استضافت قرية البقيعة العامرة بأهاليها الكاتب نمر نمر في محاضرتين: الأولى كانت تحت عنوان النبي الخضر في الموروث الروحي توحيدي ـ بمناسبة زيارة مقام الخضر في بلدة كفرياسيف. وبهذه المناسبة التقى الكاتب بعشرات النساء في نادي باسمة للمرأة حيث دار الحديث عن هذا النبي  وعن أدواره المختلفة على مختلف العصور، أبان جميع الدعوات الدينية.. ولهذا لا تجد أية دعوة أو ديانة سماوية لا تَعتَبِر الخضر احد دعائمها وأنبيائها الكرام. وأوضح الكاتب تلك الأدوار على النحو التالي: في دور نوح ظهر الخضر باسم النبي صالح، صاحب الناقة المشهورة التي يقسم، حتى يومنا هذا، الكثير من الناس برأسها. وفي دور إبراهيم ظهر تحت اسم (أبو العباس). وفي دور موسى في دور آليا ـ الياهو هتشبي ـ صاحب العجائب. وفي دور عيسى يوحنا المعمدان سابق المسيح. وفي دور محمد باسم المقداد بن الأسود، أول فارس في الإسلام. وكان آخر ظهور للخضر في دور الحاكم بأمر الله وظهر باسم أبو إبراهيم إسماعيل بن حامد التميمي (مولاي النفس). وبأسلوبه الشيق استطاع الأديب نمر ربط هذا الأدوار بمبدأ تقمص الأرواح (التناسخ) ودعّم أقواله بالكثير من الأمثلة التي وردت في كتب، تناولت موضوع التناسخ من وجهة نظر فلسفية علمانية.

أما المحاضرة الثانية فقد استضافها يوم أمس السبت نادي الأمل للمسنين تحت عنوان قراءات أدبية، تناول بها الكاتب الكثير من الأبيات الشعرية التي أصبحت أمثالا يحتذى بها معرجّا على الشعراء والكتّاب: المتنبي، المعري، ابن الرومي، صفي الدين الحلّي، احمد شوقي، حافظ إبراهيم وغيرهم من رجالات الأدب والعلم والمعرفة. كما تطرق الكاتب الى رد فعل بعض الكتّاب العبريين التقدميين الذين رفعوا أصواتهم احتجاجا على الحرب الهمجية التي شنتها إسرائيل، على الأطفال والنساء والأبرياء، وعلى المساجد والدور والمنشئات الصناعية والبنية التحتية في غزة هاشم. حيث غرد هؤلاء الكتّاب خارج السرب الصهيوني، المروج لتلك الحرب الشرسة، مشيرا الى مساهمات كتّاب مثل، جدعون ليفي، ب. ميخائيل، دافيد غروسمان، عاموس عوز وآخرين.