سنواصل المشوار بآباء يا رفيق الدرب بقلم صلاح دباجة
24/04/2020 - 01:40:13 pm

عشر سنوات مرت على فراق الرفيق والصديق الكاتب الصحفي ـ السياسي الإنساني الثقافي والاخ الوطني المخلص لقضية شعبنا والاممي المكافح من أجل التحرر والعدالة الاجتماعية أحمد سعد أبن قرية البروة المهجرة.

مرَّتْ هذه السنوات وقلما مر يوم دون ان نستذكر لقاءاتنا به ونقاشاتنا السياسية والاجتماعية، او دون ان نأتي على ذكر أسمه او الاستشهاد بأقواله ومواقفه الأصلية  الملتزمة والمشرفة.

فاحمد سعد، طفل النكبة والتهجير والتشرد، امضى طفولته في أقسى الظروف الانسانية التي عاشها شعبنا الفلسطيني ، لكن قسوة هذه الظروف لم تحطم طموحاته الكبيرة ولم تمنعه من تحقيق بعض ما كان يحلم به وفي مقدمتها التشبث في هذا الوطن وزرع البسمة، التي حرم منها طفلا، على وجوه أطفال شعبنا وترسيخ الامل والثقة في نفوسهم بانه لابد للظلم ان ينجلي ولابد لشمس الحرية ان تشرق على ربوعنا الجميلة.

فالرفيق أحمد سعد كرس جل أيام حياته، منذ طفولته وحتى يومه الاخير، في النضال الدؤوب من اجل قضايا شعبنا العادلة ودفاعًا عن العمال والفقراء والمساكين.

تربى في صفوف ابناء الكادحين ومن ثم في الشبيبة الشيوعية وانتقل الى صفوف الحزب. وكان هو والرفيقين الأخيْن، ابراهيم مالك وعلي مالك أول ثلاثة أعضاء في منظمة الشبيبة الشيوعية في ثانوية مدرسة كفرياسيف.

وشغل في الحزب وشبيبته بعد الدراسة الثانوية مناصب قيادية عديدة على المستوى المحلي والمنطقي والقطري.

فكان محررًا لمجلة الغد، واسعة الانتشار التي كانت تصدرها الشبيبة الشيوعية، لسنوات طويلة.

وكان قائدًا على مدار سنوات عديدة للشبيبة الشيوعية على المستوى المنطقي والقطري.

وانتخب للجنة المركزية للحزب الشيوعي لعدة دورات ومن ثم عضوًا في المكتب السياسي للحزب.

كما انتخب عضوًا للكنيست عن الحزب والجبهة. وتقلد منصب رئيس تحرير صحيفة "الاتحاد" لسنوات طوال فيما بعد.

وكان له حضور بارز في جميع نضالات شعبنا ومناسباته الوطنية.

كما صدرت له العديد من المؤلفات السياسية والاقتصادية التي ترتكز الى الفكر الماركسي الإنساني. كذلك نشر آلاف المقالات السياسية والنظرية والاجتماعية في صحافة الحزب.

إضافة الى انه كان يلبي أي دعوة لمحاضرة او اجتماع من فروع الحزب في مختلف ارجاء البلاد. ويمكن الجزم بانه زار كل فروع الحزب مرات عديدة لرفع التوعية وترسيخ الانضباط والتنظيم الشيوعي.

درس الدكتور احمد سعد موضوع الاقتصاد السياسي في جامعة لينيغراد (بتيربورغ - اليوم) وحصل على دبلوم مميز وفيما بعد بعدة سنوات حصل على شهادة الدكتوراة في الموضوع نفسه.

النكبة وما رافقها من مآسٍ وبؤس وفقر وسياسة ظلم وتميز عنصري وحكم العسكري واعتقالات عززت لدى أحمد سعد واترابه العزيمة والإرادة على مواجهة الغبن والظلم من خلال الكفاح الدؤوب الذي لا يعرف الكلل والمهادنة من اجل بناء مجتمع أكثر إنسانية وأكثر عدالة وأكثر رخاء.  وهذا ما انعكس بشكل واضح في كل ما خلفه من تراث نضالي ثوري مكتوب ومن تجربة كفاحية رائدة.

فأمثالك يا عزيز ومن طاب ذكرهم هو قدوة في تحدي الإحباط والقهر ومقاومة الظلم والاضطهاد .

وبأمثالك صمدت جماهيرنا في وطنها مرفوعة الهامة عصية عن الانكسار والهزيمة.

وبأمثالك تبنى الحضارات ويؤسس لبناء نظام العدالة الاجتماعية.

خلال السنوات العشر على فراقك فارقنا أيضًا عشرات الرفاق الذين نجلهم وندين لهم بالمحبة والتقدير في هذه المسيرة البطولية لشعبنا وللإنسانية جمعاء ورغم ذلك نواصل هذه المسيرة بإباء وشموخ تحقيقًا لما كنت وكانوا يطمحون اليه من اجل بناء مجتمع أكثر انسانية وأكثر أنصافًا يسوده السلام والعدالة ويمكن شعبنا الفلسطيني من تحقيق حلمه في بناء دولته المستقلة وتحقيق حق العودة للاجئين الفلسطينيين.

واليوم بدأت تظهر بشائر ما أبْلَيْتَ من أجله الكثير من التضحيات يا رفيقي. فعلى النطاق المحلي تحققت وحدة جماهيرنا في اطار القائمة المشتركة التي حصدت 15 مقعدًا في الكنيست وكادت ان تطيح بحكم اليمين العنصري لولا غدر غانتس. اما على النطاق العالمي فان الافكار والقيم التي امنت بها وسعيت الى نشرها وترسيخها أمست اليوم أكثر إلحاحية في ظل تفشي جائحة الكورونا التي حصدت أرواح قرابة 180 ألف انسان حول العالم اغلبيتهم الساحقة من الفقراء والعجزة وحولت أكثر من مليار انسان الى عاطلين عن العامل .

واليوم يتضح للبشرية بشكل عام وأكثر من أي وقت مضي ان نظام الاستغلال الرأسمالي، الذي كل ما يهمه هو تكديس الأرباح، عاجِزٌ بالمطلق عن بناء دولة الرفاه وعن تحقيق العدالة الاجتماعية إضافة الى سجله الحافل في الجرائم حول العالم في سبيل الهيمنة والابتزاز. واننا على يقين بان عالمنا بعد انقشاع جائحة الكورونا سيكون أكثر انسانية وأكثر عدالة.

فنم قرير العين يا رفيقي وصديقي وأخي لأنَّنا ما زلنا على العهد وسنواصل بتفانٍ هذه المسيرة البطولية تحقيقًا للقيم الانسانية المجيدة التي رسخها فينا حزبنا الشيوعي العريق





المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق