الامان والصحة المهنية: كيفية التعامل مع موجات الحر ودرجات الحرارة الشديدة في عصر كورونا
19/05/2020 - 10:17:28 am

يؤثر الطقس الحار للغاية، إلى جانب التأقلم، خلال هذه الفترة، مع وباء كورونا (COVID-19) ، على الظروف البيئية المهنية في مكان العمل ويمكن أن يسبب آثارًا فسيولوجية سلبية على العمال ، في مجموعة متنوعة من القطاعات الاقتصادية.

نحن نواجه موجة حر شديدة تستمر لعدة أيام، تليها بداية الموسم الحار، حيث من المرجح أن يأتي المزيد من الحر. خلال الفترات الانتقالية، بين موسم البرد والموسم الحار، يتكيف الجسم تدريجيًا مع الزيادة في درجات الحرارة الخارجية من خلال التغيرات في فعالية الآليات الفسيولوجية مثل التعرق ومعدل ضربات القلب وزيادة تدفق الدم إلى سطح الجلد، ولكن، قد يستغرق هذا التكيف وقتًا طويلاً (حوالي أسبوعين). إذا تعرض الجسم لظروف درجة حرارة عالية دون فترة تكيف كافيه، يزداد خطر الإجهاد الحراري الفسيولوجي، الذي يمكن أن يسبب ضررًا صحيًا. إذا لم يكن ذلك كافيًا، فيجب علينا التعامل ايضا، مع الوضع الجديد والمختلف الذي نتعرض له بسبب تهديد فيروس كورونا COVID-19. توجيهات وزارة الصحة "الطابع الأرجواني" التي يتم العمل بها في أماكن العمل لا تسهل العمل خاصة في ظروف الحرارة الشديدة. يمكن أن يسبب ارتداء القناع لفترة طويلة، كما هو مطلوب بتعليمات وزارة الصحة شعورًا بالحرارة وعدم الراحة والحاجة إلى لمس الجلد وخدشه بالأصابع، التي من الممكن ان تكون ملوثه.

خصائص الحر الشديد

عندما تكون كمية الحرارة التي يمتصها الجسم أعلى من كمية الحرارة التي يتمكن الجسم من بثها الى البيئة، تزداد درجة الحرارة الداخلية للجسم، والتي تكون في حالة طبيعية حوالي 37 درجة. عندما تتجاوز درجة الحرارة الداخلية 38 درجة، يتم تعريف ذلك ب- "حراره عالية". يمكن أن يؤدي استمرار تعرض العامل لظروف الحرارة إلى تفاقم الوضع. على سبيل المثال، درجة حرارة الجسم الداخلية لشخص يزن 70 كغم ويقوم بعمل جسماني بمكان مفتوح وتحت اشعة الشمس في يوم صيفي حار، يمكن أن ترتفع بنحو 8 درجات في غضون ساعة من العمل، لولا ارتفاع معدل التعرق وتطاير العرق الذي يؤدي لتبريد الجسم، لذلك يجب تهيئة الظروف للسماح للعرق بالتبخر. تجدر الإشارة إلى أن وتيرة التعرق وتطاير العرق عن سطح الجلد محدود، وكلما زادت الرطوبة النسبية في الجو، انخفضت كمية العرق المتبخرة عن الجسم.

الظروف التي تؤثر على ارتفاع درجة حرارة الجسم هي الظروف الخارجية في بيئة العمل، مثل درجة الحرارة والرطوبة في الهواء والرياح والانبعاث الحراري، بالإضافة إلى العوامل المتعلقة بطبيعة نشاط العامل، مثل وتيرة العمل والمجهود البدني ونوع ملابس العمل التي يرتديها. يزداد خطر ارتفاع درجة حرارة الجسم لدى العامل الذي يؤدي أعمالًا في الحقول المفتوحة، مثل الزراعة (الحقل، المراعي، الدفيئة)، أعمال البناء، العمل في مكان مفتوح مثل ساحات المصانع، التدريب الرياضي وما الى ذلك. إلى جانب هذه الأماكن توجد العديد من الاعمال، حيث يتم العمل داخل المباني بالقرب من مصادر حرارة، وبالتالي هناك ظروف حرارة عالية على مدار العام، مثل المصانع التي يتم بها صهر المعادن ومعالجتها، مصانع انتاج الزجاج والمطاط، والعمل بجانب المراجل البخارية، ومصانع المواد الغذائية والمخابز والمغاسل. في هذه الأماكن، يزداد احتمال ارتفاع درجة الحراره الداخلية لجسم العامل. السبب الآخر الذي يمكن أن يؤدي إلى تفاقم حالة العامل هو فقدان السوائل دون تعويضها. يمكن أن يكون الجمع بين زيادة درجة حرارة الجسم الداخلية وفقدان السوائل أمرًا مميتًا.

الأعراض النموذجية لارتفاع درجة الحرارة الداخلية للجسم هي فقدان العامل للتركيز, تقلص العضلات, تهيج الجلد، التعرق المفرط، الجفاف والعطش، الإغماء، الإرهاق، الغثيان، الصداع، الارتباك، التشنجات، الهلوسة وفقدان الوعي. قد تنتهي ضربة الشمس بالوفاة، إذا لم يتم تشخيصها وعلاجها في مراحلها المبكرة.
 
اضرار ارتفاع درجة حرارة الجسم تتعلق بعمر العامل وحالته الصحية. العمال المعرضون لمخاطر عالية -مقارنة بالآخرين -من ارتفاع درجة الحرارة الداخلية لأجسامهم، هم العمال الذين تبلغ أعمارهم 65 عامًا أو أكثر، العمال الذين يعانون من زيادة الوزن، اللذين يعانون من امراض القلب، ارتفاع ضغط الدم، والعمال الذين يتناولون أدوية معينة.
 
 
خفض درجة الحراره الداخليه للجسم مع الحفاظ على مبادئ تقليل التعرض لفيروس كورونا

دمج مجموعة من التدابير الهندسية والإدارة والحماية الشخصية التي توفر أيضًا حماية من فيروس كورونا، على النحو التالي:
 
الإجراءات الإدارية 

تعود صعوبة ارتداء القناع في بيئة حاره، إلى تعرق وجه العامل، وقد يرتفع معدل التنفس ويصبح مكان القناع رطبًا. قد يزيد ارتداء النظارات الواقية من الإزعاج. وخاصة عندما لا تتوفر التدابير الهندسية لتقليل شدة الحر، وهنا يكون أهمية لتدابير إدارية للحماية وتخفيف شدة الحر.

في العمل المكتبي، يمكن التغلب على شدة الحر بواسطة تكييف الهواء، وفي حالة عدم وجود تكييف، يجب تشغيل مراوح التبريد، ومن المستحسن تخصيص غرف استراحة تفي بشروط إمكانية إزالة القناع أثناء الراحة كما هو مذكور في تعليمات وزارة الصحة.

 

  • بالنسبة للعمل الذي يشمل مجهودًا بدنيًا، يوصى بتمديد وقت الراحة، وبالتالي تقليل وقت العمل للسماح للعامل بالراحة في غرفة باردة ومكيفة.
  • في حالة عدم وجود تكييف الهواء، يجب توفير الظل والمروحة الفعالة والمياه المعبأة في زجاجات.
  • يوصى بجدولة العمل للساعات التي تكون درجة الحرارة في بيئة العمل أقل من قيمة معينة (يحددها صاحب العمل بناءً على بيانات الأرصاد الجوية)، أو، بدلاً من ذلك للساعات الأكثر برودة من اليوم.
  • ترتيب تصاريح عمل، والتي تحدد طول وقت العمل المسموح به في حالات الخطر لارتفاع درجة الحراره الداخليه للجسم.
  • توفير الشراب البارد في مكان العمل وتشجيع العمال على شرب كميات صغيرة في كثير من الأحيان قبل العمل وأثناء العمل وبعد العمل. هذا يمنع الجفاف.
  • توفير وسائل لغسل اليدين أو المطهرات بسبب الخوف من لمس متكرر للوجه المغطى بالقناع.
  • ارشاد العمال، وخاصة العمال الجدد والشباب، من اجل رفع مستوى الوعي حول مخاطر الحر الشديد وتحديد علامات الحر الشديد، والعمل بشكل آمن والتعرف على معدات الوقايه في حالة الطوارئ لعلاج الذين يعانون من اضرار الحر الشديد.
  • تحديد العمال الأكثر حساسية للعمل في ظروف الحرارة الشديده، مثل النساء الحوامل أو الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في القلب، واستشارة اخصائي الصحة المهنية.
  • تشغيل عمال مناسبين للعمل في ظروف الحرارة (العمر والحالة الصحية المناسبة) وتكيفهم بشكل تدريجي

 
الاجراءات الهندسية

 

  • استخدام الاجراءات الهندسية للتحكم بدرجة الحرارة والرطوبة والانبعاث الحراري، على سبيل المثال، إجراء تغييرات في عمليات الإنتاج التي تسبب ظروف الحرارة، واستخدام التهوية وتكييف الهواء، وتركيب حواجز لحجب الإشعاع الحراري من منشآت الإشعاع الحراري.
  • تقليل وتيرة العمل والجهد البدني، على سبيل المثال، من خلال دمج الآلات التي تحل محل عمل الموظف.
  • يمكن أن يسبب الحر الشديد تهيج الجلد والطفح الجلدي بشكل رئيسي في الرقبة والفخذ وأعلى الصدر وطيات الكوع. يساعد تجفيف هذه الأماكن والانتقال إلى منطقة أكثر برودة وأقل رطوبة على تخفيف التهيج.

 

معدات الوقايه الشخصية
 

  • يمكن ان تكون إجراءات الوقائية الشخصية محدوده لأنها قد تسبب تقييد الحركة.
  • قد تقلل قطع الثلج الموضوعة في جيوب ملابس العمل شدة الحر لفترة محدودة.
  • تم تصميم بدلات مبردة بالماء أو مبردة بالهواء لتقليل الحر الشديد، ولكنها تقيد حركة العامل.
  • استخدام الملابس المناسبة، التي تسمح لأنظمة التحكم في حرارة الجسم بالعمل بفعالية لتبخير السوائل على سبيل المثال، الملابس المصنوعة من الأقمشة "التي تسمح بالتنفس"، مثل القطن، بدلاً من الأقمشة الاصطناعية، واستخدام معدات حماية التنفس أو ملابس حماية الجسم بشكل يمنع ارتفاع درجة الحرارة والتعرق. أيضا، لا يوصى بالملابس متعددة الطبقات لأنها تقلل من المساحات الهوائية العازلة للحرارة بين الجسم والملابس. لهذا السبب، على سبيل المثال، من الأفضل عدم ارتداء ملابس داخليه ضيقه تحت القميص من اجل السماح بوجود هواء بين القميص والجلد، مما يسهل التعرق. يمنع امتصاص الثوب للعرق تبخر العرق، وبالتالي يقلل من تأثير التبريد على الجلد.
  • في الأماكن التي يمكن فيها استخدام أقنعة موصولة بمنفاخ مع مرشح مناسب لا تحد من حركة العامل  ، سيسمح المنفاخ بتبريد الوجه، لأنه ينفخ الهواء على الوجه تحت القناع. يمكن استعمال هذه الوسيله في حالة عدم وجود المرضى أو المشتبه بهم حيث أن المنفاخ ينفخ هواء الزفير من القناع بدون ترشيح.


بمجرد استنفاد جميع التدابير المذكورة أعلاه، يجب على صاحب العمل مراقبة العمال المعرضين لظروف الحر الشديد. من اجل ذلك يمكن لصاحب العمل استشارة أخصائي الصحة المهنية.

في حالة الحاجة إلى الإسعافات الأولية، يجب على العامل التوقف فورًا عن أي نشاط، في حالة الحاجة إلى الإسعافات الأولية لعلاج المصاب قبل وصول الطواقم الطبية، سيشمل العلاج تبريد الجسم والراحة في منطقة باردة وشرب الكثير من السوائل لتعويض فقدان السوائل والأملاح. في حالة عدم قدرة الشخص على الشرب، يجب أن يتم تزويده بسائل من قبل أخصائي مؤهل.
 
اللوائح والقوانين

عندما تكون هناك عوامل خطر الحر الشديد في أماكن العمل، يجب على صاحب العمل إجراء تقييم لمخاطر الحر الشديد، وإجراء محادثات مع الموظفين لتحديد العلامات الأولية للحر الشديد، وعند الضرورة، استشارة متخصصي الصحة المهنية.
 
لا توجد قوانين مخصصة لـ "الحر الشديد" في التشريع. ومع ذلك، يعد الحر الشديد عاملاً ضارًا وفقًا لتعريف "العوامل الضار" في قوانين الامان بالعمل (المراقبة البيئية والمراقبة البيولوجية للعمال في العوامل الضارة، 2011):
"العوامل الضارة" - العوامل الكيميائية والفيزيائية الضارة الموجودة في مكان العمل والتي قد يتعرض لها العمال في العمل والمدرجة في الكتاب, الملحق الاول او الثاني؛
 
القانون 3 - "قيم التعرض المسموح بها لعوامل ضارة" - تتطلب من صاحب العمل:
 
(أ) ان يتخذ صاحب العمل جميع الخطوات المعقولة من أجل:

(1) ألا يتجاوز حدود التعرض المسموح بها ؛

(2) أن لا يشغل عامل في بيئه يمكن ان يتعرض بها لعوامل ضاره تتجاوز قيم التعرض المسموح بها

(ب) يجب أن يكون متوسط الحد الأقصى المسموح به للتعرض، والحد الأقصى المسموح به للتعرض،  والمؤشرات البيولوجية للتعرض المهني حسب الكتاب.
(ج) على الرغم من أحكام القانون الفرعي (ب) ، يتم استبدال القيم الواردة في جدول الملحق الثاني للعوامل الضارة والملحق 3 للمؤشرات البيولوجية للتعرض المهني بالقيم الواردة في الكتاب والعوامل أو المواد التي لا توجد لها قيم كتابية.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق