ألقى الشاعر الدكتور إياس يوسف ناصر، أستاذ الشعر العربي القديم في الجامعة العبرية في القدس، محاضرة مفصّلة عن فنّ الاستطراد في الأدب العربي، وذلك في مؤتمر دولي عقدته كلّيّة الآداب في جامعة تل أبيب احتفاء بالشاعر والفيلسوف الأندلسي ابن جبيرول الذي عاش في القرن الحادي عشر، وبمشاركة العديد من الباحثين والأساتذة من مختلف الجامعات. 

هذا وأُلقيت المحاضرة بمشاركة الدكتور يهونتان فاردي، الباحث المختصّ في الأدب العبري الأندلسي، في محاضرة له تناول فيها إحدى قصائد ابن جبيرول، وهي قصيدة هجاء يتأثر فيها الشاعر بفن الاستطراد في الشعر العربي القديم.

وتحدّث الدكتور إياس ناصر عن هذا الفن الذي يتحول الشاعر فيه من موضوع إلى آخر فيفاجئ خصمه ويأخذه من حيث لا يحتسب، إذ يفتتح القصيدة بموضوع فيه ما يستميل السامع أو القارئ ثم ينتقل فجأة إلى الهجاء ليكون كلامه أشدّ وقعًا في النفس. وأشار الباحث إلى أهمية هذا الفن وأغراضه في الشعر العربي واستعرض أمثلة له من ديوان الشاعر العباسي أبي تمّام الذي عُرف بهذا الفن ونُسب إليه. هذا وتناولت المحاضرة مصطلح الشِّعر البارد، وهو من أظهر العبارات التي استعملها الشعراء القدماء في هجاء الخصوم، يريدون بهذا الوصف أن يدلّوا على الشعر الذي لا يستفز القلب ولا يبعث الطرب ولا يحرّك الوجدان.