بقلم : الدكتور منير توما- كفرياسيف

كان الأستاذ الفنّان عماد خوري الرسّام والنحّات المبدع من قرية أبو سنان العامرة بأهلها قد دعاني مؤخرًا لمشاهدة جانبٍ من أعمالهِ الابداعية الأخيرة لاسيما ما قام به من عملٍ فنيٍّ في الآونة الأخيرة في قريته أبو سنان والمتمثِّل في رسمهِ للوحة جدارية ضخمة في أحد أحياء القرية حيث عكست وجسّدت هذه اللوحة جانبًا تراثيًا من حياة أهالي القرية مقرونة بمشاهد ومناظر طبيعية جمالية من روح القرية العربية بعراقتها ، تعبِّر عن إفتتان الفنّان عماد خوري بأجواء المحبة والأصالة والتآخي السائدة في بلدتهِ من خلال هذه اللوحة الجدارية الحافلة بالألوان التعبيرية الانطباعية الواقعية . ولم يكتفِ الأستاذ عماد خوري بدعوتي لمشاهدة هذه اللوحة الجدارية فقط ، بل بادر أولاً في اليوم نفسه الى دعوتي لمُرافَقَتِهِ لأُلقي نَظرَةً عَلَى تمثال للقديس شربل اللبناني الأصل أبدعه بالنحت بأناملِهِ وأدواتهِ العملية ونظرتهِ الذوقية الفنية الرائعة ، فكان هذا التمثال قمةً في الابداع الفني الذي جعل هذا التمثال يبدو وكأنّه شخص حقيقي يكاد يُزمِع على النطق لشدة إتقان ودقة عمل الفنّان وتفاعله الشعوري مع عملِهِ مما يشكِّل رؤية فنيّة فريدة نابعة من بصيرةٍ خلّاقة يستحوذ عليها خيال ينتقل بهِ الفنّان من الحقيقة الى التحليق في فضاء الفن بافاقهِ الواسعة لتتحول رؤية الفنّان الى رؤيا تجسيدية يتماهى فيها الفنّان مع تفاصيل عمله الفني أيًّا كان الباعث أو الهدف ، فالفن بماهيته وطبيعته يتجاوز القيود كافةً ، ويمتاز باللامحدودية وبتخطيهِ للزمان والمكان نظرًا لخلود الفكرة الماثلة وراء العمل الفني .

وإنني في هذه السطور ، أوّد أن أعبِّر عن مدى اعجابي بمهنية هذا الإنسان الفنّان عماد خوري ، وتقديري الشديد لابداعاتهِ الخلّابة بجمالها واتقانها حيث كنت قد تعرّفت على هذا الأستاذ الشاب عماد في جمعية «إبداع» _ رابطة الفنانين التشكيليين العرب ، بكوني صديقًا للجمعية ، ولمستُ فيه هذه الموهبة والقدرة الفنيّة البارِزَة في مجال الفن التشكيلي . وحينما عرض عليَّ مؤخرًا دعوته لمشاهدة عمليهِ الابداعيين الأخيرين المذكورين أي تمثال مار شربل ، واللوحة الجدارية الأبوسنانية ، أيقنت مدى براعتهِ ومهارتهِ في الخَلق الفني المتميِّز الأصيل ؛ ومن حيث أنه كان قد تمنّى عليّ أن أُبدي رأيًا في أعمالهِ الفنيّة هذهِ ، فإنني تلبيةً لطلبهِ ونزولًا عند رغبتهِ الغالية ، فقد قمت بكتابةِ هذهِ السطور تقديرًا واحترامًا لِفَن الأستاذ الفنّان عماد خوري الذي يستحق كل ثناء واطراء ورعاية من شتى الهيئات والجهات ذات العلاقة بالابداع الفني ، متمنين له دوام التوفيق والعطاء ، والمزيد من اسهاماتهِ الرائعة في ميدان الفن التشكيلي بمختلف صورهِ ومعانيه ومضامينه الإنسانية .