من دروس بطولة فلسطين : منتخب الجولان يظهر تطوراً ملموساً
2011-05-24 23:12:37

منتخب الجولان ومنذ مشاركته الأولى في بطولات الضفة الغربية أظهر جدية في الحضور والتواجد في أكبر كم من البطولات وذلك لتعميق العلاقة مع إخوتهم في المحافظات الشمالية من جهة وتطوير مستوى اللاعب الجولاني والكرة الجولانية بشكل عام خاصة وأن هذه الكرة تمتلك مقومات النهوض لكنها تفتقر للاحتكاك والخبرة في ظل الموقف الوطني لأبناء الهضبة المحتلة في عدم المشاركة في المنافسات الكروية الإسرائيلية.

المشاركة الأولى.

جاءت المشاركة الأولى لمنتخب الجولان شعاراً ورمزاً لبطولة شهداء معركة مخيم جنين في نسختها السابقة، حيث احتضن ملعب الشهيد أبو عمار أولى لقاءات هذا المنتخب أمام مركز شباب مخيم جنين والذي انتهى في حينه بأربعة أهداف لهدف ، وكان قد سبق هذا اللقاء وصول حاشد لوفد جولاني عبر عن حميمة المشاعر ووطنية الإلتحام بين الطرفين وسط استقبال حافل في مخيم جنين للوفد الكبير، في هذه البطولة لم يقدم منتخب الجولان مستويات رفيعة بل كان متواضع الأداء ولكن يمكن اعتبار أكبر مكاسب الفريق قرار رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم والذي حضر افتتاح البطولة باعتبار اللاعب الجولاني محلياً أكبر مكاسب الكرة الجولانية في حينه، وفيما تلى ذلك تتابعت اللقاءات التي خاضها هذا المنتخب الشاب أما الفرق الفلسطينية المختلفة وفي كافة المحافظات من جنين حتى الخليل.


امتياز اللاعب الجولاني
محافظة جنين كانت الأكثر إدراكاً واستفادة من قرار الاتحاد الفلسطيني باعتبار اللاعب الجولاني محلياً ، وبدأت الحكاية باستقطاب نادي جنين الذي كان ينافس بالدرجة الممتازة على بطاقة الصعود للاعب الجولاني المميز وجدي القيش إلى جانب زميله المميز أمير الولي ليساندا الإمكانات الهجومية للفريق فيما استقطب مركز شباب جنين اللاعب سلمان أبو شاهين لذات الهدف والغاية من أجل المنافسة للصعود، وكانت الحكاية ناجحة مع أندية جنين وبرز بشكل خاص وجدي القيش الذي أصبح من ألمع نجوم نادي جنين واستطاع تسجيل عدد وافر من الأهداف وصل لسبعة أهداف محتلاً ثاني ترتيب هدافي فريقه في البطولة خلف الهداف محمد عمر فيما استطاع أيضاً صناعة قرابة الست أهداف ليكون أربح صفقات فرق الممتازة على الإطلاق وفق آراء المراقبين، هذه المستويات دفعت نادي جنين للتعاقد مع اللاعب جواد أبو صالح المهاجم المعروف في الأوساط الجولانية ليقدم الأخير أداءً رائعاً مع فريقه في الإياب ويرهق دفاعات الخصوم بشكل كبير، تجربة أخرى للاعبين الجولانيين كانت في فريق بيت ساحور والتي خاضها اللاعبون عامر أبو جبل وصفا أبو صالح ورواد الشوفي وأمير فخر الدين و الحارس سامح أبو زيد إلا أنها لم تلامس ذات الدرجة من النجاح لعوامل عديدة.

الانتشار في محافظات الضفة
وسط السمعة الجيدة التي تركها اللاعب الجولاني في جنين انتقلت أعين الأندية إلى الهضبة من أجل استقطاب لاعبي انقاذ لمرحلة الإياب، وكانت أولى الفرق التي عمدت للتعاقد مع لاعبين جولانيين مركز طولكرم والذي تعاقد مع سليمان شمس ونائل صبح ومنذر شاهين وحسن الولي ، ولكن لم تسنح ظروف الفريق الذي كان يقاتل من أجل الاحتفاظ بمقعده في دوري المحترفين لإعداد اللاعبين والزج بهم بشكل كبير في اللقاءات التي خاضها السمران ضمن إياب دوري القدس للمحترفين، ورغم ذلك فإن اللاعبين حازوا على رضا وقبول الفريق الكرمي الكبير .

بطولة فلسطين الدولية
لقد فعل الاتحاد الفلسطيني عين الصواب بإشراك العمق القومي المحتل في هذه البطولة ، فدخول منتخب الجولان هذه البطولة عكس القيم التي أصبحت متعارفة للعلاقة مع الإخوة في الجولان إلى جانب عكسها تثبيت مشاركة هذا الفريق المهم في كافة البطولات التي تقام، أما على المستوى الميداني فقد أظهر الفريق الجولاني تقدماً كبيراً في الأداء والترابط والانسجام وعكس تراكم الخبرة لدى عناصره وعلى شكله العام فقد خرج من هذه البطولة بعديد المكاسب والتي منها تحقيق انتصارين هامين الأول على الضيف الأردني ذات راس بهدف دون رد في نتيجة تعد الفوز الأول للمنتخب الجولاني برحلته التي بدأت منذ أكثر من عام على الملاعب الفلسطينية، والثاني على نصر تيرات الموريتاني وبخمسة أهداف لهدف وهي نتيجة معنوية كبيرة تضاف لسجل كفاح هذا الفريق.

نظرة فنية
يتمتع اللاعب الجولاني وفق ما ظهر من خلال مشاركاته المتلاحقة في الملاعب الفلسطينية بعدد من المميزات والتي أبرزها الروح القتالية العالية والانتماء الشديد للفانيلة التي يرتديها سواء كانت مع المنتخب الجولاني أو مع الأندية الفلسطينية ، فيما يتمتع لاعبو الجولان ببنية جسدية جيدة بشكل عام وقوة في الالتحام وأقدام قوية، ولكن يعاب عليهم ضعف اللياقة البدنية " والتي تطورت في البطولة الاخيرة بشكل لافت" وانخفاض مستوى الفنيات لدى اللاعبين لعدم وجود الخبرة والاحتكاك ، أما المنتخب بشكل عام فهو منتخب جيد بوسط الميدان لكنه متواضع في الشق الدفاعي ويعاب عليه عدم الخبرة في التعامل مع الكرات أمام المرمى.

نجوم لمعوا
وجدي القيش: لاعب صلب ومقاتل يجيد اللعب في أكثر من مركز ويبرز كمهاجم متأخر وكصانع ألعاب أحياناً، يجيد قراءة الميدان وينقل الكرة بذكاء وسرعة، ويمكن اعتباره دينامو الفريق بوسط الميدان ولكنه بحاجة لمزيد من الجهد لرفع مستوى لياقته البدنية.

جواد أبو صالح: قاد منتخب الجولان لأول فوز له من خلال تسجيله هدف فريقه الوحيد في لقاء ذات راس، ابو صالح يجيد التحرك عبر الأطراف ويمتاز بالسرعة واللياقة العالية ويظهر تفاهماً مع القيش في تناقل الكرات.
معاذ عماشة: حارس مرمى شاب أظهر قدرات جيدة وبحاجة لمزيد من الخبرة ليكشف عن مشروع حارس كبير، يمتاز هذا الحارس بالحيوية وتحسس الهجمات من خلال الخروج المدروس والارتقاء الواعي وكان له دور كبير في انقاذ فريقه من أهداف محققة.

تعزيز المشاركات
نداء أطلقه عصام الولي رئيس وفد الجولان في البطولة من اجل تعزيز مشاركة المنتخب الجولاني في البطولات الفلسطينية المختلفة خاصة بعد أن لمس الجميع الأثر الإيجابي الذي تركته هذه المشاركات على مستوى الفريق وأدائه ونتائجه، وقد يكون إدراج هذا المنتخب ضمن مصاف الفرق المتنافسة بالدوريات الفلسطينية شكل من أشكال هذه المشاركات خاصة وأن هذه المشاركة ستنعكس إيجاباً في مجال صقل المواهب الكروية الجولانية وهذا ما سينعكس إيجاباً على مستوى الدوريات الفلسطينية.

 
 
 
 
 
 
 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق