توجه إسرائيلي بعدم مساعدة الدروز في سوريا رغم إلحاح إخوانهم في إسرائيل
2015-06-12 12:35:03
إسرائيل تخشى تفسير مساعدة الدروز في سوريا كتدخل مباشر في الحرب ووفد من الدروز يلتقي أبو مازن طلبا للمساعدة
 
تتجه القيادة السياسية والأمنية في إسرائيل إلى صياغة موقف من الدروز في سوريا وبحسبه فإن إسرائيل لن تقوم باستخدام أي قوة عسكرية من أجل مساعدة مئات آلاف الدروز في سوريا الذين يواجهون الهجمات التي بدأت تشنها قوات المتمردين السنية في جنوب سوريا، وذلك على الرغم من الخطر الذي بات يحيط بحياتهم وخاصة في منطقة "جبل الدروز". وتدرك القيادة السياسية في إسرائيل أن استخدام قوة عسكرية يعني التدخل المباشر في الحرب الأهلية في سوريا، الأمر الذي امتنعت عنه إسرائيل منذ 4 سنوات مع بداية الحرب في سوريا.
 
وقادت سلسلة الهزائم التي مني بها النظام السوري في الأشهر الأخيرة إلى تراجع متواصل لقوات الجيش السوري ومقاتلي حزب الله من المناطق التي يعتقد النظام أنها غير مهمة له، وذلك على ضوء الضغط العسكري الكبير الذي يمارسه المتمردون في أكثر من جبهة. ويضع تقدم مسلحو التنظيمات الإسلامية في تلك المناطق الأقلية الدرزية في سوريا في مواجهة الهجمات التي تشنها المنظمات المتطرفة مثل جبهة الناصرة والدولة الإسلامية ومنظمات إسلامية متطرفة أخرى تدعو إلى شن هجمات ضد الدروز بسبب خلفيتهم الدينية. وترى هذه المنظمات بالدروز خطرًا أيضا بسبب العلاقات الجيدة التي تربط الدروز مع النظام السوري منذ سنوات طويلة.
 
ويعاني الدروز من الكثير من المخاطر في ثلاث جبهات أساسية: جبهة جنوب سوريا والتي نجح المتمردون وخاصة من جبهة النصرة وجماعات إسلامية أخرى متطرفة في تحقيق تقدم كبير فيها بعد سيطرتهم على قاعدة تابعة للواء 52 في الجيش السوري بالقرب من الطريق الرئيسي بين درعا ودمشق.
 
وحاليا يتقدم المتمردون للشرق نحو القرى والبلدات الدرزية. وكان مقاتلو جبهة النصرة قد سيطروا يوم أمس على مطار الثعلة العسكري القريب من السويداء فيما تتقدم أيضا جماعات مسلحة تابعة لداعش في المنطقة ذاتها. وحاليا فإن الرئيس السوري بشار الأسد لا يستجيب لنداءات زعامات الدروز في سوريا ولبنان والذين يطالبون بحمايتهم وإنقاذهم من مسلحي الجماعات المتطرفة، وعلى ما يبدو فإن بشار الأسد يفضل الاستثمار في حشد المزيد من القوات للدفاع عن دمشق وعن المناطق التي تسكن فيها الأقلية العلوية في شمال غرب الدولة.
 
وأفادت المعلومات هذا الأسبوع أن مقاتلي جبهة النصرة قاموا بقتل أكثر من 20 مواطنا درزيا في بلدة قلب لوزة بالقرب من إدلب، شمال سوريا. وبحسب وسائل الإعلام العربية قام مسلحو جبهة النصرة بقتل الرجال بعد أن رفضوا تسليم شاب يشتبه أنه قاتل في صفوف الجيش السوري.
 
أما المصدر الثاني للخطر الذي يعاني منه الدروز في سوريا فهو القرية الدرزية الخضر في الجزء السوري من هضبة الجولان بالقرب من الحدود مع إسرائيل. وتعتبر قرية الخضر الموقع الأخير الذي لم يسيطر عليه المتمردون بعد في المنطقة. وكان 7 من مواطني القرية قد قتلوا خلال الشهر الأخير على ما يبدو برصاص المتمردين.
 
سمعت نداءات الاستغاثة التي أرسلها الدروز جيدًا في إسرائيل أيضًا. وتحولت مسألة مصير الأقلية الدرزية في سوريا خلال الفترة الأخيرة إلى الموضوع المركزي أيضا في أوساط الدروز الذين يخدمون في مناصب كبيرة في الجيش الإسرائيلي.
 
والتقت قيادة الطائفة الدرزية في الفترة الأخيرة مع رئيس الدولة رؤوفين ريفلين ومع قائد هيئة الأركان العسكرية في الجيش الإسرائيلي، غادي أيزنكوت من أجل التحذير مما قد يصيب الدروز في سوريا إذا واصل المتمردون التقدم باتجاه البلدات الدرزية. وفي خطوة غير معهودة وشاذة، توجه قادة الطائفة الدرزية في إسرائيل هذا الأسبوع إلى المقاطعة في رام الله والتقوا مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وطلبوا منه بذل الجهود المساعدة في حماية الدروز في سوريا. وكانت تقارير قد تحدثت في الفترة الأخيرة عن تحسن في العلاقات بين النظام السوري والسلطة الفلسطينية.
 
 
ولكن على الرغم من طلبات المساعدة، فيبدو أن إسرائيل تعتقد أنها لن تستطيع التدخل فيما يجري في جبل الدروز. ويبدو أن إسرائيل ستتجه لتقديم مساعدات إنسانية، لسكان قرية الخضر القريبة من الحدود مع إسرائيل باعتبار أن ذلك منطقي أكثر. أما في حالة جبل الدروز فإن إسرائيل تتخوف من أن يتم تفسير تقديم مساعدة للدروز على أنها تدخل مباشر في الحرب الأهلية في سوريا. وتأمل إسرائيل أن ينجح مئات الآلاف من الدروز في منطقة جبل الدروز في تنظيم أنفسهم من أجل حماية أنفسهم وتلقي المساعدة والسلاح عبر الحدود الأردنية السورية.
وحتى الآن لم يتطرق المسؤولين الإسرائيليين بشكل علني للضائقة التي يعيشها الدروز في سوريا وذلك لأن حكومة إسرائيل تتخذ مسارًا حذرًا تجاه الموضوع من أجل عدم تصعيد الخلافات بشكل أكبر مع قيادة الطائفة الدرزية في إسرائيل. وتسود المخاوف من مغبة اندلاع أزمة إنسانية في سوريا خلال الفترة القريبة وذلك بسبب تقدم داعش وجبهة النصرة في مناطق تسكنها أقليات دينية أخرى في سوريا.
 
بمساهمة: صحيفة هآرتس
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق