مراسل موقع المدار مفيد مهنا
لم تعد تقتصر المحافظة على المحافظة على البيئة مقتصرة على الجمال والنظافة وصفاء الماء.. بل أخذت أمام التطور الصناعي وانبعاث الغازات المؤكسدة الى الغلاف الجوي، طابعا يهدد مجمل الحياة على الأرض ومن فوقها من إنسان وحيوان ونبات .. وأمام هذه المخاطر والقلق واهمة معالجة ظاهرة تعيير المناخ عٌُقد مؤتمرا في كوبنهاجن ـ الدنيمارك مؤتمرا عالميا شارك فيه ابن سخنين ورئيس بلديتها سابقا مصطفي أبو ريا ممثلا عن جمعية (نجاة البيئة) بجانب اتحاد مدن حوض البطوف. واختيار أبو ريا لهذه المهمة لم يكن صدفة، فهو ناشط بيئي وخلال توليه رئاسة بلدية سخنين ورئاسة اتحاد مدن حوض البطوف للحفاظ على البيئة، أبدى اهتماما كبيرا في الحفاظ على البيئة وانعكاساتها على صحة المواطنين، ولم يترك مناسبة رسمية او جانبية إلا وأبدى قلقه من تلك الإشعاعات والتلوث البيئي. وعن مشاركته في مؤتمر كوبنهاجن إلتقاه مراسلنا وأجرى معه الحديث التالي:
أما القسم الثاني من المؤتمر فشاركت به المنظمات الأهلية غير الحكومية، حيث قدمت عروضا لخبراتها وتجاربها في مجال الحفاظ على البيئة وتقليص انبعاث غازات الدفيئة، في مهمة لإيقاف ارتفاع درجة الحرارة وتسخين الكرة الأرضية، وضرورة إيجاد مصادر طاقة بديلة غير مُلوِثة، وكذلك الحفاظ على المياه نقية، وتكرير مياه الصرف الصحي، وتدوير النفايات وإعادة استهلاكها في مختلف الصناعات الخفيفة.
ابو ريا: النقاش تمحور بين الدول المتطورة والدول النامية واتضح بالأدلة العلمية ان الدول المتطورة ومن خلال ثورتها الصناعية كانت وراء انبعاث الجزء الأعظم من غازات الدفيئة، وما إلزام الدول النامية بالحد من نسبة غازات الدفيئة الا عقبة في تقدم تطورها المتأخر أساسا، لذلك توخى المؤتمر من الدول المتطورة القيام بهذا الواجب بالإضافة لدفع المبالغ الجدية للدول النامية لمساعدتها في التطور دون المساس بالبيئة.
ابو ريا: كوفد إسرائيلي كان لنا لقاء مع رئيس الدولة شمعون بيرتس ووزير حماية البيئة جلعاد اردان، حيث توجه ائتلاف الجمعيات بطلب يلزم إسرائيل بتخفيض نسبة انبعاث غازات الدفيئة كبقية الدول الصناعية وان لا تختبئ متظاهرة وكأنها دولة نامية. وقمنا بعرض فيلم عن المدينة المستديمة وجرى نقاش حوله. وكذلك عقدنا ندوة تدعو الى إلغاء محطة الطاقة المزمع إقامتها في اشكلون، ومقررا عملها بواسطة الفحم الحجري وهذه المحطة ستزيد من انبعاث الغازات بنسب عالية
رئيس الدولة أجاب بأنه سيقترح إقامة طاقما مشتركا لجميع دول الشرق الأوسط برعاية الأمم المتحدة، فقمتُ بلفت نظره الى ان المجتمع العربي في الدولة ساهم كثيرا في الحفاظ على البيئة بمختلف الأشكال، وعليه تقضي المهمة ان يأخذ هذا الوسط دوره في هذه اللقاءات كي يضمن المجتمع العربي مصالحه البيئية ويقدم في هذا المجال من خبرته وتجربته على مستوى الشرق الأوسط عامة.
أضف إلى هذا ان إتلاف المنظمات البيئية عبر عن خيبة أمله من خطاب رئيس الدولة في المؤتمر، حيث أعلن عن تخفيض بنسبة 20% من الزيادة المتوقعة لانبعاث الغازات، مع أن إسرائيل لم تتخذ حتى الآن، اي قرار بهذا الشأن.
المدار: كمشارك وصاحب خبرة في مجال الحفاظ على البيئة كيف تقيّم المؤتمر؟
ابو ريا: نتائج المؤتمر كانت مخيبة للآمال كونها غير ملزمة ولم تستجب الى الأهداف التي توخاها ووضع أسسها العلماء، وبشكل خاص عدم التزام الولايات المتحدة بخفض نسبة انبعاث غاز الدفيئة الى الجو، وتملصها من دفع المبالغ الكافية تعويضا للدول النامية. لكن رغم هذا هناك الكثير من الايجابيات نتجت عن المؤتمر مثل: الاعتراف بأن تغيير المناخ يشكل خطرا جديا على استمرار الحياة بشكل فعلي وبعيدا عن الأوهام. كذلك قيام المنظمات الأهلية بتظاهرات واحتجاجات ألقت بصداها على المؤتمر، وتم الاتفاق على ان تستمر هذه المنظمات، كل في بلدة، بمختلف النشاطات لخلق الوعي الكافي على صعيد الفرد والمجتمع. ولا ننسى ذلك الحضور الإعلامي غير المسبوق ونقل وقائع المؤتمر، للفرد والمجموعات، الى مختلف أرجاء المعمورة. أضف الى هذا تلك الاجتماعات واللقاءات التي جرت على هامش المؤتمر وتناولت الموضوع البيئي وأهمية إعلاء شأنه في كل بلد وبلد.
ابو ريا: رغم ما يتمتع به المجتمع العربي من ثقافة بيئية، عليه ان يعمق هذا الوعي أكثر، خاصة على مستوى الإفراد، وعلينا ان نكون يقظين لكل مكرهة بيئية ومعالجتها مبكّرا قبل ان تتفاقم. كذلك مطالبة السلطات المحلية للقيام بواجبها في سبيل بيئة مريحة خالية من التلوث وممتعة للسكان