شكرًا رفاق الدرب
أُطل اليوم, بعد ما يقارب نصف قرن في سلك التربية والتعليم على باب الذاكرة التي جُبلت بالعزم والإرادة والتضحية في سبيل رفعة المجتمع العربيّ في البلاد على شتى مشاربه.
أقف اليوم شاكرًا جميع المحاضرين في كليتنا الأكاديمية العربية والمعلمين والمعلمات في مختلف المدارس التي عملنا معها والذين عملت معهم بجدٍ وتفانٍ من أجل تطوير الكلية الأكاديميّة العربية للتربية في حيفا، وتطوير مناهج التعليم للكليّات عامّةً والكليّة العربيّة خاصّة. لقد كان لي الشرف أن أخدم مجتمعنا العربيّ طيلة نصف قرن، وأن أقود سفينة التغيير في عمليّة إعداد المعلمين العرب في البلاد.
لقد بدأت مشواري معلّمًا في المدارس الابتدائيّة والإعداديّة والثانويّة في بلدان عديدة مثل الناصرة، شفاعمرو، دالية الكرمل ويركا وبئر المكسور. ثمّ انتقلت للتدريس في كلّيّات إعداد المعلمين حيفا: كليّة غوردون والكليّة الأكاديميّة العربيّة، وبدأ مشواري قبل 26 عامًا في الكليّة الأكاديميّة العربيّة كمحاضر ومرشد تربويّ، ثمّ عميداً للإرشاد التربويّ وعميداً اكاديمياً ونائبًا لرئيس الكليّة.
عُيّنْتُ قبل ثلاث عشرة سنة رئيسًا للكليّة العربيّة الأكاديميّة للتربية في حيفا. قمت في هذه المرحلة، برفقة زملائي بوضع برنامج عمل انطلاقاً من رؤية حديثة نحو تحقيق رؤيا بعيدة المدى لدفع كليتنا نحو الأعلى, وعملنا على تطوير جميع البرامج التعليميّة وبنائها في اللغات الثلاث وجميع مواضيع العلوم والتربية الخاصّة والطفولة المبكرة للقبين الأول والثاني، لتكون النتيجة المباركة لذلك تخرّج آلاف الطلاب والمعلّمين الذين باتوا يشغلون مناصب مختلفة في مجتمعنا كمعلّمين ومديرين ومفتّشين أصحاب رسالة سامية.
لقد آمنت طيلة مشواري التربويّ بالتعدّديّة الفكريّة والعمل المشترك كركيزتين أساسيّتين في نهضة المجتمع وعمرانه، وقد وصلت ليلي بنهاري لتحقيق هذه الغاية المنشودة.
لقد دَرّس في الكليّة مئات المحاضرين عربًا ويهودًا على جميع طوائفهم فشكرًا لهذه الكوكبة، ودعمهم لهذه المسيرة.
وفي هذه المناسبة أشكر رئيس الكليّة ومجلس الأمناء ورئيس الهيئة التنفيذيّة للكليّة الأستاذ المحامي زكي كمال على الثقة التي أولاني إياها، والتعاون البنّاء في تطوير الكليّة، وأتمنى للدكتورة رندة عباس وطاقم الإدارة النجاح والتوفيق في عملهم الشاقّ من أجل تطوير الكليّة، ودفعها لخدمة جميع أبناء المجتمع العربيّ في البلاد.
باحترام
أ.د. سلمان عليان