عكا : اعاده تدشين كنيسه المخلص بعد تهجيرها بنكبه فلسطين عام 48
22/02/2017 - 02:08:36 pm

شهدت مدينه عكا حدثا تاريخيا يوم الثلاثاء الموافق 21 – 2 – 2017 وذلك بأعاده تدشين كنيسه المخلص بحي الرشاديه باسمها العربي الفلسطيني قبل تهويد عكا واحتلالها مما اعاد ذكريات النكبة الى حاضرنا المرير .

 

استقبلت كشافه ومرشدات النادي الأرثوذكسي بعكا سياده رئيس الأساقفة الأنغليكاني في القدس سهيل دواني وبحضور البطريرك ثيوفيلوس الثالث للروم الأرثوذوكس ورئيس الأساقفة موسى الحاج للكنيسة المارونية وعضو بلديه عكا حاتم فارس وعدد كبير من رجال الدين وخصوصا خدام الرب من الرعية الأنغليكانية الذين حضروا من لبنان والاردن وفلسطين ليشاركوا بهذا الحدث العظيم والذي فيه عبره لخدمه الادين للإنسان والمجتمع الذي ينتمي اليه بدون تفرقه واعطاء الامل من خلال تدشين كنيسه المخلص لتمجيد الله وخدمه للنفوس ولتكون مناره للأيمان والرجاء مشعه بقيم الخير والمحبة والتسامح .

 

قاد الكشاف الأرثوذكسي معلم السرية السيد جاد عاقل وسار موكب الاحتفال على انغام المعزوفات الكشفية الاحتفالية التي اتحفت الحضور وزادت من رونق وبهجت الاحتفال وصولا لكنيسه المخلص حيث كان بالاستقبال رجال دين مسلمين وعلى راسهم شيخ جامع الجزار سمير عاصي واعضاء بلديه ومجالس مليه ورعويه والعمد الراعوية والمؤسسات المجمعية .

 

 القس صموئيل برهوم يعلن عن بدء مراسيم التدشين  الرسمية وبتنظيم ومراعات ادق التفاصيل حسب البروتوكولات الرسمية لمثل هذه الطقوس دعي سياده رئيس الأساقفة سهيل ديواني بافتتاح طقس التدشين حيث قام بمباركه اقسام الكنيسة بالصلوات بدء بجرن المعمودية  والقراءة والمنبر والمائدة المقدسة والمذبح وتوابعه ووسمه بزيت الميرون المقدس واختتم التدشين بطقس مناداه الجميع بسلام المسيح حيث تصافح الحضور مع بعضهم البعض وما اجمل من مشهد ان ذهب رئيس الأساقفة سهيل ديواني الى المشايخ وسلم عليهم وعانقهم مرحبا بهم واولهم الشيخ سمير عاصي لتصل رساله السلام المصالحة وتقبل الاخر .

 

كما والقى كلمه رئيس الأساقفة سهيل ديواني بعد انتهاء مراسم التدشين الرسمية مرحبا بالحضور فرحا بهذا الحدث تدشين كنيسه المخلص التي وضع حجر الاساس  ببنائها في شهر اب عام 1946 م وافتتحت ابوابها في 12 كانون الثاني عام 1947 م وتم تدشينها رسميا للصلاة في يوم الاحد الموافق 14 ايلول عام 1947 م .

 

في عام 1948 م كانت النكبة وهجر سكان عكا المدينة كباقي ابناء الشعب الفلسطيني الى المهجر وخصوصا الى لبنان وبقي عدد قليل من ابناء الرعية في عكا وتلاشى عددهم وفي اواخر الثمانينات تلاشوا نهائيا واهملت الكنيسة واغلقت وتم الاعتداء عليها وتدنيسها وفي 2- 9 – 2012 هاجم اليهود المتطرفين وانتهكوا حرمتها وتدنيسها وقاموا بحرق الاناجيل المقدسة وكتب الصلوات وعاثوا فيها خرابا .   

 

كما ودعي الكنيسة بان تتلاقى مع الديانات الاخرى السماوية اليهودية والإسلامية رغم الخلافات التي هي امر طبيعي وعلينا ان نلتقي في عبادتنا للإله الواحد وفي عيشنا المشترك من اجل انسانيه حقه تقودنا الى الخير والامن والعدل والسلام والرفاهية لبني البشر اجمعين .

 

والشرق الاوسط يمر في فترات عصيبة من الحروب والعنف والاقتتال والتكفير,  ولذلك حاجه الى سلام حقيقي يعيد للبشرية الإنسانية الحقه فهول الماسي ومراره الالام والغاء الاخر تثير الرعب وتبرز الحاجه الشديدة الى نشر تربيه جديده تحترم الحياه وتنظر الى الانسان كقيمه روحيه لأنه مخلوق على صوره الله ومثاله , ولذلك بحاجه لتربيه جديده شافيه تعمل على تضميد جروحات الناس واعاده وصل العلاقات بينهم , فالاختبارات التاريخية والإنسانية تثبت ان الحرب لا تولد الا الحرب , والعنف لا يولد الا العنف , لكن السلام لا بد ان يولد السلام .

 

اعاده احياء هذه الكنيسة وتنشيط خدمتها هي لنكمل ونشارك في الخدمة ونكون جسرا للمحبة والتفاهم وتقويه جسد المسيح الواحد وتعزيز العيش المشترك بين الديانات الثلاث لتمجيد الله وخدمه الانسان .

 

كما والقيت عدده كلمات اولها كلمه البطريرك ثيوفيلوس الثالث بارك فيها هذا التدشين .

 

 وبعد انتهاء الطقس الديني بتدشين كنيسه المخلص توجه الحضور الى الخيمة الاحتفالية لالتقاء الجموع وكانت كلمه لرئيس الأساقفة للكنيسة المارونية في البلاد المطران موسى الحاج الذي اشاد بهذا العمل الديني الذي يأتي بخدمه الانسان والمجتمع العكاوي وهذه هي رساله السماء ونشر المحبة كما واشاد بعضو بلديه عكا العربي حاتم فارس الذي بادر لمشروع ترميم الكنيسة وصيانتها وتحويل الكنيسة لخدمه ابناء عكا كما وواكب العمل منذ بدايته حتى نهايته .

 

المطران سهيل ديواني رحب بالحضور من كل الطوائف المجتمعة والمهنئة بهذا الانجاز وبناء الكنيسة وقال تغمرنا الفرحة والمسرة في هذا المساء المبارك حيث نشهد اعاده تدشين كنيسه المخلص بعكا , التي يتجدد نشاطها لتمجيد الله وخدمه النفوس , ولتكون مناره للأيمان والرجاء مشعه بقيم الخير والمحبة والتسامح من خلال الحجارة الحيه .

في هذا المساء تحتفل مطرانيه القدس الأنغليكانية الأسقفية ومع الكنائس الشقيقة واهلنا في عكا بجميع اطيافهم بهذا الحدث الهام الذي انتظرته مدينه عكا لأحياء هذا الصرح الروحي بعد مده ليست بقليله , لقد شاء العلي القدير وزودنا بالإرادة والعزيمة لكي نحيي من جديد بيته ونفتح ابواب كنيسته مرحبين بالجميع دون استثناء وتأتي اعاده تدشين هذه الكنيسة بعد تدشين كنيسه مار بولس في القدس الغربية في عام 2011 التي كانت مغلقه منذ عام نكبه 1948 م وبمشيئة الله سنبدأ بترميم كنيسه ما بطرس في مدينه يافا والتي اغلقت ايضا عام نكبه 1948 م وسنعيد تدشينها في المستقبل القريب .

كما وبهذه المناسبة اريد ان اشكر عضو البلدية حاتم فارس على مبادرته بقرع باب مطرانيه القدس من اجل ترميم وصيانه الكنيسة وتحويلها لخدمه المجتمع العكي كما وعمل جاهدا من اجل تسهيل الامور والتراخيص المطلوبة وتسريعها ومرافقته للعمل من البداية وحتى وصولنا للاحتفال بتدشين الكنيسة .

 

شيخ وامام جامع الجزار سمير عاصي رحب برجال الدين والحضور وعبر عن فرحته بتدشين الكنيسة التي هي بيت الله وعن ترميم الكنيسة التي هي رمز لوجودنا بهذه المدينة التي تذكرنا بنكبتنا وقضيتنا ودعى للتسامح والمحبة واشاد بعضو البلدية حاتم فارس على اعماله لما فيه خير مصلحه لعكا وعمله الدائم للتأخي ومحاربته للجهل ومبادراته المباركة لخدمه المجتمع ورسم الفرح اذا كان في اضاءه فانوس رمضان او اضاءه شجره الميلاد وهذه مبادرات لم نعهدها في السابق فمبروك التدشين والعمل على الحفاظ على الاوقاف وصيانه دور العبادة .

 

وباسم الرعية الأنغليكانية القت كلمه مرفت حماتي التي شكرت رئيس الأساقفة سهيل سلمان دواني على استجابته لمبادرة عضو البلدية حاتم فارس بصيانه وترميم كنيسه المخلص التي هي رمز لوجودنا في عكا وشكرت كل من ساهم وعمل بهذا المشروع الذي سيعود بالفائدة على الانسان في عكا روحيا وثقافيا ودعت المطران بالاستمرار بالوقوف مع عكا كنيسه وشعبا .

 

عضو البلدية حاتم فارس رحب بسياده رئيس الأساقفة سهيل دواني مع جميع رجال الدين والحضور الكريم من كل اطياف عكا وخارجها كما وشكر المطران سهيل على استجابته لترميم الكنيسة رغم ان ابناء الرعية الأنغليكانية تلاشوا بعد نكبه فلسطين عام 1948 م حيث كان عددهم حينها قرابه 1000 شخص وكان لهم تأثير على ازدهار عكا وكانوا جزءا هاما من نسيج عكا مع اخوتهم من الطوائف المسيحية والإسلامية .

 

اليوم بتدشينك لكنيسه المخلص التي تم هجرها وتدنيسها في السابق تسطر صفحه جديده بتاريخ عكا والتعامل مع اهلها وفتحها لتكون صرحا لنشر المحبة والأخوة بين الاديان وكسر الحواجز وتفتح امكانيه التقاء الاهل من المجتمع العكي خارج اسوار عكا كمركز ثقافي حضاري يلتقي مع لاهوت الدين المسيحي فشكرا لتجاوبك مع احتياجاتنا في عكا لا بل قمت بترميم وبناء وصيانه الكنيسة على حسابكم وبتبرعات انتم اهتممتم في تحصيلها ومن عملكم هذا يجب ان يتعلم المسؤولين من باقي الكنائس على الحفاض على الاوقاف وصيانتها وعدم التفريط فيها لأنها رمز لوجودنا وحاضرنا ومستقبلنا فنحن في البلاد المقدسة وهذا العمل يوهج الامل لمستقبل افضل من جديد كما وشكر كل من ساهم في اتمام وتسهيل الامور لأنهاء هذا الترميم .

 

وفي الختام تم دعوه الحضور لتناول التضييفات من المأكولات والحلويات على شرف تدشين كنيسه المخلص.

 



















































































































































































































المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق