحت في كسر القاعدة السابقة.أداء نوال كان أكثر من مميز في هذه الأغنية فلم نسمع أحدًا يتلفظ بكلمة "بقتلو" بهذه الرقة والحنان، وهو تناقض مطلوب بين الكلمة والإداء للتخفيف من وقع المفردة الجريئة... ناهيك عن البحة الجميلة في صوتها والتي ظهرت مع شرارة لأول مرة عندما وزع لها أغنية "أنا بدي عيش" في البوم عينيك كدابين" ، وها هي تعود وتظهر في هذا الألبوم مجددًا معه، وما يميز تعاون نوال مع شرارة بإستمرار هو أنه ينجح في إعطائها الطبقة المناسبة فيبدو صوتها مصقولاً، ومرتاحًا، وفي أجمل حالاته. لحن هشام بولس أتى مفعماً بالحياة والحركة، جمله اللحنية جميلة وغير مستهلكة... وتألق هادي شرارةفي التوزيع الموسيقي الذي جاء مختلفاً عن كل ما هو موجود على الساحة... فتشعر وأنتتستمع الى هذه الأغنية بأن هناك فكر موسيقي متطور جداً، وثقافة وإطلاع موسيقيينوراء العمل... مما يجعله يسبق أقرانه من الموزعين الموجودين على الساحة بمراحل... التوزيع أضاف الى لحن بولس الكثير، تبدأ الموسيقى هادئة لتعبر عن الحزن، وتتصاعد تدريجياً لتخلق حالة من التوتر النفسي، يوحي لنا بالحيرة والضياع، ثم يتحول الى إيقاعات تقطر عنفواناً، تترجم المفردات الشعرية بلغة موسيقية متميزة، ويتجلى جمال التوزيع في الصولو بشكل خاص... أغنية تستحق فعلاً أن تكون الأغنية المصورة الأولى.
3- خلاص سامحت
قطعة موسيقية جميلة أبدع في صياغتها الملحن محمد رحيم، ومحنها الموزع عادل حقي ،توزيعاً راقياً جداً ... تبدأ الأغنية من خلال عزف للبيانو، لتدخل بعدها الكمنجات بإنسياب جميل، ليسيطر الغيتار الكهربائي بعدها على الموقف ... تميزت الوتريات بالتحديد في هذه الأغنية، وخصوصاً من خلال الحوار الرائع بين الكمنجات والغيتار في المقدمة والصولو، إضافة إلى التحليات الصوتية المميزة التي أضافتها نوال بمرافقة الإيقاع، ونجحت في تكريس حالة الحزن واللوعة بإدائها، وجاءت العرب في مكانها الصحيح دون مغالاة أو إستعراض غير مبرر. كلمات هاني الصغير أتت معبرة، ولا تخلو من صور شعرية جميلة.استحقت ان تكون عنوان الالبوم لأنها أغنية مختلفة، ربما لا تستوعبها من أول إستماع، لكنها تنمو في داخلك مع كل مرة تستمتع اليها، لتقتنع أخيراً بأنها من الأغنيات التي تبقى ولا تموت بفعل الزمن.
4- من الهوى وعمايلو
أغنية رومانسية بإيقاع متوسط السرعة، لحن رامي جمال مميز، وتوزيع وسام جاء مكملاً للحن، وفقت نوال في إدائها، الذي تميز بالكثير من الإحساس والشجن.. وهي أفضل ما كتب أمير طعيمة في هذا الألبوم (حصته فيه 4 أغنيات) لأن معالجته للموضوع جاءت جديدة ومختلفة جملها اللحنية مميزة جداً، أبدع فيها الملحن محمد النادي، ووفق خالد عز في توزيعها، وهاني فرحات في كتابة وترياتها، خصوصاً في إختياره للقانون ليرافق الكمنجات في المقدمة... ومن ثم الجنوح لإبراز غناء نوال بصوتها منفردًا تقريبًا فوق الإيقاع كان موفقًا جدًا... دخول جذاب ، وإداء فيه تطريب رائع، وإحساس عالي، وتتجلى روعته بالآهات في ختام الأغنية.
5- تيجي منك
أغنية شقية جداً، من الحان محمد يحيى، وتوزيع طارق مدكور الذي لا يبدو بأنه أتى بجديد، فالشكل هو ذاته بات يتكرر في معظم أغنياته... التميز كالعادة كان من نصيب الشاعر أيمن بهجت قمر بكلماته، حيث إختار موضوعًا طريفًا.
6- ما تسأل عليا
من الحان الراحل رياض الهمشري، وهي أغنية طربية في 4 دقائق ونصف تحمل الينا عبق الزمن الجميل، وتذكرنا بأغنيات الفنانة القديرة وردة الجزائرية بشكل كبير، حتى أداء نوال يبدو عليه التأثر بأسلوب وردة، وليس سرًا تأثر نوال الكبير بها.
7- شو هالقلب
مسك الختام وفاكهة هذا الألبوم الشهية، لحن آخر للملحن الشاب المبدع هشام بولس ،وتوزيع هادي شرارة الذي تخلى عن تحفظه واطلق العنان لإبداعه في هذه الأغنية، فكانت من أجمل ما وزع مؤخراً... كما أبدع الشاعر الغنائي منير بو عساف مرة أخرى في طرح موضوع جديد ومختلف.
نوال في هذا الألبوم تبدو إمرأة خاضعة حيناً، وضعيفة حيناً آخر... حائرة وتائهة ... شقية وجريئة في أحيان أخرى، إمرأة بحالات وأمزجة متقلبة فعلاً... وفنانة تعرف جيداً كيف تخطط لمسيرتها الفنية بإحتراف، لتبقى في دائرة المنافسة، على الرغم من كل هذا العمر الفني الطويل.