ولدت لتعيش وتنتشر !

مجلة كفرياسيف اليوم التي تصدر عن جمعية كفرياسيف للثقافة والسياحة هي مجلة كل الناس الطيبين , مجلة كل الطلاب , مجلة الكبار والصغار ببساطتها وشمولية مواضيعها. انها مجلة كل من تعز عليهم كفرياسيف كقرية مميزة ! ليس عبثاً ما جاء على لسان اديبنا الكبير اميل حبيبي قوله: تكفرسوا تكفرسوا يا كل العرب !!! لأنه كانت له علاقة خاصة بهذه القرية وبأهلها. فقد أثبتت كفرياسيف على مر العصور أنها بلد العلم والمتعلمين والمثقفين، بلد الكفاح الوطني الحقيقي، بلد الوعي الانساني المتمثل بالعلاقات الطيبة التي تجمع المسلم والمسيحي والدرزي في إطار واحد يعيشون بأخوة وانسجام ولا يفرق شملهم مفرق. فشيخ الجامع هو شيخ كفرياسيف اولاً وشيخ الخلوة هو كذلك وخوري كل طائفة هو خوري القرية وكذلك القسس وهلم جرا!

في الأعياد يشترك الجميع المسلم مع الدرزي والمسيحي ويعايدون بعضهم البعض وهكذا تتم المعايدات أيضا من وفود القرى المجاورة في مختلف الأعياد ويشاركون بعضهم البعض في مختلف المناسبات يدا واحدة وقلوباً تجمعها المحبة والأخوة الصادقتان. للأعياد مكانة خاصة في قلوب الجميع لأن العيد يجمع القلوب ويقرب البعيد من البعيد فيصبح الجميع عائلة واحدة تسودها المحبة والأخوة والسلام.

ومن الجدير ذكره أن عيد النبي الخضر عليه السلام يتحول الى عيد لكفرياسيف بجميع سكانها وهو يعتبر عيداً رسميا تعطل فيه المؤسسات الرسمية عملها ويعتقد البعض – خطأ – أن النبي الخضر الذي هو مار الياس عند المسيحيين او ايليا عند اليهود هو نفسه مار جريس شفيع الكنيسة الأرثوذكسية في كفرياسيف مع أن النبي مار جريس عاش في القرن الثالث والرابع الميلادي بينما عاش النبي ايليا الخضر في القرن التاسع قبل الميلاد.

يهتم صاحب الامتياز في هذه المجلة الدكتور نايف جورج توما ومعه جميع أعضاء الجمعية المذكورة  بأن تكون المجلة معبرة عن كفرياسيف بمختلف شرائحها الانسانية وعن تاريخ القرية بحيث تدغدغ بعض الزوايا عقول طلاب المدارس بالأسئلة البسيطة الى جانب زاوية الحكايات الشعبية الهادفة .

نتمنى لهذه المجلة متابعة مسيرتها خدمة لأهالي القرية وللأجيال الصاعدة لأنها تدخل مسيرة كفرياسيف التاريخية في نفوس أهلها ومحبيها من مختلف أبناء شعبنا العربي الفلسطيني . فقد خلقت حقا لتعيش وتنتشر!

أيلول2017               د. بطرس دله كفرياسيف