روسيا والصين تستخدمان الفيتو ضد قرار يحيل سوريا للمحكمة الجنائية الدولية
2014-05-23 12:20:57
 استخدمت روسيا والصين حق النقض (الفيتو) يوم الخميس لإحباط مشروع قرار يحيل الوضع في سوريا للمحكمة الجنائية الدولية تمهيدا لملاحقة قضائية محتملة عن جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية ارتكبت خلال الحرب الأهلية المستعرة منذ ثلاثة أعوام هناك.
 
وهذه رابع مرة تمنع فيها روسيا والصين إقرار تحرك من جانب مجلس الأمن بشأن سوريا خلال الحرب الأهلية المندلعة منذ ثلاث سنوات والتي قتلت أكثر من 150 ألف شخص. وموسكو حليف قوي لحكومة الرئيس بشار الأسد.
 
وقالت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة سامانثا باور إن ضحايا الصراع "يستحقون أن يسجل التاريخ من وقفوا معهم ومن كانوا على استعداد لرفع أيديهم لحرمانهم من فرصة للعدالة."
 
وقالت باور للمجلس بعد التصويت "سيسألنا احفادنا بعد سنوات من الآن كيف فشلنا في تحقيق العدالة لمن يعيشون في جحيم على الأرض."
 
وقال دبلوماسيون إن 62 دولة شاركت في رعاية القرار الذي صاغته فرنسا. وطرح المشروع الفرنسي للتصويت رغم العلم بأن الفيتو سيستخدم. وصوت الأعضاء الثلاثة عشر الآخرون في المجلس بالموافقة على القرار.
 
وقال نائب الأمين العام للأمم المتحدة يان إلياسون الذي كان يتحدث أمام المجلس نيابة عن الأمين العام بان كي مون "إذا ظل أعضاء المجلس غير قادرين على الاتفاق على إجراء قد يوفر قدرا من المحاسبة عن الجرائم المستمرة فإن مصداقية هذه الهيئة والمنظمة كلها ستستمر في المعاناة."
 
ولا يمكن للادعاء في المحكمة الجنائية الدولية التحقيق في الوضع في سوريا بدون إحالة الملف من مجلس الأمن الدولي لأن سوريا ليست عضوا في نظام روما الأساسي الذي أنشأ المحكمة ومقرها لاهاي قبل عقد.
 
وسبق أن أحال مجلس الأمن الدولي ملفي ليبيا ومنطقة دارفور السودانية إلى المحكمة الجنائية الدولية.
 
وتساءل السفير الروسي فيتالي تشوركين عن السبب في طرح القرار لتصويت سيكشف مجددا الخلاف في المجلس الذي سبق ان تمكن من الاتفاق على قرارات لتدمير الاسلحة الكيماوية السورية والمطالبة بوصول أكبر للمساعدات الانسانية في البلاد.
 
وقال تشوركين للمجلس "يكشف مشروع القرار الذي رفض اليوم محاولة لاستخدام المحكمة الجنائية الدولية لمزيد من تأجيج المشاعر ووضع الأساس في النهاية لتدخل عسكري خارجي في نهاية الأمر."
 
وأضاف "نحن مقتنعون أن العدالة في سوريا ستنتصر في النهاية. أولئك المذنبون بارتكاب جرائم وخيمة سيعاقبون لكن كي يحدث ذلك يلزم السلام أولا."
 
ورفض السفير الفرنسي جيرار ارو تفسير تشوركين. وقال "إنه يوم حزين". وأضاف "روسيا لم تفسر بصورة جيدة سبب معارضتها لهذه الاحالة."
 
ودافع نائب السفير الصيني وانج مين عن استخدام الصين حق النقض وقال إن بكين لديها تحفظات منذ وقت طويل على احالة المجلس الصراعات إلى المحكمة الجنائية الدولية.
 
ووصفت سفيرة ليتوانيا ريموندا ميرموكيت الفيتو الثنائي بأنه "تصديق على الإفلات من العقاب". وحذر السفير الاسترالي جاري كوينلان من تكلفة عدم التوصل إلى حل. واضاف "حين نفشل مثلما فعلنا مرة أخرى بشأن سوريا اليوم فستكون العواقب مدمرة."
 
وصوتت رواندا بالموافقة رغم أنها كانت من أشد المنتقدين للمحكمة الجنائية الدولية والمحاكمات الدولية عن جرائم الحرب وقالت إن مجلس الأمن لا ينبغي له اتخاذ موقف متبلد من فظائع جماعية مثل التي واجهها الروانديون في الابادة الجماعية عام 1994 .
 
وقال السفير السوري لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري للمجلس إن القرار محاولة لتقويض الانتخابات الرئاسية المقرر اجراؤها في سوريا يوم الثالث من حزيران يونيو.
 
وقال دبلوماسيون بالأمم المتحدة إن الولايات المتحدة وافقت على دعم مشروع القرار بعد أن ضمنت حماية إسرائيل من أي محاكمة محتملة في المحكمة الجنائية الدولية مرتبطة باحتلالها لمرتفعات الجولان.
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق