"كلّه بأيدنا نوقّف العنف ضد الأطفال"
17/07/2018 - 02:51:10 pm

إن الحادثة التي نُشرت بالأمس عن أم من المثلث التي غرست السكين في رأس ابنها ليست حالة وحيدة:  حملة إعلامية هي الأولى من نوعها حول منع التنكيل بالأطفال في المجتمع العربي في البلاد:

"كلّه بأيدنا نوقّف العنف ضد الأطفال"

 حملة إعلامية لمشروع "مهليڤ" (منع التنكيل بالأطفال) بمشاركة مجلس سلامة الطفل و"معهد حروڤ ".

 

الحادثة المروعة التي نُشرت بالأمس تجسد العواقب المدمرة لظاهرة التنكيل بالأطفال ، وهي ظاهرة منتشرة على مستوى وباء اجتماعي حقيقي.

 

مشروع "مهليڤ" ، بالتعاون مع مجلس سلامة الطفل و"معهد حروڤ ", أطلق مؤخرا حملة خاصة للوسط العربي. وهي جزء من حملة شاملة تهدف إلى زيادة الوعي حول ظاهرة التنكيل بالأطفال.

1 من كل 5 أطفال في كل البلاد يتعرض للتنكيل من قبل بالغ، وفقا للأرقام التي تدعمها دراسات طويلة الامد في السنوات الأخيرة, التي تشير إلى نطاق واسع ومقلق لظاهرة التنكيل بالاطفال. ووفقاً لأرقام مجلس سلامة الطفل، فإنه اعتبارًا من عام 2017 ، ما يقارب نصف مليون طفل معروفين لخدمات الرعاية الاجتماعية ، ومن بينهم حوالي 367,000 منهم مصنفين كأطفال في خطر مباشر. وأظهرت البيانات أيضا أنه تم تحويل حوالي 48،000  بلاغ عن الحاق الضرر بالقاصرين إلى رعاية الأخصائيين الاجتماعيين لقسم الأحداث، وأن 18،000 ملف فتح من قبل الشرطة لارتكابهم جرائم ضد القاصرين في الأسرة وخارجها.

 

صالح بكري، مدير مركز الدفاع بيت لين الناصرة: "إن الحالة الأخيرة التي ذكرت تعبر عن حالة عنف متطرفة ، ولكن من المهم أن نفهم أن العنف ضد الأطفال من قبل الباغين هو ظاهرة شائعة منتشرة في جميع طبقات المجتمع. معظم الحالات لا يتم التبليغ عنها، لا سيما في حالات العنف داخل العائلة . التي يتم التسر عليها ولذا من واجبنا ، نحن البالغين ، أن نمد يد العون لهم ، وأن نتوجه لتلقي المشورة والتبليغ ، وأن نكسر دائرة الصمت. إن العنف ضد الأطفال هو منحدر زلق ، وإذا لم نوقفه في مرحلة مبكرة ، فإنه يمكن أن يتحول إلى تنكيل شديد ، قد تؤدي عواقبه إلى إلحاق أذى جسيم بالأطفال. في الأطفال، إلى درجة الإعاقة او حتى الموت".


 

ظهرت الحملة التي تخص المجتمع العربي في الآونة الأخيرة في شبكات التواصل الاجتماعية، وفي مركزها فيديو يعرض 4 أوضاع مختلفة يتفاعل فيها البالغون مع الأطفال. في الحالات الثلاثة الأولى ، يبدو أن التفاعل يبدو سلبياً ومهدد بين الكبار والطفل ولكنه يظهر بالنهاية كتفاعل إيجابي. في الحالة الرابعة ، يظهر شخص بالغ بوضوح العنف تجاه الطفل. العبرة من الفيديو - " ​احنا البالغين..كله بايدنا نوقف العنف ضد الأطفال" تتوجه للجمهور لتشجيع الإبلاغ عن التنكيل بالأطفال وكذلك الى واضعي السياسة بهدف رفع مستوى الوعي عن مستوى الظاهرة ونطلب منهم اخذ المسؤولية لمنع هذه الظاهرة.

 

بالإضافة الى ذلك, هناك ثلاثة اشخاص بارزون في المجتمع العربي: بيرام كيال, لاعب كرة القدم في فريق برايتون في انجلترا, ايمان بسيوني, مقدمة برامج, وتامر نفّار, فنان راپ وممثل, يشاركون في افلام قصيرة تنشر في شبكة التواصل الاجتماعي.




 

صورة الحملة

 

البروفيسور آشير بن آرييه, مدير "معهد حروڤ": "الأطفال ضحايا التنكيل يعيشون حالات غير ممكنة, خاصة عندما يكون الاعتداء عليهم داخل العائلة, على يد الذي من المفروض ان يشعروا بأنه المكان الأكثر أماناً. إنها مسؤوليتنا جميعاً, أن نفتح أعيننا, أن نتوجّه الى الاستشارة وأن نبلّغ عندما تكون  حاجة لذلك. إنّ الكشف المبكّر والوقائي هما الأسس الأكثر أهمية في الطريق الى تقليص الظاهرة الآخذة بالتوسّع. إنّ العلاج الصحيح والجيد, مهما كان, للأطفال الذين تعرضوا للتنكيل, لا يكفي للقضاء على الظاهرة - يجب العمل على المستوى القومي وتخصيص الموارد المناسبة كي نستطيع, كُلُّنا, تأمين حياة آمنة أكثر لجميع الأطفال".

 

المديرة العامة لمجلس سلامة الطفل المحامية ڤيرد ڤيندمان:

"طالما لا نعترف, كمجتمع, بحجم الظاهرة الكبيرة في أوساط جميع شرائح المجتمع, لن نستطيع منع, او على الأقل تقليص حجم ظاهرة التنكيل بالأطفال. لن نقدر على تأمين حقّ الأطفال الاساسي بالحماية, ولن نستطيع مد يد العون لجميع هؤلاء الأطفال الذين يحتاجون المساعدة"..

الأرقام المعروفة والرسمية عن الأطفال ضحايا التنكيل هي فقط غيض من فيض من حجم الظاهرة الحقيقي. المسؤولية هي, في الأساس, مسؤولية الدولة التي يتوجب عليها وضع مسألة منع التنكيل بالأطفال في رأس سلم الأولويات القومي, وأن تخصّص من أجل ذلك الموارد الكثيرة وحسن الانتباه. ولكن علينا كمجتمع, ملقاة مسؤولية قانونية وأخلاقية للتوجّه الى المساعدة والتبليغ من أجل الأطفال, الذين لا يستطيعون الدفاع عن أنفسهم او الشكوى.

مشروع "مهليڤ هو شراكة بين عدة أجسام طلائعية في البلاد التي تعمل في مجال البحث, تأهيل مهنيين وفعاليات من أجل منع التنكيل بالاطفال, بينها "معهد حروڤ", المجلس الوطني لسلامة الطفل, معهد ما يبرز - جونيت - بروكديل وشرطة الاستشارة , ويعمل أيضاً بفضل تبرعات شركة   الاسرائيلاية وصندوق شوسترمان - اسرائيل, وبمرافقة وزارة: الرفاه, المعارف, الصحة والأمن الداخلي.

وزارة الرفاه تتولّى جزءاً فعّالاً من الحملة الإعلامية من خلال تقديمها الاجوبة على التوجهات الاشتارية والبلاغات بواسطة مركز الحماية "بيت لين" في الناصرة ومركز الرفاه 118 .

مراكز الحماية التي تفعّلها وزارة الرفاه منتشرة في مختلف أنحاء البلاد وتقدم مساعدة خاصة بأجواء صديقة للأطفال ضحايا الاعتداءات الجنسية, الجسدية, النفسية او ضحايا الإهمال, وذلك بهدف تركيز معظم المساعدات الأوّلية في مكان واحد. للطفل الضحية من أجل التخفيف عن الطفل وعن والديه (الذين ليسو المعتدين), في التعامل الذي يتطلب التنقل بين سلطات القانون والعلاج في هذه المراكز يعمل أشخاص مهنيون في مجالات مختلفة المسؤولون عن كل الخطوات المطلوبة في عملية معالجة الطفل الضحية, وبقدمون دعماً وإرشاداً للوالدين.

يمكن الوصول الى هذه المراكز لتلقي الاستشارة قبل اتخاذ قرار تقديم شكوى لدى الشرطة, علماً أنّ مقابلة استشارية واحدة تتم بدون الحاجة للتعريف عن الهوية.



 

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق