العالم لا ينتظر ايا كان، اذا كنت في المكان المناسب فبإمكانك انقاذ حياه انسان.
كل انسان منا  له اهميته في الحياه، لكل منا شخص غالي عليه، اذا كان بامكاني ان اكون هناك في الوقت الماسب ، لاعيد  هذا الشخص الى عائلته ، فساكون ، لان هذا هو خلاصه عملي.
احيانا عندما تلتقي بمرضى في حاله صعبه. من الصعب عليك ان تعرف ما كانو عليه قبل المرض او باي حاله سيكونون مستقبلا، علينا عمل اقصى جهد ممكن من اجل نتيجه قصوى.
استذكر مريضه شابه في سنوات الثلاثين. ام لطفلين، استقبلت مع نزيف دماغي حاد، بعد علاج مصدر النزيف ، عانت المريضه من مضاعفات مرضيه منها تقلصات في الشرايين، مما استدعى فسطره دماغيه بشكل يومي ولمده اسبوع، في مرحله معينه كنت ارى نظره الاستغراب في عيون زملائي. بما معناه " الا يكفي؟"، ولم استسلم.
المريضه انتقلت لعلاج تأهيلي، وبعد فتره جاءت لزياره القسم شاكره، توجه الي احد زملائي معربا عن اعتذاره .....
دائما حلمت ان اكون طبيبا، لكني غير متأكد اني فهمت معنى هذه المهنه عندنا بدات تعليمي، اختياري جاء نتيجه لرومانسيه الموضوع او لما يحمله من معاني...
مع الوقت ادركت ان المجال جدا واسع في موضوع الطب. فبامكانك ان تكون بمجال الجراحه،  الطب الباطني.  او باحثا. بامكانك ان تختار مجالا صعبا او اقل صعوبه..
ما قادني لهذه المهنه هي القدره ان اساعد الناس، هذا الامر ابهرني، ان تتعامل مع الاقدس في هذا العالم، حياه الانسان.
في مجال القسطره الدماغيه ، هنالك خالات طارئه جدا، في مركزنا هنالك ما يقارب ال ١٣٠ جلطه دماغيه سنويا، هذه الحالات تحتاج الى تدخل سريع والذي بدونه المريض ممكن ان يعاني من شلل نصفي، مشاكل بالنطق. فقدان وعي او حتى الموت. لا يوجد امكانيات اخرى، او العلاج الفوري في مركزنا او نقله لمكان اخر مع كل ما قد ينتج عن تأخير العلاج.
اناوب ٣٠ يوم بالشهر، في هذه السنه قمنا بعمل ٤٥٠ حاله قسطره دماغيه. هذا هو التزامي لعملي، ممكن ان نسميه الضمير او الصوت الداخلي، صعب علي ان اتخلى عن هذا. ومما لا شك فيه، احب هذا العمل.

د. شادي جهشان - مدير قسم القسطره الدماغيه في مستشفى الجليل