لمحة عن برنامج تدريبات لواء "غولاني": كيف ندخل "لرأس" العدوّ؟
21/02/2017 - 04:01:22 pm

في لواء غولاني هناك وعيٌ تامّ لأهمّية معرفة العدوّ عن كثب من أجل الانتصار في المعركة. في إطار التدريبات الخاصة، يقوم المحاربون بتقمّص شخصيات العدوّ بشكل مُطلق. لمحة عن برنامج "جهود عكسيّة"

إحدى العبر الهامة التي تم استخلاصها من حروبات وحملات جيش الدفاع السابقة كانت الحاجة بمعرفة العدوّ عن كثب ومعرفة طريقة عمله. لأنّ التهديد المركزي اليوم هو ليس الجيوش المنظمة، بل المنظمات الإرهابية الصغيرة، معرفة المميزات العامة لا تكفي، بل يجب معرفة دوافع عمل المحاربين من الجانب الآخر.
من أجل تحقيق هذه الحاجة، تمت إقامة برنامج تدريبات خاصة "جهود عكسية" في لواء غولاني. أُقيم البرنامج بهدف تنمية طرق تفكير المحاربين وتدريبهم وتجهيزهم بأفضل صورة للمحاربة المستقبلية، مع الاخذ بعين الاعتبار للتهديدات المختلفة.
في إطار البرنامج، يتعلم المحاربون معرفة العدو وطريقة تفكيره، ومميزاته، وطريقة المحاربة المتّبعة لكلّ منظّمة. "المقولة 'تعرّف على العدو' هي أساس تدريبات محاربي اللّواء"، قال المقدم أفيحاي زفرني، قائد كتيبة في قاعدة التدريبات اللوائية التابعة لغولاني، وأسهبَ عن برنامج التدريبات قائلًا: "في البداية يتم إقامة دروس نظرية لشرح نماذج عمل العدو، وبعد ذلك ينتقل المحاربون لتمارين الخرائط والتفكير، وينتقلون بعدها للتمارين في الميدان التي "يواجهون" من خلالها أصدقاءهم الذين ينتحلون شخصية العدوّ.
القسم النظري يشمل نظرة عامّة عن المعارك التاريخية الواسعة، وحتلنة عن الوضع والتهديدات الحاليّة، مثلًا تأثير المعارك في سوريا على دولة إسرائيل وجيش الدفاع الإسرائيلي، وحتّى المعلومات الاستخباريّة وعرض فيديوهات من أحداث تشغيليّة يمكن التعرف على العدو من خلالها. 
الآن، حان الوقت للخروج للميدان: قبل كل تمرين يتم اختيار قائد سرية الذي يقود القوة التي تحاكي العدو والمسماة "بالخليّة التخريبية" وعلى قواتنا الدخول الى رأس الخلية وطريقة تفكيرها، ومعرفة طريقة عملها وكيفية تنظيمها لقواتها وكيف كانت ستقوم بالمهاجمة. "هي لا تفكر كجيش الدفاع، بل كحزب الله أو كجبهة النصرة"، قال المقدم زفرني. 
بعد ذلك، يتم تطبيق قراراته في الميدان، يقوم قائد السرية "والمخربون" بارتداء زيّ العدوّ، ويتسلحون بالأسلحة التي يستخدمها، ويتدربون على الأحداث التي تحاكي الحقيقة المطلقة. الجانب الذي يحاكي العدو لا يُدرك برنامج عمل محاربي اللواء في التمرين، والعكس صحيح. "الجنود يواجهون عدوًّا استراتيجيًّا وغير متوقَّع في الجبهات المختلفة، لذلك عليهم تحليل المنطقة جيّدًا كلّ الوقت، والتخطيط جيدًا لجميع العمليات، والتدرّب على مفاجأة الجانب الآخر"، قال قائد قاعدة التدريبات اللوائية. 
لا ينتهي البرنامج مع انتهاء التدريبات. أيضًا خلال التدريب يتم دمج تمارين "الجهود العكسية" وتتم إقامة ندوات للقادة والجنود بهذا الموضوع. "نحن نتطور ونتعلم الواقع الذي يواجهنا في الميدان كلّ الوقت"، قال المقدم زفرني. "المحاربة في سوريا مثلًا غيّرت وأثّرت كثيرًا على طرق محاربة حزب الله. نحن نعلم أنّ تجارب وطرق محاربتهم قد تطوّرت".
"في النهاية نحن نواجه العدوّ الّذي يحاول دائمًا إحباط برامجنا ويقوم بتغيير طرق عمله"، يعلّل المقدم زفرني. "نحن نتعلّم عن العدوّ من أجل معرفة كيفيّة محاربته بالطريقة الأفضل، والانتصار عليه بضربة قاضية".











المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق