كنيسة أبوسنان تستضيف أسرة لقاءات روحيّة في الأراضي المقدّسة
2014-07-13 14:57:54

كنيسة القدّيس جوارجيوس في أبوسنان تستضيف أسرة لقاءات روحيّة في الأراضي المقدّسة
في أمسية روحيّة عنوانها "الشّباب نبض قلب الكنيسة وحياتها في التاريخ" قامت أسرة لقاءات روحيّة الّتي أسّسها ويرعاها قدس الأرشمندريت أفجينيوس عرانكي الكلّي الوقار، ابن النّاصرة والّذي يخدم في مدينة أثينا باليونان، بعقد لقاء روحيّ لأبنائها المتواجدين في الأراضي المقدّسة من مختلف قرى الجليل والنّاصرة، في قرية أبوسنان برعاية قدس الأب نيقولاوس بصل راعي الكنيسة وبمشاركة شبيبة كنيسة ابوسنان. وابتدأ اللّقاء بصلاة الغروب، بعدها ألقى قدس الأب نيقولاوس كلمة تحيّة وترحيب بالضّيوف لينتقلوا بعدها إلى قاعة الكنيسة، حيث رنّموا معا للرّبّ. بعدها تمّ التّواصل مع قدس الأرشمندريت أفجينيوس عبر السّكايب، الّذي بدوره رحّب بالجميع وألقى كلمة روحيّة عن دور الشّباب في الكنيسة وعن رسالتهم، بعدها تحدّث عن لقاءات روحيّة الّتي تضمّ اليوم أعضاءً من كلّ أقطار الأرض يجتمعون معًا للصّلاة كلّ يوم عبر السّكايب وعن خدمة البوق الرّوحيّ المجّانية الّتي تصل إلى الهواتف النّقّالة مجّانًا كلّ يوم. وفي النّهاية شكر المجلس الرّعويّ ممثّلًا بأعضائه السّيّد نبيل نقولا وفيلبب جهجاه والهيئة التّمثيليّة ممثلةً برئيسها الدّكتور مروان جنيني على حسن الضّيافة والاستضافة لهذا اللّقاء. وإليكم نصّ الكلمة الّتي ألقاها قدس الأب نيقولاوس في اللّقاء:

باسم الآب والابن والرّوح القدس، الإله الواحد، آمين أنتم ملح الأرض، فإذا فسد الملح، فبماذا يملّح؟ أنتم نور العالم. هكذا فليضئ نوركم قدّام النّاس، ليروا أعمالكم الصّالحة ويمجّدوا أباكم الّذي في السّموات (متّى 5) نجتمع اليوم أيّها الأحبّاء لنكون واحدّا في المسيح الّذي يجمعنا، يقودنا ويقوّينا في مسيرة هذه الحياة كأبناء الملكوت نسعى وراء خلاصنا وخلاص الآخرين، عالمين أنّ السّبيل الوحيد والطّريق الضّيق يمرّ فقط عبر الكنيسة الواحدة الجامعة الرّسوليّة الّتي أسّسها الرّبّ يسوع المسيح بدمه الّذي سفكه عنّا على الصّليب، وهكذا بدمه أحيانا من موت الخطيئة الجدّيّة فأصبحنا أبناء للنّور، فنتبعه ولا نعود نحيا ونسير في الظّلمة الّتي هي تعاليم إبليس. ومهما عصفت بنا أمواج هذا العالم واضطراباته تبقى الكنيسة هي سفينة الخلاص والنّجاة وتبقى الميناء الهادئ الآمن. نعيّد اليوم في الثّلاثين من شهر حزيران بحسب التّقويم الشّرقيّ، عيدًا جامعًا للقدّيسين الرّسل المجيدين الاثني عشر، وبه نختم صوم الرّسل محتفلين بتذكارهم الشّريف فهم أعمدة الكنيسة الكارزون بملكوت السّموات في كلّ المسكونة. وقد قال لهم السّيّد المسيح: "ها أنا أرسلكم كغنم في وسط ذئاب، وتكونون مبغضين من الكلّ من أجل اسمي، وتساقون أمام ولاة وملوك من أجلي..." وكشهود لقيامة الرّبّ، سواء بحياتهم أو بكرازتهم، قرّب الرّسل القدّيسون أنفسهم "منظرًا للعالم"، "للملائكة والنّاس" (1 كو 9:4) وكان لسان حالهم: "إلى هذه السّاعة نجوع ونعطش ونعرّى ونلكم وليس لنا إقامة. صرنا كأقذار العالم ووسخ كلّ شيء إلى الآن" (1 كور 4: 10-13). فعلوا ذلك لكيما بأضحيتهم تشاد الكنيسة بقوّة الله لا بحكمة النّاس. وإذا نظرنا إلى السّيّد المسيح نرى أنّه اختار أن يبدأ كرازته في جيل الشّباب واختار تلاميذه من جيل الشّباب ولم يخترهم من بين شيوخ اليهود وحكمائهم. وهذا إنّما يدلّ على الطّاقة الكامنة في جيل الشّباب والإمكانيّات الّتي غرسها الله في نفوسهم، فالشّباب ثروة بكلّ ما يملكونه من العزيمة، الإرادة، القوّة، الاندفاع والطّموح. وهم ثورة يجب توجيهها جيّدًا لتسير في الطّريق الصّحيح الذي رسمه الرّبّ يسوع المسيح من خلال تعاليمه وروحه القدّوس وعمله في الكنيسة. إن نظرنا اليوم إلى شبابنا وشابّاتنا نراهم بعيدين كلّ البعد عن الكنيسة وعن تعاليمها، لا بل وأصبح من العار انتماء أحدهم إليها. لا بل ويتباهى البعض بإلحاده وبازدرائه بالكنيسة وتعاليمها، وهكذا أصبحنا مسيحيّين بالاسم، ملحدين في تصرّفاتنا وأفكارنا. فأين تكمن المشكلة وما هو الحلّ؟ المشكلة تبدأ في المنزل، في التّربية الأولى الّتي يتلقّاها الطّفل من والديه قبل أن يخرج إلى العالم. فالبيت الّذي يفتقر إلى الصّلاة ولا يعرف الصّوم هو البيئة الفاسدة الّتي تزرع الخراب في الرّوح وتفسدها. بعض الأطفال لا يعمّدون في الصّغر فيحرمون من الانعتاق من سلطان إبليس الّذي يحلّون منه بفعل وقوّة وحلول الرّوح القدس على مياه المعموديّة، ويحرمون من نوال مواهب الرّوح القدس بمسحة الميرون. وقد يتعمّد البعض في الكبر فقط من أجل مراسيم الزّواج ولا يكون الاعتماد عن إيمان بل مجرّد إجراء لتتميم الزّواج في الكنيسة. إنّ الشّباب اليوم غرباء عن كنيستهم، لا مبالين. لذلك على الأهل أن يزرعوا في نفوس أولادهم بذور الإيمان منذ الصّغر، بواسطة تعميدهم وتربيتهم التّربية الصّالحة واقتبالهم المسيح من خلال التّعليم في البيت والكنيسة ومن خلال تناولهم الأسرار المقدّسة في الكنيسة. وهكذا نقوّي ارتباط الأولاد بالكنيسة ليأتي بعدها دور الكنيسة بالحفاظ عليهم والاهتمام بتنشئتهم من خلال مدارس الأحد والفعاليّات التّربويّة، التّرفيهيّة، الرّوحيّة المختلفة. وبهذا نحصل على جيل جديد من الشّباب لديه انتماء لكنيسته ولمجتمعه. إنّ جيلًا جديدًا من الشّباب المحبّ لكنيسته سيحميها فتحميه، والرّوح القدس الّذي أخمدناه فينا بسبب عصياننا وابتعادنا عن الكنيسة، سيعمل فينا جميعًا فنحصل على بركات السّماء في حياتنا وعائلاتنا ويحقّق الرّبّ وعوده لنا إن أطعناه وعملنا بوصاياه، فهو الّذي أحبّنا أوّلًا وبذل نفسه من أجلنا. لكن على الكنيسة أن تحافظ على الشّباب لا أن تهمّشهم، فالشّباب بحاجة إلى الشّعور بالأمان والرّاحة والسّعادة. هم بحاجة إلى الرّياضة والتّرفيه، هم بحاجة إلى قاعات يجتمعون فيها وبحاجة إلى ندوات تربويّة تعالج قضايا تخصّهم وتهمّهم، وإن أمكن فليكن ذلك مع مختصّين وعاملين اجتماعيّين ومستشارين تربويّين. كما وهم بحاجة إلى صلوات ورياضات روحيّة وبناء جوقات ترتيل من خلالها ينمّون قدراتهم ويكتسبون مهارات مختلفة تساعدهم في الحياة. لذلك، على الكنيسة أن تراعي كلّ هذه الاحتياجات لتكون البيت الدّافئ لجيل الشّباب فيكون بناؤهم كمن يبني بيته على الصّخر لا تهزّه الرياح. وكلّ عام وأنتم بخير الأب نيقولاوس بصل كاهن رعيّة أبوسنان في الأراضي المقدّسة
 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق