تعرف على بلادنا الجميلة... دير الرهبنة الكرملية اجمل البنايات في حيفا
16/08/2017 - 01:45:02 pm

تعرف على بلادنا الجميلة....

اليوم قمت بزيارة اخي الذي يتشافى في مشفى رمبام في حيفا، ولقد اثار فضولي البناية القديمة قبالة المشفى... فقررت ان الغي كل مواعيدي وان اتعرف عن سر هذه البناية الساحرة وقضيت اربع ساعات داخلها وخارجها اكتسف ماضيها وحاضرها....  واليكم تلخيص لما هو يستحق المعرفة والتعريف.... 

البناية بالاصل هي دير "الزوارا" للراهبات الكرمليات بناية ذات جمال وتصميم ساحر ويعتبر من اجمل البنايات في حيفا عروس البحر،  ويقع على مدخل مشفى "رمبام" الذي اقيم بالبداية في الدير وتم توسيعة على اراضيه بعدها.

سنة ١٨٨٢ تم شراء ارض الدير من قبل الراهبات  ماري دو سكاره وماري ده لو كورا من دير "كرمل"، مدينة ليون الفرنسية. وفب سنة ١٩١٨ تم تشييد الدير في حيفا للر اهبات  الكرمليات حيث يتكون الطابق الاول منه من غرف طعام وغرف استقبال الضيوف وقاعات للعبادة والصلاة. اما الطابق الثاني فيشمل على غرف سكن للراهبات مع بلكونات تطل من جهة الشمال الشرقي على شاطئ البحر وخليج وميناء حيفا ومن جهة الغرب على جبال الكرمل.

سنة ١٩١٨ وبعد عام من الاعلان عن وعد بلفور ، واستلام الانتداب البريطاني لفلسطين، تم الاستيلاء على الدير وتحويله لمشفى الانتداب البريطاني في مدينة حيفا كذلك تم توسيع الميناء بقرابة المستشفى.

سنة ١٩٣٦ تم الاتفاق مع المسؤلين عن الدير، ببناء دير بديل في حيفا وهو فعال حتى يومنا هذا.

عام 1938  قام الانتداب البريطاني لتوسيع وبناء "مشفى حيفا الحكومي"  على اراضي الدير وكان يُعرف المشفى أيضًا باسم "مشفى حمزة"، نسبةً للطبيب نايف حمزة، ابن الطائفة المعروفيّة (الدرزيّة)، القادم إلى حيفا من "عبيّه" (بلدة في قضاء عالية في محافظة جبل لبنان (للمزيد عن دكتور حمزة بنهاية المقال)، الّذي أدار المشفى وعمل طبيبًا جرّاحًا فيه. حيثُ تسلّم إدارته في عام 1933م حينما كان مستوصفًاصغيرًا)، وقد افتتحه المفوّض السّامي هارولد ماكمايكل، كمركز طبّيّ احتوى على 225 سرير. وبعد قيام دولة إسرائيل. وفي عام 1952م تمّ تغيير إسمه إلى الاسم الحالي "مشفى رمبام".

اليوم تستعمل بناية الدير جناح لمعالجة وتشخيص امراض السرطان وخاصة عيادة سرطان الثدي.

بناية الدير تم تخطيطها وتصميمها الداخلي والخارطي وفق الفن المعماري بفترة الصليببين قبل قرابة الف سنة حيث البوابات والاقواس والشبابين والجدران لها ميزات خاصة وتختلف كليا عن نمط البناء المعماري في مدينة حيفا الذي ما زال الكثير من البيوت المهجرة والمعمورة منها في ساحة الحناطير (ساحة باريس) او بوادي النسناس والحليصة وغيرها مع فن وتصميم ساحر الجمال.

انصح كل من يزور مدينة حيفا  ومستشفى رمبام ان يدخل لبناية الدير والتامل من جمال الفن المعماري لها وهي البناية الخلابة المتواجدة قبالة غرفة الطوارئ لمشفى رمبام على يمين المدخل الرئيسي....

وانقل اليكم سيرة الدكتور نايف حمزة من صفحة الدكتور سلمان حمود فلاح؛

شخصية لبنانية مرموقة، ما زال اسمها يحظى بالتقدير والاحترام، عندما تذكر في بلادنا. فالدكتور نايف، هو طبيب ومثقف من لبنان، ولد في بلدة عبيه، وتعلم في مدارسها، والتحق بالجامعة الأمريكية في بيروت، ودرس فيها الطب العام وتخرج طبيبا مؤهلا. انضم للقوات العسكرية البريطانية في الشرق كطبيب، وقد عينته الحكومة البريطانية ضابطا طبيبا في قواتها في السودان، فخدم هناك فترة من الزمن، وتنقل مع القوات العسكرية البريطانية، في بلدان الشرق الأوسط، إلى أن استقر في مدينة حيفا، حيث تم تعيينه من قبل السلطات البريطانية، مديرا للمستشفى الحكومي (رمبام اليوم) في حيفا. وكان المستشفى قبل وصوله إليه مؤسسة طبية صغيرة، فقام الدكتور نايف بتطويرها، وتعميرها، ورفع مستواها، وتحويلها إلى مستشفى مركزيا كبيرا، يخدم كل سكان المنطقة، ويقدم العلاج المتقدم، والإسعاف الصحيح، والرعاية المناسبة. وغدا يضم أكثر من 300 سريرا، وأصبح مجهزا بكل الأدوات والأجهزة الطبية التي كانت معروفة في وقته. واشتغل في المستشفى عشرات الأطباء والموظفين، وكان بينهم حوالي 25 مواطنا درزيا في درجات ووظائف مختلفة، من قرى الكرمل والجليل، واعتُبر المستشفى الحكومي في حيفا في عهد الدكتور نايف حمزة، من أكبر المستشفيات في البلاد، وأكثرها تقدما في المنطقة. 


وكان الدكتور نايف حمزة، شخصية اجتماعية مثقفة، يمتاز بأخلاق وبخصال حميدة طيبة، وكان من نجوم المجتمع في منطقة الشمال، وخاصة في أوساط الطائفة الدرزية، حيث كان يُدعى للقرى الدرزية، ويجتمع بالوجهاء ورجال الدين، ويلتقي بالناس، وكان يساعدهم في اتصالاتهم مع السلطات والدوائر الحكومية، وكان يشارك أبناء الطائفة الدرزية في الأعياد والمناسبات، كما كان له نشاط في الجمعيات الخيرية التي تأسست في المنطقة. وقد ظل في منصبه هذا حتى عام 1948، وانتقل عند قيام الدولة إلى مدينة نابلس، وتسلّم فيها إدارة المستشفى الحكومي هناك، وظل مدة في عمله إلى أن عاد إلى لبنان، وسكن قريته عبيه وتوفي فيها عام 1977. 


ومن أولاد د. نايف، الأستاذ د. نديم نايف حمزة، وهو محاضر جامعي، ومتخصص في تدريس التاريخ، وله كتاب بعنوان  "التنوخيون"، يحتوي على بحث تاريخي شامل، عن فترة هامة في تاريخ الطائفة الدرزية بعد الدعوة في لبنان. وابنته هي السيدة نجلاء حمزة نجار، التي ولدت عام 1928 وعاشت فترة في بلادنا، ولها ثقافة جامعية، وقد اقترنت بالسيد رفيق النجار، وكانت مركزة ورئيسة جمعيات خيرية في منطقة الشوف. 



المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق