بينَ الحقِ والباطلِ الشيخ واصف يوسف عبدالله  إمام في قرية كسرى
03/04/2018 - 06:49:10 pm

بينَ الحقِ والباطلِ الشيخ واصف يوسف عبدالله  إمام في قرية كسرى

 

انَ مِن آفاتِ هذهِ الحياةِ، عدمِ الاكتراثِ للمستحقاتِ بينَ البشرِ، وأخصُ في الموضوعِ مجتمعنا أولًا، الذي يعرفَ حقِّ المعرفةِ أصولِ المفترضاتِ والواجباتِ، وللأسفِ يتجاهلَ الحقائق ويسعى خلفَ الانانيةِ وحب الذاتِ، فيتناسى الحقِّ ويلازم الباطلِ ويأكلُ مالَ اليتيمِ ويتقوى عليهِ بحجةِ أنهُ أكبرَ عمرًا، ويعرف أكثرَ من غيرهِ، وبالأخص من المقربينَ لهُ.

فيسعى إلى أكلِ حقهم علانيةً ويتسلطَ عليهمُ بالقوةِ والاستبدادِ، وكأنهُ صاحب الحقِ المطلقِ بينهمُ، فيتمادى في ظُلمهِ ولا يستطرح للحقِّ ويدعي بالبراءةِ، وهوَ المفتري والظالمِ، وللأسفِ الشديدِ نواجهُ مشكلةً أعظمُ شأنا من الأولى، بحيث نكتشفُ موالاة الاقاربِ للظالمِ خوفاً من تسلطهِ وجبروتهِ عليهم أيضا، فيتماشونَ مع سلطنتهِ ولا يتبعونَ الحقِّ، مما يؤدي إلى تجبرِ الباطلِ وتنفيذِ مآربهِ دونَ حسبانٍ لعواقبِ الأمورِ.

فنقولُ للذينَ ساهموا في دعمِ الباطلِ، وتمكينهِ من ادعاءاته أن ليومَ الحسابِ بقريب، إما في يومهِ هذا أو لأنجالهِ، مسببا بالبلاءِ والقصاصِ، كقولِ المثلِ (الآباءُ تأكلَ الحصرمِ والأبناءُ يضرسونَ).

نعودُ ونذكر وننبه، إنَ كل ما خُلقَ على وجهِ البسيطةِ هوَ لله سبحانه وتعالى فقط، وما الإنسانَ إلا متوَكلٌ عليهِ لفتراتٍ محسوبةٍ، والويلُ كل الويلِ لمن تخوّلهُ نفسه بالاستبدادِ بآرائهِ، والتجاهلِ للحقِّ وصاحبهِ، والظلمِ بشتى أنواعهِ، فحتما لسوفَ يكالُ لهُ بالمكيالِ نفسهِ وينالَ الجزاءَ والقصاصِ من صاحبِ الحسابِ.

فيا حبذا لو اتبعنا مرسومِ السلفِ الصالحِ، وارشاداتِ الأميرِ السيدِ جمالِ الدينِ عبدالله التنوخي (ق)، في كتابةِ الوصيةِ وتحديدِ الأملاكِ، الثابتةِ والمنقولةِ بكلِ توضيحٍ حتى لا يُتركُ المجالِ للفتنةِ والخلافِ بينَ الوَرَثةِ.

إنَ من اتبعَ الحقِّ وأنصفَ غيره بل وتسامحَ وتنازلَ عن بعضِ حقوقهِ لغيره لكانَ منَ الفائزينَ عندَ المجتمعِ، وعندَ ربِ العالمينَ فالكريمُ حبيبَ اللِه، ومن أعطى الحقَّ واعترفَ بهِ وسامحَ فكانَ من المسالمينَ وحضيَ بجناتِ النعيمِ.  

فكونوا ممن رضيَ بنصيبهِ، وقبلَ بما قُسمَ لهُ. فما نجا من حسابِ الله من استبدَ وطمعَ وظلمَ، وشهدَ الزورَ، لقوله تعالى: إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ. (الشورى 42).

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق