124 سنة على بداية الزيارة السنوية التقليدية لمقام النبي شعيب (ع) في حطين بمشاركة الالاف من الطائفة المعروفية
2009-04-25 14:56:24

شارك الالاف من ابناء الطائفة المعروفية من شتى انحاء القرى الدرزية في الجليل في احياء زيارة مقام النبي شعيب في حطين ،في عيد النبي شعيب كما يطلق عليه ابناء الطائفة المعروفية .
وقدتوافدت العديد من الشخصيات العربية من مختلف الطوائف منذ ساعات الصباح لتقديم التهاني والتبريكات للقيادة الروحية للطائفة المعروفية بقيادة الشيخ موفق طريف
.
كما وشارك العديد من رجال الدين من ابناء الطائفة المعروفية في الجولان ورؤساء مجالس درزية وقضاة واعضاء كنيست حيث حل المطران الياس شقور الموقر ولفيف من الكهنة على المقام ليعايد ويقدم التهنئة بمناسبة العيد وتبادلا المشاركون التهاني والتبريكات بعد الانتهاء من الصلوات والتي ابتدأت منذ ساعات مساءامس في المقام لرجال الدين وانتهت بتقديم التبريكات المعروفة زيارة مقبولة ومباركة.

وفي حديث لمراسل موقع المدار مع الشيخ موفق طريف الرئيس الروحي للطائفة الدرزية في البلاد قال:" نحن سعداء باستقبال ابناء شعبنا من مختلف الطوائف هنا في مقام النبي شعيب عليه السلام ونقول لابناء الطائفة المعروفية في كل مكان زيارة مقبولة ومباركة ونأمل ان نرى في السنوات القادمة اخواننا من سوريا ولبنان في مقام النبي شعيب عليه السلام ".

زيارة مقام النبي شعيب (ع) وتاريخها : عندما أشرف بناء المقام على الإنتهاء, في نهاية عام 1884, اجتمع أعيان بلادنا للتشاور حول موعد الإفتتاح, وبعد التشاور, استمرّ رأي المجموعة الساحقة منهم, على أن يكون موعد الإفتتاح والتدشين, في تاريخ الخامس والعشرين من شهر نيسان عام 1885. وقد تمّ اختيار هذا التاريخ لأسباب عدّة أهمها :
 في شهر نيسان, وبما أن الطائفة الدرزية, الأغلبية الساحقة منها, تعمل في الزراعة, يكون الفلاح منتظراً حصاد مزروعات الشتاء, وبانتظار زرع مزروعات الصيف. لهذا, فموعد الإفتتاح لا يعيق المزارع.
 شهر نيسان يُعتبر شهر الخير والبركة، الأرض تغطيها حلة خضراء, تكفلn طعاماً وفيراً للحيوانات التي شكلت وسيلة النقل الوحيدة آنذاك، ولهذا لا حاجة لتأمين طعام لها, لأن طعامها الأعشاب, ولا تحتاج لمزيد عن ذلك. يُضاف الى ذلك, أن طرق المواصلات آنذاك كانت, وخاصة بذلك الوقت, مليئة بالبرك والمستنقعات, والتي زوّدت المسافرين حاجتهم  وحاجة حيواناتهم بما يحتاجونه من الماء.
 لا شك أنn موعد التدشين, اختير بدقة من حيث لا يتعارض مع المواعيد الأخرى لزيارة باقي الأماكن المقدسة في سوريا ولبنان. ومن الجدير ذكره, أنه وقبل تحديد الموعد, تمّ إعلام الزعامة الدينية الدرزية السورية واللبنانية, وأخذ موافقتهم.
 تمّ استشارةn السلطة العثمانية, والحصول على موافقتها ليوم التدشين. وتكفلت برعاية وحماية الإحتفال ورضاها بالموعد وتأييدها للمناسبة.
وبناءً على ذلك, تجمهرت واجتمعت الحشود الدرزية  في الموعد المحدد آنذاك, وكان اجتماعاً ضخما,ً شاركت به الزعامة الدينية الدرزية عامّة في سوريا ولبنان وبلادنا، وعجّ المقام الشريف بالعمائم البيضاء والملابس الزرقاء التي تميّز بها رجال الدين الدروز. وفي هذا الإجتماع الحاشد, وبعد الإطّلاع على ما أُنجِز به هناك, ثم الصلاة في الخامس والعشرين, احتشدت الوفود هناك, وخطب المرحوم الشيخ مهنا طريف, بما يليق الخطاب في المناسبة والمكان, واستعرض أمامها مجرى العمل, وما تمّ انجازه, وما تمّ صرفه من الأموال التي جُمعت, وما تبقى عجزاً ولم يسدّد بعد. وكان لهذا الخطاب صدى كبير في آذان السامعين, وبعد التشاور, تمّ عرض المقترحات الآتية على مسمع من الجموع الحاشدة وهي:
 إقامة صندوق في المقام الشريف, ليشكل صندوقا للحسنات والتبرعات منn الزائرين, وتنفيذ ذلك في الحال.
 إقرار يوم الخامس والعشرين من نيسان من كل عام, زيارة رسمية للمقام الشريف, يجتمع بها أبناء التوحيد لتلاوة الصلاة, والتبارك بزيارة الحجرة الشريفة, وبحث مشاكل الطائفة الدرزية وإيجاد حلول لها.
 التأييدn المطلق للشيخ مهنا طريف, كوكيل معتمد على جميع الأوقاف الدرزية في بلادنا, وتجديد العهد له بمهمة الرئيس الروحي للطائفة الدرزية, وممثلاً شرعياً لدروز بلادنا في كل المهمات.
لاقت هذه المقترحات الثلاثة تأييداً شبه كامل من الوفود المجتمعة, واستمرّ الحال هكذا, حيث اجتمعت الحشود الدرزية في كل عام, من نفس التاريخ, في باحة المقام للإحتفال. وبعد مرور أربع سنوات من التدشين, أي في عام 1889, قضت الحكمة الربّانية بوفاة المرحوم الشيخ مهنا السيد, وانتقاله الى جوار ربه. أمّا الزيارة فاستمرت على حالها, وكما تقرر لها على يد المرحوم الشيخ طريف طريف, الذي تمّ تعيينه خلفاً لأخيه الأكبر في الزعامة الدينية, والإشراف المباشر على الأوقاف الدرزية في بلادنا. وقد صدر فرمان عثماني رسمي, بتعيينه قاضي مذهب للطائفة الدرزية في بلاد صفد ومنطقة بيروت.  وجدير بالذكر انه من حيث التقسيم الإداري للدولة العثمانية, ونظراً لتمركز ابناء الطائفة الدرزية في المنطقة الشمالية لبلادنا, والتي دُعيت آنذاك بلاد صفد, اعتبرت بلاد صفد تابعة لولاية بيروت. واستمرّ أبناء التوحيد في زيارة المقام الشريف في الموعد المحدد باستمرار، لكن وفي الحرب العالمية الأولى, وما رافقها من نكبات ومظالم, وانعدام الأمن والأمان, انقطع ابناء التوحيد في سوريا ولبنان, من زيارة المقام الشريف لفترة من الزمن. ويمكن القول ان الزيارة كانت تُقام عندما تسمح الظروف بذلك.
وفي عام 1935 مرض المرحوم الشيخ ابو حسن منهال منصور من عسفيا لفترة طويلة, ونظراً لما عُرف عنه من الأخلاق السامية, والطاعة لرب العالمين, وما أثار من الإعجاب بأُسلوبه الشيق الرقيق في الإرشاد, توافدت جماهير كبيرة لزيارته والإطمئنان على صحته. وصدف ان اجتمع في بيته في منتصف شهر نيسان في ذلك العام جموع من زعامة الطائفة, وأثارت هذة الجموع موضوع الزيارة للمقام وتقرّر إنعاشها وتجديد النشاط لها وبث الرغبة بين أبناء التوحيد لتأدية مراسيمها. وبما أن الزيارة كانت قريبة, اتجهت تلك الوفود برئاسة سيدنا المرحوم الشيخ أمين طريف, وبرفقة المرحوم الشيخ ابو حسن منهال منصور نحو المقام الشريف واحيوا الزيارة المباركة. وفي عام 1940 وعندما زار بلادنا وفد رفيع المستوى برئاسة عبد الغفار باشا الأطرش, بهدف الوساطة لحل مشكلة في شفاعمرو, وبعد نجاح الوساطة استحسن الوفد القيام بزيارة المقام الشريف. واستقبلتهم هناك مشايخ البلاد برئاسة المرحوم الشيخ أمين طريف. ثم وبعدها وأثناء زيارة أمير البيان شكيب أرسلان لبلادنا مكث ما يقارب الأسبوع بضيافة سيدنا المرحوم الشيخ أمين طريف عام 1941, وأثناء زيارته هذه قام بزيارة المقام الشريف وهناك قال عبارته الشهيرة وهي :" كما يحق للأمة الإسلامية المباركة الإفتخار بالكعبة المكرمة, وكما يحق للأمة النصرانية الموقرة الإفتخار بكنيسة القيامة، يحق للطائفة الدرزية الإفتخار بالمقام الشريف." وتوالت زيارة أعيان الطائفة الدرزية من سوريا ولبنان, وكانت أهمها زيارة عام 1947 هذه الزيارة التي شارك بها عدد ضخم من ابناء الطائفة الدرزية من سوريا ولبنان, وكان على رأس الوفد المرحوم سيدنا الشيخ ابو حسين محمود فرج، ولا يزال يذكر الإخوة الذين شاركوا بالزيارة, أنه التقى في ساحة العين آنذاك الوفود اللبنانية والسورية برئاسة الزعامة الدينية, مع وفد بلادنا برئاسة المرحوم الشيخ امين طريف, وعند اللقاء تعانق المرحومان, وتقدّما متاشبكي الأيدي, أمام ذلك الوفد الحاشد, ومن شدة الزحمة وكثرة الزوار, تعذر على المرحوم سيدنا الشيخ ابو حسين محمود فرج, الوصول الى الحجرة الشريفة, فما كان منه إلا أن انحنى في أول الدرج من الأسفل, وقبّل ذلك الركن هناك, وقال :" الزائر لهذا المقام الشريف اينما وصل, وحيثما قبّل يكسب نفس الثواب الذي يكسبه من يقبّل الحجرة الشريفة." ومنذ ذلك التاريخ, اتخذ سيدنا المرحوم الشيخ امين طريف له مسلكا, تقبيل نفس المكان الذي قبّله سيدنا الشيخ أبو حسين محمود فرج.
بعد قيام دولة اسرائيل, حدث انقطاع في جميع طرق الاتصال بين دروز اسرائيل ولبنان وسوريا, واستمرّ هذا الانقطاع الى عام 1982 حيث تجدّد, ومعه زيارة المقام الشريف من قِبل أبناء الطائفة الدرزية في لبنان, وتكرّرت زيارة الأعيان هناك للمقام الشريف, ومنهم المرحوم سيدنا الشيخ ابو فندي جمال الدين شجاع وغيره من أعيان منطقة حاصبيا. وجدير بالذكر أن دروز هضبة الجولان شاركوا في الاحتفالات بعد عام 1967 وتحوّل اسم الزيارة من زيارة نبي الله شعيب عليه الصلاة والسلام, الى اسم عيد النبي شعيب (ع) واعتُرف به عيداً رسميا, يعطّل به ابناء الطائفة الدرزية أعمالهم الرسمية . وفي السنوات الأخيرة تحوّل المقام الشريف الى لقاء لأبناء الطائفة في معظم ايام السنة وخاصة ايام الجمعة والسبت والأعياد.
           
  

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق