"يلّا نفكِّر بِغيرنا" مولودٌ واحدٌ من عدَّةِ أرحامٍ
27/12/2019 - 05:56:15 pm

"يلّا نفكِّر بِغيرنا" مولودٌ واحدٌ من عدَّةِ أرحامٍ

تُنعشُ أجواءُ الأعيادِ نفوسَنا وتجدِّدُ فينا روحَ الحياةِ والعطاءَ والأملَ، وتبعثُ فينا رؤيةَ النّهاياتِ، على أنّها بداياتٌ لمراحلَ جديدةٍ، ومنْ هذهِ النّفسِ المتفائلةِ نرسلُ أعطرَ التّهاني القلبيةِ إلى أهلنا الكرام، في كفرياسيف والمنطقة، بمناسبةِ الميلادِ المجيدِ ورأسِ السّنةِ المباركةِ آملين أن تعودَ الأعيادُ ونحنُ أكثرُ مناعةً وحصانةً وتماسكًا ونجاحًا. 

يقلقُنا وضعُ التّعليمِ في مجتعِنا العربيِّ، هذا ما تؤكّدُه نتائجُ امتحاناتِ "البيزا" الدّوليّةِ، التي بيّنتِ الفجوةَ الهائلةَ بينَ التّعليمِ العربيِّ، وبينَ التّعليمِ العبريِّ، ممّا جعلَ دولةَ إسرائيلَ تتبوّأُ "المرتبةَ الأولى" في العالمِ، في عمقِ الفجواتِ بينَ المواطنينَ. وذلك إضافة إلى ما نراهُ بأمِّ أعينِنا من نقصٍ في استجابةِ المدارسِ القائمةِ لاحتياجاتِ الطّلّاب، بسببِ عدمِ مواكبةِ جهازِ التّعليمِ العربيِّ لمتطلّباتِ العصرِ الحديثِ، فإحدى مشاكلِنا مع وزارةِ التّربيةِ والتّعليمِ أنّها تُقِرُّ البرامجَ التّعليميّةَ ولا تضمنُ البنيةَ التّحتيّةَ الملائمةَ، في مدارسِنا لتنفيذ هذهِ البرامجِ. 

لن نُحلّلَ في بيانِنا هذا وضعَ التّعليمِ العربيِّ، ولكنّنا نشيرُ إلى مشكلةٍ عميقةٍ فيهِ، وهي تتطلّبُ تضافرَ الجهودِ، من أجلِ المساهمةِ في حلّها. لنْ نحمّلَ وزارةَ التّربيةِ والتّعليمِ المسؤوليّةَ عن أوضاعِ التّعليمِ، وننأى بنفسِنا عن المساهمةِ في حلِّ المشكلةِ؛ وفي نفس الوقتِ نحنُ نحترمُ الجهاتِ التّمثيليّةَ التي تطالبُ الوزارةَ بالمساواةِ الحقّةِ، وتكافحُ مِنْ أجلِ حصولِنا على حقوقِنا كاملةً، بل ونحنُ نشاركُها في ذلك، ونعتقدُ أنّ هذا المسارَ الكفاحيَّ هو من ضروراتِ بقائِنا الكريمِ وتطوّرنا في بلادِنا؛ ولكنّنا لن ننتظرَ تحصيلَ المطالبِ، وتحقيقَ المساواةِ، حتّى التّخلّصِ من مشاكلِ التّعليمِ العربيِّ، حتّى نتحرّكَ، بل سنحاولُ إنقاذَ ما استطعنا من طلّابنا، الذينَ يؤثّرُ فيهم وضعُ تعليمِنا العربيّ، وظروفُنا الاجتماعيّةِ الاقتصاديّةِ، أكثرَ من غيرِهم من الطّلّابِ. 

أهالينا الكرام! 

لا يختلفُ اثنانِ في مُجتمعِنا حولَ أهميّةِ التّعليمِ، لشخصيّةِ الإنسانِ، ولشخصيّةِ المجتمعِ، وإنّنا عندما نساهمُ في بناءِ شخصيّةِ الفردِ فإنّنا نساهمُ في بلورةِ شخصيّةِ هذا المجتمعِ؛ ومن منطلقِ غيرتِنا، ومسؤوليّتِنا، وانتمائِنا، لبلدِنا، ولمجتمعِنا، قرّرنا أنْ لا ننتظرَ الحلولَ، التي ننضمُ إلى هيئاتِنا القطريّة في المطالبةِ بها، بلْ ولنْ نبخلَ في تقديمِ ما نستطيعُ في سبيلِ تحقيقِها.

وبناءً على تحليلِ نتائجِ امتحاناتِ "البيزا" الأخيرةِ يظهرُ أنّ أحدَ أسبابِ التّحصيلِ المتدنّي في المجتمعِ العربيِّ، هو الوضعُ الاقتصاديُّ الاجتماعيُّ المنخفضُ، في تدريجِ السُّلّمِ الاقتصاديِّ الاجتماعيِّ في الدّولةِ، وهذهِ الحقيقةُ قد أثبتتْها أبحاثٌ علميّةٌ عديدةٌ كانت قد عالجتْ أوضاعَ التّعليمِ العربيِّ؛ لذلك، وبعدَ أنْ توافقتِ الرؤيةُ عندَ عددٍ من أصحابِ المسؤوليّةِ والمبادرةِ المهتمّينَ في مجالِ التّربيةِ والتّعليمِ، عَقدْنا العزمَ على إقامةِ جمعيّةٍ تصبُّ اهتمامَها المـُنظَّمَ على رعايةِ طلّابِنا، ضحايا الأوضاعِ الاقتصاديّةِ الاجتماعيّةِ الصّعبةِ، رعايةً تربويّةً تعليميّةً لا منهجيّةً، مِنْ خلالِ مركزٍ يهتمُّ بشؤونِهم، بعدَ الدّوامِ المدرسيِّ، وذلكَ دعمًا لهؤلاءِ الطّلّابِ، دعمًا لمؤسّساتِنا التّعليميّةِ والتّربويّةِ القائمةِ، دعمًا لبلدِنا ومجتمعِنا. 

ومن مبادئِ عملِ الجمعيّةِ التي تقرّرَ تسميتُها "يَلّا نفكِّر بِغيرنا"، هو العملُ التّبرّعيِّ فيها، أو شبهِ التّبرّعيّ، بمعنى الأجرِ الرّمزيِّ، عند الضّرورةِ، وذلكَ من أجلِ تخفيضِ تكاليفِ إدارةِ المركزِ التّربويِّ التّعليميِّ اللّا منهجيِّ، ولكي نوفّر فرصة إعطاءِ الخدماتِ المجانيّةِ، أو شبهِ المجّانيّةِ، بمعنى تسديدِ رسومٍ رمزيّةٍ، هي رسومُ التزامٍ، وجٍديّةٍ من القادرينَ من المنتسبينَ لهذا المركز، من الشّريحةِ المذكورةِ. 

هذهِ هي فكرتُنا، التي نبغي تحقيقَها من هذا المشروعِ التّعليميِّ التربويِّ، الذي يأتي مُكمِّلًا لكلِّ المؤسّساتِ القائمةِ ومساندًا لها، وإطارُ هذا المشروعِ يتّسعُ لجهودِ كلِّ مَنْ يرغبُ بالمشاركةِ، ولديهِ ما يساهمُ بهِ، تربويًّا وتعليميًّا، وهذهِ المشاركةُ مَرِنَةٌ، تتلاءَمُ مَعَ قدراتِ المـُشاركِ واستعدادِهِ للعطاءِ، فيمكنُ أنْ يكونَ المشارِكُ عضوًا في إطارِ أصدقاءِ الجمعيّةِ، أو في إطارِ جمهورِها الدّاعمِ، ماديًّا أو معنويًّا، ويمكنُ أن يكونَ أحدِ العاملينَ في فعاليّاتِها التّعليميّةِ أو التّربويّةِ، أو يمكنُ أنْ ينضمَّ إلى الجمعيّةِ في مرحلةٍ لاحقة. 

أهالي بلدِنا الأعزّاءَ! 

إنّ أبناءَكم المبادرينَ إلى هذا المشروعِ هم: الأستاذ إبراهيم الحاج، الأستاذ حبيب فرح، المحامي صفوان طرباني، الخبير النفسي صالح مغربي، الخبير النّفسي جون خطيب، خبير الإدارة والتّسويق أدهم عوّاد، المستشارة التربويّة رجاء الحاج، النّاشط الاجتماعيّ محمود حسن، الأديب أسامة ملحم، المهندس محمود قبّاني، النّاشط الاجتماعيّ عادل الحاج، المحاسب علاء صفيّة، الأستاذ محمّد شحادة، المعالج الفيزيائي تامر سعد، خبير أجهزة الأمان والمراقبة جابر صالح، المحاسب محمّد توفيق قبّاني، المرشد في مشروع مدينة بلا عنف بولس ماضي كريني والأستاذ إياد الحاج. 

هؤلاءِ هم المبادرونَ، ولكنّهم ليسوا الوحيدينَ، فنحنُ على يقينٍ أنّ بينكم كثيرينَ ممّن يشاركونا الأفكارَ، والمسؤوليّةَ، والاستعدادَ للعطاءِ ولم نستطعِ الوصولَ إليهم، لذلك فإنّنا نرجو اعتبار هذا التّوجّه العام، توجّهًا شخصيًّا لكلِّ واحدٍ وواحدةٍ منكم، من أجلِ الانضمامِ إلى إحدى وسائلِ العطاءِ المفيدِ لمجتمعِنا، هذا المجتمعُ الذي يفرزُ من بينِ أبنائِهِ مبادرينَ لخدمتِهِ في شتّى المجالات. 

لقد ارتأينا أنْ يكونَ هذا البيانُ الأوّلُ تأسيسيًّا، يعلنُ عن الفكرةِ، وعن دوافعِها، وعن أهدافها، وعن مبادريها، فعذرًا إنْ أطلنا عليكم، وسنوافيكم في مطلعِ العامِ الجديدِ بتفاصيلَ عن عمل المركز، لكيّ تقدّموا ما ترتأونَ لنجاحِ المشروعِ، أو لكي تستفيدوا من خدماته. ونحن نذيّل هذا البيان بهاتفِ رئيس الجمعيّة التي سُجّلتْ قانونيًّا، الناشط محمود حسن، وهاتف المستشار القانونيّ لهذه الجمعيّة، المحامي صفوان طرباني، من أجلِ توفيرِ فرصةِ التّواصلِ مَعَ الجمعيّةِ، في هذهِ المرحلةِ. 

ونختتمُ بيانَنا الأوّلَ هذا، بما اختتمَ بِهِ شاعرُنا، محمود درويش، قصيدتَه، "فَكِّرْ بغيرِكَ": وأنتَ تُفَكِّرُ بالآخرينَ البعيدينَ، فَكِّرْ بِنَفْسِكَ، قُلْ: ليتَني شمعةٌ في الظّلامِ".

جمعيّة "يلّا نفكّر بغيرنا"

كفرياسيف 27/12/2019 

 

للتّواصلِ مَعَ الجمعيّةِ: 

محمود حسن، رئيس الجمعيّة: 0547096609              

صفوان طرباني، مستشار الجمعيّة القانونيّ: 0546414278

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق