الآلاف في مظاهرة الأول من أيار الجبّارة في الناصرة
2014-04-26 19:31:35

سجلت الناصرة اليوم السبت، واحدة من أضخم مظاهرة الأولى من ايار التي تشهدها المدينة منذ نحو سبعين عاما، بمشاركة الآلاف المؤلفة، التي حولت الشارع الرئيسي الى نهر بشير مظلل الرايات الحمراء، ومجسمات تعبيرية، وشعارات تندد بسياسة الحرب والاحتلال والتمييز العنصري والتجويع، وقد طغى على الحضور حشود الشابات والشباب، الذي زادوا الزخم الثوري لهذه المسيرة الكفاحية، كاسرين كل الرهانات البائسة على هذه المسيرة، والداعين لها، الحزب الشيوعي والجبهة الديمقراطية.
وتقدم المسيرة، قيادة الحزب الشيوعي والجبهة الديمقراطية، وفي مقدمتهم، السكرتير العام للحزب الشيوعي الكاتب محمد نفاع، وأعضاء كتلة الجبهة البرلمانية، النواب محمد بركة وحنا سويد ودوف حنين وعفو اغبارية، واعضاء القيادتين القطريتين للحزب الشيوعي والجبهة، وكوكبة كبيرة من قدامى الشيوعيات والشيوعيين، الذين كانوا ضمن فريق الرعيل الاول الذي شق الصعاب في سنوات النكبة وما بعدها.

وانطلقت المسيرة من وسط شارع توفيق زياد، مرورا بالشارع الرئيسي، وتقدم المسيرة رافعو الأعلام الحمراء والأوركسترا، ورافعي الشعارات المركزية للمسيرة، وسط ترحيب حار من الجمهور الواسع الذي اصطف لمتابعة سير المظاهرة، الى أن وصلت الى مبنى بيت الصداقة، فدخلت الآلاف وسط الأهازيج والهتافات الثورية والوطنية، ثم عقد المهرجان الختامي.
وافتتحت المهرجان الخطابي وادارته، عضوة قيادة الشبيبة الشيوعية الرفيقة شادن أبو أحمد، وقالت، إن هذه المظاهرة الجبّارة هي الرد الواضح والأكيد لكل من أغرق نفسه بأوهام انتهاء دور الحزب الشيوعي والجبهة، خاصة في الفترة الأخيرة، وقالت إن لحزب له هذه الشبيبة الشيوعية المناضلة، وتحمل هذا الفكر الثوري اليساري التقدمي، فلا خوف عليه، وشددت على ضرورة الحرص على بقاء الدور الطليعي للحزب الشيوعي والجبهة، بوصلة الجماهير العربية في نضالها ضد سياسة التمييز العنصري والاحتلال، سوية مع القوى اليهودية الديمقراطية الحقيقية.

وكانت الكلمة للسكرتير العام للحزب الشيوعي محمد نفاع، الذي حيّا العلم الأحمر المرتفع شامخا، العلم الذي ارتفع في فلسطين منذ العام 1919، وسيبقى مرفرفا عاليا خفاقا بما يحمله من معاني ثورية من أجل العدالة الانسانية، ضد الامبريالية والصهيونية والرجعية، هذا العلم الذي كان خفاقا عاليا في ثورة الفلاحين في فلسطين في العام 1929، وكان خفاقا في ثورة 1936، بقيادة العربي السوري عزالدين القسام، وهذا العلم، الذي صان كرامة الناصرة وجماهير شعبنا في مظاهرة الاول من أيار العام 1958، في هذه القلعة الحمراء، ضد مخطط تدجين شعبنا ليكون مطواعا للصهيونية والامبريالية.
ووجه نفاع تحياته الى الشعب الفلسطيني بالمصالحة الوطنية، وقال إن هذه المصالحة يجب ان تكون ثابتة دائمة، وأن ترتكز على الثوابت الوطنية الفلسطينية، وفي أساسها قلع الاحتلال واقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس المحتلة، وضمان حق العودة للاجئين الفلسطينيين، حتى وإن أغرقت هذه البلاد باللاجئين، فهذا حقهم، حق العودة الذي نتمسك به.
وبعث نفاع بتحياته الى قوى التحرر في العالم الى كوبا والصين الشعبية وجزيرة القرم، وتحيات كفاحية، الى المقاومة اللبنانية البطلة، وبعث بتحيات خاصة الى سورية البطلة والى الشعب السوري، الى هذه الدولة التي صمدت وتصمد في وجه الارهابيين، أذرع الامبريالية والرجعية والصهيونية.
وختم نفاع قائلا، إن هذه المظاهرة الجبارة هي مؤشر واضح الى واقعنا، فنعم نحن نقوم بكل ما يستوجب من مراجعة ذاتية وفحص ذات، ولكن الى كل المراهنين، أقول لهم لا تتوهموا أكبر، فحزب لديه هذه الشبيبة الشيوعية وهذه الحشود الضخمة الكبيرة، هو حزب ثابت صامد في طليعة درب النضال الذي اشتقه في اصعب الظروف، وصار دربا لآخرين.

رأس الحربة الثورية
وحيّا السكرتير العام للشبيبة الشيوعية أمجد شبيطة كوادر الشبيبة الشيوعية، وخصّ بالذكر شبيبة فرع الناصرة التي أوصلت الليل بالنهار، تحضيرا لهذه المظاهرة الجبارة، وهذا المهرجان الضخم، وحيّا جماهير الشبيبة الشغيلة، المكافحة المناضلة من أجل قوت حياتها وبناء مستقبلها، التي يعبر الحزب والجبهة عن مصالحها وتطلعاتها.
وهاجم شبيطة مؤامرة التجنيد، وحذر من زجها في خانة طائفية، وكأنها مواجهتها منحصرة على شريحة واحدة، وقال إن هذه معركة عامة شاملة، وعلينا أن نصعّد حملتنا التي تشكل فيها الشبيبة الشيوعية وجماهير الشباب في الجبهة رأس حربة، وحذّر من رجال الدين الذين يتاجرون بالدين كي يروجوا للمؤامرة، خاصا بالذكر كاهن التجنيد من الناصرة، وحيّا رافضي الخدمة العسكرية، من الشبان اليهود، وأيضا الشباب من الطائفة العربية الدرزية، الذين يفضلون السجون العسكرية على خدمة الاحتلال.
وقال شبيطة، إن الشبيبة الشيوعية تحتفل هذا العام بمرور 90 عاما على تشكيل الشبيبة الشيوعية و95 عاما على تأسيس الحزب الشيوعي و70 عاما على صدور صحيفة "الاتحاد"، وقال، إننا ننطلق بكل ثقة نحو المؤتمر الاستثنائي لمؤتمر حزبنا، ليكون انطلاقة جديدة للحزب.

وكانت الكلمة الختامية، للنائب محمد بركة، رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، الذي افتتح كلمته، بأبيات من قصيدة للشاعر محمود درويش: قالت جندية: "هو أنت ثانيةً ألم أقتلك؟ قلت بلى قتلتني، ونسيت مثلك أن أموت"، وتابع بركة، هناك بعض ضعفاء النفوس بعض الخبثاء، الذين اعتقدوا أو يعتقدون أنهم قتلوا هذا الحزب، ولكن هذا المارد يقف الآن في الناصرة القلعة، في الناصرة الصامدة. وقال إن من يريد فحص هذا الحزب، فهو يدرك الآن أننا صخرة قوية صامدة، وهذه المظاهرة هي الدليل الساطع، في اليوم الساطع، عيد العمال العالمي، فبوركتم أيها الشباب، وبورك الحزب بكم.
وقال بركة، لقد تلقينا طلقة موجعة في الانتخابات المحلية الأخيرة، ولكن هناك بعض البالونات التي نفخوها فاعتقدت أنها أكبر من حجمها، وهي مجرد قطعة بلاستيك، هناك بالونات نفخوها فاعتقدت نفسها أنها اقوى من الصخرة، بينما البالون بيفقع وبينفّس، والصخرة تبقى سند البناء سند النضال، وهذا الحزب هو صخرة هذا الشعب.
وبعث بركة باسم الجبهة والحزب بتحياته الى جلسة المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية، التي عقدت في رام الله في نفس ساعة المظاهرة والمهرجان، ما تعذّر تلبية الدعوة للمشاركة في هذا، ومن الناصرة نقول، إن تأخير المصالحة حتى الآن كان عارا على حركة التحرر الفلسطينية، انظروا رد فعل اسرائيل كي فقدت توازنها أمام اتفاق المصالحة، ونحن نشد على أطراف المصالحة لانجاز المصالحة تحت راية برنامج منظمة التحرير الفلسطينية، الذي وضعه أولا حزبنا الشيوعي قبل اية جهة أخرى في العالم. 
وقال بركة، إنه لا يمكننا أن نقبل بمفاوضات كتلك التي جرت في الأشهر التسعة الأخيرة، التي سجلت فيها وتيرة غير مسبوقة بالاستيطان، ونؤكد أن أي مفاوضات يجب ان تجري على قرارات الشرعية الدولية ووقف الاستيطان وتحرير الاسرى، وغذا لم تجر المفاوضات على هذه الاسس، فنحن لسنا بحاجة لمفاوضات كهذه.
وتوقف بركة عند قضية القدس وتصعيد المؤامرة على المسجد الاقصى المبارك، وقال إن اسرائيل تحاول أن تعرض القضية في القضية، وكأنها نزاعا دينيا يستند الى رواية اسرائيلية مختلقة، بينما نؤكد أن المعركة على القدس والاقصى هي قضية سياسية قضية احتلال يجب ان يزول، لأن السيادة هي التي تضمن العبادة، وليس العكس، وكل محاولة للعب في الملعب الديني، فهو يخدم المخطط الاسرائيلي الصهيوني، من حيث يدري أو لا يدري.


واختتم المهرجان بفقرات فنية، افتتحتها الطفلة مريم فراس حمدان بالقاء قصيدتين، للقائد الراحل توفيق زياد، وعزف على العود للموهوبين هزار اسماعيل مصطفى ونديم إياد قنانبة، فيما قدمت فرقة الدبكة التابعة لفرع الشبيبة الشيوعية في سخنين عرضا رائعا، ومسك الختام كان عدة أناشيد وطنية للفنانة لمى أبو غانم.

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق