أسيل رامي نكد من أبوسنان: بإبداعاتها الكتابية تحوّل الواقع الى جنّة جميلة
2014-07-05 10:43:44

هي.. خجولة نوعًا ما لكنها تناقش وتجري محادثة بكل جرأة واعتبار، هي.. صبورة وهادئة في نهجها الحياتي لكن حسّها الكتابي - الابداعي يصرخ لها دائمًا في أذنها ويشجعها ناحية العطاء والكتابة ناهيك عن الابداع والتفنن فيه. هي.. ربما فقيرة الحال والمال ولكنها من أغنى الطبقات في الخيال، الفكر والتفكير ولا ننسى روح المبادرة.
إنها، أعزائي، أسيل رامي نكد، من قرية أبوسنان. طالبة الصف الثامن، والتي تتمتع في هذه الفترة من مجموعة إطراءات ومديح من القاصي والداني نتيجة كتابتها القصص وإدخال الإبداع فيها كعنصر فعال يحرّك مشاعرها ومشاعر القراء الذين أسمعتهم ما كتبته أناملها ففرحوا كثيرا ودائما يطلبون المزيد بما في ذلك معلميها في المرحلة الابتدائية حيث كانوا الدينامو الذي حركها الى الأمام ودعم خطاها فكتبت وأبدعت في قصص قصيرة ذات معنى وبذلك حوّلت دنياها الى جنّة خضراء جميلة ومزركشة ولا ننسى أنها ذات قلب رقيق فمن شدة تعلقها بأختها الصغرى التي تعاني من ضعف بصري، قامت وكتبت قصة حولها تجعل القارئ يذرف الدموع.
موهبة أسيل نكد أعزائي تتغذى بدعم من والديها: رامي وسميرة، شقيقتها الستة وأخيها العزيز على قلبها أمير مما يعطيها القوة والعزيمة للعطاء حيث بدأ يتبلور في مخيلاتها: إصدار كتاب يشمل قصصها القصيرة ذات المعنى بعد التنقيح والعناية اللازمة ليعرف العالم أن أسيل قادرة على فعل ذلك رغم كومة العراقيل والحواجز التي ممكن أن تتصدى لها وتعرقل حبل أفكارها.
أسيل قالت لمراسلنا: شكرًا لكم على الاعتناء والدعم. بدأت أشعر بموهبتي الكتابية قبل ثلاث سنوات وتلقيت عندها الكثير من الإطراءات والدعم. سأواصل تطوير قدراتي لأحقق أهدافي. أشكر والدي وعائلتي على الدعم وأيضاً معلمات اللغة العربية في المرحلتين: الابتدائية والإعدادية على المؤازرة والدفع الى الأمام.
 نحن نقول هنيئًا لوالديها، لأبوسنان وللمجتمع عامة على ولادة كاتبة صغيرة التي نأمل أن تصبح كبيرة... كبيرة جدًا.
ومن القصص التي كتبتها أسيل نكد: عائلة الثعالب، الجار، السعادة، البطة المتعجرفة، الفقر وإخرى.  إليكم قصتان قصيرتان هدية من أسيل الطموحة والتي لا مانع لديها ولعائلتها أن يتبناها أشخاص أو شركات ليواكبوا مسيرتها الكتابية حتى تُصدر الكتاب القصصي الأول لها في المستقبل القريب...


البنت التي لا ترى إلا القليل القليل
في إحدى الحارات قي قرية أبوسنان كانت هنالك عائلة، هذه العائلة كانت لطيفة وتكوّنت من سبع بنات جميلات جدا وولد جميل واحد. من بين البنات تميزت البنت الصغرى بجمالها فشعرها كان أشقرًا، وجهها أبيضًا كبياض الثلج، عيناها عسليتين، أنفها صغيرًا، فمها لطيفًا وصغيرًا، كان اسمها، مايا، بلغت من العمر السنتين وثمانية أشهر وكل من يراها يحبها ويلاطفها. مايا كانت تحب عائلتها كثيراً وعائلتها تحبها كذلك ليس لأنها لا ترى إلا القليل القليل منذ أن وُلدت ولكن لأنها رقيقة وجميلة الهيئة والمنظر وتحب والديها وأخواتها وأخاها الوحيد كثيرا.
مايا كانت قريبة جداً من أختها الكبيرة، أسيل، وتتودد اليها وكل يوم كان يزيد حبها لها فأسيل تعاملها معاملة جيدة وتساعدها في كل شيء وتعلمها بأن بصرها الخفيف جداً هو امتحان من عند الله - سبحانه وتعالى - وأن علينا أن نحمده على كل شيء خاصة عندما يمتحننا في أمور صعبة كهذه، مايا كانت تبتسم وتوجه "نظرها" صوب أسيل وتقول لها: الحمد لله على كل شيء.


الملك الحزين
في إحدى المدن البعيدة كانت مملكة حيث لم تعرف لحظة سعادة أو فرح بعد أن فقد ملكها شاربه فحزن أهل المملكة لذلك لأن الملك كان طيب القلب معهم والأهم من ذلك أن باقي ملوك الممالك المجاورة سخروا منه.
وفي يوم من الأيام قدم الى المملكة فتى وسيمٌ، لم يتجاوز العشرين من عمره، اسمه سلام، والذي لاحظ بأن أهلها حزينون جدًا، فسألهم: ما بكم؟
أجابوه: ملكنا فقد شاربه فنحن حزينون!!!
عندها ضحك بصوت عال أزعج أهل المملكة فجرّوه الى الملك ظانين أنه يسخر من ملكهم والذي لام الفتى وأوصى بقطع رأسه لكن سلام صرخ وقال: لا، يا سيدي أنا لا ولم أسخر منك ولم أضحك لفقدانك شاربك بل لأني لم أتخيل ملكًا دون شاربٍ...
وأضاف: ولكنك كيف فقدت شاربك يا جلالة الملك؟؟!
الملك: يبدو أنك شابا لطيفا فسأقص عليك قصة شاربي.
سلام: تفضّل يا مولاي.
الملك: كنت جالسا على عرشي وقررت أن أتجول في مملكتي لأطمئن على أبنائها وفي إحد الأماكن سمعت شخصا يتكلم عن حلق الشارب والدقن فقلت في نفسي لما لا أجرّب ذلك؟؟!!
أمرت حارسي الشخصي أن يُحضر لي كل ما أحتاجه لفعل ذلك وهكذا حلقتُ شاربي ودقني وبدوتُ غريبا لذلك حزنت وحزن معي أبناء مملكتي.
سلام: متى حدث ذلك جلالة الملك؟؟
الملك: قبل بضعة أيام.
سلام وهو يضحك: لقد عرفت مشكلتك يا ملكنا العزيز. فهمت من كلامك أنك حلقت دقنك وشاربك لأول مرة في حياتك فعليك أن تدري أنه يتوجب على جلالتك الانتظار أياما معدودة حتى يعود شاربك بالنبوت والظهور وبعد أسابيع وأشهر سيعود شاربك الى شكله السابق أي أنه لم يختف نهائيا.

عندها أرتسمت بسمة عريضة على وجه الملك وعلت أصوات التصفيق والزغاريد أرجاء المملكة فأمر الملك حراسه وإعوانه بإهداء الفتى سلام الذهب الكثير والجواهر الوفيرة لا بل عرض عليه أن يتزوج ابنته الوحيدة، أميرة، فقبل سلام وهكذا وبعد أن عاد شارب الملك الى حالته الطبيعية السابقة، عاش الجميع في ثبات ونبات، سلام واطمئنان.
 

 
 
 
 
 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق