بقلم: زايد خنيفس

لا أخفي ميولي السياسية في السنة الأخيرة، رغم أنه حقّي الشخصي الاحتفاظ بها، فكان صوتي في المرّتين الأخيرتين لحزب "كاحول لفان"، على أمل حدوث تغييرٍ ما في نهج الحكومة، حول قضايا مُلحّةٍ ومصيريّة، ولا أخفي بأنّي منحتُ صوتي في الانتخابات الأخيرة "للمشتركة". أقول هذا التوضيح ردًّا على صديقٍ قديم، ظنّ أن دفاعي عن النائبة غدير مريح، جاء من منطلق تصويتي لها ولحزبها.

إن ما حدَث قبل أيام عند مفترق "يوكنعام"، خلال مظاهرة رؤساء المجالس الدرزيّة احتجاجًا على التمييز الصارخ في قضية الميزانيّات، يجدر بنا التوقّف عنده، لوضع النقاط على الحروف، لأن المرور السريع في شارعٍ ومفرق قد يتكرّر ثانيةً، وصورة سحب الميكروفون من يد غدير مريح، دليل على أنّ البعض لم يستوعب المرحلة الجديدة التي تمرُّ بها الطائفة الربية الدرزية، التي مَنَحت صوتها بغالبيتها الساحقة، لأحزاب المركز واليسار، كردٍّ فعلٍ طبيعي على سن قوانين عنصريّة جائرة، وخاصة قانونَي القومية وكامينتس، ليصل إلى التمييز في الميزانيات ومحاولة أقطاب هذه الحكومة تهميش مكانة الطّائفة الدرزية.

تصرُّف رئيس مجلس عسفيا السيد بهيج منصور، كان خطأ فادحًا بحق ممثلة جمهور، يندرج ضمن سياسة كمّ الأفواه، فلم يُقدّر فتح صفحةٍ من العمل الوحدوي الذي نحتاجه في هذه المرحلة الهامّة التي فقَدَت فيه الطائفة الدرزيّة تأثيرها السياسي على صنّاع القرار في الدّولة، ومفرق "يوكنعام" كشف هذا الفرق الشّاسع بين طائفةٍ لها قيادة ودخولها إلى فراغ قيادي، وصب بهيج منصور غضبه على النائبة التي تعبّر بحضورها ومواقفها الواضحة والصريحة، يدل على نقمة جيل شبابي ينشد التغيير في مساحة الحرية والعيش بكرامة.

التشرذم داخل الطائفة في هذه المرحلة، قد يُدخلنا في المجهول في ظلّ غياب قيادة متلاحمة، تعي قيمة الوحدة، ومحاولات وضع البعض على الرفوف واغتيال صوتهم واستضعاف مكانتهم، لم ولن يكون مستقبلاً في مصلحة إحقاق الحقوق، والنّائبة غدير مريح من مشهدنا تُعبّر عن مرحلة لا بدّ أنها قادمة، والرّؤساء والقيادات يجب عليها استيعاب بأن الحقوق تؤخذ ولا تُعطى.