10 سنوات مرت على زيارتي الأولى لمدينة غزة...
10 سنوات مرت على التحول في رسالتي الفنية...
 الحصار الذي تعيشه غزة وأهلها, جعلني أقوم بتحول كبير في رسالتي الفنية, مركزا على الحياة الصعبة, الاستبدادية, الاستعبادية,  الاستعلائية والفاشية التي يعيشها شعبي داخل السجن الكبير... فعند رؤيتك سور برلين فلا بد أن تتداعى أفكارك وتتذكر السور المحيط بغزة والضفة لكن السور عندنا على الأقل ضعفي سور برلين... وان الجدار هناك هدم قبل 20 عاما... وعندنا البناء ما زال مستمرا...! لكن علامة السؤال... إلى متى ولماذا لا يتعلم الإنسان من تجاربه ومن  وتجارب البشرية؟!! 
مياه الشرب المالحة وكمية الكهرباء المحددة بساعة أو ساعتين لليوم, في أحسن الأحوال, أماكن التجول محددة إن وجدت أصلا... السباحة بالبحر محرمة...! فالكل مُحرم وممنوع في غزة... حتى النوم والأحلام... كلها أمور قهرتني جدا... حتى أنها ذكرني  بعلبة السردين (بالسردنة).
 
قسم من الأعمال المرفقة أنتجتها خلال إقامتي الفنية في برلين وهامبورج  وأخرى في الأردن.  صورة الطفل الجريء " احمد" الذي لم يخف من عقاب السلطات في عمان وقرر أن يطيل بحياة   "السمك اللاجئ". وصور أخرى من الجليل,  فاني أرى علاقة نسبية وتاريخية بين برلين وفلسطين حتى يومنا هذا !
وأخيرا رغم اسمي إلا إنني أرى أن تحقيق معناه في هذه البلاد أصبح حلما أكثر منه واقعا... لكن هذا لا ينفي حق كل إنسان أن يعمل من اجل تحقيقه. وان يعود كل إنسان لأرضه, بيته ولأهلة... وان يعم الصدق, المحبة والمساواة بين جميع الناس... ولن يضيع حقٌ وراءه مُطالب...
 
سلام منير ذياب
عضو هيئة إدارية
رابطة إبداع - للفنانين التشكيليين العرب