اجرى موقع المدار حوار مع السيد توما توما رئيس محفل عكا للبنائين الأحرار والموجود في بلدة كفرياسيف ، اليكم الحوار الأعلامي .

السيد توما توما رئيس محفل عكا  رقم ٣٦ للبنائين الأحرار او الماسون  والذي نصب مؤخراً لهذا المنصب الرفيع باحتفال مهيب وبحضور جمهور واسع من البنائين الأحرار والأصدقاء والأقارب  وبهذه المناسبة نقدم له احر التهاني ونرجو له النجاح في خدمة مجتمعه.

هل توضح للقراء الكرام - ما هي البناية الحرة - او الماسونية

 يمكن القول بأنها جمعية ادبية وفكرية تأسست منذ عهد قديم جداً وهي تعمل على خدمة البشرية جمعاء كمساعدة المحتاجين والمرضى والمنكوبين وهي منتشرة في معظم أنحاء العالم .

ان الماسونية ليست ديانة وليست مذهبا إنما هي تحترم الديانات السماوية جمعاء وهي لا تنادي بالإلحاد او الابتعاد عن الدين كما يدعي البعض بل على العكس تماما ولكنها في نفس الوقت تؤكد على مبدأ التسامح الديني وعدم التعصب وقبول الاخر . 

لماذا سميت هذه الجمعية بالبناية الحرة ؟ 

في الحقيقة هذا  يرجع لانها بدأت عند البنائين الفعليين الذين تخصصوا في بناء القصور والمعابد على مر العصور وكان لهم اسرار في الهندسة والفنون المعمارية ، اما اليوم فإننا بنائين رمزيين نستخدم أدوات البناء كرمز للاستقامة والاجتهاد والعمل الصالح .

يقال ان الماسونية اداة تنفذ أهداف الصهيونية وقد لاحظت ذلك كثيرا في المواقع الالكترونية  فماذا هو رايك في هذا الجدل؟

ان الماسونية قامت قبل الصهيونية بكثير ولا يوجد أية أهداف مشتركة بينهما إنما يمكن القول بأنه ربما حاولت الصهيونية الاستفادة  من ذلك في فترة ما  خاصة وان الكثير من اليهود التحقوا بالبناية الحرة من اجل أفكارها الرائعة . ولكن انا أؤكد لكل القراء بأن الماسونية بريئة من كل التهم التي تحاك في هذا المضمار وعلي ان أؤكد ان البناية الحرة تعمل على التآخي بين الشعوب وتقارب وجهات النظر.
و انها نظام إنساني خالص يعمل من اجل  بناء مجتمع بعيد عن العنف وبعيد عن الظلم .

 الهدف الاول هو ان تطور وترتقي بالمنتسب الى مستوى فكري, ثقافي, ادبي ومجتمعي افضل عن طريق تذويت القيم الماسونية عن طريق التنوير الفكري ونبذ التعصبات ومن حيث اماننا ان الفرد هو نواة المجتمع فنامل بذلك على تحسين المجتمع بشكل عام, وكذلك فان ضمن اهداف او لنقل ضمن روح الماسونية فاننا نقوم بتقديم المساعدات والاعانات لمن يستحق وبحسب امكانياتنا المتواضعه, ولكننا نعي باننا لسنا الوحيدين في هذا المجال وهذا جيد لان يكون هناك من الجمعيات واهل الخير ليقوموا بمثل هذه الاعمال.

لماذا تعتبر الماسونية حركة سرية؟

في الحقيقة هي ليست سرية تماما إنما يمكن القول بأنها خصوصية ومغلقة امام العامة من الناس وذلك لانها تختار  بدقة المنضمين اليها والذين يجب ان يتمتعوا بالسمعة الحسنة والطيبة والأخلاق العالية وروح العطاء كما عليهم ان يضحوا في وقتهم من اجل الصالح العام.

يقال ان الماسونية هي منظمة ذكورية للرجال فقط ولا يسمح للنساء الانضمام اليها

بما انها كانت في الأصل للبنائين الفعليّين والذين كانوا من الرجال فقط فهذا شيء طبيعي ان تحافظ على تقاليدها ولكن وبالمقابل أقيمت محافل تشمل السيدات ايضا ولكنها تعمل بطريقة مختلفة الى  حد ما.

هل بامكانك إعطاء نبذة عن الماسونية في بلادنا

في البلاد يوجد نحو ستين محفلا موزعين في جميع أنحاء البلاد من  الشمال  وحتى الجنوب ويعملون بعدة لغات العبرية والعربية والإنجليزية وغيرها مثل الرومانية والإسبانية والتركية 
 اما محفلنا - محفل عكا رقم ٣٦ فقد تأسس عام ١٩٥٤ في عكا وهو ناطق بالعربية ولكنه ضم اخوان يهود من أصول شرقية وكان من كبار المؤسسين لهذا المحفل المرحوم طيب الذكر الاخ الياس منصور والذي كان له الفضل في نشر الماسونية في المنطقة بين الاخوان سواء من العرب او اليهود.

  وربما علي ان أشير الى ان محفل عكا قد خرج كبار الرؤساء الذين تسلموا وظائف عليا وأبرزهم الاخ نديم منصور الذي كان رئيسا أعظما للمحفل الأكبر .

 ان كل المحافل تعمل برعاية المحفل الأكبر لدولة اسرائيل والموجود في مدينة تل أبيب والذي يترأسه الرئيس الأعظم الاخ سليمان سالم والمحفل الأكبر  يعتبر الراعي الاول والأخير للماسونية في البلاد

قرأت ذات مرة ان الماسونية تلاحق من خرج من صفوفها لدرجة القتل او انها تشترك في مؤامرات عالمية.  فما هو تعليقك

ان الماسونية حركة نبيلة تترفع عن هذه الاعمال ولكنها تواجه في نفس الوقت أعداء كثيرين خاصة في عصر الانترنيت الذي اصبح يحتوي على الكثير من الهجوم على الماسونية وايضا ولكونها  خصوصية فإن الهجوم عليها والانتقاص منها يصبح متاحا لبعض المغرضين فهل يعقل ان البنائين الأحرار الذين يقدموا الخير والعمل الصالح للبشرية جمعاء ان يقوموا بأعمال عنف وتخريب 
ان هذا يعتبر اعتداء علينا ومن يعرفنا يعرف مدى حبنا للسلام والعدالة والاستقامة.

ما هي مشاريعكم القريبة في محفل عكا 

اولا: تقديم المساعدات ودعم العائلات المحتاجة  وذلك بعد فحص دقيق او توصية من مراكز الرفاه الاجتماعي 
ثانيا : إقامة ندوات ومحاضرات والتي من شأنها رفع المستوى الثقافي بشكل عام
ثالثا: العمل على تكريم المرأة العاملة والمرأة الام وذلك تقديرا على عطائها وتضحيتها في الاسرة وفي المجتمع بشكل عام 

 أعزائي اقراء بهذا ينتهي هذا اللقاء الممتع مع السيد توما توما رئيس محفل عكا رقم ٣٦ والذي أعطانا فكرة شاملة وواضحة مع الكثير الكثير من المعلومات التي تدور في فلك الماسونية 
أشكرك وأرجو لك عملا ناجحا 

 كلمة اخيرة
هذا وتوجة السيد توما توما بكلمة اخيرة بالقول : انني اعلن ومن موقعكم الموقراننا على استعداد لخدمة مجتمعنا وطلابنا قدر المستطاع وان نخدم ونتبرع لبساتين الأطفال وبيوت العجزة بكل محبة .
وبدوري اقدم لك ولجميع الفراء  الشكر الكبير ونحن دائماً في الخدمة