الحزب الشيوعي الاحتفال المركزي بـ 90 عاما على الانطلاقة سيتحول إلى تظاهرة جبارة
2009-11-09 07:46:46
* هبة تنظيمية في الفروع وعشرات المحاضرات واللقاءات التكريمية للرعيل الأول من الشيوعيين * إصدار خمس كتب جديدة توثّق تاريخ الحزب المشرف * عشرات الوفود تؤكد المشاركة ومساع حثيثة لتمكين الوفد الكوبي من الوصول * برنامج سياسي فكري وثقافي فني غني *

ثلاثة أيام لا غير يفصلاننا عن المهرجان المركزي الكبير، احتفالا بتسعين عاما على انطلاقة الحزب الشيوعي في البلاد، الحزب العمالي الأممي الأعرق في البلاد.. ثلاثة أيام، ونكون على موعد مع واحدة من أضخم التضاهرات السياسية الثقافية رفيعة المستوى، مع الألوف من كوادر الحزب وأصدقائه ومع المئات من الضيوف ممثلي الحركات اليسارية في البلاد والأحزاب الشيوعية الشقيقة التي ستصلنا من أنحاء العالم المختلفة.. سيصلوننا من آسيا وأوروبا وأمريكا اللاتينية، خصيصا، للاحتفال وإيانا بـ 90 عاما على النضال والتمسك الثوري بالثوابت الأيديولوجية الراسخة، من أجل السلام والمساواة وضد الاحتلال والفاشية..

 
* 90 عاما وحزبنا شيخ في عز الشباب..  *
الهيئات الحزبية كلها، وعلى كل المستويات، المحلي والمنطقي والقطري، مستنفرة وتعمل على ضمان أكبر تجنيد للمهرجان، وإلى جانبها مؤسسات الشبيبة الشيوعية والجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة.. كل هذا لأن الذكرى الـ 90 بالذات تحتم علينا إحياء هذه الذكرى بما يليق بها، بحزبنا وبنا! ونحن لسنا وحدنا، فهذه الاحتفالات ليست قصرا على الشيوعيين وحدهم وإن كانت احتفالاتهم هم أولا، لا ولا هي احتفالات شركائهم ورفاق دربهم في الجبهة، إنما هي احتفالات يحق لكل وطني مخلص غيور على مصالح شعبه في هذه البلاد أن يحتفل بها.. وكذا سيكون فهو حفل لكل ناشط من أجل انهاء الاحتلال وإحلال السلام، قلع التمييز العنصري وضمان المساواة، لجم الرأسمالية القذرة وبناء الاشتراكية والعدالة الاجتماعية..
الأديب محمد نفاع، الأمين العام للحزب، يقول أن التحضيرات سائرة على قدم وساق وأنها مبشرة بنجاح كمي ونوعي كبير، ويطمئننا "هذا يؤكد مرة أخرى أن حزبنا شيخ في عز الشباب، هذا ما ستؤكده كوادرنا بحماستها بألوفها المؤلفة من الشيب والشباب، الرجال والنساء والعرب واليهود.."
* عشرات الوفود تصل المؤتمر والمفاجأة الأكبر بوصول وفد الثورة الكوبية *
هل سنتمكن من استصدار تأشيرة دخول خاصة لوفد الثورة الكوبية إلى البلاد؟ هذا السؤال هو الأكثر إشغالا لبال منظمي المهرجان، خاصة بعدما أبدى الحزب الشيوعي الكوبي رغبته الجامحة للمشاركة في الاحتفالات الخاصة وأبدى وفده استعدادا على بذل كل الجخود من أجل الوصول إلى هنا، إلا أن المؤسسة الاسرائيلية تعمل على إعاثة إصدار تأشيرة للوفد بسبب نفس الموقف العنجهي من الثورة الكوبية، موقف الحصار والاذدناب للمصالح الإمبريالية الأمريكية.
نفاع، يؤكد أن حزبنا لن يتنازل بسهولة عن حق استضافة الشقيق الكوبي، خاصة بسبب العلاقات الحميمة التاريخية ما بين الحزبين وأكد لأنا أن المساعي ما زالت جارية وبشكل حقيق من أجل ضمان وصوله..

إلى جانب الرفاق الكوبيين، من المتوقع ان تشارك عشرات الوفود من الحركات والأحزاب والمؤسسات التي تلتقي وخط حزبنا الشيوعي، في البلاد وفي المناطق الفلسطينية المحتلة ومن أرجاء العالم وعلى رأس هذه الوفود، الشقيق التوأم لحزبنا، حزب الشعب الفلسطيني.

 
* أجواء دافئة وبرنامج سياسي - ثقافي راق *
احتفالات الـ 90 عاما، يوم السبت القريب، فرصة للقاء مؤثر وخاص عابر للأجيال والقوميات، يؤكد مدى عراقة هذا الحزب ومكانته.. مجرد اللقاء ومناسبته سبب مقنع للبهجة والفرح، لكن البرامج السياسية والفنية ستضفي على هذا الفرح فرحا بلا أدنى شك.. حيث لن يكتفي المشاركون في الحفل بلقائهم مع رفاقهم الأوائل ممن شقوا الطريق أو مع الشباب طري العود المصرّ على مواصلة الطريق.. لن يكتفوا بلقائهم المشرف مع رموز ومعارك تصدت للهجير والحكم العسكري وصنعت يوم الأرض.. لن يكتفوا بالحدث، بالمناسبة، بالفكر وبالرفاق، فبانتظارهم برنامج سياسي فني حافل، يؤكد عراقة هذا الحزب ودوره بقيادة الجامهير العربية من رماد النكبة إلى جمرة المقاومة والتصدي.. واصراره بأحلك الظروف على رفع المنارة عاليا مشيرا إلى درب الخلاص لشعبيّ هذه البلاد..
في القسم السياسي من الأمسية سيقدم الأمين العام، محمد نفاع، مداخلة مركزية باسم الحزب، كما ستقدم التحيات باسم عدد من الأطر والهيئات، منها: الشبيبة الشيوعية، الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، حزب الشعب الفلسطيني، لجنة المتابعة العليا لشؤون الجماهير العربية في البلاد، اللجنة القطرية للرؤساء العرب، إضافة إلى تحية بلدية حيفا، البلد المضيف.
أما البرنامج الفني الثقافي فسيتضمن فقرات شعرية وغنائية ثورية مميزة، سيتم الاعلان عنها لاحقا.
* الفروع والمناطق: هبة تنظيمية تسر الصديق وتغيظ العدا.. *
من الجدير ذكره أن هذا الحفل المركزي يأتي تتويجا للأجواء الاحتفالية والهبة التنظيمية المثلجة للصدور التي تشهدها الفروع والمناطق الحزبية في الأشهر الأخيرة، إذ عقد عدد كبير من الفروع اجتماعات تنظيمية بهدف انتخاب الهيئات والمؤسسات، وأقام عدد آخر منها أمسيات احتفالية دافئة تكريما للرعيل الأول من الشيوعيين، فيما اختار عدد آخر من الفروع والمناطق إحياء هذه الذكرى من خلال تقديم سلاسل من المحاضرات الفكرية والأيديولوجية بهدف إثراء الكوادر وإغناء النقاش.
وتعمل كافة فروع الحزب ودون استثناء على استنفار كوادرها وأصدقائها للمشاركة في الحفل المركزي، حيث سيتم توفير سفر منظم من كافة البلدات.
والحزب هنا ليس وحده، ففي مطلع هذا الأسبوع كانت السكرتارية القطرية للجبهة قد عقدت جلسة خاصة، وكان التجند للاحتفالات واحدا من النقاط المركزية المطروحة على جدول الأعمال، كما انتهى الاجتماع بإصدار بيان إلى الكوادر الجبهوية وأصدقاء الحزب الوطنيين، مؤكدا على أهمية التجند لهذه المناسبة وضرورة إنجاحها.
كما عقد العديد من فروع الشبيبة الشيوعية المحاضرات واللقاءات الخاصة، وأكبرها لقاء فروع منطقة الناصرة في نهاية الأسبوع المنصرم والذي جاء على شرف هذه المناسبة.

 

* الرعيل الأول يستذكر ويوثق.. *
لعل أجمل ما في هذه الأجواء الاحتفالية، هو إقدام المزيد من الرفاق على توثيق ذكرياتهم، فقد صدر في الآونة الأخيرة عدد من الكتب الهامة التي تشكّل شهادات حية عن فترات مختلفة من حياة الحزب: فقد قامت عضو المكتب السياسي للحزب، تمار غوجانسكي، باصدار كتاب "انهض وانتفض" والذي توثق من خلاله عددا كبيرا من كتابات إلياهو غوجانسكي، أحد قادة الحزب الشيوعي الفلسطيني في سنوات الثلاثين والأربعين من القرن المنصرم، وأما القائد الشيوعي العريق، توفيق كناعنة، فقد قام بإصدار كتاب "ذكريات ختيار لم تمت أجياله" ليوثق من خلاله مسيرة الحزب الشيوعي في قيادة الجماهير العربية وبخاصة في منطقة البطوف، مهد يوم الأرض الخالد، في المحطات التاريخية المختلفة.
كما نجح النقابي الشيوعي العريق، بنيامين جونين، هذه الأيام، باصدار كتاب "حياة حمراء – محطات في حياة شيوعي اسرائيلي."  
وإلى جانب هذه الكتب الثلاثة، يعمل صندوق روزا لوكسمبورغ في اهذه الأيام على إصدار كتاب خاص بالحزب الشيوعي في الذكرى التسعين لتأسيسه، وسيكون هذا الكتاب مميزا بتصميمه إذ سيحمل أكثر من مئتى ملصق عمل الحزب على إصدارها في الفترات المختلفة، هذا إلى جانب استعراضه لأهم المواقف التارايخية للحزب.
وعلى الصعيد التنظيمي، سيصدر في هذه الذكرى أيضا، كتاب المؤتمر الـ 25 والذي يضم بيانات وتلخيصات المؤتمر.
ومن الجدير بالذكر أن توثيق هذه الذكريات ما عاد محصورا على الكتب، فقد استضافت عشرات الفروع بل والمؤسسات التربوية المختلفة، في العام الأخير، مسرحية "حرية" التي ألفها وأخرجها د. ناظم الشريدي وتقصّ حكاية والده، المحارب الشيوعي محمد يوسفشريدي، أبو سامي، بدءا من انضمامه إلى صفوف ثوار 1936، ومرورا بتصديه ورفاقه للنكبةوالتهجير عام 1948 ووصولا إلى مجابهة الحكم العسكري، سجونه ومنافيه في أواسطالستينيات من القرن المنصرم.

 

* الأحد، 8.11: يوم دراسي *
هذا وستتواصل الاحتفالية بتسعين عاما على تأسيس الحزب، في اليوم التالي أيضا، الأحد الموافق 8.11 إذ سيقيم الحزب يوما دراسيا بمشاركة وفود الأحزاب الشيوعية الشقيقة وسيتناول هذا اليوم الدراسي المستجدات السياسية في المنطقة والتحليل الأيديولوجي والفكري لها.
وحول هذا الدمج ما بين السياسية والفكر، ما بين الثقافة والفن، يقول نفاع: نحن في احتفالات الخمسين والستين كنا نعقد اجتماعات أشبه ما تكون بالداخلية وأما مؤخرا وبالذات في الذكرى الـ 90 فقد ارأتينا ضرورة هامة إلى أن يكون نشاطنا من جانبين: الجانب الأول، سياسي وجماهيري لأن العديد من الاحزاب التي قامت في هذه البلاد اندثرت والحزب الشيوعي من الأحزاب القليلة التي بقيت، وهو باق وسيبقى والجانب الاخر جانب تنظيمي داخلي لإنعاش الحزب وبث الحماسة في نفوس كواده. والآن وبعد تسعين عاما، نحن نستعد، لمراجعة واغناء تاريخ الحزب من سنة 1919 وحتى اليوم، خاصة بعدما صدرت في هذه الفترة كتب وأبحاث فيها شيء من الصحة والكثير من التشويه والتزييف.
 
 
 
 
 
 
 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق