أبوسنان: نفس الدور المسرحي تؤديه البنت بعد أن مثّلته أمها قبل 27 عامًا في مسرحية "زهرة على قبر أمي"
2014-03-21 09:43:04

أبوسنان: نفس الدور المسرحي تؤديه البنت بعد أن مثّلته أمها قبل 27 عامًا في مسرحية "زهرة على قبر أمي"

حقيقة أنه لأمر عجيب غريب عندما صعدت الطالبة آية بسام بيتم، أمس الخميس، الى منصة التمثيل في المدرسة الابتدائية "ب" في أبوسنان وقامت بدور الأم ساجدة(أم سعيد بالمسرحية) في أحداث المسرحية المؤثرة "زهرة على قبر أمي" والتي قام بتأليفها وإخراجها المربي الفاضل والمعطاء ونائب مدير المدرسة الحالي (حقوق التأليف محفوظة)، زايد زيادة، حيث ذاع صيتها في القرية ولاقت إعجاب الذين حضروها من أمهات أو على شرائط الفيديو كونها سُجّلت.

إليكم أحداث المسرحية المُثيرة:

المشهد الاول

الأم فرحة جدًا بمولودها الجديد تغني لهو ترقص طربًا يتناوله الأب يقبله ويحتضنه  بقوة تسيل الدموع من الفرح من عيون الوالدين وذلك بعد زواج استمر أكثر من خمسة عشر سنة  لم يرزقا خلالها بطفل، ولكن الله تعالى رزقهم بطفل بعد طول  انتظار.   "من بعيد تسمع أغنيه للأطفال:  "يا الله ينام يا الله ينام تذبحلو طير الحمام"

الأم:- ماذا نسمي الطفل يا أحمد؟

الأب :- نسميه سعيد فأنا أبو سعيد وأنت أم سعيد.

الأم :- أم سعيد

     " يا رب اجعله من أبناء السعادة والحياة"

    " يا رب وفق لي ولدي"

أشكرك يا رب وأحمدك بعد أن حرمتني من الأولاد أكثر من خمسة عشر سنة فقد

رزقتني بطفل يا رب ساعدني على تربيته تربية صالحة، يا رب أسعد كل أطفال الدنيا ولا تحرم أي أم من ابنها.

أبو سعيد – آمين يا رب، أريد أن يكون مهندسا.

أم سعيد – لا .... أريده أن يكون طبيبا، كي يساعد الفقراء والمحتاجين ولذلك

      سنكون عندها عجوزين ولا أريد أن يعالجني أي طبيب سواه فأنا أخجل من

       الأطباء.

" الوالدان يخرجان – أنا أريد، مهندسا ليبني لي بيتا جميلا.... وأنا أريده طبيبا"

المشهد الثاني:

وتمر الأيام والسنين ويكبر سعيد

سعيد : "يدخل مسرعا"

      أمي ...أمي لقد نجحت في الامتحانات لقد نجحت.......

الأم:- مبروك يا ولدي تحتضنه بحرارة

      والآن اجلس بجانبي، وأخيرًا يا سعيد فقد أصبحت شابا محترما ونجحت في

     الامتحانات وعليك أن تفكر في مستقبلك .

سعيد:- أريد أن أدخل الجامعة وأتعلم.....

الأم:- الطب

سعيد: ولكن لا

الأم: طبيب عيون لأن معظم أطفال القرية عندنا مصابون بمرض في عيونهم وهم   

     بحاجة لمن يساعدهم.

سعيد:- أمي

الأم:- وهم فقراء لا يستطيعون زيارة الطبيب لأنه يكلفهم غاليا وهم لا يملكون المال

      الكافي.

سعيد:- لنترك هذا الحديث... الآن يجب أن اشتري بعض الحلويات لأوزعها على 

       الجيران لأني نجحت في الامتحان.

الأم:- انتظر حتى يأتي والدك.

"يدخل الأب"

يعانق سعيد ويبارك له بالنجاح.

سعيد :- خذ يا ولدي ووزع كما تشاء ولا تنسى أحدا فكل أهلنا وإخوتنا وفرحهم

        بنجاحك لا يقل عن فرحنا جميعا.

"يخرج سعيد فرحا مسرورا ومسرعا"

صوت عجلات سيارة تتوقف فجأة.

أصوات الصراخ ،صوت سيارة الإسعاف

صوت – مسكين، مسكين يا سعيد لقد أصابتة السيارة في رأسه.

المشهد الثالث

سعيد في المستشفى، رأسه كله ملفوف بالقماش الأبيض وحوله الطبيب، الأب والأم.

الطبيب:- يا أبا سعيد الحمد لله على سلامة سعيد، إن إصابته كانت شديدة وقوية وقد

          شفي من جميع الإصابات والكسور التي في جسمه ولكن....

أبو سعيد:- ولكن ماذا، أيها الطبيب؟

الطبيب:- ولكن لا ندري ماذا حدث لعينيه!!!

أم سعيد:- ما بهما، هل.... هل فقد بصره؟

الطبيب:- لنرى الآن فقد يلطف به الله تعالى ويشفيه.

" الطبيب يفك القماش الأبيض عن عيني سعيد يقوم ببعض الحركات أمام عيني سعيد"

الطبيب:- كيف حالك يا سعيد؟

سعيد:- الحمد لله وشكرًا لك أيها الطبيب ولكن... أين أنت ... إني لا أراك.

الطبيب:- انظر إن والديك حضرا لرؤيتك.

سعيد:- أين أنا، إني لا أرى شيئا أين أبي؟ أين أمي؟  " يصرخ ويبكي ربي

      لماذا فعلت لي هكذا .... أريد أن أرى..... أريد أن أرى أصدقائي، جيراني 

        أمي وأبي ...... أريد أن أموت لا أريد أن أعيش أعمى.

الأم تحتضن سعيد:- لا يا ولدي، الله معنا، سوف يعيد اليك بصرك"

الطبيب:- (يأخذ الوالدين جانبا)

         يا أبا سعيد ويا أم سعيد لقد فحصنا كل الإمكانيات والظروف وليس أمامنا

        من حل سوى أن نزرع له عينين لإنسان حي آخر يتبرع بهما.

أبو سعيد :- أيها الطبيب أستطيع أن أدفع المبلغ الذي تريده، فقط أعد لسعيد بصره .

الأم ولكن من يستطيع أن يتبرع ببصره أيها الطبيب؟

 

الطبيب:- هناك إمكانية واحدة وهي أنه إذا حدث أن قارب إنسان على الموت نطلب 

         إليه أن يتبرع بعينيه قبل وفاته وعندها نزرعها لولدك.

الأم :- ولكن هل يوجد إنسان من هذا النوع؟

الطبيب: قد يحدث اليوم وقد يحدث بعد سنوات عديدة.

(الأم تلتفت حولها وهي تفرك بيديها الى عينيها):- يا رب ساعدني أريد أن يرى ولدي النور فالحياة أمامه وهو لا يزال شابًا وأنا لا حول لي ولا قوة، أريد أن أهدي بصري الى ولدي ليدخل الجامعة ويصبح طبيبًا ليعالج كل الناس ويحافظ على صحتهم، فأهل قريتي مساكين وفقراء.

(بعد أيام وخلال زيارة الوالدين لسعيد)

الطبيب: يا أم سعيد يستطيع الإنسان الحياة حتى بدون نظر ويكون عضوًا نافعًا لمجتمعه.

الأم، يجب أن يتبرع بعينيه قبل وفاته.

الطبيب: أقول لكِ أن ولدك يمكنه أن يدخل الجامعة بدون نظرِهِ.

الأم: ويمكن اقتلاع عيني المريض وزرعها لولدي سعيد.

الطبيب: كثيرون هم العلماء الذين عاشوا من دون نظر.

الأم: عندها يستطيع رؤية كل شيء.

الطبيب: خذي مثلا: طه حسين وأبو علاء المعري.

الأم: ويصبح طبيبًا مشهورًا.

أبو سعيد: ماذا حدث لك يا أم سعيد؟

الأم: ولكنه سيرى كل الناس إلا أنا.

أبو سعيد: الحمدلله أنه ما زال على قيد الحياة.

الأم: وسنكون عندها مع الأموات.

أبو سعيد: سامحك الله يا امرأة، ما هذا الذي تقولينه؟!!!

الأم: أيها الطبيب كن جاهزًا فإن أحدًا قد جاء ليتبرع بعينيه لولدي.

الطبيب: أين هو...؟ أين هو...؟

الأم: أنا... أنا... (وتقفز من النافذة في الطابق الثالث)

(يهرع الطبيب وأبو سعيد والممرضات ولكن هيهات فالأم لقيت حتفها ولكنها تركت بذلك ذكرى لولدها.... عينيها الاثنتين)

 

المشهد الرابع:

تجهّز الجميع بعد انتهاء يوم الجنازة وأيام العزاء للعملية الجراحية التي ستعيد البصر الى سعيد الغالي على قلب أمه من خلال عينيها.

الطبيب: اليوم يا أبا يتقرر مصير نظر ولدك فأبتهل الى الله تعالى أن تكون العملية الجراحية قد نجحت.

أبو سعيد: يا رب الا يكفي أني فقدت زوجتي التي تبرعت بعينيها لولدنا سعيد فانقُل نور عينيها لولدي الغالي الذي لم يبقَ لي سواه.

( الطبيب يفك الرباط عن عيني سعيد رويدًا رويدًا... وبعد لحظات)

الطبيب: الحمدلله يا أبا سعيد لقد نجحت العملية.... لقد نجحت.... أن سعيد يرى النور لقد عاد اليه بصره.

أبو سعيد: يحتضن ولده ويقبله "الحمدلله أحمدك يا الله وأشكرك لقد عادت الحياة الى ولدي سعيد... "ينظر هنا وهناك يكاد يطير فرحًا.

إني أرى.....   إني أرى..... لا أصدق الطبيب؟؟

أريد أن أشكره "يرى الطبيب "شكرًا لك أيها الطبيب شكرًا لك يا أحسن طبيب في العالم.

(يرى والده، يحتضنه ويبكي) أبي..... أبي..... إني أرى اراك جيدًا.

يبحث عن أمه "ولكن... أين أمي؟ يبتعد الطبيب قليلا يجهش أبو سعيد بالبكاء."

أبو سعيد: أمك "يبكي" أمك...لقد... لقد.... أنها مريضة.

سعيد: مريضة.... لا.... لا أنها ليست مريضة كيف تبكي يا أبي وأمي مريضة فقط.

أين هي؟

أبو سعيد: لقد... لقد.... "يجهش بالبكاء"

سعيد: هل ماتت؟

أبو سعيد: (يهز رأسه علامة الموافقة)

سعيد: أمي أين أنت (يدور على المسرح، يبحث عن أمه وهو يصرخ ويناديها)
(الطبيب وأبو سعيد يبكيان، يقترب الطبيب من سعيد)

الطبيب: سعيد يا ولدي أن أمك هي أعظم لم في العالم لقد قدمت أغلى ما عندها من أجلك لإسعادك وإعادة الحياة والنظر إليك.

سعيد: كيف.... كيف أعادت النظر الي؟؟

الطبيب: لم يكن أمامنا حل سوى أن يتبرع إنسان بعينيه لكي تستطيع...

سعيد: يتبرع بعينيه؟ أي أن أمي تبرعت بعينيها لي وقد كلّفها ذلك حياتها.

الطبيب: نعم يا ولدي.

سعيد: (يبكي) ويتوقف فجأة)

لا... لا لن أبكي سأحافظ على عيني أمي، لقد كانت غالية جدًا علي في حياتها وقد أصبحت اليوم أغلى بكثير بعد موتها.

وأمي كانت لا ترى إلا الأشياء الجميلة وها أنا ذا أرى أمامي كل الأشياء جميلة. كل الدنيا جميلة، كلها ربيع، كلها زهور، كلها أمل. إن كل الأمهات أمي، إن كل زهرة أمي، إن كل طفل يبتسم هو أمي، إن الحياة كلها أمي.

لقد أرادتني أمي طبيبًا، وسوف أتعلم الطب، وأصبح طبيبًا مشهورًا سأكون طبيب عيون.... من أجل أمي.

سيكون قبرُك يا أمي حديقة زهور ستفوح منك أجمل وأعذب رائحة يرحمك الله يا أمي.

هذا وتمنى المربي زايد زيادة بهذه المناسبة الحياة المديدة والسعيدة لجميع مربيات مدرستنا وللأمهات في أبوسنان خاصة والعالم عامة وأوصىي الأبناء أن يعرفوا قيمة تضحية أمهاتهم وآبائهم من أجلهم وفي سبيلهم.

 
 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق