تزويد روسيا لمصر بمقاتلات ميغ 35 سيُغيّر الشرق الأوسط .. وسيكون حاسمًا لاسرائيل
2014-05-03 10:51:42
قالت دراسة إسرائيليّة صادرة عن مركز أبحاث الأمن القوميّ، التابع لجامعة تل أبيب، إنّه في حال عقد صفقة تزويد الطائرات الروسيّة من طراز ميغ 35 لمصر، فإنّ لهذه الصفقة ستكون تبعات وإسقاطات مهمة جدًا على الوضع الإستراتيجيّ في الشرق الأوسط، والذي يُدلل مرّة أخرى على تراجع نفوذ الولايات المتحدّة الأمريكيّة في المنطقة، وأضافت الدراسة أنّه بالنسبة لروسيا فإنّ هذه الصفقة ستكون إنجازًا إستراتيجيًا كبيرًا في حربها غير المعلنة مع الغرب.
 
ولفتت الدراسة إلى أنّه بالنسبة لإسرائيل، فإنّه من الناحية الإستراتيجيّة ستكون حاسمة وفاصلة، وتحديدًا في ظلّ تأجج الخلاف بين روسيا والغرب، كما ستكون بمثابة إعلان رسميّ عن تغيير إستراتيجيّ في المنطقة.
 
ولكن مع ذلك، شدّدّت الدراسة، على أنّ واشنطن ما زالت تملك الأدوات لإفشال الصفقة التي لم يتّم التوقيع عليها حتى الآن، على حدّ تعبيرها. وزادت إنّ ما يُسّمى بالربيع العربي أحدث حالة جديدة تمامًا واختلالات جديدة في الشرق الأوسط. ولفت مُعّد الدراسة، تسفي ماغين، الخبير في الشؤون الروسيّة، إننّا نشهد، في أعقاب الربيع العربي، حقبة جديدة من المنافسة بين القوى الكبرى على النفوذ في المنطقة.
 
أما فيما يتعلق بالجهود الرامية لتعزيز المصالح الروسية الإقليمية والعالمية، فمن الواضح أن السياسة الروسية في الشرق الأوسط تابعة لموقفها الدولي ضد الولايات المتحدة، وهو ما يعكس تطلع روسيا للحفاظ على مجالات نفوذها.
 
وساق قائلاً إنّه يمكننا رؤية روسيا تسعى إلى سياسة مستقلة وتتنافس مع الغرب لتشكيل النظام المستقبلي للمنطقة. ذلك أنّه باعتقاد روسيا فإنّ الاضطرابات في الشرق الأوسط قد أضعفت الولايات المتحدة، ولكن يبدو أن النشاط الروسي في الشرق الأوسط يتأثر بالحقائق الجديدة وغير المتوقعة في المنطقة كذلك. إذ تجد روسيا نفسها وقد تراجع نفوذها الإقليمي بشكل كبير، ما اضطرها لتغيير مواقفها وتكتيكاتها والبحث عن خيارات جديدة. وبحسب الدراسة، ترى روسيا بأنها، في الوضع الحالي غير المستقر والذي لا يمكن التنبؤ به، لا تزال ذات صلة، ولاعب سياسي إقليمي وعالمي مؤثر.
 
وعلى هذا النحو، لا تحاول روسيا أنْ تكون مشمولة في العمليات السياسية في الشرق الأوسط، فحسب، إنما تسعى أيضاً لتشكيل كتلة من الدول الداعمة في المنطقة، استنادا إلى عناصر راديكالية. من ناحية أخرى، قالت الدراسة الإسرائيليّة، تشعر روسيا بالانزعاج، إذ تجد نفسها في وضع جديد وغير سار، محاصرة في مواجهة صعبة بين كتلتيّ السنة والشيعة.
 
وبعد مرور عدّة أعوام من إدارة ظهرها للأنظمة المنهارة ودفاعها عن النظام السوري، تجد روسيا نفسها تدعم المعسكر الشيعي المنهار المؤلف من إيران، سوريّة وحزب الله، في حين أن المعسكر السنيّ، بحسب الفهم الروسي، مدعوم من قبل الولايات المتحدة في صراعه ضد الشيعة. وهذا الموقف الروسي يمكن أن يخلق تداعيات سلبية بالنسبة لروسيا إذا ما قام السنة بأعمال متطرفة ضد روسيا. باختصار، شدد الباحث ماغين، يبدو أن إنجازات الربيع العربي قد خلقت تحديات بالنسبة للمجتمع الدولي، وذلك بسبب صعود القوى الإسلامية والنزاع حول الهيمنة الإقليمية.
 
في هذه الظروف، أصبح التنافس بين القوى العظمى حول النفوذ الإقليمي حقيقة واقعة بالفعل. وبالتالي، في هذا الصدد، وإذا ما تم تفكيك المعسكر المناهض للغرب، يجب على روسيا وضع إستراتيجية تسمح لها بفتح حوار مع المعسكر السني، بغض النظر عن مدى صعوبة ذلك ربما. أما الأمر الأهم فهو إخماد التنافس المتزايد مع الغرب، وإيجاد قاسم مشترك بخصوص الأنشطة المستقبلية في الشرق الأوسط المتغير، وخلصت الدراسة إلى القول إنّه خلافًا ذلك، وإلى جانب الخيارات الجديدة، هناك إمكانية لعواقب خطيرة على الاستقرار العالميّ، على حد تعبيرها.
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق