نفاع :السلام مع إسرائيل لن يتحقق وان أكثر من 50 بالمئة من الشبان الدروز يرفضون الخدمة العسكرية
2010-01-13 15:28:45

أكد عضو الكنيست سعيد نفاع عن التجمع الوطني الديمقراطي، أن التحركات السياسيّة والدبلوماسيّة التي تشهدها المنطقة في ظل التعنت الإسرائيلي لن تفضي إلى تحقيق السلام بين إسرائيل والدول العربية، لأن السلام يجب أن يرتكز على الثوابت الفلسطينيّة المعروفة بدءًا بالقدس وحق العودة واللاجئين. وأكد نفاع في  أن القيادات السياسيّة في إسرائيل غير قادرة على التعامل مع التحديات التاريخيّة التي تفرضها المبادرة العربيّة في بيروت.

 رفض عضو الكنيست نفاع اتهامات حزبه وأوساط لبنانيّة له بتشكيل وفد طائفي للقاء الزعيم اللبناني، وليد جنبلاط، مؤكدًا أن اللقاء مع جنبلاط كان ضمن التواصل القومي بين الدروز في إسرائيل وقيادة الحزب الاشتراكي التقدمي، مبيّنًا أن جنبلاط ووالده وعائلته وحزبه هم الوحيدون في لبنان الذين لم يريقوا دماء فلسطيني واحد بينما كثيرون غيره تورطوا في سفك دماء الفلسطينيين.

وقال نفاع إنه كفلسطيني يهمه قبل كل شيء مصير الشعب الفلسطيني وبالتالي ليس صدفة أن رفض منذ نعومة أظافره الخدمة في الجيش الإسرائيلي، وفضل أن يمضي عقوبات متفاوتة في السجن على خدمة جيش الاحتلال، واليوم فإنه يرى بفخر كيف دخل أبناؤه الأربعة السجن الإسرائيلي للسبب نفسه، كما أن ولده الخامس، عمر في طريقه هو الآخر على رفض الخدمة العسكرية ودخول السجن.

وينهمك نفاع في الآونة الأخيرة في الاستعداد لمواجهة لائحة الاتهام التي يصر المستشار القضائي للحكومة والنيابة العامة على تقديمها ضده بتهمة تشكيل وفد من المشايخ الدروز وأبناء الطائفة الدرزية لزيارة سوريا والأماكن المقدسة للدروز فيها وفي لبنان، دون تصريح من السلطات الإسرائيلية، وقد وجد سعيد نفاع نفسه مضطرًا لمواجهة هذه المعركة دون تأييد حزبه الذي شن عليه مؤخرًا حربًا شعواء طالبه فيها بداية بالتنازل عن مقعده لصالح عضو الكنيست السابق عباس زكور، من جهة وبهجوم إعلامي وصل حتى لبنان وشاركت فيه أطراف لبنانية ممثلة بصحيفة الأخبار، عبر اتهام نفاع بتشكيل وفد طائفي للقاء الزعيم اللبناني وليد جنبلاط في قبرص.

وكان سعيد نفاع قد انتقد مواقف جنبلاط خلال الحرب على لبنان، إلا أن رفضه قطع شعرة معاوية مع الزعيم اللبناني، جعل أوساطًا متنفذة في حزبه تتهمه بالطائفية، وأن موقفه من جنبلاط كان بسبب انتماء الاثنين للمذهب نفسه. ومع أن سعيد نفاع رفض خلال هذه الفترة تسمية هذه الأوساط إلا أن رسائل على الانترنت تم تبادلها أشارت إلى أن زعيم الحزب السابق، عضو الكنيست السابق، عزمي بشارة، الذي يتنقل اليوم بين قطر وعمان، يقف وراء الهجوم على نفاع بعد أن "ساءت" العلاقة بين بشارة وجنبلاط على خلفية الحرب على لبنان وتأييد بشارة لمواقف حزب الله وتحالفه مع الجنرال السابق ميشال عون.

ويصر نفاع في هذا السياق على أن الزعيم اللبناني جنبلاط وأسرته وحزبه، هم من القادة العرب القلائل الذين لم يتورطوا في لبنان في إراقة دماء ولو حتى فلسطيني واحد، بينما تناوب قادة آخرون على ضرب الفلسطينيين كل في مرحلة مختلفة. وفيما يلي نص الحوار مع نفاع:

* إلى أين تتجه إسرائيل اليوم؟
لا توجد نوايا سلام في إسرائيل، بتاتًا، وليس فقط بسبب حكومة إسرائيل الحالية والقيادات في إسرائيل. فعدا عن حقيقة موقف القيادات الإسرائيلية اليوم ، لا توجد في إسرائيل قيادات على مستوى التحديات التاريخية. فهناك تحدٍّ أساسي أمام إسرائيل هي مبادرة بيروت العربية والموقعة من 22 دولة عربية، تشكل لإسرائيل هدية من السماء، لكن إسرائيل لا تستطيع أن تتعامل مع هذه المبادرة، ليس فقط بسبب قصور عند القيادات وإنما لأن هناك توجهًا رافضًا عند الشعب الإسرائيلي. المشكلة هي في الشعب الإسرائيلي نفسه.

في السنوات الأخيرة وضعت القيادات الإسرائيلية الشعب الإسرائيلي في بوتقة ووضع وكأن العالم يريد أكله والقضاء عليه، ولذلك يجب أن يبقى كما يقولون هم يعيش على حرابه. لذلك لا أرى أن هناك نوايا للسير في عملية سلام حقيقية، كل ما يسمع هو أقاويل لوأد الوقت.

فإسرائيل لا تشعر بالضيق على الإطلاق، وليس هناك ما يدفعها لعملية سلام. فالفلسطينيون يسبحون في حرب أهلية تحت شتى الشعارات، بعضها شعارات ظلامية. فالانقسام الفلسطيني يصب في مصلحة إسرائيل.

وليس لدى إسرائيل ما يدعوها إلى الخوف، فالعالم العربي لا يملك إستراتيجية بديلة لما تطرحه تل أبيب. وعليه أنا أرى أن الأبواب خلال العقود القريبة القادمة مغلقة أمام عملية سلام حقيقي يرتكز على الثوابت الفلسطينية، أما إبرام سلام يكون باستسلام فلسطيني فهذا ممكن، لكن لا يمكن تحقيق سلام من دون الثوابت الفلسطينيّة. وأنا لا أرى أي نية لدى الحكومة الإسرائيلية للسلام خاصة في غياب إستراتيجية عربية يمكن لها أن تكون بديلاً، أو نوعًا من "التهديد".

* في إطار استعداداتك لمواجهة التهم المنسوبة إليك، قدمت رسالة لكل من لجنة الكنيست ورئاسة الكنيست طالبت فيها بحث التمييز ضدك كعضو كنيست عربي لم يكن الوحيد الذي زار سوريا، وضد أبناء الطائفة الدرزية وحرمانهم من زيارة الأماكن المقدسة في سوريا ولبنان، فهل تعول أصلاً على أن تنصرك الكنيست بتركيبتها الحالية في وجه المستشار القضائي للحكومة؟

بداية دعني أؤكد أنني لا أريد الاختباء وراء حصانتي البرلمانية، ولكن الرسالة التي وجهتها لرئاسة الكنيست وللجنة الكنيست، تهدف أساسًا إلى وضع لجنة الكنيست، والهيئة العامة للكنيست أمام الاختبار دون أن أعول عليها، أو أن أعتقد ولو للحظة أن الكنيست بتركيبتها الحالية يمكن أن تحميني، فأنا لا أطلب الحماية من هكذا كنيست.

ولكن هناك أمرين مهمين جدًّا يجب وضعهما ليس فقط على جدول أعمال الكنيست وإنما أيضًا على جدول الأعمال العام. الأمر الأول هو التفرقة والتمييز الذي تنتهجه السلطات الإسرائيلية بدءًا برئيس الحكومة، ومن ثم  وزارة الداخلية وهلمّ جرا في التعامل مع المواطنين، بشكل تمييزي فاضح، وهذا الأمر بطبيعة الحال ليس جديدا.

ففي السياق المتعلق مثلا بنا، فإن السلطات الإسرائيلية تسمح لكل شرائح شعبنا الفلسطيني في الداخل، وطوائفه الدينية ومذاهبه، بأداء الطقوس الدينية والعبادات والفرائض في مواقعها في الدول العربية أينما كان، في الدول التي يعتبرها القانون الإسرائيلي أنها دول معادية، بل إن مواطنين يهود من أصول عراقية يزورون العراق، وحتى اليهود من أصول إيرانية يسمح لهم بزيارة قبور و"أولياء" يهود في إيران، وكذلك يهود المغرب، في المقابل هناك فريضة دينية عند العرب المسلمين الدروز بتأدية صلوات جمعية، وكان هذا الأمر متبع قبل قيام إسرائيل، ومن الضرورة طرح هذا الأمر على جدول الكنيست دون أن يعني أننا نبني آمالاً على الكنيست.

الأمر الثاني الذي لا يقل أهمية، هو التعامل التمييزي مع عضو كنيست قام بزيارة سوريا. فمعروف للجميع أن عشرة أعضاء كنيست حاليين وسابقين، قاموا بزيارات لسوريا ووجهت إليهم تهم وشبهات مثلما وجهت إلي بزيارة دول "معادية" وأكثر من مرة، وتم إغلاق جميع الملفات التي فتحت ضدهم ما عدا الملف الموجه ضدي بشكل خاص.
 
* لربما هي رسالة موجهة لسعيد نفاع بعد أكثر من ثلاثين سنة على رفضه الخدمة العسكرية، وهي ربما تكون موجهة للطائفة الدرزية ككل بأن من يخرج عن الصف "الإسرائيلي" لن يسمح له حتى بما يسمح لباقي العرب في إسرائيل، إمعانًا في تقسيم الدروز وسلخهم عن الأقلية العربية في إسرائيل؟ 

هذا يؤكد ما قلته بضرورة طرح الأمرين معا على جدول الأعمال حتى نصل على الأقل للأسباب التي تكمن وراء هذا التصرف الرسمي، وبضمنه تهديد سبعة شيوخ من رئاسة الوفد بتقديم لوائح اتهام ضدهم، وإن كان بتقديم لائحة اتهام ضدي أنا. وبالنسبة إلي، فإن الأسباب واضحة وهي تصب في خانة محاولة تطويع الدروز وسلخهم عن شعبهم الفلسطيني. فقد دأبت إسرائيل مباشرة وبعد النكبة وعملت على تقسيم شعبنا إلى طوائف وملل هربًا من الاعتراف بهم كأقلية قومية لها حقوق جماعية قومية في هذه البلاد ولضرب أكبر موطن قوة بقي لديها وهو وحدتها القومية والوطنية، بعد أن صادرت مصادر قوتها الاقتصادية.

ولذلك جاءت سياسة ضرب الوحدة وتقسيمنا إلى طوائف، وفرض الخدمة العسكرية على الطوائف الصغيرة مثل العرب المسلمين الدروز والمسلمين الشركس. وقد جوبهت هذه السياسة، وأقول بكل تواضع إنني كنت من أوائل الذين عارضوا هذه السياسة ومعي عدد كبير من الوطنيين الدروز، الذين رفضنا الخدمة العسكرية ودفعنا ثمن موقفنا بقضاء محكوميات في السجن لفترات متفاوتة، وكانت معي مجموعة من الشباب الوطنيين بينهم الأخ جمال فرهو، نجل الشيخ فرهود فرهود أول رئيس للجنة المبادرة الدرزية، وكانت اللجنة تشكلت على خلفية اعتقالنا والزج بنا في السجن.

ومنطلقاتنا كانت وطنية قومية محضة، فقد قلنا إننا لسنا مستعدين لرفع السلاح في وجه أبناء شعبنا الفلسطيني وأمتنا العربية. واليوم تعترف السلطات الإسرائيلية أن ما بنت عليه طيلة السنين الماضية، أخذ ينهار أمام عينيها، من حيث تراجع نسبة الذين يخدمون في الجيش الإسرائيلي من الطائفة الدرزية لدرجة أن أكثر من 50% من الشبان الدروز يرفضون أداء الخدمة العسكرية.

وهنا، من الضرورة الإشارة إلى الدراسة التي وضعت أمام المؤتمر السنوي لقياس المناعة الوطنية، في هرتسليا، - وكما هو معروف فإن هذا المؤتمر هو أهم مؤتمر يعقد في إسرائيل لبحث كل القضايا الإستراتيجية التي تواجهها الدولة العبرية-، وقد كان الموضوع الأساسي على جدول أعمال المؤتمر الأخير، في السياق الداخلي لإسرائيل، بحث معيار المواطنة الإسرائيلية لدى الشرائح المختلفة والذي أظهر مثلاً أنه تراجع ميزان الوطنية الإسرائيلية، في العقد الأخير، لدى الدروز من 4.7 من أصل ست درجات إلى 1،6 من أصل ست نقاط.

الأمر الثاني أن المؤتمر اعترف أن نسبة (المتهربين) الدروز من الخدمة العسكرية تجاوزت للمرة الأولى منذ قيام إسرائيل الـ50%، وخلص البحث على استنتاج مفاده أن إسرائيل على وشك خسارة هذه المجموعة وهذا خطر يجب تلافيه.

* لماذا يعتبر خطرًا يجب تلافيه مع أن الدروز لم يخدموا في أسلحة نوعية، ولا حصلوا على رتب عسكرية عالية، عدا عن عددهم القليل؟

هذا واضح والدروز يشكلون أصلا فقط 1.6 من مجمل السكان في الدولة، وبالتالي فإن الهدف من تجنيدهم كان ولا يزال هدفا سياسيا، فواضح أن القضية ليست أمنية وانتصار إسرائيل من عدمه ليس معتمدا على بضعة مئات من الجنود الدروز. والهدف هو ضرب الوحدة الوطنية للأقلية الفلسطينية في إسرائيل. والمهم هو أن الدراسة كشفت عمليًّا انهيار السياسة التي اتبعتها إسرائيل تجاه العرب الدروز في إسرائيل على مدار خمسين عامًا، وبالتالي رأت أنه يجب ضرب رموز التوجه الوطني والقومي عند الدروز في إسرائيل.

البعد الآخر في التهم الموجهة إلي هو أن سعيد نفاع لا ينظر إليه عند الفلسطينيين في إسرائيل كقيادي درزي وإنما هو قيادي عربي فلسطيني يهتم بقضايا المواطنين العرب الفلسطينيين في النقب والجليل والمثلث بنفس درجة اهتمامه بقضايا العرب الدروز في بيت جن ودالية الكرمل.

وإسرائيل لا تريد هذا التواصل، بل تريد أعضاء كنيست دروز يدخلون الكنيست بهوية درزية داخل الأحزاب الصهيونية وليس بهوية عربية فلسطينية في أحزاب عربية، لأن هذا التواصل بين أبناء الشعب نفسه يضايقهم بشكل عام، ولا سيما عندما ينظر على السياسي العربي الدرزي كقائد سياسي عربي لمختلف العرب الفلسطينيين في إسرائيل دون علاقة بانتمائه أو انتمائهم الطائفي. لأن ذلك سيقود، على التواصل مع بقية أبناء أمتنا العربية، وهذا ما يقضّ أكثر مضاجعهم. هذا هو بالأساس العامل الرئيس وراء تقديم لائحة اتهام ضدي لضرب هذا التوجه والحد منه ، تمامًا خلاصة مؤتمر هرتسليا.

* لكن المشكلة أنك وفي خضم الاستعداد لمواجهة هذه التهم، وجدت نفسك مهاجمًا من قبل أوساط في حزبك، الذي يفترض فيه أنه يحمل الطرح القومي، لكنه لم يستطع حبس أنفاسه وطالبك بالاستقالة من الحزب والكنيست الآن وقبل، غدا وبدلاً من الوقوف معك في مواجهة السلطة فإن الحزب هاجمك أيضًا، على خلفية لقاء مع الزعيم اللبناني وليد جنبلاط، عقد أواخر الشهر الماضي في قبرص. بل وصل الأمر إلى تسريب معلومات على الصحافة اللبنانية حول نفس الخلفية واتهامك بالتنكر لاتفاقية تناوب مع عضو الكنيست عباس زكور، هل تشعر وكأن كل هذا النضال وهذه السنين في العمل القومي، أوى بكم إلى حصار بين الوصاية الإسرائيلية من جهة، وبين مجموعات وأحزاب عربية أيًّا كانت تريد فرض وصايتها عليكم؟

يجب أن نميز بداية وندرك أن الحزب ليس هذه المجموعة أو تلك، أي حزب أي كان ليس  مجموعة مكونة من 11 أو 16 عضوًا حتى لو أطلق عليهم اسم مكتب سياسي. فالحزب في نهاية الأمر هو كوادره وناسه ومصوتيه، وأنت تعرف أن الحزب على مستوى الأعضاء والكوادر رفض هذا التوجه الذي بدا بداية بمحاولة منع ترشيح سعيد نفاع.

*عمليًا أنت الوحيد من أعضاء الكنيست في حزبك الذي انتخب فعليًا في مجلس الحزب، وبأغلبية، وليس من خلال مقعد محصن للدائرة النسوية أو لرئاسة الحزب؟

نعم هذا صحيح وأنا أشعر اليوم أيضًا أن أعضاء الحزب وكوادره يتضامنون معي بكل الطرق وكل الأساليب، أو على الأقل كثير من الكوادر والأعضاء. ففي نهاية الأمر فإن هذه الهيئات التي اتخذت القرار، مكتب سياسي أو غيرها ليست هي الحزب، فالحزب هو المؤتمر في نهاية الأمر والمؤتمر هو الذي يقول كلمته، لذلك دعنا نميز بين قرار هيئة وبين قرار الحزب رغم خطورة وأبعاد هذه القرار وعلى الرغم ممّا يحظ في النفس أن تتخذ مثل هذه الإجراءات الحزبية ضد نائب في الكنيست تمامًا في الوقت الذي يتعرض فيه لهجمة من المؤسسة الإسرائيلية، ولكن في نهاية الأمر ما يشغل بالي الآن المعركة مع السلطة، وليس المعركة مع الحزب.

* ولكن كيف تنظر إلى دخول أطراف لبنانية كصحيفة الأخبار، وتعريضها للقائكم الأخير بجنبلاط مع إقحام الخلاف داخل الحزب في اللقاء وتحويلكم إلى شخص يقود وفدًا طائفيًّا؟ 

لا بد بداية من التذكير أن أول لقاء مع النائب وليد جنبلاط كان في العام 2001 في عمان وتحت شعار التواصل القومي. وعلاقتي بوليد جنبلاط ليست بسبب انتمائي إلى المذهب نفسه أو الطائفة نفسها، وإنما لا تختلف عن أساس علاقاتي نفسها مع العديد من الشخصيات والقيادات في العالم العربي، وهي تنطلق من فلسطينيتي ومن منطلق انتمائي لشعبي.

وعلى هذا الأساس هناك قيادات تنتمي إلى هذا المذهب (الطائفة الدرزية) وهي مع ذلك أكثر من خصوم لي بل يمكن اعتبار بعضها عدوة لي، على الرغم من أننا من المذهب والطائفة نفسهما. وعندما كنا نرى جنبلاط يخطئ في مواقفه كنا نقول ذلك علنًا، بل وكتبنا ذلك وأصدرنا البيانات شديدة اللهجة في حركة ميثاق المعروفين الأحرار حول هذا الموقف الخاطئ (خلال الحرب على لبنان)، زوق قلنا هذا الكلام علنا ووجها لوجه للنائب وليد جنبلاط. لم نستح من أحد ونشر هذا البيان على مستوى العالم العربي. ولكن عندما عاد وليد جنبلاط على متراسه الحقيقي، متراس العروبة لم يكن لدينا مانع من التقاء وليد جنبلاط.

دعني أقول لك أمرًا آخر إذا كان معياري ومعيار الآخرين هو الالتزام بهموم شعبي الفلسطيني فإن وليد جنبلاط على الأقل، هو أحد القادة العرب القلائل الذين لم تتلطخ أياديهم بدم الشعب الفلسطيني، لا بل أكثر من ذلك، فإن دماء أهله ودماء حزبه امتزجت بدماء الشعب الفلسطيني على مدى ستين عامًا.
ولو كان جنبلاط ارتكب كل الموبقات فإنه بالنسبة لي كفلسطيني وخصوصا عندما أرى أبناء شعبي أنفسهم يريقون دماء بعضهم البعض، فإن من لم يرق دماء شعبي ليس عارًا أن ألتقي به.

* وكأنك تلمح إلى قيادات أخرى مثل الجنرال ميشيل عون وعلاقات قيادات في حزبك معه؟

أنا لا أرمز ولكن أنا أقول علنًا أن محاولات تحجيم لقاء على مستوى تواصل وطني عروبي بيننا وبين ليس فقط الحزب التقدمي الاشتراكي، فلنا في ميثاق المعروفين الأحرار علاقات مع كثيرين في العالم العربي، لكن اختيار هذا اللقاء ومحاولة الطعن به هو أمر مؤسف للغاية، فما العيب في لقاء كهذا على أساس الهم القومي والتواصل القومي. كل من هاجم هذا اللقاء بغض النظر عن هويته وانتمائه فقد ارتكب خطأ فظيعًا.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق