يخطئ من يظنّ أنّ دور المدرسة يقتصر على شحذ الطلاب بالموارد العلمية بل يتعدّى ذلك إلى كشف طاقات الطلاب الابداعية وصهرها من خلال إتاحة الفرصة أمامهم لتجسيد مواهبهم الخلّاقة لعلّها ترسم لهم آفاقًا جديدة في حدود المستقبل، ناهيك عن أنّ هذه المواهب تنمّي قدراتهم التعليميّة والفكريّة.
ومن هذا المنطلق التربويّ ارتأت وحدة الشبيبة في جديدة المكر ومديرها الاستاذ طارق كيال وبالتعاون مع مركّزي التربية الاجتماعيّة في المدارس الاعداديّة والثانوية وبدعم ورعاية المجلس المحلّي، ارتأوا جميعا تنظيم مهرجان للمواهب الطلابية في هذه المدارس كي يجعلوا من مكنونات طاقاتهم محلّقة في فضاء التميّز والابداع.

وهذا ما تمّ، وهذا ما تحقّق على أرض الواقع حين اعتلى هؤلاء الطلاب منصّة المركز الجماهيري في جديدة المكر وهم يبهرون المئات الذين وفدوا لدعمهم ومشاهدة عروضاتهم المتنوّعة بين رقص وعزف وغناء وتمثيل فظهروا في أجمل حلّة واروع حضور وبرهنوا لمديري ومعلّمي المدارس الحاضرين أنّ التميّز لا حدود له ولا ينحصر في مجال محدّد دون غيره، وما على رجالات التربية سوى البحث عن بواطن هذه المجالات فلعّها تحظى بالرعاية والاهتمام.

وتولّت عرافة المهرجان الطالبة رانية هواش وكان حضورها واداؤها بارزين ينمّان عن قدرة ابداعية مميّزة واستهلّه رئيس المجلس المحلي المهندس سهيل ملحم الذي طلب من الحضور الوقوف دقيقة صمت وحداد على أرواح الشهداء الذين راحوا ضحيّة العمل الاجرامي في مساجد نيوزيلندا ، ثمّ أشاد باهمية مثل هذه الامسيات التي تشهدها البلدة منذ تولّيه رئاسة المجلس.

وبعد أن قامت الطالبة ملك قيس، رئيسة مجلس الطلاب البلدي بالقاء كلمتها، توالت مواهب الطلاب تباعا وسط تفاعل منقطع النظير من المئات الذين اكتظّت بهم القاعة، وأمام لجنة التحكيم المؤلّفة من مجموعة من الفنانين من البلدة وخارجها والذين وقفوا أمام تحدّ كبير في اختيار المواهب الفائزة التي ستحظى بفرصة المشاركة في المهرجان القطري الذي يشرف عليه قسم إدارة المجتمع والشباب في وزارة المعارف والذي ستحتضنه جديدة المكر بتاريخ 27/3.

وبعد مداولات اتفق اعضاء لجنة التحكيم على اختيار المواهب التالية:

في المرتبة الثالثة حلّ كلّ من الفريق المكوّن من الياس هلون وتيماء دلال من مدرسة دار العلوم الاهلية الذين ابهرا الجمهور بعزفهما وغنائهما، وتقاسما هذه المرتبة مع الطالب غسان نصراوي من مدرسة البيروني الاعدادية الذي تجلّى برقصه الالكترونيّ.

وجاءت في المرتبة الثانية الطالبة تالا ابو سخا من مدرسة البيروني الثانوية التي شدّت الحاضرين بمقطع تمثيلي درامي متميز جعل بعض الحاضرين يذرفون دمعا وهم يشاهدون موهبة ينتظرها مستقبل واعد.
أما المرتبة الاولى فقد تصدرتها الطالبة دينا حمود، وهي ايضا من مدرسة البيروني الثانوية، بعد أن قدّت موالا واغنية لسيدة الغناء العربي ام كلثوم أثبتت من خلاله أنّها تملك من القدرات والطاقات ما سيجعلها تتبوأ مكانة عالية في مجال الغناء لو اتيحت لها فرص الرعاية التي قد تصل بها إلى مراتب الاحتراف.

وفي نهاية المهرجان صعد جميع الموهوبين الى المنصة تغمرهم مشاعر الفرح والاعتزاز بما قدّموه  غير آبهين بنتيجة المسابقة وبدأوا جميعا يصدحون باغنية " حلوة يا بلدي" على خلفيّة الفيديو كليب الذي اخرجه الفنانان جبر صفية وخالد دولي والذي يعرضان فيه لقطات من جديدة المكر.

ولا بدّ في هذا السياق من توجيه كلمة شكر وثناء للسيد جبر صفية الذي قام بانتاج هذا العمل الضخم واخرجه بدقة متناهية وبعد أن أشرف على تدريب الموهوبين خلال الايام التي سبقت المهرجان.
وقام كل من رئيس المجلس المحلي ومديرة قسم المعارف هزار شبل والاستاذ طارق كيال والاستاذ جدعون وطفة، قاموا بتكريم الموهوبين بهدية رمزية تجعلهم يخزنون هذه التجربة الابداعية في الذاكرة لسنوات طويلة.

حلوة يا بلدي.... حلوة يا جديدة المكر