أهالي يِركا يُطالبون بالانضمام إلى "جمعيَّة الاتِّحاد والتَّرَقِّي" العُثمانيَّة
2014-09-09 15:23:27
من أرشيف البروفيسور علي صغيَّر أهالي يِركا يُطالبون بالانضمام إلى "جمعيَّة الاتِّحاد والتَّرَقِّي" العُثمانيَّة، ويُشاركون في الانتخابات لمجلس المبعُوثِين العُثماني عام 1908، في أوَّل انتخابات بتاريخ يِركا، وبعدها كذلك في الانتخابات لمجلس المبعُوثِين العُثماني عام 1912، واثنانِ من المُرَشَّحِين يُناشِدانهم الدَّعْم بتلك الانتخابات
 
أهالي يِركا يُطالِبون بالانضمام إلى "جمعيَّة الاتِّحاد والتَّرَقِّي"
"جمعيَّة الاتِّحاد والتَّرَقِّي" (بالعُثمانيَّة: "إتِّحاد وتَرَقِّي جمعِيَّت") تأسَّست عام 1889 على يد عدد مِن طلاَّب الطِّب الأتراك، مع أنَّ أُصولها ترجع فعليًّا إلى عام 1865، عندما تأسَّست حركة "العثمانيُّون الجُدُد" (بالعثُمانيَّة: "يِنِي عُثمانِيلار")، بسبب خيبة أمل أعضائها مِن نتائج الاصلاحات المعروفة ب "التَّنظيمات"، التي بدأت الدولة العُثمانيَّة بإجرائها مُنذ عام 1839، خلال فترة حُكم السُّلطان عبد المجيد الأوَّل، والتي كان مِن المفروض أن تُحَسِّن أوضاع الدولة. ونظرًا لأنَّ "جمعيَّة الاتِّحاد والتَّرَقِّي" كانت مُناوئة للسُّلطان عبد الحميد الثَّانِي، الذي امتاز حُكمُهُ بكَبت الحُرِّيات، وبالاستبداد والصَّرامة، فنَشَأت في بداية دربها كجمعيَّة سِرِّيَّة كان اسمُها "جمعيَّة الاتِّحاد العُثمانِي" (بالعُثمانيَّة: "إتِّحاد عُثمانِي جمعِيَّت"). فيما بعد تحوَّلَت إلى مُنظَّمة سياسيَّة عَلَنِيَّة على يد بهاء الدِّين شاكر، وانضمَّ إليها غالبيَّة أعضاء جمعيَّة "تركيَّا الفتاة"، الذين كانوا هم أيضا مُعارضين للسُّلطان عبد الحميد الثَّاني. مُباشرةً مع تأسيسِها وذُيُوع خبرها بدأ النَّاقِمون على السُّلطان عبد الحميد الثَّاني، في جميع أنحاء الدولة العُثمانيَّة، بالانضمام إليها، ويبدو أنَّ سكَّان يِركا رَجَوْا فيها الخير ولذا طلبوا الانتماء إليها وفتح شعبة لها في القرية، ولذلك طلبوا  هُم أيضا الانضمام إليها.

أعضاء هذه الجمعيَّة هم الذين أرغموا السُّلطان عبد الحميد الثَّانِي على إعادة العمل بالدُّستُور عام 1908، وهم الذين كانوا وراء خلعِهِ عام 1909. ثلاثةٌ مِن كِبار أعضائها وهم الباشوات الثَّلاثة، اسماعيل أنور ومحمد طلعت وأحمد جمال (السَّفَّاح)، سيطروا على زمام الأمور، تقريبًا في جميع المجالات، في الدولة العُثمانيَّة خلال الفترة المحصورة بين العامَيْن 1908  و 1918، العام الذي انتهت خلاله الحرب العالميَّة الأولى، وهم الذين وَرَّطُوا الدولة العُثمانيَّة بتلك الحرب التي انتهت بانهيار تلك الدولة، وبتفتيتِها وبتقاسم جزء كبير مِن أراضيها على يد دول أجنبيَّة. مع نهاية الحرب العالميَّة الأولى هرب هؤلاء الزُّعماء الثَّلاثة مِن تركيَّا (فيما بعد ثلاثتُهُم ماتوا قتلاً)، وحُوكِمَ عددٌ كبير مِمَّن بَقِي في تركيَّا مِن زعماء الجمعيَّة على يد السُّلطان محمد رشاد، وأُدخِلَ معظم هؤلاء السُّجُون. وبعد محاولة اغتيال مصطفى كمال أتاتُورك عام 1926، حُوكِمَ وأُعدِمَ عدد مِن زعمائها الباقين لِضُلُوعِهِم في محاولة الاغتيال. بعد ذلك التَّاريخ انحلَّت هذه الجمعيَّة، وانضمَّ مَن بقِيَ مِن أعضائها إلى أحزاب سياسيَّة تركيَّة.
طلبُ أهالي يِركا الانضمام إلى هذه الجمعيَّة وفتح شعبة لها في القرية كان عن طريق رسالة وُجِّهَت إلى رؤساء فرع "جمعيَّة الاتِّحاد والتَّرَقِّي" بعكَّا. مُرسِلو الرِّسالة كانوا "وُجُوه واختياريَّة قرية يِركا" في مطلع القرن العشرين، ولكنَّهم لم يذكروا أسماءهم في الرِّسالة. الرِّسالة بدون تاريخ، ولا يوجد بها رمزٌ يدلُّ على كاتبها، الذي ينعت هذه الجمعيَّة ﺑ "المقدَّسة"، ولا شكَّ في أنَّ أحد الدَّوافع الرَّئيسيَّة لذلك كان أملُهُ في أن يُؤدِّي انضمام أهالي يِركا إلى هذه الجمعيَّة وانتماؤُهُم إليها إلى تحسين ظُرُوف معيشتهم، على ضوء الظُّلم الذي عانَوا منه، مثل غالبيَّة رعايا الدولة العُثمانيَّة خصوصًا خلال فترة حكم السُّلطان عبد الحميد الثَّاني، في مجالات جباية الضَّرائب الجائرة، والتَّجنيد القسري، وسياسة التَّجهيل، والرَّقابة على الصَّحافة والمطبُوعات، وعلى حريَّة التَّعبير عن الرَّأي. وبحوزتِنا وثائق تثبت صحَّة كل هذه الأمور بالنِّسبة لسكَّان يِركا في ذلك العهد.
الرَّد على هذه الرِّسالة أتى مِن طَرَف أحمد صالح نُور، أحد أعيان عكَّا في ذلك الزَّمان، وقريب الشَّيخ صالح محمد الشِّبل (صالح أفندي المحمَّد)، أحد وُجهاء قرية المَكْر في حينه. تاريخ الردّ هو 6.6.1909، وبناءًا على ذلك فلا بدَّ أن تكون الرِّسالة قد أُرسِلَت إلى عكَّا قُبَيْل ذلك بقليل، ونحن نعتقد أنَّها دُوِّنَت وأُرسِلَت بعد تاريخ 27.4.1909، وهو تاريخ خلع السُّلطان عبد الحميد الثَّاني عن الحُكم.
 يتبيَّن من الردّ أنَّ الذين استلموا الرِّسالة كانوا اثنين، أحدُهُم كان، كما ذكرنا، أحمد صالح نُور، أمَّا الرَّجُل الآخر فيدعُوه كاتب الردّ باسم "الأخ توفيق"، ونحن نعتقد  أنَّه الشَّيخ توفيق حَقِّي (توفيق العبدالله)، الذي كان في ذلك الزَّمان واحدًا مِن أعيان عكَّا، وعُضوًا بارزًا في جمعيَّة الاتِّحاد والتَّرَقِّي، وفيما بعد، مِثل الشَّيخ أسعد الشُّقَيْرِي، مِن حامِلي لواء المُعارضة للحاج أمين الحُسينِي، رئيس المجلس الإسلامي الأعلى بفلسطين، (الشَّيخ توفيق حَقِّي كان بين الأعوام 1930 - 1934 رئيسًا لبلديَّة عكَّا).
فيما يلي نصُّ الرِّسالة:
 
لمعالي هيئة إدارة قُلُوب (أي رؤساء) جمعيَّة الاتِّحاد والتَّرَقِّي المقدَّسة بعكَّا
نعرض وُجُوه واختياريّة قرية يِركا، قضاء عكَّا، أنَّنا مُنذ تشكيل جمعيّتِكم المقدَّسة بعكَّا وتشكيلِكُم شُعَب بالقرايَا ونحن بانتظار تشريف الهيئة التَّشكيليَّة المحترمة ولحدّ الآن ما حصلنا على هذه النِّعمة كي نشاركَكُم بالخدامات (الخدمات) النَّافعة للوطن فبناءً عليه وحيث أنَّنا بشوق زايِد (زائد) ومن صميم الفؤاد نرغب التَّشَرُّف بالدُّخول بجمعيَّتِكُم المقدَّسة أتينا بعريضتِنا هذه مُلتمسين تعيين ذوات من أفراد الجمعيَّة يُشرِّفون قريتَنا ويشكِّلون الجمعيَّة ويعرِّفوننا واجباتنا لأجل القيام بها، أفندم.
 
وفيما يلي ردّ أحمد صالح نُور من عكَّا على هذه الرِّسالة. الرَّد أُرْسِل إلى الشَّيخ مرزوق معدي، مختار القرية وأحد وُجهائها في ذلك الزَّمان. من أجل توضيح فحوى الردّ صحَّحنا بعض الأخطاء الُّلغويَّة التي حصلت به، ووضعنا التَّصحيحات بداخل أقواس، وأضفنا علامات التَّرقيم التي رأيناها مطلوبة.
 
جناب الأخ المحترم الشَّيخ مرزوق معدي الأكرم دام مجدُهُ
بعد سؤال خاطركم أعرض اليوم أخذت تحريركم الوارد بإسمي واسم الأخ توفيق أفندي، وحيث أنَّ المُوما (المُومى) إليه مُنحرف المزاج، اقتضى مجاوبتكم منفردًا، وكلانا واحد، طلبُكُم سورة استدعا (استدعاء) لأجل الدخول بجمعيّة الإتِّحاد والتَّرَقِّي المقدَّسة (كلمة غير مفهومة) بتشكيل شُعبة بقريتِكُم فهي واصلتكُم طَيَّهُ، بَيِّضُوها، ومَن يرغب الدخول يُوضَع (فلْيَضَع) إمضاه (إمضاءه)، واوضعوها (ضَعُوها) بظرف وعَنْوِنُوه بالعنوان الموضوع بأعلا (بأعلى) السُّورة، ونهار الأربعاء يحضر واحد به ويُسلِّمُهُ إلى مُظفَّر أفندي يوزباشي الرَّديف، أو يحضره لمحلِّ القُلوب (أي رؤساء الجمعيَّة)  ويسلِّمُهُ إلى الخواجه جاد سَيْقَلِي، وصُوب (رأسًا) يصل إلى الجمعيَّة ويُقرأ بتلك الليلة حيث يكون الاجتماع عُمومِي، ولأجله اقتضى بَيَان الكيفيَّة لحضرتكم والله يحفظُكُم.
24 مايس 325 (1325 هجري)  كاتبُهُ أحمد صالح نُور
   
سكَّان يِركا يُشارِكُون في الانتخابات لمجلس المبعُوثين
مجلس المبعُوثين (بالعُثمانيَّة: مجلس مبعُوثان، أو هيئت مبعُوثان) كان واحدًا من مجلسين تَكَوَّن منهما مجلس الأمَّة العُثماني (بالعُثمانيَّة: مجلس عُمومي)، أعضاؤُهُ كانوا يُنتَخَبون من قبل الشَّعب، أمَّا المجلس الثَّاني فكان مجلس الأعيان (بالعُثمانيَّة: مجلس أعيان، أو هيئت أعيان)، أعضاؤُهُ كانوا يتعيَّنُون مدى الحياة، مباشرة مِن قِبَل السُّلطان، وأُعطِيَت لهم صلاحيَّات واسعة، خصوصًا في مجال رفض القرارات التي يتَّخِذُها مجلس المبعُوثين. مجلس الأمّة العُثمانِي كان فَعَّالاً فقط خلال الفترتين القصيرتين 1877 – 1878، و 1908 – 1920. قبل عام 1876 لم تتواجد مجالس كهذه في الدولة العُثمانيَّة، وبعد عام 1920 توقَّف تشكيلُها، لأنَّ الدولة العُثمانيَّة انهارت بعد الحرب العالميَّة الأولى، وحلَّت محلَّها دولة تُركيَّا الحديثة، التي قامت على أُسُس سياسيَّة وإداريَّة وانتخابيَّة مُختلفة تماما.
أوَّل مجلسٍ عُثمانيٍّ للأمَّة كان المجلس الذي أعلن عن تأسيسِه السُّلطان عبد الحميد الثَّاني، وذلك بعد أن تعرَّض لضغط شعبيٍّ كبير قادَه عدد من المُثقَّفين المُتنوِّرين الأتراك، الذين دعَوا انفسهم باسم "ألعُثمانيُّون الجُدُد" (بالعُثمانيَّة: يِنِي عُثمانِيلار)، في أوَّل مُحاولة شعبيَّة لتحديد وتقليص صلاحيَّات السُّلطان، ولغرس وتنمية الأفكار والمبادئ الدِّيمُوقراطيَّة في الدولة العُثمانيَّة مُنذ تأسيسِها. ومِن بين الأسباب التي دفعت أعضاء تلك الحركة للضَّغط على السُّلطان كانت الهزائم المُتتالية التي لحقت بالدولة العُثمانيَّة خلال القرن التَّاسع عشر، والانكماش المستمرّ في مساحتها في أعقاب تلك الهزائم، وشُعُور الكثيرين مِن رعاياها، خصوصًا المُتنوِّرين مِنهم، بعدم نجاعة الاصلاحات التي انتهَجَتْها الدولة مُنذ عام 1839، والمعروفة ب "التَّنظيمات"، خلال فترة حكم السُّلطان عبد المجيد الأوَّل، والرَّغبة الصَّادقة لدى العديد من الشُّبَّان الأتراك، خصوصًا لدى أولئك الذين درسوا في أوروبا وتعرَّفوا هناك على حسنات أنظمة الحُكم الدِّيموقراطيَّة، في إخراج الدولة العُثمانيَّة مِن أوضاعها الرَّديئة التي كانت غارقةً بها. وقبل الاعلان عن تشكيل مجلس الأمَّة كان السُّلطان عبد الحميد الثَّاني، استجابةً للضغوط التي تعرَّض لها، قد كَلَّف لجنة تكوَّنت مِن 28 رجلاً مِن هؤلاء الرِّجال الأحرار برئاسة مِدْحَت باشا، الذي عيَّنَه السُّلطان عبد الحميد الثَّاني، فيما بعد، صدرًا أعظم، بتحضير دُستُورٍ للدولة، و بتاريخ 20.11.1876 عُرِضَ الدُّستُور (بالعُثمانيَّة: قانُون أساسِي) على السُّلطان، وبتاريخ 23.12.1876 وافقَ عليه رسميًّا، وأعلن عن بداية العمل بموجبه.
طبقًا لهذا الدّستُور كان يحِقّ لكلِّ مواطن عُثمانيٍّ ذَكَرٍ عمرُهُ تجاوز الثَّلاثين عامًا أن يُرشِّح نفسه لمجلس المبعُوثين، شريطة أن يكون حسن السِّيرة، وأن يُجيد الُّلغة التُّركيَّة، وأن يكون ذا حُقوق مدنيَّة كاملة، وألاَّ تكون له جنسيَّتانِ، جنسيَّة أجنبيَّة إلى جانب الجنسيَّة العُثمانيَّة، وألاَّ يكون موظَّفًا في حكومة أجنبيَّة، وكذلك ألاَّ يكون خادمًا، أو مُفْلِسًا.
 أعضاء مجلس المبعُوثين لم يُنتَخَبُوا مباشرة مِن قِبَل رعايا الدولة العُثمانيَّة، وإنَّما مِن قِبَلِ مندوبين عن مناطق الانتخاب التي قُسِمَت لها الدولة، خصِّيصًا مِن أجل هذا الهدف، وهؤلاء المندوبون هم الذين انتُخِبُوا مباشرة مِن قِبَلِ الشَّعب.
وبالرَّغم مِن أنَّ الدُّستُور حدَّد صلاحيَّات السُّلطان وقَلَّصَهَا، إلاَّ أنَّ ما بَقِيَ له مِن صلاحيَّات كان كبيرًا جدًّا، ويبدو ذلك واضحًا في المادَّة السَّابعة مِن البند الأوَّل في ذلك الدُّستُور:
"وکلانك عزل و نصبی و رتبه و مناصب توجیهی و نشان اعطاسی و ایالات ممتازه نك شرائط امتیازیه لرینه توفيقا اجرای توجیهاتی و مسکوکات ضربی و خطبه لرده نامنك ذکری و دول اجنبیه ایله معاهدات عقدی و حرب و صلح اعلانی و قوهٔ بریه و بحریه نك قومانده سی و حرکات عسکریه و احکام شرعیه و قانونیه نك اجراسی و دوائر اداره نك معاملاتنه متعلق نظامنامه لرك تنظیمی و مجازات قانونیه نك تخفیفی ویا عفوی و مجلس عمومینك عقد و تعطیلی و لدی الاقتضا هیئت مبعوثانك اعضاسی یکیدن انتخاب اولنمق شرطیله فسخی حقوق مقدسهٔ پادشاهی جمله سندندر".
التَّرجمة:
"يُعَيِّن (أي السُّلطان) الوزراء ويفصِلُهُم ويُوَجِّه الرُّتَب والمأمُورين ويُثَبِّت رؤساء الولايات المُقرَّرَة لهم بحسب الامتيازات المُقَرَّرَة لهم ويصُكُّ النُّقُود وتُقَامُ الصَّلاةُ باسمِهِ في الجوامع ويعقِد المُعاهدات مع الدُّول الأجنبيَّة ويُشْهِر الحرب ويعقِد الصُّلح. ويقُود جيوش البرِّ والبحرِ ويأمر بالحركات العسكريَّة ويُنَفِّذ الشَّرع الشَّريف. ويُقَرِّر نظامات الإدارة العامَّة. ويُبْطِل أو يُخْفِّض القصاصات الجنائيَّة ويجمع مجلس الأمَّة ويختِمُهُ. وإذا رأى لُزُومًا يفِضُّ مجلس المبعُوثين بشرط الشُّرُوع في تجديدِهِ".
ونظرًا لآنَّ الدُّستور قَلَّصَ صلاحيَّات السُّلطان وحدَّدَها، ولَو كان هذا الأمر جُزئيًّا جدًا، فقد أُطلِقَ على الفترة الأولى لسيادة الدُّستور في الدولة العُثمانيَّة، مِن تاريخ الإعلان عن تبنِّيه حتَّى تاريخ الإعلان عن إلغائه، بالرَّغم مِن قِصَرِ هذه الفترة، اسم "المشروطيَّة الأولى" (بالعُثمانيَّة: بيرينجي مشروطيَّت دوري). خلال هذه "المشروطيَّة" لم تكُن الأحزاب السياسيَّة قد ظهرت بعد في الدولة العُثمانيَّة، ولذا فإنَّ انتخاب المبعُوثين خلال هذه الفترة لم يتمّ على أساس انتماءٍ حزبيّ، والنَّظرة الرَّسميَّة إليهم كانت أنَّهم مندوبون عن الأمَّة العُثمانيَّة كلِّها، وليس عن فئة مُعيَّنة دون أُخرى. ظهور الأحزاب في الدولة العُثمانيَّة لم يحصل إلاَّ في العقد الأوَّل من القرن العشرين، خلال فترة  "المشروطيَّة الثَّانية"، كما سوف نرى فيما يلي.
قضاء عكَّا الذي كانت قرية يِركا واحدةً مِن قُرَاه، والذي إليهِ انتَمَى المُرَشَّحان الَّلذان طَلَبَا الدَّعم مِن سكَّانها مِن أجل الفوز بالانتخابات لمجلس المبعُوثين عام 1908 وعام 1912، كان خلال فترة الانتخابات لمجلس المبعُوثين عام 1908 وكذلك عام 1912، واحدًا مِن خمسة أقضية مِنها تكوَّنت ولاية بيروت، التي أصبحت ولاية عُثمانيَّة ابتداءًا مِن عام 1888، حينما فُصِلَت عن ولاية سوريا. الأقضية الأربعة الباقية كانت قضاء بيروت وقضاء طرابلس الشَّام وقضاء الَّلاذقيَّة وقضاء نابلس.
انتخابات عُموميَّة لمجلس المبعُوثين أُجْرِيَت سِتَّ مَرَّات، وكان ذلك خلال السَّنوات: 1877 (مَرَّتَان)، 1908، 1912، 1914، 1919. الوثائق الموجودة لدينا تُثبِت أنَّ سكان يِركا اشتركوا في اثنتين من تلك الانتخابات في عهد "المشروطيَّة الثَّانية" (بالعُثمانيَّة: إيكينجي مشروطيِّت دوري)؛ تلك التي أُجرِيَت عام 1908، وتلك التي أُجرِيَت عام 1912، أمَّا بالنِّسبة للانتخابات الأربع الباقية، فلا تتوافر لدينا معلومات تُثبِت فيما إذا اشترك بها سكان يِركا أم لا.
 
الانتخابات الأولى لمجلس المبعُوثين العُثمانِي (عام 1877)
تعليمات مُؤقَّتة بشأن هذه الانتخابات صدرت بتاريخ 29.10.1876، وتقرَّر بموجبها أن ينتَخِب رعايا الدولة الذكور، مِن الذين أعمارُهُم خمسة وعشرون عامًا فما فوق، مندوبين عنهم، وهؤلاء ينتَخِبُون أعضاء المجلس الذي يُمَثِّلُهُم في البرلمان العُثمانِي. بتاريخ 24.12.1876 نُشِرَ دُستُور جديد للدولة، تقرَّر بموجبه أن يُشَكَّل "مجلس عُمومِي" للدولة (بالعُثمانيَّة: مجلس عُمومِي)،وتقرَّر أيضا  أن يتكوَّن هذا المجلس من مجلسين ثانويَّين: مجلس يُنتَخَبُ أعضاؤُه مِن قِبَل الشَّعب، أُطلِقَ عليه اسم "مجلس المبعُوثين" (بالعُثمانيَّة: مجلس مبعُوثان)، ومِن مجلس آخر، أعلى منه، أعضاؤُهُ يُعَيِّنُهُم السُّلطان، أُطلِقَ عليه اسم "مجلس الأعيان" (بالعُثمانيَّة: مجلس أعيان). تقرَّر ايضا، مُنذ البداية، أن تكون مدَّة تواجد هذا المجلس ثلاثة أشهر فقط، مع إمكانيَّة تمديدها عشرة أيَّام إضافيَّة، بقرارٍ مِن قِبَل السُّلطان، إذا شاء ذلك، وتقرَّر ايضا أن يقوم هذه المجلس، خلال مدَّة تواجده القصيرة هذه، بإعداد قانون انتخابات جديد، بموجبه تجري الانتخابات التي كان مُزمعًا إجراؤها بعد مباشرةً بعد حلِّ المجلس.
عَقد المجلس جلسته الأولى بتاريخ 19.3.1877 بقصر طُولْمَه بَهْتْشِه بمدينة استانبول، بخطاب ألقاه السُّلطان عبد الحميد الثَّاني. مجلس المبعُوثين الأوَّل تكوَّن مِن 71 مبعُوثًا عن المسلمين، و 48 مبعُوثًا عن غير المسلمين. ولكن هذا المجلس لم يُعَمّر طويلاً، فقد حَلَّهُ السُّلطان بتاريخ 13.6.877.
 
الانتخابات الثَّانية لمجلس المبعُوثين العُثمانِي (عام 1877)
عندما حُلَّ مجلس المبعُوثين الأوَّل لم يكُن مجلس الأمَّة العُثماني قد أنهى إعداد قانون الانتخابات الجديد بعد، كما كان مِن المفروض أن يحصل طبقًا للدّستُور، ولذا فإنَّ الانتخابات الثَّانية، التي أُجريت بعد حلِّ المجلس، أُجرِيَت طبقًا للأنظمة التي كان معمولاً بها قَبل حلِّه. الصِّفات التي كان يجب أن تتوافر في المُرشَّح لمجلس المبعُوثين هذه المرَّة، كانت نفس الصِّفات التي كان مِن المفروض أن تتوافر به عندما أُجرِيت الانتخابات لمجلس المبعُوثين الأوَّل.
الانتخابات الثَّانية لمجلس المبعُوثين أسفرت عن انتخاب 64 مبعُوثًا عن المسلمين و 49 مبعُوثًا عن غير المسلمين. خلال هذه المرَّة أيضا استمرَّ وجود المجلس لمدَّة قصيرة، بل أقصر من الأولى: من شهر كانون الأوَّل عام 1877 حتَّى شهر شباط عام 1878، حينما صدر أمر سلطاني، بتاريخ الرَّابع عشر مِن ذلك الشَّهر، بحلِّ المجلس مرَّة أخرى. وبتلك المناسبة عَزَلَ السُّلطانُ الصدرَ الأعظمَ أيضًا، لخلاف حصل بينهما. وبقي الدُّستُور مَلغِيًّا حتَّى عام 1908، عندما فرضت مجموعة من الضُّبَّاط الأتراك، الذين انتمَوا إلى "جمعيَّة الاتِّحاد والتَّرَقِّي" الجديدة العهد، إعادة الدُّستُور مِن جديد، وإجراء انتخابات جديدة لمجلس المبعُوثين.
اجتمع المجلس الجديد بتاريخ 13.12.1877، ولكن السُّلطان سرعان ما حَلَّه بحُجَّة حالة الطَّوارئ والاستنفار التي دخلت بها الدولة بسبب انشغالها في الحرب مع روسيا، تلك الحرب التي أُطْلِقَ عليها إسم "الحرب العُثمانيَّة – الرُّوسيَّة" (1877 – 1878).
 
 
الانتخابات الثَّالتة لمجلس المبعُوثين العُثمانِي (عام 1908)
أدَّت ثورة "جمعية الاتِّحاد والتَرَقِّي" التي حصلت خلال شهر تمُّوز عام 1908 إلى إرغام السُّلطان عبد الحميد الثَّاني على إعادة العمل بالدُّستُور الذي ألغاه هو نفسُهُ عام 1878، وإلى إعادة تشكيل مجلس المبعُوثين، عن طريق إجراء انتخابات جديدة لذلك المجلس. انتخابات للمجلس الجديد أُجرِيت خلال شَهْرَي تشرين الثَّاني وكانون الأوَّل عام 1908. كانت هذه أوَّل انتخابات في الدولة العُثمانيَّة يتمُّ بها التَّصويت لأحزاب سياسيَّة. الحِزبان اللذان اشتركا بتلك الانتخابات كانا الحزب المُنتمِي إلى "جمعية الاتِّحاد والتَرَقِّي" (بالعُثمانيَّة: أتِّحاد وترقِّي جمعيَّت)، الذي فاز بحوالي 60 مقعدًا، و "حزب الحريَّة والائتلاف" (بالعُثمانيَّة: حُرِّيِت وائتلاف فرقه سِي). توزيع اﻠ 288 مبعُوثًا الذين فازوا بتلك الانتخابات كان كما يلي: 147 تُركِيًا، 60 عربِيًّا، 27 ألْبانيًّا، 26 يُونانيًّا، 14 أرمِنيًّا، 10 سْلاﭬياًّ، 4 يهود. مِن بين هؤلاء المبعُوثين كثيرون كانوا أعضاء في مجلس المبعُوثين الذي حَلَّهُ السُّلطان عبد الحميد الثَّاني عام 1877.
 
الانتخابات الرَّابعة لمجلس المبعُوثين العُثمانِي (عام 1912)
إنتخابات عُموميَّة لمجلس المبعُوثين أُجرِيَت خلال شهر نيسان عام 1912. خلال هذه الانتخابات حصلت أعمال عُنف وغشٍّ وتزييف وإجبار على التَّصويت مِن قبل "جمعية الاتِّحاد والتَرَقِّي"، وبسبب ذلك فازت هذه  الجمعيَّة ب 269 مبعُوثًا من مجموع 275، المبعُوثون السِّتة الباقُون كانوا ينتمُون إلى "حزب الحريَّة والائتلاف" (بالعُثمانيَّة: حُرِّيِت وائتلاف فرقه سِي)، المُناوئ ﻠ "جمعية الاتِّحاد والتَرَقِّي". ولكن عندما انفضح أمر التزييف والعنف الَّلذين حصلا في هذه الانتخابات، بدأت "جمعية الاتِّحاد والتَرَقِّي" تفقِد من مدى الدَّعم الشَّعبي لها وكذلك مِن مقدرتها على السَّيطرة على مُجريات الأمور في الدولة، ومِمَّا ساعد على تَدَنِّي هيبتِها كان اندلاع الحرب العُثمانيَّة – الإيطاليَّة بليبيا، وكذلك الثَّورة التي حصلت في ألبانيا ضد العُثمانيِّين. في أعقاب ذلك سرعان ما تشكَّلت جمعيَّة مِن الضُّبَّاط مِن أتباع "حزب الحريَّة والائتلاف"، وأعضاؤها أرغموا الحكومة على الاستقالة، ثمَّ تشكَّلت حكومة جديد برئاسة أحمد مُختار باشا، الذي كان ينتمِي إلى تلك الجمعيَّة، وأحد أبطال الحرب العُثمانيِّين. بعد ذلك، وبتاريخ 5.8.1912، أعلن السُّلطان محمد رشاد عن اجراء انتخابات جديدة، وعندما كانت الانتخابات جارية فعلاً، خلال شهر تشرين الأوَّل مِن ذلك العام، نشبت حرب البلقان، فقُطِعت الانتخابات، ولم تُجْرَ انتخابات لمجلس المبعُوثين بعدها إلاَّ في عام 1914.
 
الانتخابات الخامسة لمجلس المبعُوثين العُثمانِي (عام 1914)
بعد الانقلاب العسكري الذي وقع بتاريخ 23.1.1913، في أعقاب هزيمة الدولة العُثمانيَّة في حرب البلقان الأولى، وقتل وزير الحربيَّة العُثمانِي ناظم باشا، وعزل الصَّدر الأعظم محمد كامل باشا، الَّلذين اتُّهِمَا بتقديم تنازلات إقليميَّة كبيرة لبلغاريا بعد تلك الحرب، وكانا مُعادِيَيْن ﻠ "جمعية الاتِّحاد والتَرَقِّي"، اصبح مجلس المبعُوثين أداة ليِّنة في أيدي القادة العسكريَّين لتلك الجمعيَّة، وبسبب ذلك، الحزب الوحيد الذي خاض المعركة الانتخابيَّة خلال شتاء العامَيْن 1913 – 1914، كان الحزب المُنتمِي إليها. وبعد اغتيال الصَّدر الأعظم الجديد، محمود شَوْكَت باشا، المُنتمِي إلى "جمعية الاتِّحاد والتَرَقِّي"، بتاريخ 5.6.1913، سُحِقَ  "حزب الحريَّة والائتلاف"، كُليًّا تقريبًا، بسبب ضُلُوع أعضائِهِ في مُؤامرة القتل.
  خلال هذه الانتخابات حصلت أعمال غشٍّ وتزوير في أقضية ومدن عديدة، مِن بينها كانت المُدُن حمص وحماة وصفد وطبريَّا وعكَّا. المبعُوث الذي فاز عن قضاء عكَّا في هذه الانتخابات كان الشَّيخ عبد الفَتَّاح السَّعدي مِن عكَّا (تُوُفِّيَ عام 1929)، ويُذْكر أنَّ المبعُوث الذي فاز عن قضاء حُوران في هذه الانتخابات نفسها كان أمير البَيَان، الأمير شكيب أرسلان، الذي كانت لَهُ علاقات صداقة متينة وحميمة مع سكَّان يِركا، وفي عدد كبير مِن رسائلِهِ التي أرسلها إلى القرية كان يطلب أن يُسِلِّموا باسمه على رجال الدِّين في الخلوة.
بعد انهيار الدولة العثمانيَّة في الحرب العالميَّة الأولى، وهرب قادة "جمعية الاتِّحاد والتَّرَقِّي" مِن البلاد، بادر السُّلطان محمد السَّادس (محمد وحيد الدِّين)، آخر سلاطين بني عُثمان (1918 – 1922)، بحلِّ مجلس المبعُوثين، لأنَّه اعتبَرَهُ مُوالِيًا لتلك الجمعيَّة.
 
الانتخابات السَّادسة لمجلس المبعُوثين العُثمانِي (عام 1919)
هذه الانتخابات التي جَرَت بعد نهاية الحرب العالميَّة الأولى، كانت آخر انتخابات تُجْرَى في الدولة العُثمانيَّة. الحزب الذي فاز بها كان حزب "جمعيَّة المُدافعة عن حُقوق الأناضُول والرُّومِلِّي" (بالعُثمانيَّة: أناضُولُو ورومِلِّي مُدافَعَه ي حُقوق جَمْعِيَّت)، وكان هذا حزبا عُثمانيَّا قوميًّا مُتشدِّدًا، أعضاؤُه قاوموا احتلال الحلفاء لتركيَّا مع نهاية الحرب العالميَّة الأولى.  أوَّل جلسة لهُ عُقِدَت بتاريخ 12.1.1920 باستانبول، على النَّقيض مِن الاتِّفاق بين السُّلطة العُثمانيَّة ومُمَثِّلي قوَّات الحُلفاء، ذلك الاتِّفاق الذي قَضَى ألاَّ تُعْقَد جلسات المجلس بتلك المدينة. إتَّخذ هذا المجلس بتاريخ 28.1.1920 سِتَّة قرارات بشأن الأراضي التي كانت تابعة للدولة العُثمانيَّة، وبشأن السِّيادة التُّركيَّة، ونَشَرَها على المَلأ بتاريخ 12.2.1920، تلك القرارات التي أُطْلِقَ عليها الإسم "مِيثاقِي مِلِّي"، أي "الميثاق أو العهد القومي"، كانت مصيريَّة بالنسبة للمجلس وللدولة العُثمانيَّة، لأنَّ الحُلفاء اعتبروها مُوَجَّهَة ضدّهم، وتضرُّ بمصالحهم، واستهتارًا بهيبتهم كمُنتصِرين في الحرب، وقد أدَّت تلك القرارات السِّتَّة إلى أن يحتلَّ هؤلاء مدينة استانبول، وكان ذلك بتاريخ 16.3.1920. في أعقاب ذلك أُرْغِمَ السُّلطان محمد وليّ الدِّين على حَلِّ المجلس، وقد حصل ذلك بتاريخ 11.4.1920.
 
الانتخابات العُموميَّة التَّركيَّة عام 1920
بعد احتلال الحُلفاء لاستانبول تَدَخَّل مصطفى كمال أتاتُورْك، قائد الحركة القوميَّة التُّركيَّة، ورئيس الجمعيَّة التي أطلقت على نفسها الإسم "فَلاَح وطن"، أي "فَلاَح الوطن"، في مُجريات الأمور في الدولة وأصدر أمرًا بتاريخ 19.3.1920، بإجراء انتخابات عُموميَّة جديدة، وبعد الانتخابات اجتمع أعضاء المجلس بتاريخ 23.4.1920 بمدينة أنْقَرَة، وخلال ذلك الاجتماع انتُخِب أتاتُورْك رئيسًا للمجلس الجديد. هذا المجلس لم يكُن، بالطَّبع، مجلسًا عُثمانيَّا كالمجالس التي سبقته، وإنَّما كان مجلسًا تركيَّا علمانيَّا، لا علاقة لَهُ ببنِي عُثمان، ولا بالخلافة الإسلاميَّة.
 
راجي سَيْقَلِي مِن عكَّا يُناشِد سكَّان يركا دعمهم في الانتخابات لمجلس المبعُوثين العُثماني عام 1908
نحن نعتقد أن سكّاَن يِركا شاركوا في هذه الانتخابات، والدَّليل على ذلك هو المنشور الدِّعائي الذي وزَّعَهُ راجي سَيْقَلِي مِن عكَّا في القرية، والذي يطلب مِن خلاله دعم السكَّان له بتلك الانتخابات مُرَشَّحًا عن قضاء عكَّا، ولكن أسماء أصحاب حقِّ الاقتراع مِن يِركا في هذه الانتخابات غير مُتوافرة لدينا، ولكن نظرًا لتوافُر قائمة بأسماء أصحاب حقِّ الاقتراع مِن يِركا في الانتخابات لمجلس المبعُوثين عام 1912، فنحن نعتقد أن أصحاب حقِّ الاقتراع لمجلس المبعُوثين عام 1908 كانوا نفس الأشخاص الواردة أسماؤُهم في القائمة التي تعود إلى عام 1912، يُحْذَف مِن أسمائِهم أولئك الذين لم يكونوا قد بلغوا الخامسة والعشرين مِن العمر عام 1908، ويُضَافُ إلى أسمائهِم أولئك الذين تُوُفُّوا خلال الفترة 1908 – 1912. في كلتا الحالتين أصحاب حقّ الاقتراع، طِبقًا للدُّستُور، كانوا فقط مِن الذُّكُور الذين كانت أعمارُهُم مِن الخامسة والعشرين عامًا فما فوق.
وفيما يلي نصّ المنشور الذي وزَّعَهُ راجي سَيْقَلِي من عكَّا في يِركا (وبالطَّبع في أماكن أخرى بقضاء عكَّا) يحثُّ سكَّانَهَا بِهِ للتَّصويت له مبعُوثًا عن قضاء عكَّا في انتخابات مجلس المبعُوثِين العُثماني عام 1908 (المنشور طُبِعَ في مصر):
 
أبناء وطني الأعزَّاء
 
نِلْنا مِن جلالة مليكِنا المُعظَّم (يقصد السُّلطان عبد الحميد الثَّاني) وبفضل أبطال جيشنا الباسل الحكم الدُّستُوري ونعمة الحريَّة والمساواة والعدالة وهي منة جليلة تُبذل دونها النُّفوس وكلّ نفيس لأنَّها هي وحدها مصدر كل سعادة في الأمم ونجاح في الشُّعوب وعدل في الحكومة وبدونها لا سبيل للصَّلاح ولا أمل بالفلاح فوَجَب علينا أن نجلَّ هذه النعمة العُظمى ونقدِّرها حقَّ قدرها ونُبادر لاجتناء ثمراتها الشَّهيَّة بإصلاح ما فسد مِن أحوالنا وإحراز المقام الَّلايق بنا في العالم المتمدِّن.
أبناء وطني الأعزَّاء
مَهَّد لنا الدُّستُور تحقيق هذه الأماني الطَّيبة بانتخاب نُوَّاب مِن أهل الصَّلاح والدّراية العارفين بأحوال البلاد حقّ المعرفة وبما يعوزها مِن وسائل التَّرقِّي ودواعي العمران المادِّي والأدبي لكي يُمثِّلوها في مجلس المبعُوثان المُزمع افتتاحُهُ قريبًا ويطلبوا ما هي في حاجة إليه مِن الإصلاحات الإداريَّة والمشروعات المفيدة العُموميَّة زراعة وتجارة وصناعة ومعارف ألخ ولمَّا كان القِيام بهذه المُهمَّة الخطيرة على وجه يضمن بلوغ الغاية المقصودة منها يستلزم غِيْرَة صحيحة وحميَّة حقيقيَّة وحريَّة في القول فضلاً عن عدَّة شروط وصفات يتطلَّب القانون وجودها في الشَّخص المُرشَّح لها رأيت أن أتقدَّم إليكم يا مُواطِنِيَّ الكرام راغبًا في خدمتكم والجهاد في سبيل منفعة وطننا العزيز وبلادنا المحبوبة ودولتنا العليَّة ولا سيَّما ما نحن في حاجة إليه مِن بركات هذا القانون.
مُواطِنِيَّ الأعزَّاء
أقدِّم نفْسي لهذه الخدمة مدفُوعًا بعامل الغِيْرَة وحبِّ الوطن وما عرفت مِن حاجاته وما ينقُصُهُ مِن أسباب التَّرقِّي والتَّقدُّم والفلاح بعد الدَّرس الطَّويل والبحث الدَّقيق فلا يكون في المجلس إذا نِلتُ ثقتكم شخصي بل ترجمان أمانيكم والمُحامي عن مصالحكم ومنافعكم بكلِّ حريَّة وكلِّ شجاعة وكلِّ عناية مُضَحِيًّا النَّفْس في هذا السَّبيل وحسبي شرفًا أن أكون لوطني وأبنائه خادمًا
فإن شرَّفتُموني بثقتكم فلكُم عَلَيَّ عهد الله أن أُقدِّس مصالحكم وأوقِف نفْسي وجهدي على خدمتكم ولا أكون إلاَّ أنِّي قضيتُ فرضًا واجبًا
وَفَقَّنَا الله إلى سواء السَّبيل.
راجي سَيْقَلِي
مصر في 25 أُغُسطُس (آب) سنة 1908
 
راجي سَيْقَلِي، صاحب هذا المنشور، كان واحدًا من أعيان عكَّا، ونحن لا نعرف عنه الكثير، وممَّا نعلمه عنه أنَّه حصل، عام 1892، على إذن مِن السُّلطان عبد الحميد الثَّاني، بتصدير مِن 40 إلى 50 حصانًا عربيًّا أصيلاً، في وقت كان تصدير الخُيُول العربيَّة من الدولة العُثمانيَّة خلاله أمرًا صعبًا، إلى الولايات المتَّحدة الأميركيَّة، وعندما تأسَّست "الجمعيَّة الحميديَّة" ببيروت عام 1893، عُيِّنَ مُساعدًا لرئيسها، خليل سَرْكِيس، في حين عُيِّنَ نجيب سُرْسُق ونخلة بُسْتْرُس، أمِينَينِ لصندوقها.
راجي سَيْقَلِي لم يفُز بتلك الانتخابات، الفائز كان الشَّيخ أسعد توفيق الشُّقَيْرِي، وكان مِن سكَّان عكَّا.
 
الصَّحَفِي محمد عبَّاس يُناشِد سكَّان يركا دعمهم في الانتخابات لمجلس المبعُوثين العُثماني عام 1912
الرِّسالة التي أرسلها محمد عبَّاس، المُحرِّر في جريدة "الأحوال"، للشيخ حسين (خَضُّور) معدي مِن يِركا، يُناشِده بها دعمَه، ودعم سائر الدُّروز، للتَّصويت له في الانتخابات لمجلس المبعُوثين العُثماني عام 1912.
الرِّسالة أُرْسِلَت من ناحية تُونِل بحَيِّ غَلَطَه بمدينة استانبول (أي بالقُرب مِن نَفَق المِترو بذلك الحَيّ)، حيث كانت تتواجد شركة لصاحب الرِّسالة وآخرين (لا ندري ماذا كان نوع الشَّركة). حَيّ غَلَطَه "Galata"، يقع عند الشَّاطئ الشّمالي للقرن الذَّهبي (بالعُثمانيَّة: "ألتون بوينُوز"، أو "خليج"). واسمُهُ الحالي هو "كَراكُوْي" (KarakÖy)، أي "القرية السَّوداء".
كاتب الرِّسالة أراد أن تبقى رسالتُهُ سِرِّيَّة، ويُسْتَشَفُّ منها أنَّه كان لا يزال خائفًا مِن تشتيت شَمْل مجلس المبعُوثين على يد السُّلطان عبد الحميد الثَّاني عام 1877، وكذلك من عواقب الثَّورة المُضادَّة التي قام بها أنصار السُّلطان، والمعروفة باسم "وقعة 31 مارْت" (31 آذار) (بالعُثمانيَّة: أُوتُوز بير مارْت وقعه سِي) عام 1909 حسب التَّقويم العُثماني الرُّومِي، المُوافِق ﻠ 13 نيسان مِن نفس العام حسب التَّقويم الميلادي الغربي، كَرَدَّة فعل مِهم على إرغام السُّلطان على إعادة العمل بالدُّستُور، وتقليص صلاحيَّاتِهِ، خلال شهر تمُّوز عام 1908، على يد أعضاء "جمعيَّة الاتِّحاد والتَّرقِّي"، تلك الثَّورة المُضادَّة التي راح ضحيَّتها عدد كبير مِن أتباع تلك الجمعيَّة، وكذلك الأمير محمد أرسلان، مبعُوث الَّلاذقيَّة في مجلس المبعُوثين، خصوصًا وأنَّ الإدارة العُرْفِيَّة كانت قد أُعلِنَت لمدَّة سنتين في الدولة العُثمانيَّة بعد تلك الحادثة، وَوُضِعَت الصَّحافة وحريَّة التَّعبير عن الرَّأي تحت رقابة صارِمة. كاتب الرِّسالة أراد أيضا أن يُخفِي أمر نيَّتِهِ ترشيح نفسه لمجلس المبعُوثين عن الشَّيخ أسعد الشُّقَيْرِي، مُنافسه القوي عن قضاء عكَّا، وهو الرَّجُل الذي فاز في النِّهاية بالمبعُوثيَّة بتلك الانتخابات.
ولكن نظرًا لأنَّ الرِّسالة دُوِّنَت بعد عدد مِن السِّنين مِن خلع السُّلطان عبد الحميد الثَّاني، فإنَّ كاتبها كانت لديه الجُرأة الكافية كي ينعَتَهُ بأسوَأِ الصِّفات، ولا شكَّ في أنَّه ما كان يجرؤ على ذلك لو كان السُّلطان على لا يزال في الحكم ، ولكن، وبالرَّغم مِن ذلك وكما ذكرنا، فإنَّ كاتبها أراد أن تبقى رسالتُهُ سريَّة.  
 
فيما يلي نصّ الرِّسالة:
 
محمد عبَّاس وشركا سِي
غَلَطَه دَه تُونِل يانندَه جديد خانندَه
دار السَّعادة (أي استانبول)
23/10 كانون ثانٍ سنة 1912
(أي 23 كانون ثانٍ حسب التَّقويم اﻠﭽرﯧﭽوري (الغربي)، و 10 كانون ثانٍ حسب التَّقويم اليُولياني (الشَّرقي))
مكتوب سرِّي
 
حضرة الأخ المُكرَّم الشَّيخ حسين أفندي معدي أبو دوخي المُفَخَّم
 
أعرض بعد السلام والإكرام على أنَّ الأنواء (أي العواصِف البحريَّة) قد حالة (حَالَت) دون توجُّهي لطرفكم مع أنَّ بيليت الوابُور باليرمُو (أي تذكرة السَّفَر في السفينة البُخاريَّة ﭙﺎليرمُو) عندي مِن شهر حيث بلغني بأنَّ كثيرًا مِن البواخر غرقت فوجدت مِن المناسب الصَّبر قليلاً لحين هدوء فصل الأنواء قليلاً وسيكون ذلك بعد كم أسبوع (أي بعد عدد مِن الأسابيع) إن شاء الله ولا سيَّما فالأمر الذي سأعرضه لك سِرّا أصبح يجبرني على السفر لطرفكم .
لا بُدَّ يا أخي بأنَّه كان بلغكم من المرحوم والدنا عند إجراء انتخابات مبعُوث عكَّا من أربعة (أربع) سنوات بأنَّ كثيرًا مِن أصحابِهِ ومُريدينِي (مُرِيدِيَّ) شوَّقُوه لترشيحي مبعُوثًا وتقدَّم منهم نحو 300 حسب الأصول وطلبوا ذلك على أن لمَّا كتب لي المرحوم جاوبته بأنَّني لا أقبل ذلك لأنَّني كنت خائفًا كغيري من بطش السُّلطان عبد الحميد الخليع لأنَّه في عام 93  كان شتَّت شمل المبعُوثان ولعبت بهم أيدي سَبَأ (يقصد عام 1877، حينما حلّ السُّلطان عبد الحميد الثَّاني مجلس المبعُوثين، وشَتَّتَ شمل أعضائِه) ولذلك قلت للمرحوم بأن لا يتحرَّك لأجلي بهذه المرَّة وكاد يتمّ حذرُنا (في 31 مَارْت) الشهيرة من ثلاثة (ثلاث) سنوات حيث كاد يبطش بشائر المبعُوثين لولا أن كان الوقت باكر ولم يحضرون (يحضروا) للمجلس بعد ما عدا الأمير محمد أرسلان وناظم باشا فأماتهم عبد الحميد شَرَّ موتَة (مِيْتَة) مع ذلك حيث قد طَوَت سَلْمَى هذه المخاوف وخُلِعَ الشيطانُ الرَّجيمُ عن العرش وقد انفضَّ بهذا الأسبوع مجلس النُّوَّاب وأمرت الحكومة بإجراء الانتخابات مِن جديد وحيث أنَّ قُرَّاء رسائلي السِّياسيَّة  في جريدة الأحوال ما برحوا يكتبون لي رأسًا ويقولون لأصحاب الأحوال فيشوِّقونني على أن أكون مبعُوثًا عن عكَّا بهذه المرَّة ولا سيَّما فعندما كنتُ بالنَّاصرة كثيرًا من المسلمين وخصوصًا المسيحيين كآل الفاهُوم والأسعد وَعَدُوني بأن يجمعون (يجمعوا) لي أصوات قضاء النَّاصرة وهكذا كان مِن بعض الأصحاب كَحَنَّا أفندي منصور وآلِهِ فوَعَدُوني وهكذا سائر الكاثُوليك وزوات (ذَوَات) المسيحيين وخُصُوم أسعد أفندي شقير في كل مكان رَغَّبُوني بذلك فعليه قد كتبت لهم عُمومًا أُذَكِّرُهُم بوعُودهم وعليه فستكون تدابير جريدة الأحوال لدى الرُّؤساء الرُّوحيين مِن جهة وتدابير خُصُوم المُومَى إليه مِن جهة وتدابير كِبار الإسرائيليين (أي اليهود) الذين وَعَدُوني ويفضِّلُوني الجميع على مبعُوث مسيحي أو إسرائيلي (أي يهودي) منهم مع كوني مُسلمًا لعلمهم بأنَّني لا أُفَرِّقُ بالدِّين والجنس وأُحِب دِين أبناء غير دِيني كما أُحِب نفسي وسأكون لهم مبعُوثًا ووكيلاً مجَّانيًّا بالآستانة (أي استانبول) فالأمل معقود على أنَّني سأكسب الأصوات بالنَّاصرة وحيفا وصفد وطبريَّا وشفاعمرو حيث اتَّخذتُ تدابير قويَّة وواسعة فلذلك عليكُم أنتُم بإخواننا الدُّروز فحالاً توجَّهوا إلى عند الشَّيخ طريف والشِّيخ صالح أفندي اليُوسف إخواننا مع سْعيد أفندي مرزوق معدي أو مع مَن يلزم وداوِلُوهُم سِرًّا حيث وقت جمع الأصوات يكونوا حاضِرين بقضاء عكَّا كل الدُّروز مِن جهتي وخذ (كلمة غير مفهومة) صهرنا محمد أفندي (العفيفي ؟). أفندم.
محمد عبَّاس
 
حاشية أوَّلُها على اليسار، في أعلى الرِّسالة، وتتِمتُها في هامِشِها الأيمن:
تحاكيت أنا والشَّيخ أسعد أفندي شقير على أنَّ عكَّا لها حقّ بمبعُوثَيْن لأنَّ النَّاصرة رجعت لنا وقال لي انتخب نفسك مبعُوث ثاني فقلتُ له نعم بالباطِن وأنا أُريد المبعُوثيَّة ولو كان لنا حقّ بواحد لأنَّ الحقّ بإثنين مشكوك فتظاهروا أنتم بذلك واعملوا على كلّ حال لقضاء حاجاتِكُم استعينُوا على صاحبنا حبيب أفندي حَوَّا ويوسف حَوَّا والخَوَاجَة سليم لكي يُنَيِّمُون (يُنَيِّمُوا) الرُّوم ويقفوهُم مِن جهتي لأنَّني سأدفع 50 ليرة للطَّوائف كل عام.
صحيفة "ألأحوال" التي يذكُرُها كاتب الرِّسالة، كانت تصدُرُ في بيروت، صاحبُها كان خليل البدوي، وأوَّل عدد منها صدر عام 1891، على صفحاتِها كانت تُنشَر مقالات جريئة في نقد السُّلطة العُثمانيَّة، وبسبب ذلك كثيرًا ما كانت تتعرَّض للمُضايقات وللمُحاكمات مِن قِبَل تلك السُّلطة، وكانت تُنادي بالمساواة والحرِّيَّة والإخاء لجميع رعايا الدولة العُثمانيَّة، وكانت أولَى الصُّحف العربيَّة لتي بشَّرت بالدُّستُور العُثماني، ومن بين الذين كانوا ينشرون مقالاتٍ بها، إلى جانب محمد عبَّاس، كاتب الرِّسالة، نذكر خليل مطران وابراهيم الخوري وقيصَر بُوبز وسليم العقَّاد وأمين الحلبي وسعيد فاضل عقل، وكانت إحدى الصُّحف العربيَّة الرَّائجة جدًّا. باعها صاحبها عام 1910 إلى قيصَر بُوبز وشركاه، وتوقَّفت عن الصُّدُور بتاريخ 10.9.2012.  
محمد عبَّاس لم يفُز بتلك الانتخابات، الفائز كان، هذه المرَّة أيضا، كان الشَّيخ أسعد توفيق الشُّقَيْرِي.

الشَّيخ أسعد الشُّقَيْرِي، مبعُوث قضاء عكَّا بمجلس المبعُوثين
الشَّيخ أسعد الشُّقَيْرِي كان مِن مواليد عكَّا عام 1860، وبها تُوُفِّي ودُفِن عام 1940. خِرِّيج الأزهر، هناك درس على السيِّد جمال الدِّين الأفغاني والشَّيخ محمد عبدُه. في بداية حياتِهِ العمليَّة، بعد تخرُّجه مِن الأزهر، تعيَّن قاضيًا في المحكمة الشَّرعيَّة الإسلاميَّة بشفاعمرو، ثمَّ قاضي تحقيق بمدينة الَّلاذقيَّة بسوريا، ثمَّ أحد أُمَنَاء مكتبة السُّلطان عبد الحميد الثَّاني بإستانبول، ثمَّ رئيسًا لمحكمة الاستئناف الإسلاميَّة الشَّرعيَّة بمدينة أَضَنَه بتركيَّا. بهذه المدينة تَعَرَّف على سيِّدة تركيَّة وتزوَّجها، وأنجبت له ثلاثة أبناء، أحدُهُم كان ابنُهُ أنور، الذي مات قتلاً عام 1936، خلال فترة الانتداب البريطاني. في استانبول تَعَرَّف على سيِّدة تركيَّة أخرى وتزوَّجها، وهذه أنجبت له ابنه أحمد، الذي درس الحقُوق، وزاوَلَ مهنة المُحاماة بعكَّا، ثمَّ أصبح، فيما بعد، أوَّل رئيس لمنظَّمة التَّحرير الفلسطينيَّة. الشَّيخ أسعد الشُّقَيْرِي تعرَّف بتركيَّا على عدد مِن زعماء الإصلاح العرب، وعلى رأسهم كان عبد الحميد الزَّهراوي، الذي شَنَقَهُ أحمد جمال باشا السَّفاح، خلال أحداث الثَّورة العربيَّة الكُبرى، مع عدد من الأحرار العرب، بتاريخ 16.6.1916، بساحة المَرْجَة بدمشق. وبسبب فعاليَّتِهِ السِّياسيَّة تلك أبعَدَهُ السُّلطان عبد الحميد الثاني إلى جنوب لبنان، ولكنَّه أفرَجَ عنه بعد أن تبنَّى السُّلطان عبد الحميد الثاني الدُّستُور مِن جديد، فعاد إلى عكَّا.

في عام 1908 انتُخِبَ مبعُوثًا عن عكَّا بمجلس المبعُوثين العُثماني، ثمَّ انتُخِبَ لنفْس المجلس، مِن جديد، عام 1912. كانت له علاقات وطيدة مع زُعماء جمعيَّة الاتِّحاد والتَّرقِّي، خصوصًا مع الباشوات الأتراك الثَّلاثة، طلعَت باشا وأنور باشا وجمال باشا السَّفَّاح، الذين كان لهم دور كبير في إدخال الدولة العُثمانيَّة إلى جانب ألمانيا في الحرب العالميَّة الأولى، وبالتَّالي في هزيمتها وتقطيع أوصالها، في أعقاب تلك الحرب. وكانت له علاقة صداقة مع مصطفى كمال أتاتُورْك ايضا. خلال الحرب العالميَّة الأولى عيَّنَهُ جمال باشا السَّفَّاح مُفتِيًا للجيش العُثماني الرَّابع، وخلال طيلة تلك الفترة كانت له علاقات صداقة حميمة مع السَّفَّاح، وبسبب ذلك كثيرون اتَّهمُوه بالتَّعاوُن معه في إعدام مَن أعدمهم السَّفَّاح، من المُفكِّرين والقوميِّين والأحرار العرب، خلال معارك الحرب العالميَّة الأولى، بِعَالِيْه وبدمشق، وبغيرهما مِن الأماكن، ويُذكَر أن الشَّيخ كان ينفي تلك التُّهم بشِدَّة. الشَّيخ أسعد كان مِن أَلَدِّ أعداء فكرة القوميَّة العربيَّة، ومِن فكرة تخلُّص العرب مِن النِّير العُثمانِي، وكان، خصوصًا قَبْل هزيمة الدولة العُثمانيَّة في الحرب العالميَّة الأولى، وقَبْل انهيارِها في أعقاب تلك الحرب، يكتب ويخطب ويقول أن مصلحة العرب تقتضِي أن يبقَوا تحت الحُكم العُثماني.

كان يغار كثيرًا مِن الأمير شكيب أرسلان، بسبب المكانة السَّامِية التي حَظِيَ بها الأمير لدى كبار شخصيَّات التُّرك والعرب على حدٍّ سواء، وكان يكرهُهُ كراهية شديدة، وعند الحديث معُه غالِبًا ما كان يُبْطِن غيرَ ما يُظْهِر، وخلال أحداث الثَّورة العربيَّة الكُبرى كثيرًا ما كان يَشِي بالأمير لدى السَّفَّاح، وكثيرًا ما كان يسعى ويُحاول جاهدًا أن يُفْشِل مساعي الأمير في إصدار القرارات بالعفو عن القوميِّين العرب الذين اتَّخذ السَّفَّاح القرارات بشنقهم، وكثيرون مِن هؤلاء الذين عُفِيَ عنهم في نهاية الأمر تُوُفُّوا وهم يذكرون فضل الأمير عليهم في إصدار قرارات العَفْو بشأنهم. نتيجة لتلك المساعي البائسة ولتلك الوِشايات الرَّخيصة ضدَّ الأمير شكيب، وصل الأمر بالسَّفَّاح إلى أن يُفَكِّر جدِّيًا بالفتك بِهِ، وذلك بالرَّغم من إخلاص الأمير للدولة العُثمانيَّة، وبالرَّغم مِن تفانيه في دعم القضايا الإسلاميَّة، ومِن علاقاته الأخويَّة الوطيدة مع المئات من الشَّخصيَّات العُثمانيَّة والعربيَّة والإسلاميَّة البارزة بشكل عام. وكاد السَّفَّاح مرَّة أن يفتك فعلاً بالأمير شكيب، لولا أن لَوَّح له الأمير بالدُّروز لِدَرْءِ العدوان عنه. وبعد أن انهزم الجيش العُثماني الرَّابع، بقيادة السَّفَّاح، أَمام قوَّات الحُلفاء بفلسطين وسوريا ولبنان، وبعد أن رجع السَّفَّاح فاشلاً إلى استانبول، حيث كان الأمير شكيب موجودًا بحُكم كَوْنِهِ مبعُوثًا عن حُوران، وبعد أن لَجَأَ بعد الحرب إلى هناك أيضا الشَّيخ أسعد الشُّقَيْرِي، كثيرًا ما كان الشَّيخ أسعد يُحاول أن يستلطِف الأمير وأن يتقرَّب منه، نِفاقًا له، وكثيرًا ما كان يسعى، عَبَثًا بالطبع، أن يُصلح ذات البَيْن بينه وبين السَّفَّاح. هذه الحقائق الجارحة وهذه القضايا الفاضِحة، وكثير غيرها، دوَّنَهَا الأمير شكيب ونَشَرَها في كتابه "سيرة ذاتيَّة".
وبعد أن قضى الشَّيخ أسعد الشُّقَيْرِي، بعد الحرب العالميَّة الأولى، عددًا مِن الأشهر بتركيَّا عاد إلى فلسطين، فاعتقلته سلطات الانتداب البريطاني ونَفَتْهُ إلى مصر، ولم تسمح له بالعودة إلى البلاد إلاَّ عام 1921، وفرضت عليه، بعد أن رجع، أن يُثبت وجوده يوميًا في دائرة الشُّرطة، وبقي الأمر كذلك إلى أن أُلغِي الحكم العسكري البريطاني، وحلَّ محلَّه الحكم المدني.
ولمَّا ترأَّس الحاج أمين الحُسيني المجلس الإسلامي الفلسطيني الأعلى لم يكترث بالشَّيخ أسعد الشُّقَيْرِي، ولم يخصِّص له المكانة التي كان الشَّيخ أسعد يتمنَّاها، ولذا قام الشَّيخ ضدَّه، وأصبح مِن أشدِّ المُناوئين له في البلاد بشكل عام، وفي الجليل بشكل خاص. وكان له دور كبير في تأسيس حزب "الأحرار" الفلسطيني المُعارض لخطِّ الحاج أمين الحُسيني، وعندما عُقِدَ المؤتمر الإسلامي العام برئاسة الحاج أمين، نَظَّم الشَّيخ أسعد الشُّقَيْرِي، مع عدد مِن المُعارِضين للحاج أمين مؤتمرًا آخر، وجعل موعد انعقادِهِ في نفس موعد المؤتمر الإسلامي العام. ونتيجة للخلافات التي حصلت بينه وبين الحاج أمين وأنصارِهِ، اغتِيل ابنُهُ أنور عام 1936، ولم يُعمّر الشَّيخ أسعد طويلاً بعد هذه الحادثة، فًتُوُفِّيَ في شباط عام 1940، ودُفِنَ كما ذكرنا، في عكَّا.


مِن سكَّان يِركا لمجلس المبعُوثين عام 1912
قائمة بأسماء الأشخاص الذين كان يحق لهم الأقتراع 
مِن سكَّان يِركا في الانتخابات لمجلس المبعُوثين عام 1912:
فيما يلي أسماء الأشخاص الذين كان يحِقُّ لهُم الاشتراك مِن سكَّان يِركا في الانتخابات لمجلس المبعُوثين عام 1912:
عدد الأصوات: 208 (مجموع الأسماء حسب القائمة هو 209، ولكن إسم "أسعد رمال" ذُكِرَ مرَّتين، رقم 96 ورقم 117، وبناءًا على ذلك يكون عدد الأصوات 208، وليس 209).
يِركا قرية سِي
1.    قاسم معدي
2.    ابنه محمد (الشَّيخ محمد معدي المعروف، شيخ القرية في حينه وباني خلوة الرُّغَب)
3.    ابنه يوسف
4.    قاسم معدي
5.    سليمان معدي
6.    قاسم حَنْتُوش (ينتمي إلى عائلة أبو ريش)
7.    حسن ملاَّ (كان في حينه مُختارًا للقرية)
8.    قاسم ملاَّ
9.    سليمان ملاَّ
10. سرحان أبو يوسف
11. أسعد كْرَيِّم (كْرَيِّم هو الاسم القديم الأصلي لعائلة "أبو دولة"، وهي تنتمِي إلى عائلة "المعِيصِي" أو إلى "المَعَايْصَة"، التي إليها ينتمِي الشَّيخ علي الفارس رضي الله عنه. إلى هذه العائلة تنتمِي العائلات التَّالية:
    "أبودولة"، "كحلُول"، "جَمَّال")
12.                      سليمان كْرَيِّم
13.                      قاسم كْرَيِّم
14.                      عبدالله أبو زِيَّان (الإسم الحالي لهذه العائلة هو "زِيَّان")
15.                      محمد أبو فريجي (أو "أبو فرَّاج"، الاسم القديم الأصلي لعائلة "عبد")
16.                      أخوه حسين
17.                      يوسف سليمان أبو فريجي
18.                      صالح اشريشه (الإسم الحالي لهذه العائلة هو "حَمدان")
19.                      سليمان شفاعمري
20.                      صالح شفاعمري
21.                      يوسف رافع (ينتمي إلى عائلة أبو طريف)
22.                      أخوه صالح
23.                      صالح رافع
24.                      سليمان رافع
25.                      سرحان رافع
26.                      أخوه رافع
27.                      يوسف نصر الدِّين
28.                      محمد نصر الدِّين
29.                      سليمان سعد نصر الدِّين
30.                      إسماعيل سليمان خطَّار
31.                      أخوه سلمان
32.                      سعد شيشِي ("شيشِي" بمعنى "شيخ شباب"، ينتمي إلى عائلة عبَّاس معدي)
33.                      سليمان كليب ("كليب " الاسم الأصلي القديم لعائلة "شُوفاني")
34.                      أخوه رشراش
35.                      سلمان حسن العلي
36.                      محمد صالح ندَّاف (عائلة "ندَّاف" غير موجودة حاليًّا في يِركا)
37.                      يوسف كنعان
38.                      محمد شفاعمري
39.                      محمد يوسف كنعان
40.                      أخوه حسن
41.                      نايف محمد كنعان
42.                      سعد نقشة (عائلة "نقشة" وعائلة خرباوي من أصل واحد، حاليَّا لا تتواجد في القرية عائلة بهذا الإسم)
43.                      سليمان نقشة (كان يُعرف في حينه أيضا بالاسم "جْعيص"، بسبب هيبته وعينيه الزرقاوين الجميلتين)
44.                      علي ملاَّ
45.                      ابنه حسن
46.                      صالح علي صالح حَلَب (عائلة "حَلَب" تُعرف حاليًّا بالاسم "حلبي")
47.                      أخوه أسعد
48.                      يوسف محمد حَلَب
49.                      ملحم حسين زغيَّر (كان يُعرف أيضا بالاسم "ملحم العَبُّود")
50.                      سليمان أبو عيسى
51.                      سلمان أبو عيسى
52.                      سلمان كحلُول (هذه العائلة تنتمِي إلى عائلة "المعِيصِي" أو إلى "المَعَايْصَة"، التي إليها ينتمِي الشَّيخ علي الفارس رضي الله عنه)
53.                      إبنه يوسف
54.                      أخوه سلمان
55.                      سعد خطيب (ألاسم القديم الأصلي لهذه العائلة، ولعائلة "شَلّه"، هو "الأشقر"، وإليها ينتمي الشَّيخ أبو ماضي حسن الأشقر، الموجود ضريحُهُ بداخل الخلوة)
56.                      صالح سرحان
57.                      أخوه شحاده (؟)
58.                      حمد سرحان (ينتمي إلى عائلة صالح)
59.                      صالح حسين بركات
60.                      قاسم المرمِّد ("المرمِّد" هو الاسم القديم الأصلي لعائلة "أبو حمدة"، وأصل العائلة من قرية المَكْر)
61.                      إبنه سلمان
62.                      يوسف مرمِّد
63.                      إبنه سليمان
64.                      محمد كْرَيِّم
65.                      محمد تَغَت
66.                      أسعد يوسف حمدان (ينتمي إلى عائلة "حمُّود")
67.                      حمزة سعد العلي
68.                      أسعد عبدالله حسين
69.                      محمد سليمان احبيش
70.                      صالح شوَّاح
71.                      إبنه سلمان
72.                      سليمان شوَّاح (وهو الشَّيخ المعروف باللقب "الشَّيخ أبو حمزة"، من كبار مشايخ القرية، اُطلِقَ عليه لقب السِّيادة، وضريحُهُ موجود في الخلوة)
73.                      سليمان ثابت شوَّاح
74.                      شحاده أبو ريش (كان يُعْرَف أيضا بالاسم "شحادة الدَّرْوَش)
75.                      حسن بركات
76.                      يوسف بركات
77.                      يوسف سلامة شحاده
78.                      أخوه حسن
79.                      أخوه أسعد
80.                      أخوه علي
81.                      أحمد أبو عبلا (ينتمِي إلى عائلة حبيش)
82.                      أسعد صالح قويقس (كان مُختارًا للقرية)
83.                      أخوه عَقْل (خدم في العسكريَّة العثمانيَّة بمدينة استانبول)
84.                      حسين يوسف حَلَب
85.                      سليمان عويضة
86.                      سلمان تَغَت
87.                      يوسف علي احبيش
88.                      سعيد أبو ريش
89.                      إبنه صالح
90.                      سلمان أبو ريش
91.                      أخوه ملحم
92.                      فارس أبو ريش
93.                      سرحان أبو ريش
94.                      علي سلمان رمَّال (وقع خطأ في اسم الأب، إذ يجب أن يكون "سليمان"، وليس "سلمان"، خدم في العسكريَّة العثمانيَّة بجزيرة كريت. عائلة "رمال"، وكذلك العائلات أبو معروف، وبَزْبَز، وخزنة، وأمُّون،                             تنتمِي أصلاً إلى عائلة "الدِّرّ"، التي هاجرت إلى يِركا من قرية الحارثيَّة بمرج ابن عامر في القرن الثَّامن عشر)
95.                      أخوه سرحان (سرحان سليمان رمال)
96.                      أخوه أسعد (أسعد سليمان رمال، كان يُعرف أيضا ب "السَّرْكَس"، أي "الشَّركَس"، أو الشَّركَسِي"، لجمال عينيه ووقاره. إسم "السَّرْكَس" لا يزال دارجًا حتَّى اليوم، وهو لا يزال يُطلق على أحفاده)
97.                      أخوه ملحم (ملحم سليمان رمال)
98.                      سليمان سلامة شحاده
99.                      علي سلمان بركات
100.                 أخوه سليمان
101.                 سلمان ملحم خير
102.                 سلمان كنعان
103.                 صالح سلمان معدي
104.                 سرحان سلمان معدي
105.                 خليل ضاهر (ظاهر) (أصل العائلة من قرية المَكْر)
106.                 محمد دبدوب
107.                 صالح زيدان
108.                 أخوه يوسف
109.                 أخوه قاسم
110.                 سعيد صعب (أصل العائلة من قرية أبو سنان)
111.                 زيدان سليمان (ينتمِي إلى عائلة "أبو يوسف"، التي كانت تُعرف بالاسم "مخِيمِر")
112.                 إبنه سلمان
113.                 سليمان قويقس
114.                 أخوه علي
115.                 يوسف طْرْاد (ينتمِي إلى عائلة حبيش)
116.                 ابنه قاسم
117.                 أسعد رمال (وَرَدَ اسمُهُ سابقًا، رقم 96)
118.                 سْعيد النَّو (ينتمِي إلى عائلة رمال)
119.                 محمد كُوشِي (هذه العائلة غير متواجدة حاليًّا في يِركا، آخر أبنائها هاجر إلى قرية عسفيا، وأحفاده يحملون هناك حاليًّا الاسم "عَطْشِه"، إسمًا للعائلة. مِن بين آخر مَن عاش مِن بين أبنائها في يِركا نذكر                             الشَّيخ "طَحْبُوش شحيبِر كُوشِي"، وقد تُوُفِّي ودُفِن في يِركا)
120.                 أخوه سليمان
121.                 سلمان ندَّاف (عائلة "ندَّاف" غير موجودة حاليًّا في يِركا)
122.                 سلمان حسن حسين
123.                 إبنه حسن حسين
124.                 سلمان زيدان (ينتمِي إلى عائلة أبو يوسف، التي كانت تُعرف بالاسم "مخِيمِر")
125.                 سليمان سعيد زيدان (ينتمِي إلى عائلة أبو يوسف، التي كانت تُعرف بالاسم "مخِيمِر")
126.                 حسن سعد شلِّي (ألاسم القديم الأصلي لهذه العائلة، ولعائلة "خطيب" أيضا، هو "الأشقر"، وإليها ينتمي الشَّيخ أبو ماضي حسن الأشقر، الموجود ضريحُهُ بداخل الخلوة)
127.                 إبنه سرحان
128.                 حسن علي شلِّي
129.                 أخوه محمد
130.                 محمد سلمان بَزْبَز (عائلة "بَزْبَز" تنتمِي إلى عائلة "الدِّر"، التي هاجرت إلى يِركا من قرية الحارثيَّة)
131.                 سلمان غضبان
132.                 ابنه حسين
133.                 ابنه سرحان
134.                 ملحم يوسف الغضبان
135.                 سليمان صعب
136.                 صالع شاهين (ينتمِي إلى عائلة عطالله)
137.                 شحاده خرباوي (الإسم "خرباوي" نسبة لخربة مِبلِه أو مِبلِي، الواقعة إلى الشَّرق من يِركا، والتي منها أتى جدّ العائلة إلى يركا وسكن بها. عدد من أفراد العائلة هاجروا  في حينه إلى جُولس، وهناك                                  يحملون الإسمين "أبو نجم" و "خرباوي")
138.                 يوسف خير الدِّين
139.                 أخوه أسعد
140.                 علي ملاَّ
141.                 علي عطالله
142.                 إبنه يوسف
143.                 إبنه ملحم
144.                 سلمان عطالله
145.                 سلمان أسعد عطالله
146.                 أخوه سرحان
147.                 زيدان الوَسْط (هذه العائلة غير موجودة حاليُّا في يِركا، ولكنّ اسم "الوَسْط" لا يزال محفوظًا في قطعة أرض بطرف القرية يُطلق عليها اسم "مراح الوَسْط")
148.                 عبدالله شْلُوف (هذه العائلة غير موجودة حاليُّا في يِركا)
149.                 حمود حنبوط (؟)
150.                 ملحم معدي
151.                 أخوه سلمان
152.                 سرحان ملاَّ
153.                 مهنا ملاَّ
154.                 سليمان حمزة
155.                 علي زغيَّر (كان يُعرف أيضا بالاسمين: "علي حمادة زغيَّر"، أو "علي حمادة"، وهنالك غدير ماء بمجرى وادي المجنونة، إلى الشمال من يِركا، لا يزال يحمل اسمه "غدير علي حمادة")
156.                 حسين حنبوط
157.                 أخوه صالح
158.                 سليمان شفاعمري
159.                 سلامي شفاعمري
160.                 قاسم بركات
161.                 سليمان طبرى (طَبَرَه) (هذه العائلة غير موجودة حاليَّا في يِركا)
162.                 سعيد الدِّرب (نعتقد أن خطأ حصل في كتابة اسم العائلة، إذ ربَّما كان يجب أن يكون: "الدِّر"، وليس "الدِّرب")
163.                 إبنه علي
164.                 بركات خرباوي
165.                 حسين معدي (كان يُعرف أيضا بالإسم "خَضُّور"، وهو جدّ الشيخ المرحوم جبر داهش معدي)
166.                 سليمان معدي
167.                 إبنه أحمد
168.                 أسعد معدي
169.                 علي سْعيد محمد أمُّون
170.                 حسين ملحم شفاعمري
171.                 أخوه سعيد
172.                 صالح يوسف خير (؟)
173.                 محمد يوسف ملاَّ
174.                 قاسم محمد ملاَّ
175.                 أخوه مبدَّا
176.                 حسين يوسف ملاَّ
177.                 حمُّود ذيب (هذه العائلة غير موجودة حاليَّا في يِركا)
178.                 صالح نقشة (ينتمِي إلى عائلة خِرباوي)
179.                 سْعيد مرزوق معدي (كان مُختارًا للقرية، وهو أبن الشَّيخ مرزوق معدي، مختار القرية في حينه، وصديق الأمير شكيب أرسلان)
180.                 معدي سْعيد معدي
181.                 صالح سلمان محمد
182.                 محمد العَنَزِي (عائلة "العَنَزِي" تحمل حاليَّا الإسم "غْبِيش"، أصل العائلة من شفاعمرو)
183.                 حسن اشْريشِه
184.                 فرهود محمد
185.                 قاسم صبَّاح (ينتمِي إلى عائلة كنعان)
186.                 أحمد صالح قَزِّيْنِي (هذه العائلة هاجرت إلى جبل الدُّروز)
187.                 إبنه سلمان
188.                 قاسم حسن لحسين (الحسين)
189.                 أسعد أحمد أبو يوسف
190.                 حمزة طريف رافع (ينتمِي إلى عائلة أبو طريف)
191.                 أسعد سلمان أبو عيسى
192.                 يوسف سرحان حسن
193.                 محمد حمُّود سلمان (ينتمِي إلى عائلة حمُّود)
194.                 نجيب يوسف سلمان (ينتمِي إلى عائلة حمُّود)
195.                 يوسف صالح احبيش
196.                 يوسف مرزوق الغَزَال (أصله من قرية أبو سنان، من عائلة "مرزوق"، وهو من أوائل المُعلِّمين في القرية، مئات من الصِّبيان تتلمذوا على يده في حينه، كان يُعلِّم أصول الحساب والقراءة والكتابة، وكان                           يُطلَق عليه لقب "الخطيب"، أختُهُ تزوَّجت في يِركا مِن الشَّيخ قاسم جَمَّال "قاسم الدَّحْرُوج")
197.                 سليمان محمد أبو عبلا (ينتمِي إلى عائلة حبيش)
198.                 يوسف سلمان رمال (وقع خطأ في اسم الأب، إذ يجب أن يكون "سليمان"، وليس "سلمان"، كان يُعرف أيضا بالإسم "نُوْفَل")
199.                 فرحات زيدان
200.                 سلمان قاسم بْصِيص (ينتمِي إلى عائلة حبيش، العائلة هاجرت إلى دالية الكرمل)
201.                 أسعد سلمان معدي
202.                 حمادي يوسف طْراد (ينتمِي إلى عائلة حبيش)
203.                 سليمان سليمان ندَّاف (هذه العائلة غير موجودة حاليًّا في يِركا)
204.                 أسعد صالح صعب
205.                 يوسف سعيد الدِّر
206.                 أسعد يوسف شفاعمري
207.                 سليمان يوسف خير
208.                 مرعي حمُّود دِيد
209.                 صالح عبدالله خطَّار
 
في أسفل هذه القائمة كُتِبَ ما يلي:
 
إعلان
 
بمُقتضى تصحيح الدّفاتر الأساسيَّة المُختصَّة بانتخاب المبعُوثان تبيَّن أن مُنتخبين (مُنتخِبي) الدرجة الأولى هم الأشخاص المُحرَّرة أسماهم (أسماؤهم) جانبه وأعلاه وبمقتضى أحكام المادَّة 13 من قانون انتخاب المبعُوثان (كلمات غير مفهومة) الولاية الجليلة الوارد بتاريخ 26 (إسم الشهر غير واضح) سنة 327 (أي 1327 هجريَّة) عطفًا على الأمر السَّامي سيبقى هذا الدفتر مُعلَّقًا بظرف مدَّة ثمانية أيام على أن مَن كان له اعتراض قانوني يُقدِّم لهيئة التَّفتيش في دائرة بلديَّة عكَّا مضبطة أربعة أيام اعتبارًا من تاريخ تعليق هذا الدفتر. 17 مارت (آذار) 328 (أي سنة 1328 هجريَّة).
 
ختم
عكَّا قضا سِي
انتخاب مبعُوثان
هيئة تفتيشه
سِي
(لجنة التفتيش والمُراقبة غلى الانتخابات لمجلس المبعُوثين بقضاء عكَّا)
 
مُلْحَق
القانون الأساسي العُثماني
24.12.1876 م
في هيئة المبعوثان
المادَّة الخامسة والسِّتون: إنّ مقدار أعضاء هيئة المبعوثان يترتب باعتبار نفر واحد لكل خمسين ألفاً من ذكور التّبعة العُثمانية.
المادَّة السَّادسة والسِّتون: أمر الانتخاب مؤسَّس على قاعدة الرَّأي الخفي وصورة إجرائه ستُعَيَّن بقانون مخصوص.
المادَّة السَّابعة والسِّتون: لا يمكن أن يجتمع بعهدة ذات واحدة عضوية هيئة المبعُوثان ومأمورية الحكومة معاً، وإنما تجوز العضوية لمَن يُنْتَخَب من الوُكلاء. وإذا انتُخِبَ لعضوية المبعُوثان واحد من المأمورين فله الخيار في قبولها أو رفضها ولكن إذا قَبِلَهَا ينفصل عن مأموريَّته.
المادَّة الثَّامنة والسِّتون: إنّ الذين لا يجوز انتخابهم لهيئة المبعُوثان هم:
أولاً: الذين ليسوا من تبعة الدولة العليَّة.
ثانياً: الحائزون مؤقَّتًا بموجب النظام المخصوص امتياز الخدمة الأجنبيَّة.
ثالثاً: الذين لا يعرفون الُّلغة التُّركيَّة.
رابعاً: الذين لم يُكمِلوا سنَّ الثَّلاثين.
خامساً: مَن كان في خدمة أحد حين الانتخاب.
سادساً: من كان محكومًا عليه بالإفلاس ولم يعُدِ اعتبارُهُ.
سابعاً: من اشتهر بسوء الأحوال.
ثامناً: من حكم عليه بالحجز ولم يتمكَّن من رفعه.
تاسعاً: السَّاقط من الحقوق المدنيَّة.
عاشراً: المُدَّعُون التَّابعيَّة الأجنبيَّة.
فهؤلاء لا يمكن أن يكونوا أعضاء في هيئة المبعُوثان. ويشترط في الانتخابات التي تُجْرَى بعد أربع سنين على مَن يلزم أن يكون مبعُوثاً أن يقرأ اللغة التُّركيَّة وأن يكتب بها أيضاً على قدر الإمكان.
المادَّة التَّاسعة والسِّتون: إن انتخاب المبعُوثان العُمومي يجري مرَّة واحدة في كل أربع سنين، ومدة مأمورية كل مبعُوث عبارة عنها. ويجوز تكرار انتخابه.
المادَّة السَّبعون: يبتدأ بانتخاب مجلس المبعُوثان العُمومي من مدة لا أقل من أربعة أشهر قبل تشرين الثَّاني، الذي هو مبدأ اجتماع الهيئة.
المادَّة الحادية والسَّبعون: كل عضو من هيئة المجلس لا يُعتبر وكيلاً عن الدَّائرة التي انتخبته وإنما يكون في حكم وكيل عُموم العُثمانيين.
المادَّة الثَّانية والسَّبعون: المُنْتَخِبُون يلتزمون بانتخاب النائب من أهالي دائرة الولاية المنسوبين إليها.
المادَّة الثَّالثة والسَّبعون: إذا فُسِخَت هيئة المبعُوثان وتفرَّقت بالإرادة السَّنِيَّة يبتدأ بانتخاب عُموم المجلس مجدَّدًا على وجه أن يجتمعوا في مدة لا تتجاوز ستة أشهر بعد الفسخ.
المادَّة الرَّابعة والسَّبعون: إذا مات أحد أعضاء هيئة المبعُوثان، أو وقع في أحد الأسباب المشروعة أو لم يداوم على المجلس مدة طويلة، أو استعفى، أو سقط من الاعضاوية لمحكوميَّة، أو لقبوله مأموريَّة، فيُنْتَخَبُ لمحلِّه خلافُهُ حسب الأصول بحيث يلحق الاجتماع الآتي.
المادَّة الخامسة والسَّبعون: إن الأعضاء الذين يُنْتَخَبُون كي يحلُّوا في مقام الأعضاء المُنْحَلِّين من العضوية تكون مأموريتُهُم حتى الانتخاب العُمومي الآتي.
المادَّة السَّادسة والسَّبعون: يُعْطَى من الخزينة عشرون ألف قرش لكل من المبعُوثان عن كل اجتماع سنوي، ويُعْطَى له كذلك مصاريف الذِّهاب والإياب حُكْم المأمور الذي يكون معاشُه خمسة آلاف قرش شهريًّا توفيقاً لنظام مأموري الملكيَّة.
المادَّة السَّابعة والسَّبعون: يُنْتَخَب من طرف الهيئة ثلاثة أنفار لرئاسة هيئة المبعُوثان وثلاثة أنفار لكل من الرئاسة الثَّانية والثَّالثة، مجموع ذلك تسع ذوات، فيُعْرَضُوا على الحضرة السُّلطانية فيترجَّح أحدُهُم بالإرادة السَّنِيَّة السُّلطانية للرئاسة، واثنان منهم كذلك لوكالَتَيِ الرئاسة، وتُجْرَى مأموريتهم.
المادَّة الثَّامنة والسَّبعون: مذكَّرات هيئة المعُوثان تكون علانية، ولكن إذا وقع التكليف من جانب الوكلاء، أو من طرف خمس عشرة ذاتاً من هيئة المعُوثان، على أن تكون المذاكَّرات خفيَّة على إحدى المواد المهمة، فيُخْلَى محلُّ هيئة الاجتماع من الحاضرين فيه دون الأعضاء، وتتراجع حينئذ الآراء في ردِّ هذا التكليف أو قبوله.
المادَّة التَّاسعة والسَّبعون: لا يُحَاكَمُ أحد الأعضاء، أو يوقف في مدَّة اجتماع هيئة المبعُوثان، ما لم يُعْطَ قرارٌ من الهيئة بأكثريَّة الآراء على سبب كافٍ لاتِّهامه، أو يُقْبَض عليه في حال إجراء الجناية أو الجنحة أو عقب إجراء ذلك.
المادة الثَّمانون: إن هيئة المبعُوثان تتذاكر على لوائح القوانين المحوَّلة لها، ولها أن تقبل من ذلك المواد المتعلِّقة بالأمور الماليَّة والقانون الأساسي أو ترفضها أو تعدِّلها، وبعد أن يجرى التَّدقيق بالتَّفصيل في هيئة المبعُوثان على المصارف العُموميَّة، حسبما هو موضح في قانون الموازَنَة، يُعْطََى القرار على مقدارها مع الوُكلاء، ثم يتعيَّن كذلك مع الوكلاء سويَّة كميَّة وكيفيَّة ما يقابل ذلك من الواردات وصورة توزيعها وتداركها.
 
فيما يلي رابط لفيلم قصير حول لحظات تَلَقِّي السُّلطان عبد الحميد الثَّاني خبر القرار بعَزْلِهِ، مِن إنتاج "الجزيرة الوثائقيَّة":




 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق