إحتجت السلطات العراقية اليوم على قرار الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" بتمديد عمل الاتحاد العراقي لكرة القدم ستة اشهر وقالت انه اساءة الى الدولة العراقية وتجاوزا على سلطتها .وقال رئيس اللجنة العليا لإنتخابات الإتحاد العراقي المركزي لكرة القدم علي الدباغ " أن قرار الفيفا للتمديد لستة أشهر للإتحاد العراقي لكرة القدم بالإضافة لكونه جاء على خلفية طلب فردي من رئيس الآتحاد الذي قدم طلبا للفيفا يُسئ للدولة العراقية ويمثل تجاوزاً خطيراً على هيبة وسلطة الدولة العراقية فإنه يعتبر قراراً فاقداً للإجراءات الإصولية المتبعة والتي تستدعي أن يكون الطلب من الهيئة العمومية للإتحاد والذي ألغت الهيئة الإدارية عملها وصلاحياتها وإنفردت بقرارات تمثل تجاوزاً خطيرا على الصلاحيات وإساءة لسمعة الدولة سيتم محاسبتهم عليها ضمن اللجنة التحقيقية التي تقوم بعملها".

ويأتي قرار الفيفا ورفض السلطات العراقية ليعقد الازمة بين السلطات العراقية والاتحاد العراقي الذي يقيم رئيسه حسين سعيد في الاردن حيث تستعد بغداد لاجراء انتخابات لاختيار اتحاد جديد يحل محل الحالي لكن قرار الفيفا جاء ضربة لهذه الجهود .

وكان الدباغ اعلن امس الاول عن احالة حسين سعيد وأعضاء الاتحاد الى التحقيق فيما قررت اللجنة الاولمبية العراقية ارسال مسودة قانون انتخابات الاتحاد المثير للجدل إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" لمعرفة موقفه منه قبل الانتخابات المقررة في الثلاثين من الشهر الحالي والتي سيشارك فيها 28 ناديا كرويا عراقيا .

وقال الدباغ وهو ايضا الناطق الرسمي بأسم الحكومة العراقية انه تم تشكيل لجنة تحقيق اداري ستبدأ عملها للنظر فيما اسماها بالمخالفات القانونية والإدارية والمالية لرئيس الإتحاد العراقي المركزي لكرة القدم حسين سعيد والمقيم عادة في الاردن واعضاء الاتحاد "والتي رافقت عمله منذ ممارسته لمهامه ولغاية الان". 

 ويدور جدل حول قانون انتخابات اتحاد الكرة العراقي الذي اثار خلافات بين الأوساط الكروية التي انقسمت حوله بين مؤيد ومعارض لكونه يسمح لممثلي الأندية المشاركة في الموسم الماضي فقط بالمشاركة في الانتخابات التي ستجري في بغداد في الثلاثين من الشهر الحالي ولا يتيح لاخرين هذه المشاركة .

وقد توصل الاتحاد العراقي لكرة القدم لاتفاق مع اللجنة الأولمبية العراقية يقضي بإرسال مسودة قانون الانتخابات إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" لمعرفة موقفه منه وذلك في اعقاب اجتماع استثنائي عقده رئيس اللجنة الأولمبية العراقية رعد حمودي مع أعضاء الاتحاد العراقي بحضور مسؤولين في اللجنة الأولمبية . ويبدو ان قرار الفيفا قد جاء بمثابة اعتراف بالاتحاد العراقي ورفض انتخاب اتحاد بديل .

ويبلغ عدد الأندية المشاركة في الموسم الكروي 2008-2009  سبعة وعشرين ناديا بالإضافة إلى نادي الموصل الذي انسحب من المسابقة نظرا للظروف الساخنة في المدينة .

وكان الدباغ اعلن الاسبوع الماضي لائحة إنتخابات الهيئة الإدارية وتفاصيل المؤتمر الإنتخابي الذي سينعقد ببغداد في الثلاثسن من الشهر الحالي مشيرا الى مشاركة 28 ناديا فيها ستقدم 84 مرشحا لاختيار 13 عضوا منهم سيشكلون الهيئة الادارية للاتحاد .

 وتضم لائحة المؤتمر الانتخابي تفاصيل عن اعضائه وشروط الترشيح للهيئة الادارية واليات المؤتمر وموعده ومكانه حيث سيضم أعضاء الاندية الرياضية للدوري الممتازالمشاركة في الموسم الرياضي الاخير لاتحاد كرة القدم ( 2008 ـ 2009 ) وعددها (28) نادياً. ويجوز للنادي ترشيح من 1 الى 3 مندوبين (مرشحين) لعضوية المؤتمر وعليه فإن عدد المندوبين (المرشحين) لعضوية المؤتمر لايتجأوزعلى (84) مندوباً. كما انه للنادي تخويل أحد مرشحيه (مندوبيه) للتصويت ويكون لكل نادي الحق بصوت واحد في المؤتمر الإنتخابي.

اما بالنسبة لاليات المؤتمر الانتخابي فقد اوضحت اللائحة انه سيتم اعتماد المرشح لعضوية الهيئة الادارية في حالة حصوله على أعلى الاصوات للتنافس من خلال اعتماد التسلسلات من  1 الى 13 الاعلى لإكتساب عضوية الهيئة الادارية . وتجتمع الهيئة الادارية المنتخبة بكامل أعضاءها في موعدٍ لايتجاوز خمسة عشر يوما من تاريخ إعلان نتائج الانتخابات لتنتخب بالاقتراع السري رئيساً ونائبين للرئيس وتُرسل النتائج الى لجنة الإنتخابات لإصدار الأمر بتشكيل الهيئة الإدارية. وفي حالة تعادل عدد الاصوات لمرشحين أثنين أو أكثر فيُصار الى جولة ثانية للمتعادلين فقط , وفي حالة استمرار التعادل، فيُحسم التعادل بالقرعة العلنية ويكون ألاقتراع سرياً لعضوية الهيئة الادارية.

ويُعتبر نصاب المؤتمر الانتخابي قانونياً عند حضور نصف الأعضاء زائدا واحد على الأقل من عدد المصوتين ( خمسة عشر مصوت على الأقل من المخولين للتصويت من مجموع الثمانية والعشرين ) . وفي حالة عدم اكتمال النصاب للمؤتمر فيؤجل المؤتمر الى موعد لايتجأوز الثلاثة ايام ويكون النصاب قانونيا بعدد الحضور من المشمولين بالتصويت . 

واوضحت اللائحة ان موعد المؤتمر الإنتخابي سيكون في الساعة الحادية عشر صباحاً من يوم الجمعة المصادف 30 تشرين أول 2009 في بغداد وعلى قاعة فندق الرشيد. وقد تم الاتفاق على هذا الموعد مع اعضاء الاندية والاتحادات الرياضية للدرجة الممتازة بكرة القدم .

ودعا الدباغ في بيان مؤخرا أعضاء الاتحاد الحالي لكرة القدم الى التعاون والحوار من أجل تحقيق إجراء إنتخابات عادلة ونزيهة وبمشاركة الجميع وفق القوانين العراقية النافذة والمعايير الدولية وتفويت الفرصة على من يريد فرض عقوبات دولية على العراق والاساءة الى الحركة الرياضية فيه .

واضاف انه ضاق ذرعا بتجاوزات الاتحاد العراقي لكرة القدم ومماطلته حيال الانتخابات التي سنجري نهاية الشهر الحالي . وشدد بالقول "ليس من المقبول أن يقدم أعضاء الاتحاد على تأجيل الانتخابات لأربع مرات والسعي لتمديد فترة عمل الاتحاد ثلاث مرات، اعتقد أن الأمر انتهى والانتخابات في موعدها". ولم يتطرق الدباغ إلى الخطوات المحتملة من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" بحق الكرة العراقية في حال رفض الأخير مثل هذا الإجراء على أساس اعتبار ذلك تدخلا حكوميا من دون التنسيق مع الاتحاد العراقي لكرة القدم.

يذكر أن الاتحاد الدولي لكرة القدم جمد أنشطة الكرة العراقية الخارجية صيف العام الماضي على هامش اجتماعه في سيدني بيد ان الجهات العراقية الرسمية قدمت تعهدا بعدم التدخل في أمور كرة القدم ثم عاد "فيفا" وسمح للمنتخب العراقي بمواصلة مهمته في تصفيات مونديال 2010.

وقد تقرر خلال الاجتماع تأجيل موعد انطلاق الدوري العراقي لموسم 2009-2010 إلى ما بعد إجراء انتخابات الاتحاد العراقي واعتبار انتخابات فرعه في عموم مدن البلاد غير قانونية وغير معترف بها. وأوكل الدباغ مهمة متابعة تأجيل مسابقة الدوري إلى رعد حمودي رئيس اللجنة الاولمبية العراقية.