كفرياسيف: مدرسة يني الثانوية في تأبين مهيب لرحيل أبنها المربي يني لاذقاني
2013-09-01 02:30:04

غصت ساحة مدرسة يني الثانوية في  كفر ياسيف بالمئات من اهل ورفاق واصدقاء ومحبي الرفيق والمربي الراحل يني لاذقاني في الحفل التأبيني الذي نظمه فرع الحزب الشيوعي الاسرائيلي مدرسة يني الثانوية في كفرياسيف والمجلس المحلي في كفر ياسيف.

فقد افتقد فرع الحزب الشيوعي في كفر ياسيف احد ابرز رفاقه الرفيق خالد الذكر يني (ابو ورد). ليلحق برفاق درب في اجواء الصمت الحزين الذي خيم على وجوه الاهل وزملاءه والرفاق والرفيقات والاصدقاء الذين جاءوا من جميع انحاء البلاد ليشاركوا في حفل التأبين للرفيق الراحل يني . القيت كلمات التأبين التي تعدد صفات ومناقب ونضالات الفقيد، والتأكيد على مواصلة الطريق التي شقها ابو الورد طريق الحزب الشيوعي ، طريق الكرام والمستقبل الواعد.

عريفا الحفل الرفيق إياد الحاج والاستاذ اسامة خوري وصفا مسيرة نضال وكفاح الفقيد واضاف الرفيق اياد بان  السيرة َ الكفاحيَّة َ للمناضل ِ العنيد ِ لمْ تنته ِ ، بلْ أخذتْ شكلا ً جديدًا في استمرارِها ، لأنَّها أصبحتْ قوَّة ً ماديَّة ً بينَ النـّاس ِ ، والمادَّة ُ ، كما علـَّمَنا يني ، مُعلـِّمُ الفيزياء ِ ، لا تفنى ، بل تـُغيِّرُ شكلـَها.
ويضيف رفيق درب وطفولة الفقيد الاستاذ والرفيق اياد الحاج.. ان ذاكرتنا الجماعية ناقصة دون سيرتك الطيبة ايها الشيوعي العريق.. وان مسيرتك الكفاحية جزء من تراثنا الوطني والاممي.

التي تتلمذ َ يني في مدرسة ِ أبناء ِ الكادحينَ ، في ” نادي السّلام ِ ” ، نادي الحزب ِ الشيوعيِّ في القرية ِ ، هذه المدرسة ُ التي جمعتـْه ُ برفاقِه ِ الأشبال ِ من أبناء ِ العمّال ِ والفلاحين َ و سائرِ الفئات ِ الاجتماعيّة ِ التي انتهجت ِ  الطريقَ الكفاحيّة َ التي خطـَّها الحزبُ الشيوعيُّ. في هذه المدرسة ِ تعلـّمَ يني الأناشيدَ والأغاني الوطنيّة َ والأمميّة َ ، تعلـَّمَ الفنَّ والرّياضة َ والعزف َ على كلِّ آلات ِ فرقة ِ ” الدّرامز ِ ” ، وبدأ يُشاركُ في تأدية ِ الأعمال ِ الحزبيّة ِ ، منْ توزيع ِ صحف ِ الحزب ِ ومجلاتِه ِ ، إلى إحياء ِ احتفالات ِ الأوّل ِ منْ أيّارَ . في هذه ِ المدرسة ِ تعلـمَ أبجديّة َ الانتماء ِ القوميِّ والرّوح ِ الوطنيّةِ وأخوّة ِ الشـّعوب ِ .

والقى رئيس مجلس كفر ياسيف المحلي عوني توما كلمة ابتد بها بابيات شعر لشاعر الجاهلية زهير بن ابي سلمى عن نظرته للحياة والموت ِ ، فماضي الإنسان ِ وحاضرُهُ معلومانِ أمّا مستقبلـُهُ فمجهولٌ ومستترٌ وراءَ قدرِهِ ، ويعجزُ العقلُ البشريُّ عنْ إيجادِ تفسيرٍ لموتِ البعض ِ وهم في رَيْعان ِ الشبابِ بينما يهرَمُ آخرونَ… فيبقى الإيمانُ باللهِ عزَّ وجلَّ وبحكمتِهِ وقبولُ مشيئتِهِ وإرادتِهِ هو الجوابُ .

عطا فرحات مراسل قنوات السورية ابن الجولان السوري قال  في كلمته: لن انساك عندما كنت تأتيني مبتسما وتقول لي انا سوري بكل شيء يا عطا حتى اسمي لأدقاني., فكنت السوري الاصيل الذي حمل هم الشام وفلسطين , وناضل بكل ما يملك من قوه للدفاع عن قضيتنا العادلة. يني لن انساك , سأتذكرك مع كل وقفة للجنة الشعبية وكل اعتصام , وفي كل ساحة من ساحات الوطن , سأتذكر كلماتك وهتافك ووقفاتك .
والقى عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي الاسرائيلي الرفيق عصام مخول كلمة جاء فيها..
اسم الرفيق يني اسم الشيوعي الصلب والانسان الثوري الذي لم تهزه ريح ولم تنل منه العواصف.. اسم الذي عرف ان يترجم الفكرة الكبرى والنظرية الثورية الى برنامج عمل يومي محلي يتجلى في التعامل مع القضايا العادية. كان نشيطا وفعالا في شتى المجالات، فبينما احاول الكتابة عنه اشعر برغبة جامحة في التعبير عن اعجابي بعظمة واخلاص هذا الانسان وعن ابداء مشاعر الود والمحبة لرفيق، واخ وصديق.

والقى الاستاذ عزت فرح صديق المرحوم كلمة جاء فيها… لقد غادرتنا وكنت في ريعان الشباب وفي عز العطاء صاحب طموح لاحدود له في تلقي العلم فسافرت الى ابعد الحدود من اجل ذلك.

ايها المخلص الوفي الشجاع في قول الحق الذي لا يحابي, لقد كنت امينا على مبادئ نشاّت عليها في بيت يؤمن بالاشراكية.
كمت تحدث الاستاذ صموئيل سعيد مدير مدرسة يني الثانوية وقال : هنا تعلمَّ يني ، هنا علـَّمَ ، ها هنا علـَّمَنا بأعمالِهِ وممارساتِهِ عنْ انتمائِهِ لبيتٍ عربىٍّ جليليٍّ فلسطينيٍّ أصيل ٍ . أحبَّ مهنة َ الـّتعليم ِ وأعطاها حقـَّها بنفس ٍ مخمورة ٍ بسَكرة ِ الحبِّ والعطاء ِ. كانَ لامعًا في عملِهِ ومُميَّزًا في عطائِهِ ودمثـًا في أخلاقِهِ وأبًا لطلابـِهِ . تركَ على جدران ِ هذهِ المدرسة ِ بصمة ً لا تـُمْحَى ولا تـُنْسَى . كانَ رُبانـًا لسفينة ِ حياتِهِ التعليميّة ِ ، قدوة ً يُحتذى بها ، فارسَ علم ٍ لا يـُشقُّ لهُ غبارٌ وربَّ اسرة ٍ طيّبة ٍ أحبَّها وأحبَّتـْه ُ .

والقى صديقة صفوان طرباني ورفيقة كلمة اللجنة الشعبية  للتضامن مع الشعب السوري وقيادته الوطنية وابتدا كلمته : يؤلمـُني أن أقفَ هنا اليومَ في تأبين ِ صديقي ورفيقي واخي الغالي – الحبيب ِ  الرفيق ِ  ” ابو الورد ” الغالي علينا جميعاً ، ذلك الإنسانُ الذي أمْضَى عمرَه في غرس ِ زهور ِ المحبة ِ أينما ذهبَ ، وكانَ وديعًا كفراشات ِ الحدائق ِ  ، دؤوبًا دائمَ الحركة ِ كعاملاتِ النحل ِ، ترحلُ وتحلُّ ولا تـُنتِجُ إلا ّ العسلَ .

ابو الورد ِ لؤلؤة ٌ قذفـَها المدُّ إلى الشاطئ ِ , وبعدَ رحلةِ سنينَ قصيرة ٍ جرفـَها الجزرُ معَه إلى الأعماق ِ، وهذا هو حالُ الدرِّ والياقوت ِ.
لقد آلَمتـَنا يا يني ، لقد آلَمتـَنا بمرضِكَ  وبرحيلـِكَ .  رحلتَ ولمْ  نشبعْ منكَ بعدُ .
واضاف طرباني – عاشَ يني شيوعيـًّا حُرًا – مـُفكـِّرًا واعدًا – بطلا ً شجاعـًا – صديقـًا وفيـًّا – مُعلـِّمـًا ومُربيـًا.

وابدع َ منَ الافكار ِ ما يستحقُ أنْ تشكرَه ُ عليها أجيالٌ من بعدِ أجيال ٍ، ولمْ يعتل ِ منصّات ِ التتويج ِ تكريمـًا ولا تشريفـًا، مثلما فعلَ غيرُه ُ ، يكفيهِ أنـَّه ُ كانَ منْ أوائِل ِ الواقفينَ والمـُدافعينَ عن  سوريا وشعبـِها وجيشِها ، ومنْ أوائِل ِ المُنضمّينَ الى اللجنة ِ  الشعبيّة ِ للتضامن ِ معَ الشعبِ السوريِّ وقيادتِه ِ الوطنيّة ِ ,  وشاركَ في كلِّ نشاط ٍ  تضامنيٍّ مع الشعبِ السوريِّ .

لا يمكنُ أنْ نحصرَ يني الرفيقَ البطلَ والإنسانَ الرائعَ بعدّة ِ كلمات ٍ  تأبينيـّة ٍ !!!ولكنَّ الكلامَ يجبُ أن يُكْتَبَ والكلمة ُ يجبُ أنْ تـُقالَ .
لا نستطيعُ بهذه ِ الكلمات ِ القليلة ِ أنْ نـَفِيَ الراحلينَ حقـَّهم – ولكن ْ يبقى الحدُّ الادنى من واجب ِ الوفاء ِ لهم , فكيفَ نبلغ ُ الحدَّ الأدنى حينَ يكون ُ الراحلُ بقامة ِ يني المناضل ِ الشجاع ِ ؟!

وعرض فلم وثائقي سيرة ُ حياة ٍ ومسيرة ُ كفاح يني بصوت الرفيق ايد حيث عرض مسيرة حياته كلها , والذي ابكى الحضور جميعا .

وكانت الكلمة الاخيرة لزوجة الفقيد  الفقيد الممرضة تيريز التي ابتدات بالشكر لكل من وقف الى جانبهم في مصابهم الاليم … وقالت :الأيامُ تجري ولا يزالُ الجرحُ غيرَ مُلتئم ٍ بعدُ ، بلْ ما زالَ يُؤلمنى أشدَّ الألم ِ ، فـَليبك ِ جميعُكمْ معي حزنـًا على زوجي . أعطوني عيونـًا أبكي بها ، فقدْ جفـَّتْ مدامِعي .
إنَّ موتَ الزوج ِ شيءٌ يمزّقُ القلبَ ويجعلُ المرأة َ تشعرُ وكأنـَّها أصبحتْ كالبيت ِ الخرب ِ الذي لا سقفَ لهُ وتشعرُ أنـَّها فقدت ِ الأمانَ والسكينة َ.

أصرخُ في ظلمات ِ فراقـِكَ وأقولُ : ” أينَ ذهبتَ وتركتـَني ؟ ! “لماذا رحلتَ عنـّي وعنْ عالمِكَ ، وعن ِ الناس ِ الذينَ يُحبونـَكَ ؟! لماذا سافرتَ إلى المجهول ِ؟ لماذا؟ لماذا؟ لماذا؟ ألا تعرفُ أنّ رحيلـَكَ جعلني كالجسد ِ بلا روح ٍ، كالعين ِ بلا بصر ٍ وكالقلب ِ بلا نبض ٍ .
إنَّ رحيلـَكَ عنـّا تسببَ لي بجرح ٍ لا يستطيعُ الزمنُ مداواتـَه ُ، أشعرُ اليومَ أنَّ الدنيا أصبحتْ ظلماءَ حزينة ً على فراقـِكَ . اشتقتُ إلى النظر ِ إليكَ  … اشتقتُ الى سماع ِ اسمي مِنْ شفتيكَ .. اشتقتُ إلى رائحة ِ يديكَ …
بالأمس ِ كنتَ جالسًا بينـَنا تضئُ لنا حياتـَنا بنور ِ حنانـِكَ ، بحضنـِكَ الذي ينبعثُ منهُ كلُّ معاني الحبِّ والوفاء ِ فكنتَ صديقـًا صدوقـًا ، أمينـًا ، مُخلصًا ، مُحبًا فاحببتـُكَ ، أحببتُ فيكَ الدماثة َ وخفة َ الظلِّ المعهودة َ فيكَ . كنتَ لا تهابُ مِنْ قول ِ الحقِّ وبصوت ٍ عال ٍ . الوفاءُ والإخلاصُ كانا مِنْ شيمِكَ . تمسَّكتَ بمبادئ ِ الماركسيّة ِ اللينينيّة ِ في الفكر ِ والممارسة ِ وبالنضال ِ العربيِّ اليهوديِّ المشترك ِ . وكانتْ مواقفـُكَ  راسخة ً تجاهَ عدالة ِ قضيتـِنا وحقـِّنا بالعيش ِ بسلام ٍ وأمان ٍ . إضافة ً إلى أنـَّكَ كنتَ رجلا ً مُحبًا ومُتسامحًا،  كنتَ إنسانـًا تقدميًّا  في البيت ِ أيضًا حتـّى أنـّكَ كنتَ تشاركُ في كلِّ الأعباءِ المنزليّة ِ ، وفي السّنة ِ الأخيرة ِ كأنـّكَ أردتَ أنْ تودِّعَنا حيثُ  كنتَ تـُحضِّرُ الإفطارَ والزوادة َ  لي وللأولاد ِ ، كأنـّكَ أردتَ أنْ نذكرَكَ  كلَّ صباح ٍ ونحنُ في عجلة ٍ منْ أمرِنا ، ألا تعلمُ أنَّ المحبَّ لا يستطيعُ أنْ ينسى حبيبَه لا سيما مَنْ كانَ مِنَ الذينَ يأسرونَ مَنْ حولـَهم بإحسانـِه ِ .
يا مَنْ كنتَ قريبًا مِنَ الناس ِ ، حبيبـًا للجُلاس ِ ، لطيفـًا معَ الصغار ِ والكبار ِ حتـّى أحبَكَ الجميعُ واحترموكَ ؛ فلمّا سمعوا بنبأ وفاتـِكَ بكتـْكَ الأعينُ ، ودَعَتْ لكَ الألسنُ ، وترحَّمَ عليكَ مَنْ عرفـَكَ ومَنْ لمْ يعرفـْكَ .

ولو جلستُ  العمرَ كلـَّهُ أكتبُ فلنْ أفِيَ بكلماتِي إحساسَ قلب ٍ توقفتْ نبضاتـُهُ … ” مَنْ قالَ إنَّ الكبارَ يموتونَ حينَ يغادرونَ هذه ِ الحياة َ بعدَ طول ِ عطاء ٍ .. هي محطـّة ٌ فقط ، يرتاحونَ  فيها .. كي نكملَ نحنُ ما بدأوه ُ ” .

نـَمْ قريرَ العين ِ ،  سأبقى حاملة ً لرايتـِكَ ،  أيَُّها الفقيدُ الغالي ، فنحنُ سنبقى على العهد ِ ،
وداعـًا يا صاحبَ القلب ِ المليءِ بحبِّ الناس ِ و الإخلاص ِ لهم .
ستظلُّ مواقفـُكَ الصّادقة ُ مثالا ً يُحتذى  بها أبدَ الدّهر ِ . وسيبقى اسمُك شعلة ً مضيئة ً في درب ِ النضال ِ الأمميِّ والوطنيِّ .
الوداعَ الوداعَ الوداعَ ، يا مَنْ اختارَكَ قلبي  لتكونَ والدًا لأولادي فكانَ نعمَ الاختيارُ .

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع المدار بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير
الاسم الكامل :
مكان الاقامة :
التعليق :
هام جدا : أدارة الموقع لا تنشر اي تعقيب فيه تجاوز لقانون القذف والتشهير, وتقع المسؤلية على كاتب التعقيب
Copyright © almadar.co.il 2010-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع المدار الاول في الشمال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت
X أغلق
X أغلق