لكل الذين لم يُنجزوا علامة البسيخومتري المرغوبة في الموعد الأخير.
  شَهدنا في الايام الماضية عَبْر صفحات الفيسبوك والأنستجرام  إنجازات الطلاب الذين حققوا علامات مُشرفة في موعد البسيخومتري الأخير....بدايةً أوّد أن أُبارك لكل من حصل على علامة بسيخومتري تُمكنه من القبول للموضوع الذي ينوي تَعَلّمه.

والآن أوّجه حديثي للذين لم يُحققوا العلامة التي يطمحون لها وأقول لهم:
"البسيخومتري مش نهاية العالم ومش كل إشي بالعالم"

   من الواضح أنّ الوسط العربي يرى بمن أنجز علامة بسيخومتري عاليّة وكأنه حقق أمراً مستحيلاً وأنه من الآن وصاعداً ستكون الأمور أسهل، وسيكون كل شيئ كما يُرام وأنه سينجح بكل ما سيقوم به.... ولكن الواقع يُبرهن لنا أن الأمر ليس كذلك فهُنالك العديد من الطلاب الذين حققوا علامة بسيخومتري عاليّة لكنهم لم يستطيعوا  إتمام تعليمهم الأكاديمي فالأمثلة عديدة ،كما أنه هُنالك العديد من الطلاب الذين أنجزوا علامات عاليّة جداً وقُبلوا للتخنيون وجامعاتٍ أُخرى لمواضيع مثل هندسة الحاسوب وهندسة الكهرُباء وغيرها.... ولكنهم، في نهاية المطاف لم يستطيعوا اجتياز امتحانات السنة الأولى في التخنيون وأُبعدوا عن مقاعد الدراسة ، بالُمقابل هُنالك العديد من الطلاب الذين لم يُحققوا علامة عاليّة لكنهم امتازوا في تعليمهم الأكاديمي وحققوا انجازات مُشرفة وبعضهم أصبح مُحاضر في التخنيون وجامعات أُخرى في البلاد وخارجها ..... ومنهم من أصبح اسماً عالمياً في مجال دراسته على الرغم من أنّ علامته في البسيخومتري ليست عالية أو حتى متوسطة.( في مقالات لاحقة سنتحدث عن بعض هذه الأشخاص وإنجازاتهم وبعضهم كانوا من طلابي في معهد IQ ويشغلون حالياً مناصب مرموقة...).

    أعزائي واضح أن علامة البسيخومتري العاليّة تُمهد بدايّة الطريق الأكاديمي وتُساعد على القبول للجامعات، لكنها ليست مؤشر للنجاح المُستقبلي في مجال التعليم الأكاديمي أو في مجال العمل المُستقبلي، وأنا مُتأكد أنه أذا نظر كل واحد مِنكم الى الأشخاص الناجحة في بيئته المُحيطة سيُلاحظ أنه لا علاقة للبسيخومتري في نجاحهم، وأنما مُركبات النجاح تتعلق في شخصية الفرد وفي تصميمه وإصراره على تخطي العقبات التي تواجهه ،وفي قدرته على اتخاذ القرارات الصحيحة في مسيرته.
 
    في النهاية أود أن أشير الى أن أُسلوب نَشر العلامات عبر صفحات الفيسبوك قد يكون مُضللاً ويُعطي لأنطباع الخاطئ أو يُصوّر واقع يجعل الطلاب تُدرك الأُمور بشكل خاطئ ،كما أننا نرى أنّ المعاهد اليهوديّة لا تتبع أسلوب نشر العلامات كوسيلة تَسوّيقية ،فَعِند كل المعاهد العربيّة واليهوديّة  هُنالك علاماتٍ عاليّة وعلامات منُخفضة أيضاً... ونشر العلامات العاليّة فقط، مَضلل جداً ويخلق الأنطباع الخاطئ عند الجميع بأن الوضع التعليمي للوسط العربي ممتاز.... في حين أن الأمور عكس ذللك تمام، ومن هذا المُنطلق تَوّقَف معهد IQ  عن نَشْرِ علامات طلابه مُنذ عدة سنوات ولا زال مُلتزماً بهذه السياسة وسيستمر فيها.
باحترام 
خليل غريّب مدير عام معهد IQ