الانتخابات بحد ذاتها فعل سياسي لتسيير وتيسير أي نظام، وتختلف وجهات النظر في طرح هذا الفعل بين حزب وآخر وبين حركة وأخرى. وهناك فرق بين حزب وحركة ليس فقط في الطرح السياسي وإنما أيضا في التركيب التنظيمي. فهناك أحزاب، وهناك تجمعات تدور في إطار المفهوم السياسي للأحزاب وهناك قوائم موسمية تظهر وتختفي ضمن العملية الديمقراطية والتعددية. وما الطرح من اجل حزب واحد كالحزب العربي الذي يتحدثون عنه فهو أمر بعيد عن الديمقراطية وحتى قد يضر بالتمثيل العربي في الكنيست، وبمثل هذا الإجراء قد يدفع البعض للتصويت لأحزاب أخرى إذا لم تلاءم معه سياسة الحزب الواحد..
هذا مجمل ما تقدم به الأستاذ محمد حيادي عريف مناظرة سياسية دعا إليها المركز الثقافي البلدي وبلدية سخنين يوم أول أمس الأربعاء وشارك بها الدكتور منصور عباس من الحركة الإسلامية عن القائمة الموحدة. ومن الجبهة سكرتيرها العام أيمن عودة، وعوض عبد الفتاح سكرتير عام التجمع الوطني، ومحمد اسعد كناعنة أمين عام أبناء البلد ( الجناح الشمالي)، والذي كان أول المتكلمين ليجيب على سؤال عريف الندوة: لماذا في حركة أبناء البلد تنادون بمقاطعة الانتخابات؟؟ فأجاب كناعنة، ان هذا الأمر نابع من رفضنا للاعتراف بالبرلمان الصهيوني الذي أقيم على أنقاض شعبنا الفلسطيني، واحتجاجا على ما قامت، وتقوم به الحركة الصهيونية من تهجير وملاحقة لابناء شعبنا خلال 60 عاما من الاحتلال للأراضي الفلسطينية. وكل القوانين التي سنت ودعمت هذه الملاحقة على مختلف اشكالها صدرت من هذا البرلمان. ونرفض ان نكون لعبة مع او ضد خلال التصويت في البرلمان ففي مجمل اي موقف يكون النظام في تسويق السياسة الإسرائيلية والاعتراف بها كدولة يهودية. ونحن لا يمكن ان نطبع العلاقات مع الدولة وبالوقت ذاته تتم المناداة بمقاطعة إسرائيل. وخلال حديثه أكد كناعنة على ضرورة الوصول الى صيغة البرمان العربي على أسس قومية.
(تجدر الإشارة ان في نهاية الندوة وجه احد الحضور السؤال لسكرتير التجمع سائلا إذا كان ما سمع منه عن مقاطعة الانتخابات كان فيه التباس بالفهم فأجاب عبد الفتاح، نعم لو لم نخض الانتخابات كنا سنصدر البيانات ونطالب الجماهير بمقاطعة الانتخابات)!!
أما أيمن عودة سكرتير عام الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة فأكد ان النضال في بلد كسخنين يشحذ العمل البرلماني وان العمل البرلماني يبقى ناقصا بدون عمل جماهيري والجبهة بكل مركباتها مقرون عملها البرلماني بنضال شعبي ولا نفصل العمل بين هذا ونترك الآخر بل نرى بكل منهما مكملا للآخر. ومن قال ان وجدودنا في الكنيست يرمي الى تبييض وجه إسرائيل فهو غلطان فنحن في الحقيقة نعمل على إظهار وجهها الأسود القبيح. اليمين اعتبر اتفاقيات أوسلو غير شرعية لأنها اعتمدت على الصوت العربي وكان لصوت النائب الجبهوي محمد بركة (بيضة القبان) في إخراج المستوطنين من غزة. الحزب الشيوعي والجبهة هم الذين عرفوا الجليل والنقب والمثلث ببعضهم عن طريق صحفه ونشاطاته الميدانية ومن خلال المؤسسات الوطنية التي تم إنشائها على طول البلاد وعرضها. ثم لمن نترك الساحة بمقاطعة الانتخابات لميرتس ولحزب العمل او غيره من الأحزاب الصهيونية. وأشار عودة الى بعض أهمية القوانين التي بادرت إليها الجبهة والنضال اليومي وكون الجبهة مع الناس ومع كل المظلومين تدافع عن حقوقهم تقف الى جانبهم في كل كبيرة وصغيرة وتتصدى للسياسة الرسمية لحكام هذه البلاد من على منصة الكنيست الى اصغر موقع.
تجدر الإشارة إلى أن في بداية المناظرة، بارك رئيس بلدية سخنين مازن غنايم هذا النشاط مشيرا إلى أن الامتناع يعني التصويت لليبرمن وغيره من متطرفين ودعا الى وصول اكبر عدد ممكن العرب الى البرلمان. إما في نهاية الندوة فطرحت العديد من الأسئلة والمداخلات تطرق اليها الخطباء شارحا كل منهم أهمية التصويت لجانب حزبه ردا على ما أكده سكرتير عام أبناء البلد كناعنة بضرورة مقاطعة الانتخابات.