مركز محمود درويش عرابة يحتضن الدكتور يوسف عراقي وذكرياته المؤلمة من مجزرة تل الزعتر
2016-10-31 15:37:12
إحتضن مركز محمود درويش الثقافي في عرابة البطوف الليلة الماضية بالتعاون مع بلدية عرابة ورابطة خريجي جامعات روسيا والاتحاد السوفياتي أمسية تلامس الضمير والوجدان مع الدكتور يوسف عراقي ابن مدينة حيفا والعائد اليها عقب اصداره الطبعة الثالثة من كتابه "يوميات طبيب في تل الزعتر".
 
وتأتي الأمسية تزامنا مع الذكرى الأربعين لمجزرة تل الزعتر بحضور رئيس بلدية عرابة المربي علي عاصلة والاستاذ محمود ابو جازي مدير مركز محمود درويش الثقافي والدكتور سمير خطيب، رئيس رابطة خريجي جامعات روسيا في البلاد وحشد من المدينة والبلدات العربية بالجليل الذين قضوا ساعتين من الزمن مع ابن حيفا المغترب قسرًا الدكتور يوسف عراقي في حديثه عن مخيم تل الزعتر والمجزرة فيه بعد مرور 40 عاما عليها، وإشهار الطبعة الثالثة من وثيقته "يوميات طبيب في تل الزعتر".
 
عريفة الأمسية الطالبة ربى رباح رحبت بالحضور واعطت نبذة عن المجزرة وعن الطبيب عراقي وعن كتابه وما واجهه خلال عمله بالمخيم ابان المجزرة.  
 
المربي علي عاصلة رئيس بلدية عرابة رحب بالضيف الكريم د. يوسف عراقي، وعبر عن امتنان وتقدير وشكر أهل عرابة العميق له على ما قدمه لأهل المخيم، من خدمة طبية وانسانية أنقذت حياة الكثيرين في ظروف قاهرة لا يتصورها عقل بشر، فإن مخيم تل الزعتر قد أصبح معلما، وأثراً، بعيدا زمنيا مع العلم أن المجزرة التي نفذتها القوات الانعزالية اللبنانية المدعومة من القوات الاسرائيلية قد وقعت عام 1976 يندى لها الجبين وتعتصر لها القلوب، ولا نعتقد أنها من الأحداث التي تنسى، مجزرة رهيبة راح ضحيتها المئات من الفلسطينيين، خلال الحرب اللبنانية التي اختلطت بها الامور والاوراق ودفع ثمنها الشعب الفلسطيني من الشهداء في مخيمات صبرا وشاتيلا وجسر الباشا وتل الزعتر والعديد من المخيمات في لبنان وخاصة منذ الصراع مع الحركة الصهيونية.
 
وأضاف عاصلة: "انها مناسبة عظيمة ان نجتمع معا في هذه الامسية لنتدارس فيها شذرات خالدة من مفاخر الآباء والاجداد حقا انه الاعتراف والانصاف لسلفنا الصالح الذين حافظوا وسطروا بمآثرهم العظيمة ومواقفهم المشرفة تاريخنا الممتد على هذه الأرض". 
 
ثم القى الدكتور علي بدارنة الاخصائي النفسي ممثلا عن رابطة خريجي جامعات روسيا في البلاد مداخلة قيّمة عن وثيقة د. عراقي ومخيم تل الزعتر، مداخلة ذات أبعاد تاريخية وقيم معلوماتية ووجدانية أثرت بالحضور وأثرتهم، ذكر فيها أن كتاب د. عراقي يشكل اللبنات الأساسية لسرد الوثائق الحقيقية لما حدث بالمخيم، وأنه كتاب يصيب القارئ في بؤبؤ دماغه وقلبه، يصور فيه واقعا مرعبا عاشه هو ومن معه من الطواقم الطبية لحظة بلحظة، مشيرا إلى دور الدكتور يوسف الانسان الانسان، والذي كان يبعد عن مركز الأحداث فقط 250 متراً، ويقول ان دورنا أصبح أكبر من أن نكون أطباء فقط، فالدفاع عنهم أصبح من مسؤوليتنا، حينما يحمل الطبيب سلاحا ليحمي الحياة ويكرس الانسان نفسه ليكون شمعة في ظلام لا بد للنور ان يصل لمن يطلب السلام، ويرضع الغمام ولا بد للحرية أن تصل خيوطها شعب الخيام، ثورة الطبيب جيفارا الذي حمل السلاح في الخمسينيات انتصرت وحلم الطبيب الذي حمل السلاح في السبعينيات لا بد ان تتحقق اذا فكرنا بغيرنا كما فعل الدكتور يوسف خلال الحصار والمجزرة في تل الزعتر، فهو طبيب فلسطيني حيفاوي المولد، ترعرع في لبنان ونهل تعليمه الاكاديمي في كلية الطب في موسكو وعاد الى تل الزعتر ليحاصر مع اهلها وهوائها ومائها بعد اقل من سنة، ليجد نفسه مع زميله الدكتور عبد العزيز اللبدي وعدد من الشبان في عمر الورد، الذين تم تدريبهم لإجراء التحاليل المخبرية واجراء التخدير والفحوصات وتضميد الجراح، ليجد نفسه في مستشفى يحتاج الى كل مقومات الوجود وحتى احضار مياه الشرب من البئر الارتوازي في المخيم، وتحدّيات العلاج الطبي تحت الحصار رغم شُح المصادر والامكانيات والوسائل والأدوات والأدوية، وهو المثال الأكبر للعلاج الميداني في ساعة الطوارئ، وخاصة لطبيب في بداية مسيرته المهنيّة، وجعلت من الدكتور يوسف ليس فقط طبيبًا بل ممرّضا، تقنيّا، جرّاحا ، طبيبًا نفسيًا، عاملًا اجتماعيًا وصار "مناضلًا" على جميع الأصعدة، ودعا بدارنة إلى ضرورة صون الذاكرة الجماعية وتوثيقها كعربون وفاء لتتعلمها الأجيال. 
 
تلتها الفقرة الرئيسة مع المحتفى به, الطبيب الزعتريّ  د. يوسف عراقي فتحدث متأثرًا عن تجربته في تل الزعتر، وكانت كلمته مرفقة بشرائح توضيحيّة ووثائقية مُحَوسبة، وتناول خلالها  الجانب السياسي والتاريخي، الإنساني والطبي، الشخصي والعام، ظروف المخيّم آنذاك، الوضع الصحي وشحّ الموارد والمصادر، النقص بالمواد الغذائية ومياه الشرب، النقص بالأدوية والأجهزة الطبيّة والدم، وقال بأن الحاجة أم الاختراع فأستعمل الأدوات الصناعية كالمقداح لإجراء عملية جراحيّة ميدانيّة !! وعمل على مدار الساعة دون كلل أو ملل لإنقاذ المصابين.
 
كما وتحدّث عن تجربته الشخصيّة هناك، عن كتابته وعن ضرورة توثيق ما حدث ليكون عبرة للأجيال القادمة، وعبّر عن شكره للقيّمين على مركز محمود درويش الثقافي ونشاطاته، وعن سعادته لإتاحة الفرصة له لإشهار الطبعة الثالثة لكتابه.
 
وقدم المربي علي عاصلة باقة من الورود للمحتفى به مع اختتام الامسية والتقاط الصور التذكارية وتوقيع الكتاب لجموع الحاضرين. 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق