بيان لاهالي كفرياسيف: الكنائس ليست منبرا سياسيا إنما مسرحا حرا يبث روح السلام
2009-11-12 15:34:46

بيان الى اهالي كفرياسيف عراك الفكر وخلاف الرأي لا يفسد للود قضية 

يا أهلنا في كفرياسيف - يجمل القرار كثرة العراقيل, لكن الفكر النير يحد ويفك رموزها مترجما إياها إلى آيات مقدسة تعود بالخير والبركة على جميع المواطنين. كأقلية في هذه البلاد تعرف الحوار مسلكا ونيل حقوقها المهضومة سبيلا وهدفا, فالرسالة الروحية والاجتماعية تنطلق على الدوام متخذة الحوار أسلوبا للوصول إلى الحلول مراعية أراء وأفكار أبنائها على اختلاف انتماءاتهم العقائدية والفكرية.

لا يخفى على احد دور الرعية الأرثوذوكسية في القيادة الرائدة عبر التاريخ القديم والحديث لرفعة الحس والفكر الوطني التحرري والثقافي المشرف ودور الكنيسة الفعال في رفع شان الرسالة التربوية وفي مأسسة الجيل الواعي الذي قاد البلد إلى مشارف النور ابان الظلام الذي كان سائدا في فترات تاريخية سالفة وهذا الدور ما زال معطاء في شتى الأصعدة دون توقف.
جاءت فكرة إقامة مدرسة أهلية على غرار المدرسة الأهلية السابقة (المسكوبية) في القرية والتي كان لها الفضل الكبير في دعم الرسالة الروحية والثقافية والتي بسبب الحرب العالمية أغلقت المدرسة أبوابها عام   1914, وجدير بالذكر أن الكنيسة قدمت العمارة القديمة المحاذية لها للمجلس المحلي لتكون مدرسة تخدم طلاب القرية وقد احتضنت طلابا وطالبات شقوا الدرب لنا, وتابعت المدرسة رسالتها المقدسة مقدمة الخير والعلم والثقافة لأبناء القرية.
وفي هذه الأثناء نشأت فكرة تجديد عهد المدرسة تحت رعاية المجلس الرعوي والكنيسة وكاهنها, وتحقق الحلم السامي وتم افتتاح المدرسة الأهلية تحت اسم (مدرسة المطران تيموثيوس) لتضم تحت سقفها طلابا وطالبات من شتى شرائح شعبنا, ومن عديد من القرى المجاورة ونحن نشهد أن طلاب وطالبات المدرسة يعيشون كعائلة واحدة تكللهم المحبة ويحتضنهم السلوك الحسن والأخلاق الحميدة وهم مركز إشعاع سعادة لأهاليهم الذين ابدوا طمأنينة باسمة في اجتماعات أولياء أمور الطلاب في شهر تشرين أول لهذا العام    2009.
وهكذا جسدت المدرسة بطلابها ومعلميها أيقونة جميلة تعبر عن ما نتوخاه لمجتمع سليم تسوده الوحدة والتعاضد.
وبما اننا نؤمن بالتعددية والنقاش البناء المثمر نرى أن مطلبنا في سبيل نيل الترخيص مطلب عادل في سبيل فتح أبواب هذه المدرسة لنقطف معا ثمارها المتميزة والمغذية للحياة التربوية والتعليمية.
كوننا نحيى في ظل دولة ديمقراطية, والديمقراطية هي نظرية نسبية لدى البعض, نطالب وبحق وزارة المعارف والسلطة المحلية في كفرياسيف أن تسارع في منح التراخيص أسوة بباقي المدارس اليهودية الخاصة التي تحظى بالتراخيص والحقوق الكاملة من وزارة المعارف دون عراقيل تذكر فنحن مواطنون يحق لنا أن نتمتع بذات الحقوق حتى لا يرتكب في حق الحرية والديمقراطية أي طعن يجرحها ويشوه وجودها.
من الخطأ أن ندخل الرسالة الكنسية معترك السياسة, كما أن الكنائس ليست منبرا سياسيا إنما مسرحا حرا يبث روح السلام والوثاق والمحبة والعمل الهادف البناء.
بناء على حقيقة هذه الأهداف السامية لن نقبل أن تكون تصفية الحسابات السياسية على مذبح المدرسة الأهلية, نحن نحترم جميع الفئات على اختلاف أرائها السياسية لان اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية.
ومن هذا المنطلق نطالب الجميع أن تصافحوا واغسلوا الذنوب, تحابوا لتكونوا جميعا أساسا متينا للنشء الذي نحتضنه وتحتضنه كافة مؤسساتنا التربوية , تعالوا سويا يدا بيد نبني مجتمعا ايجابيا لا مترصدا, محبا لا مناوئا.
لقد قدم المجلس الرعوي التماساته لدى المحاكم الإسرائيلية مطالبا بحقه المشروع لنيل التراخيص اللازمة ونأمل أن نحصل عليها قريبا وجدير بالذكر أن مدرسة المطران ليست البديل لأية مؤسسة تربوية في القرية إنما المكمل للعامل التربوي فيها.
رصدت الآونة الأخيرة بعض الرسائل والأخبار عن المدرسة في الانترنت وفي الصحف المحلية, وبهذا الصدد نقول للجميع أن الكنيسة والمجلس الرعوي والمدرسة بكامل مؤسساتها ليسوا مسرحا ومحطا لمثل هذه الكتابات ولن نسمح لأنفسنا أن نكون شركاء في هذه البلبلة التي نأمل أن تكون زوبعة في فنجان.
القضية الملحة هي تحويل بناية المدرسة من دير إلى مدرسة وهذا ما يطلبه الترخيص لنحظى بموافقة المعارف.
وكما هو معلوم ان هذا البناء شيد وخطط ليكون مدرسة تكاملت فيها المواصفات التي طلبتها وزارة المعارف ولدينا الوثائق التي تثبت ذلك.
وفي نفس الوقت نتطلع لتوسيع الساحات وقد تم شراء قطعة ارض محاذية للمدرسة لتشكل ملاعب رياضية للطلاب, وكل من يزور المدرسة يتحقق صحة ما نقول.
كاهن الرعية, مجلسها الرعوي, مدير وأعضاء الهيئة التدريسية للمدرسة يتقدمون بالشكر لكل من ساهم في دعم هذا الصرح وصوت لجانب منح الترخيص كما لا ننسى أن نشيد بالقرار الأخير الصادر عن المجلس المحلي بشان التفاوض العاجل للوصول إلى حل يجيز منح التصاريح القانونية للمدرسة.
أيها الأحبة إن طلابنا مشهود لهم من الداخل والخارج هذا كله بفضل التوجيهات المبنية على المحبة والالتزام والأسس الثقافية والعلمية التي تسلحوا بها من هذه المؤسسة لهذا ستبقى أيادينا ممدودة وقلوبنا مفتوحة لكل حوار وتفاهم مع الجهات المختصة لان أسسنا مبنية على محبة الغير, "المحبة تتأنى وترفق, المحبة لا تحسد لا تتفاخر لا تنتفخ لا تفرح بالإثم بل تفرح بالحق تحتمل كل شيء المحبة لا تسقط أبدا". "ومن أهل المحبة أيضا هم الذين امنوا وعملوا الصالحات أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون".
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق