تفكير ضبابي – بقلم الدكتور محمد حسن الشغري – كفرياسيف
الانتخابات التي جرت في المملكة المتحدة في الثامن من حزيران 2017 لأعضاء مجلس العموم وعددهم 650 عضوا أسفرت عن خسارة رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي من حزب المحافظين للأغلبية الحاكمة في المجلس وحصلت على 318 مقعدا وخسرت 13 مقعدا وسيكون من الصعب عليها تشكيل الحكومة دون ان تكون بحاجة الى حزب تأتلف معه ، ومن المتوقع ان تأتلف مع الحزب الديموقراطي الايرلندي -شمال ايرلندا، بينما حقق حزب العمال فوزا وانتصارا وحصل على 262 أي بزيادة 32 عضوا ومقعدا عماليا في مجلس العموم، وخسر الاسكتلنديون 19 مقعدا عضوا في البرلمان وحصلت أحزاب صغيرة على 35 مقعدا من أحزاب مختلفة وبهذا يصل العدد الكلي للأعضاء 650 يتشكل منهم البرلمان أي مجلس العموم البريطاني، ونشير الى فوز11 عضوا من أصول أجنبية – عربية منهم ليلى موران من الحزب الديموقراطي في شمالي ايرلاندا ومحمود خالد، ومحمود خالد وأحمد شبانه من حزب العمال وغيرهم من الأسماء ، وقد وجهت لهم دعوة لزيارة بلدة كفرياسيف والمجتمع العربي في البلاد لعلاقتي مع رئيس بلدية لندن المحامي الدكتور صدَيق خان ونامل ان يستجيبوا للدعوة.
الانتخابات التي جرت في بريطانيا كانت انتخابات مبكرة ظنا من رئيسة الوزراء تيريزا ماي بانها ستحقق انتصارا كاسحا على حزب العمال المنافس والذي قاد المملكة لسنوات طويلة وآخر رئيس عمالي كان طوني بلير والذي لعب دورا في الرباعية الدولية وجاب البلاد وفلسطين وكانت له عدة لقاءات هامة مع القادة الإسرائيليين والفلسطينيين وبقي يصول ويجول الى وقت قريب جدا.
لقد ظنت رئيسة الحكومة أن بمقدورها النجاح والفوز وتحقيق ما براسها من برامج لمصلحة المملكة واسرعت في الإعلان عن انتخابات مبكرة لم تجلب لها ما ارادت، وعليه ستكون ملزمة بان تأتلف مع حزب او اكثر لتضمن حكومة أقلية لا يستطيع حزب العمال برئاسة جيرمي كوربين اليساري أن يسقطها لعدم توفر اغلبية لهذا الامر لان مجموع أعضاء كتلته 262 عضوا من أصل 650 ولو افترضنا انه بإمكانه استمالة أعضاء برلمان من أحزاب أخرى!،لكن عددهم لا يصل الى نصف الأعضاء أي 325 وبهذا فان هذه الفكرة ليست قابلة للتنفيذ ، وعليه فن تيريزا ستواجه صعوبات جمَة في إدارة شؤون الحكومة وليس من المستبعد توجه الناخب الى انتخابات جديدة وربما هذه المرة ستخسر اكثر من الممثلين والأعضاء من حزبها حزب المحافظين، ففي بريطانيا من غير المعقول الإعلان عن حكومة وحدة وطنية مثلما هو الحال في بلادنا! وليس كما هو الوضع في مملكة السويد حيث يشكل الحزب الاشتراكي الديموقراطي وحزب الخضر الحكومة بعد ان تعهدت الأحزاب وخاصة اليمين – المحافظين بعدم اسقاط الحكومة على الرغم من عدم الموافقة على الميزانية التي اقترحها الحزبان والتزموا بذلك الى نهاية الانتخابات البرلمانية والتي ستجري عام 2018.بالنسبة لتيريزا نتائج الانتخابات وفشلها وفوز حزب العمال بالنسبة لها شيء مصيري كما توقع العديد من المحللين السياسيين وهي غير متأكدة ماذا ستفعل وهي الإمكانيات المتاحة لتنفيذ ألبريكست والاهتمام بالأمن والأمان والاستقرار وموجهة العنف والإرهاب والتغلب على الظواهر السلوكية السلبية وأن ما شهدته المملكة في احداث لندن ومانشستر هذه الاعمال التي أدَت الى خسائر في الأرواح ولم تكن قليلة، والعلاقات مع أمريكا ورئيسها دونالد ترامب وقضايا المناخ والبيئة ومشاكل أخرى في الاندماج وقبول المهاجرين من سوريا والعراق وليبيا، وأهم شيء هو من الدول التي كانت تحت الاستعمار البريطاني مثل الباكستان والهند وغيرهم من الدول الأخرى.
وفي بلادنا لا جديد تحت الشمس العنف المستشري في المجتمع العربي واستعمال السلاح المرخص وعلى الغالب غير المرخص والذي قضى على أرواح أبرياء ومساهمة الشرطة في عدم كبح هذه الآفة التي تقض مضجع كل واحد منَا بجمع هذا السلاح، بل تزيد الطين بلَة وعدم تمكنها من وضع اليد على الجناة، مع انه باستطاعتها لو ارادت لحلَت هذه المشاكل من مقتل الأبرياء من المجتمع العربي وبلدة كفرقاسم خير مثال على هذا القتل ولا ننسى النقب في الجنوب ولا الرملة وقتل النساء، لا لذنب اقترفنه، بل لسوء تفكير وعقلية متأخرة واعتداءات لمجرد الاعتداء والقتل، فهل حقا الشرطة التي بإمكانها اكتشاف الجاني وفي لمح البص، عاجزة عن حل هذا اللغز في المجتمع العربي وهي بحاجة الى من يساعدها؟؟!! لا نعتقد.
أزمة دولة قطر واتهامها بانها وراء الاعمال العدائية والارهابية وترعاها مع انها تنفيه نفيا تاما هي مستعدة لتوسط دولة الكويت وأبدت تركيا وروسيا الاتحادية استعدادهما لحل الازمة مع المملكة العربية السعودية والامارات وموريتانيا وغيرهم والدول التي أبدت الاستعداد أعلنت عن ان الطريق المثلى هي بالحوار والتفاوض وليس بأساليب أخرى، ترامب "اخترع" ألازمة وساعده آخرون معنيون بذلك وهذه الدول معروفة ولها ماضي في مثل المشاكل والتي ستجد حلا لها ان عاجلا أم آجلا السعودية طلبت في قطع العلاقات مع ايران وجمهورية مصر العربية سلمَت حماس 17 اسما وقضايا الانفاق وو..
الحكومة الإسرائيلية كما يقولون:استجابت لطلب الرئيس الفلسطيني محمود عباس لتقليص تزويد القطاع بالكهرباء بهدف الضغط على حماس لاستعمال الأموال لمصلحة السكان وهي مش عند قريش خبر!!!واليوم عادت وفكرت هذه الحكومة "على ان هذا الخلاف هو داخلي وقررت عدم الاستجابة لعباس واستمرت في عدم قطع التيار الكهربائي لعدم تمكنهم من تسديد ثمن الكهرباء المستهلكة في القطاع، ربما سياسة حسن نية ؟؟!!أو لاستعداد دولة قطر لتسديد الدين ودول عربية أخرى وأوروبية اعلنوا استعدادهم تسديد أثمان الكهرباء وكذلك اقتراح وزير المواصلات كاتس إقامة ميناء في غزة وبالطبع هذا يخدم المصالح الإسرائيلية والفلسطينية،وكما قال عدد من المعلقين:لهذه الحكومة لا يوجد خطط ولا سياسة واضحة لمثل هذه الازمات والمشاكل،وخير الأمور دولتان لشعبين دولة إسرائيل القائمة ودولة فلسطين العتيدة،وكنا نتمنى لو ان رئيس الدولة ريفلين صرح تصريحا مناسبا في الإفطار الرمضاني يتناسب والموقف بنبذ العنف وحل المشكلة الدائمة والاعتراف بحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته والطلب من الشرطة بحل المشاكل ومطلب المواطنين العرب في هذه البلاد لما فيه الخير والصالح العام والسلام والامن والاستقرار.