"عيد شهيد" من الفيسبوك إلى الشّوارع
2014-07-29 20:06:14
"عيد شهيد" عبارة تعدّت كونها "هاشتاغ" في الفيسبوك وتويتر لتصير لسان حال الفلسطينيّين في الشّوارع والمنازل وفوق الأنقاض في غزّة، بعد أن تناقلها زوّار مواقع التواصل في الفيسبوك وتويتر مؤكّدين على ضرورة إلغاء مظاهر العيد تماهيًا مع ما يحدث في غزّة البعيدة عن السّعادة الّتي سقطت عن هذا العيد.
هو "أضعف الإيمان"، موقف إنسانيّ يؤكّد على أنّ الفلسطينيّين شعب واحد، بعيدًا عن شعارات تُلقى هنا وهناك. فالعبارة التي تناقلها الفيسبوكيّون لم تظلّ محصورة تحصد إعجابات الفيسبوكيّين أنفسهم، بل تبادلها النّاسُ في كلّ مكان في الأرض المحتلّة، لتكون العبارة الأبرز بدلًا من "كل عام وأنت بخير" أو "عيد سعيد".

"فرصة" ربّما.. شعر بها الفلسطينيّ الّذي يشعر بعجز حيال ما يجري في غزّة، رافضًا أيّ مظهر من مظاهر الفرح بعيد من المفترض أن يكون سعيدًا يمسح عن النّاس بؤس ما قد مضى من حياتهم.
في اليوم الثّاني من أيّام عيد الفطر، تراقب الفيسبوك، لا عيد يزيّن جدران الفيسبوكيّين، الصّور الّتي اعتدنا على مشاهدتها كلّ عيد لم تكن حاضرة، التهاني والأغنيات وتكبيرات العيد وكلّ ذلك المشهد التقليديّ السّائد في كلّ عيد عبر الفيسبوك كان غائبًا، وحدها الحرب كانت حاضرة، صور الأطفال في غزّة، البيوت المهدّمة والرّثاء وقصص الشّهداء الّذين غابوا فصاروا عيدًا يبشّر بالنّصر حين تكون عيديّة الفلسطينيّ كرامته.
يتباهى الفيسبوكيّون بنشر صور تُظهر عدم تعاطي الناس مع العيد في البلدات العربيّة، الشّوارع الخالية من النّاس، غياب الزّينة، وحتى غياب الأطفال الّذين يزيّنون كلّ عيد  في الشّوارع. لم يكن ذلك نتيجة لحراك منظّم ولا دعوات عامّة.. كان شعورًا حقيقيًّا يتعدّى كونه تضامنًا مع أهل غزّة ليكون تأكيدًا على أنّ الحزن واحد ولا فرق بين غزّة وأم الفحم والنّاصرة والقدس.
"ما العيد سوى فرح يتجوّل بين النّاس فيمسح عن الوجوه كآبةَ ما مضى زارِعًا أملَ ما سيأتي؟ ليست كلّ الأوقات معدّة للفرح! هنالك، في مكان ما، بمحاذاة الرّكام والأنقاض، هنالك مَن يعلّق ذراعَيْه على حبل غسيلٍ صامدٍ، ينتظر جدّته أو أمّه أو أباه أو شقيقته الصّغيرة الّتي سقطت وهي تعدّ ضفيرتها للعيد الّذي تأخّر... ثمّة صورٌ على الجدران، تنتظر أنْ نقرأ لها الفاتحةَ الّتي نكاد ننساها لأنّ قذيفة حطّمتِ القبرَ فلم نقرأ شيئًا من الذّكر الحكيم، حين كان الصّراخُ تلاوة المساءات الّتي مضت!"
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق