5 تساؤلات تحير العالم عن "داعش"
2014-09-04 17:16:07
رصد تقرير لوكالة "أسوشيتد برس" بعض الأنشطة التي يقوم بها تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" في الفترة الأخيرة بالإضافة إلى مصادر تمويله المتعددة والسر الذي يجعل كثيرًا من العناصر المتطرفة تنضم لصفوفه، والخطر الذي بات يمثل بعد الاستيلاء على كثير من الأراضي في العراق وسورية، وكل ذلك على هيئة كثير من الأسئلة التي يبحث العالم عن حلول ناجعة لها.

أولاً: هل يدير تنظيم "داعش" دولة ذاتية في العراق وسورية؟ يقول التقرير: إن «داعش» يسيطر على مساحات كبيرة في دولتي العراق وسورية منها بعض المناطق الاستراتيجية المهمة مثل مدينتي الفالوجة والموصل اللتين يسكن فيهما الملايين من العراقيين، وكان هدف التنظيم الأساسي هو تطبيق الشريعة الإسلامية (من وجهة نظرهم) في هذه المناطق، بالإضافة إلى أنه سيطر على الطرق التي تصل بين المدن والمجتمعات التي هزمها في معاركه، فضلاً عن أن لديه الآلاف من المقاتلين، وأنشأ مؤسسات مدنية وقضائية. ونقل التقرير عن حسن حسن محلل سياسي في معهد «دلما» بأبو ظبي، قوله: إن تنظيم «داعش» يحكم كدولة في المناطق التي يسيطر عليها وحكمه فعال إلى حد ما لأنه يوفر الخدمات المطلوبة ولديه حضور عسكري. ووفقًا للتقرير، يطمح التنظيم إلى التوسع وضم مدن مثل بغداد ودمشق ومكة في السعودية.

ثانيًا: ما الخطر الذي يمثله تحكم تنظيم "داعش" على مساحة أراضٍ بهذا الحجم؟ يرى التقرير أن السماح بوجود دولة دينية يعيد ذكرى أحداث سبتمبر في الولايات المتحدة عندما استطاع تنظيم القاعدة العام 2011 تخطيط وتنفيذ الهجوم أثناء وجوده في منطقته الآمنة في أفغانستان، ولهذا يُعد تنظيم «داعش» خطرًا أكبر من تلك الذي مثلته القاعدة في 2011، لأن «داعش» أقوى وأغنى من القاعدة ولديه جناح إعلامي أكثر فاعلية ويسيطر على مساحة أراضٍ أكبر من تلك التي يسيطر عليها القاعدة. تقول لينا خطيب، مدير مركز «كارنيغي» لدراسات الشرق الأوسط في بيروت: «تنظيم داعش مثال على القيادة المركزية القوية وعلى البناء الحكومي الفعّال، ووجوده يدل على حاجتنا لاستراتيجية جديدة لمواجهة الإرهاب في المنطقة». ويرى كولن كلارك، أستاذ العلوم السياسية في مؤسسة «راند» المتخصص في دراسات الأمن القومي أنه حتى في حالة عدم وجود إعلان دولة، ستتحول المناطق التي يسيطر عليها «داعش» إلى ملجأ للإرهابيين والمتشددين.

ثالثًا: لماذا نجح التنظيم في جذب الآلاف من الشباب المسلم؟ يقول التقرير إن أبوبكر البغدادي استطاع جذب الآلاف من المسلمين المهمشين والمتضررين في بلادهم في مختلف الدول من خلال خطابه الذي أعلن فيه أن الدولة الإسلامية ستعيد للمسلمين حقوقهم وكرامتهم وقيادتهم، بالإضافة قضايا الفساد والانقسامات الطائفية الموجودة في العراق وسورية والتي وفرت مجالاً للمتشددين وأدت بالمسلمين للجوء إلى «داعش».

رابعًا: هل يريد تنظيم "داعش" مهاجمة الغرب، وهل يستطيع تصدير الإرهاب إلى الدول الغربية؟ يرى التقرير أنه حتى هذه اللحظة يفتقر التنظيم إلى الرغبة والمقدرة على مهاجمة الغرب، ولكن هذا من الممكن أن يتغير، على حد تعبيره، بدليل قيام التنظيم بذبح الصحفيين الأميركيين جيمس فولي وستيفن سوتلوف وتهديده بقتل رهائن آخرين في حال لم تقم الولايات المتحدة بوقف عملياتها ضد التنظيم.

خامسًا: ما هي مصادر تمويل تنظيم "داعش"؟ يقول تشارلز ليستر، محلل سياسي في معهد «بروكنغز» بقطر: «إن تنظيم «داعش» يسيطر على آبار للنفط ومحطات كهرباء وسدود ومصانع في العراق وسورية، ويستطيع الحصول على 2 مليون دولار يوميًا فقط من مبيعات النفط، هذا بالإضافة إلى قيام التنظيم بعمليات ابتزاز وخطف طلبًا للفدية وغيرها من الأعمال غير المشروعة». وعسكريًا استطاع التنظيم مصادرة عدد كبير من الأسلحة الثقيلة مثل الدبابات وقطع مدفعية وصواريخ أرض- أرض من القوات السورية والعراقية. ولهذا تخشى الدول الغربية من تأثير المقاتلين الأجانب والمتعاطفين معه، ولهذا يرون أن التنظيم تهديد إقليمي تجب مواجهته بحزم.
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق