"هذه معلمتي التي علمتني " المربيه نهيل بولس (ام حنا ) بقلم الاستاذ فارس خوري 

أمي رحمها الله انجبتني وربتني والى المعلمه نهيل بولس (اطال الرب بعمرها )لا تعلم ارسلتني فكانت لي اما ثانيه ولا ازال الى اليوم احسبها .

ام حنا المعلمه التي علمتني في الصف الثاني الابتدائي بالمدرسه الفوقى بجانب كنيسة مار جوارجيوس القابعه في اعالي كفرياسيف والتي كانت تجمع جميع طلاب القريه من الصف الاول وحتى الثالث الابتدائي .

اذكرها لان الثلميذ لاينسى استاذه ومعلمته وكيف انساها وطلتها البهيه ماتزال تشغل مخيلتي وافكاري كلما راودني طيفها او شاهدت احد ابنائها من نسلها المبارك وابنتها العزيزه التي تفيض رقة وادبا واحتشاما .

كانت معلمتي ومربية صفي في الثاني الابتدائي علمتني ان اقرأ بصوت جهور واكتب بالخط المقروء واصلي الصلوات الاساسيه حيت درستني ايضا موضوع الدين المسيحي . كنت اعابها كباقي طلاب وطالبات صفي وكيف لا اهابها وهي مالكة الشخصيه القويه والصوت المميز والمقام الاميز ومع رهبتي منها كنت احبها ولا زلت لعلاقتها الاخويه مع والدتي كبنات جيل وحاره .

كنت اخشى نظراتها الثاقبه وردة فعلها على كل سلوك شاذ داخل جدران الصف او اثناء دقائق الحصه فلا التقط انفاسي الا عند خروجي مع باقي الطلاب للاستراحه التقليديه بعد انتهاء الحصه الثانيه من اليوم الدراسي .

معلمتي الكريمه اوم الجاه والكرم تقبع اليوم معززه ومكرمه في بيتها القديم الحامل لذكرياتها الاسريه والزوجيه مع المرحوم جميل بولس (ابو حنا )الذي شاركها مسؤوليات الحياه ومتطلباتها فكان لها العشير الوفي والقريب الامين .

معلمتي هي من اواخر الذين علموني واحسنوا تعليمي بالمرحلة الابتدائيه وهي الكنز الثمين الذي يمتلكه كل انسان يعترف برسالة المعلم وعطائه ودوره في بناء شخصية الانسان واعداده لملاقاة الجهاد الحياتي ومسؤولياته .

بقي لي ان اقدم شكري وامتناني واجمل زهرات حياتي لانسانة هبتها ولكني احببتها ولا زلت على محبتها سائلا ربي الحبيب ان يمنحها طول السنين بين الاحفاذ والبنين ولن اكون لك يا سيدتي الا العبد الامين !!