بمبادرة من رئيس  وأعضاء مجلس أبو سنان المحليّ، تمّ اطلاق اسم طيّب الذكر شفيق بربارة "أبو سعاد" على المكتبة العامّة في البلدة، وذلك تقديرًا لمجهوده الذي بذله في خدمة أبناء البلد، كونه شغل منصب سكرتير المجلس مدّة  38 عامَا، وقد افتتحت الاحتفال وتولّت عرافته د. راوية بربارة، فشكرت الحضور من كلّ البلاد وحيّتهم قائلةً: " تفرش اليومَ قريتُنا حبقَ اللقاءِ لتعبقَ بوجودِكم، بحضورِكم وبمشاركتكم، وتنثرُ نعنعَ الذّكرى نهزُّ عودَهُ ليفوحَ عطرُ الماضي القريب، وتتدلى العناقيدُ في طرقاتِ البلدةِ لتخمّرَ عنبَ المحبّة بين الأهل القاطنين والأهل القادمين والأهل الراحلين عنّا جسدًا القائمين فينا ذكرياتٍ وحكايا.
هذه القريةُ الوادعةُ الصغيرةُ لها حضورٌ بحضورِكُم، تكبر وتتّسع بأهلها وناسِها وضيوفِها، بمقيميها وزائريها ينثرون بهجةَ الصيامِ بجهادِ النفسِ والجسدِ في هذا الشهرِ الفضيل، ينفضون عباءةَ الموتِ ويعلّقونها على حمّالةِ الحقِّ لتستكينَ، وتمضي الحياةُ قُدُمًا.
لك يا منازلُ في القلوبِ منازلُ    أقفرْتِ أنتِ وهنَّ منكِ   أواهلُ
ومنازل أبو سنان عامرة بكلّ ألوان الطّيف الطائفيّة والاجتماعيّة والسياسيّة، وتكريم أيِّ إنسانٍ يجمعُ الألوانَ والأطيافَ على مذاهبها لتتشكّلَ الفسيفساءُ الرائعةُ التي نراها اليومَ هنا، والتي تؤكّد أنّ قلوبَنا مأهولةٌ بالخير والمحبّة".
تلاها رئيس المجلس السيّد علي هزيمة الذي أكّدَ أنّ هذا التكريم وهذا الاحتفاء مفتوحٌ على كلّ الأبواب ولكلّ المذاهب دون فرق، لأنّ السيّد شفيق بربارة عايش كلّ الرؤساء الذين تبدّلوا الواحد تلو الآخر، وهو لم يتبدّل بل بقي وفيًّا همّه مصلحة الناس والبلد، وأشاد بعطائه وبأخلاقه، ذاكرًا أنّه قد تمّت تسمية شوارع البلدة على اسم رؤساء المجلس السابقين، وأطلاق أسماء رجال التربية المرحومين الذين خدموا البلد على المدارس في البلد وعلى المركز الثقافيّ، واليوم توّج هذا المشروع بإطلاق اسم شفيق بربارة على المكتبة العامّة.
وتحدّث الأستاذ نبيه الشيخ عن أهميّة دور المكتبة في حياة الإنسان، وأنّ تفعيلها بشكل صحيح هو ما نصبو إليه، خاصّةً في ضوء الإحصائيّات الأخيرة التي تؤكّد اتّساع الفجوة بين القارئ العربيّ والكتاب.
تلاه صديق العائلة جورج توما "أبو نايف" الذي تحدّث عن شفيق بربارة الإنسان الصديق الذي رافقه عمرًا هو والعائلة، حتّى أصبح حضور أحدهما يعني حضور جزء من الآخر فيه، وأشاد بأخلاقه العالية، وبمعاملته الراقية المحبّة لزوجته المرحومة، حتّى في أحلك ساعات مرضها، وعلاقته الخاصّة ببناته سعاد وفاتنة ود. سحر، مشيرًا إلى حبّه لهنّ ولأزواجهنّ ولأحفاده الذين رأى الحياة من خلال عيونهم.
ثمّ تمّت إزاحة الستار عن البلاطة التي حملت صورة شفيق بربارة وكلمات التكريم باسم المجلس المحليّ بكامل هيئاته، تقديرًا لمجهود "أبو سعاد" من سنة 1964-2003، وقد قرئت في تلك الأثناء قصيدة "أبي" لنزار قبّاني، تلتها كلمة السيّدة سعاد بربارة خازن التي تحدّثت باسم العائلة عن ذكريات والدها في المجلس القديم، وعن إخلاصه ووفائه لعائلته، وأنّ الكلّ كبيرًا وصغيرًا، ابنةً ونسيبًا وحفيدًا وأقارب وأهل ما زالوا يقدّرون ويحبّون هذا الإنسان المميّز، وشكرت رئيس المجلس على هذه اللفتة الكريمة، وشكرت الحضور من كلّ مكان، مؤكّدة أهميّة  هذا الحدث، شاكرةً الصائمين الذين حضروا في هذا الشهر الفضيل، ذاكرةً أنّ والدها قد وُلد في ليلة القدر في شهر كانون أوّل حينها، وأنّه لو كان حيًّا ورأى هذا التكريم بعينيه لسرّه ما رأى.
هذا وقد تبرّعت عائلة الفقيد شفيق بربارة ببرنامج برمجة خاصّة تربط الحواسيب في المكتبة بحاسوبٍ مركزيّ، وتبرّعوا بشاشةِ عرضٍ كبيرة للمكتبة وبتكاليف تركيب هذه البرمجة، وقد ذكرت عريفة الاحتفال القيمة المعنويّة لمثل هذا العطاء الذي سيفعّل المكتبة ويجعلها ملاذًا لأولادنا من الفراغ، ومكانًا للمعلّمين والطلاّب  والمثقّفين على حدّ سواء، وقدّمت هي بدورِها كتبها هديّةً للمكتبة فاتحةً باب تفعيل المكتبة في البلد. 
واختتم الاحتفال بإفطارٍ رمضانيّ جماعيّ، وقد مُدّت مائدة رمضانيّة للصائمين ولغير الصائمين رحمةً عن روح السيّد شفيق بربارة.