سيدنا الشيخ علي الفارس رضي الله عنه في يركا
27/07/2017 - 10:08:57 am

ضريح الشيخ علي فارس.
الشيخ علي الفارس, هو ثالث شخصية دينية, منذ انتهاء الدعوة حتى الآن, بعد الأمير السيد (ق), والشيخ الفاضل(ر). وللشيخ علي الفارس (ر) شهرة واسعة عند شيوخ مسلك التوحيد, فإلى جانب كوْنه علماً من أعلام التقى والورع والزهد والعلم، يمتاز بشعره الصوفي الرقيق, الذي يتردد على أفواه المشايخ في مجالس الذكر وقد وقف الشيخ معظم شعره على التعبير عن شوقه, الى مشاهدة حبيبه الإلهي, ولقاء الرُّسل الكرام, صلوات الله عليهم, وعلى التعبير عن حال الحب, الذي لزم هذا المتصوف العارف, كما وقفه على تضرعه لله وتوسله اليه, واعترافه بعجزه وتقصيره وحاجته, الى عفوه تعالى, ومغفرته ورضوانه.


وُلد الشيخ علي, في قرية يركا, في بيت فقير رقيق الحال, وذلك في مستهل القرن الثامن عشر, في سنة ما بين 1708-1704 وتربى الصبي في حضن أمه سنة واحدة, لكنها قضت نحبها, وتركت طفلها الرضيع, في عهدة ابيه الفقير وشقيقته التي تكبره. ,وتعرف الى عائلة طريف, التي كانت تسكن قرية جولس المجاورة, وأخذ يتردد الى جولس, ويجتمع بالعائلة ويواصل سهراته الدينية مع مشايخ القرية. وكان الشيخ علي, يسمع قصة المجراوية, التي كتبها الشيخ سلمان طريف الكاتب, قبل ذلك الوقت بحوالي مائة سنة, وألهمته المجراوية, كتابة الشعر الروحاني, فنظم قصيدته النفسية, المكوّنة من مائة وتسعة وعشرين بيتاً. وهكذا برز كشاعر عريق, ورجل دين تقي, وإنسان يتحمّل كل انواع العذاب, بصبر ورضى وتسليم, وأخذ يرتفع في اوساط رجال الدين في المنطقة, ومع هذا فقد استمرت معاملة زوجة أبيه القاسية له, فترك البيت ووجد له مأوى, في سفح جبل في مغارة في وادي السماك, بين جولس ويركا, حيث اتخذ هذا المكان صومعة له, يتعبد فيها وينظم الأشعار.


ولمّا علم آل طريف بهذا, انتبهوا الى ان الله, سبحانه وتعالى, بعث لهم ولياً صالحا, فعقدوا العزم على خدمته, وتوفير وسائل الراحة له, فكان الشيخ محمد طريف, يقطع المسافة يومياً, بين جولس والصومعة في وادي السماك, ويحضر الماء والطعام للشيخ علي, وفي هذه الصومعة, حصلت معجزة إلهية, فقد ابتهل الشيخ غلي إلى الله , سبحانه وتعالى, أن يريح الشيخ محمد من هذا العناء, فلاحظ فجأة, أن نقاط ماء, تسقط من سقف المغارة, فحمد الله وشكره, الذي وفر له الماء الضروري للحياة وقال للشيخ محمد ان هذا العمل ببركتك يا شيخ فاجابه بل هذا ببركتك انت يا شيخ علي. وقد طبّقت شهرة الشيخ البلاد, وانتشرت أخبار تقواه وورعه بين الناس, وأخذ المشايخ يتوافدون اليه, ويتتبعون اثره, للتبارك والمشاركة في العبادة والذكر وقد ضغط عليه مشايخ آل طريف والمنطقة, لأن يترك الصومعة, ودعاه آل طريف للإقامة في منزلهم, فوافق وعاش في بيت الشيخ حسن طريف مع أولاده الثلاثة المتدينين. وقد طلب الشيخ علي, من إخوانه آل طريف, ان يسمحوا له, ببناء خلوة صغيرة, ينقطع فيها الى اجتهاد النفس وترويضها, فاسرع المشايخ, وقبلوا خاطره, واختاروا لهذه الخلوة, مكانا يُعرف بإسم الدير, على مقربة من بئر ماء. وكان الشيخ قد اشترط ان تكون الخلوة صغيرة, لا تتسع لأكثر من خمسة أشخاص.

وبعد سنوات قرر الشيخ, بسبب سوء تفاهم وقع, ان يغادر جولس, الى خلوات البياضة, وكان متعوداً على ذلك, فشدّ الرحيل, وسافر الى البياضة, ومرّ في طريقه, بالشيخ مصطفى بدر في قرية حرفيش, وفهم الشيخ مصطفى, ان سوء تفاهم وقع بين الشيخ وبين آل طريف, وذلك بعد ان وصلا البياضة, واستُقبلا بالترحيب والإكرام.

وقد عاد الشيخ مصطفى تواً الى جولس, ليعلم آل طريف بالوضع, فقام وفد منهم في الحال, بالسفر للبياضة, وعادوا مع الشيخ علي معهم, بعد ان طلبوا صفو خاطره.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق