بعد اختيارها واحدة من الكليات المختارة لتنفيذ وقيادة مشروع " الرحَال":

عشرات من طلاب الكلية الأكاديمية العربية للتربية في حيفا يشاركون ضمن مشروع "الرحَّال" في جولة ميدانية حول العيش المشترك والتسامح بين الديانات 

بجولة تعليمية وإرشادية شملت مواقع وأماكن مقدسة للمسلمين والمسيحيين والدروز في منطقة الشمال، اختتم طلاب من كافة المساقات في الكلية الاكاديمية العربية للتربية في اسرائيل- حيفا المرحلة الأولى من مشروع " الرحَّال" ضمن دورة " أمل إسرائيلي في الأكاديميا " والتي يشارك فيها طلاب من كافة الكليات والجامعات في البلاد.

وكانت المرحلة الأولى( مرحلة الرحال او الجوَّال)  قد انطلقت صباح يوم الاثنين الماضي، من حرم الكلية الاكاديمية العربية للتربية في  حيفا بلقاء مع مديرة الكلية والعميدة البروفيسور رندة خير عباس، اكدت خلاله أهمية هذا اليوم الذي يهدف الى ابراز معالم واوجه العيش المشترك بين الديانات وأهمية التسامح الديني وقبول التعددية الدينية والعقائدية باعتبارها امراً يثري عالمنا ويجعله عالماً تسود فيه روح التعاون والتفاهم بعيداً عن الإقصاء، انطلق المشاركون بعدها بإشراف المسؤولة عن تنفيذ المشروع من قبل الكلية الدكتورة عالية القاسم الى منطقة حطين حيث زاروا مقام النبي شعيب عليه السلام وتجولوا في المنطقة التي ترتبط أيضاً باسم صلاح الدين الأيوبي ومعركة حطين الشهيرة عام  1187 للميلاد، ثم توجه المشاركون الى موقع تعميد السيد المسيح عليه السلام وتلتها جولة الى منطقتي الطابغة حيث الخبز والسمك ومن ثم وجبل التطويبات، علماً ان اليوم انتهى بلقاء تلخيصي ووجبة عشاء .

رئيس الكلية المحامي زكي كمال من جهته أكد أهمية هذا اليوم مؤكداً انه يعكس واقع الكلية الاكاديمية العربية للتربية في حيفا والتي تشكل عالماً صغيراً يعيش فيه الجميع بتناغم وتفاهم يقدس التعددية الدينية والمذهبية والعقائدية والفكرية باعتبارها الإشارة الأوضح والسمة الأبرز للمجتمعات الراغبة في الحياة والتطور والتقدم. وأضاف:" كليتنا هي كلية تؤكد وتمثل التنوع والتعددية الثقافية والحضارية والدينية وتجمع بين كنفاتها طلاباً ومحاضرين من مختلف الانتماءات والتوجهات الفكرية والدينية والسياسية والمناطق الجغرافية، يجمعهم قاسم مشترك واحد يؤلف بينهم وهو انتماءهم الإنساني واعتزاز كل منهم بانتماءاته المختلفة مع قبوله التام والعقلاني لانتماءات الغير واستعداده المطلق للدفاع عنها وعن حق الانتماء اليها، انطلاقاً من الإيمان ان كافة هذه الانتماءات على اختلافها وتنوعها هي دليل عافية مجتمعية وإنسانية وهي الضمان الأول لمجتمع متنور يقبل الغير دون ان يلغي ذاته، وهو ما دعت وتدعو اليه الكلية وما أكدته فعلاً وليس قولاً فقط عبر حياتها اليومية وعبر مؤتمرات ونشاطات خاصة ومميزة تعزز التعددية بكافة مجالاتها وتذوت قيم قبول الآخر والمختلف".

البروفيسور رندة خير عباس مديرة الكلية والعميدة قالت ان الكلية تؤهل طلابها ليس ليكونوا معلمين فحسب بل ليكونوا قادة ومربي الأجيال القادمة بالمفهوم الواسع لهذا التعريف، ما يعني بانهم سيواجهون خلال عملهم معضلات وأسئلة عديدة ومتنوعة ثقافياً وحضارياً ودينياً وبالتالي أخذت الكلية على عاتقها إعدادهم لهذا الدور عبر منحهم الوسائل والمعلومات اللازمة لتعزيز مفاهيم التعددية والتسامح والتفاهم وقبول اختلاف الراي واستغلاله كعامل إثراء ونقطة انطلاق نحو منافسة ثقافية وعلمية وبحثية تعتمد اعتبار التنوع نوعاً من التحدي نحو الأفضل ودليل عافية ومحفزاً لمزيد من الاطلاع  والإصغاء والاحتواء  والقبول وتوسيع الآفاق عبر دراسة مبادئ الديانات  والمذاهب المختلفة وتأكيد العوامل والقواسم المشتركة بينها واولها تقديس حياة الإنسان واعتبار حمايتها وصيانتها ومنع المس بها القيمة العليا".

الدكتورة عالية القاسم رئيسة مسار الممتازين وعميدة الطلبة قالت إن هذا النشاط  القطري والذي يجمع ايضاً طلاباً من الوسط اليهودي يدرسون في مختلف الكليات  ، يهدف الى بناء مجتمع وعالم طلابي واكاديمي متنوع حضارياً ومتنور فكرياً ، يبادر ويعمل ويؤمن ان المعلم هو المربي والقائد الحقيقي اجتماعيا وحضارياً وليس تعليمياً فقط وله دوره الرئيسي في عملية التثقيف وغرس مفاهيم التعددية والتفاهم والعيش المشترك الديني والحضاري  وفي العمل على بناء مجتمع متنور يثريه تعدده وتحميه قدرته على قبول التعددية الداخلية التي تحترم الانتماءات الشخصية والخاصة وتصبها مجتمعة في بوتقة الانتماء الإنساني  والمجتمعي الواسع . 

يذكر ان برنامج" الرحال" سيشمل في مراحل قادمة جولات ميدانية مماثلة للأماكن المقدسة للديانات الثلاث في مناطق البلاد المختلفة كمنطقة القدس والجنوب وغيرها.